|
(نكاح) الإستبضاع وتبادل عمر البشير وفرفور عبد المنعم سليمان
|
يبدو واضحاً إلا للذين في قلوبهم غشاوة أن عمر البشير ليس لديه أي حلول لأزمات بلادنا ، وأن ما يُعلن عنها من مبادرات لا تعدو أكثر من كونها نسخة شبيهة بـ (نكاح الإستبضاع) الذي كان سائداً أيام الجاهلية ، حيث كان الزوج العاجز يرسل زوجته إلى رجل آخر ليقوم مقامة في وظيفة التناسل ، فيقول لها : اذهبي إلى فلان واستبضعي منه ، ولا يقترب منها الزوج حين تعود حتى يحدُث الحمل ، فينسب المولود إلى والده الحقيقي ، في حين يبقى هو مع الزوجة لا يتركها ولا يفارقها ويمارس حياته الطبيعية معها !
والمشير البشير بعد أن أحال البلاد إلى مجموعة من المشاكل واستعصى حلها عليه قرر أن يستبضع (فحلاً) لحزبه العاقر (العقيم) ، يرسله ليحل مشاكله ومشاكل حزبه لكن دون أن يقدم تنازلات قد تطيح به عن منصبه لاحقاً ، عدا تنازله عن شرفه الوطني ، فهو يريد البقاء و(البغاء) على رؤوسنا مهما كلف الأمر الوطن من مشقة وعنت.
وفي بحثة عن ذلك (الفحل) يبدو المشير متخبطاً وتائهاً في الاختيار ، لا يهمه من يكون من يقبل بهذه المهمة القذرة ، الترابي ، الصادق ، الميرغني ، غازي ، أو ، أو .. أو حتى المسكين (بخيت دبجو) الذي أتى إلى الخرطوم برأس خالية إلا من بضعة (لاندكروزرات) ، وقد كسر خاطري (بخيت) هذا بالأمس عندما شاهدته على التلفزيون جالساً أمام البشير كما يجلس تلميذ غبي أمام أستاذه ، فلم اتوانى في إطفاء الشاشة خشية أن يأمره البشير : (بخيت : أمشي جيب الطباشير).
وبعد أن أصبح البشير أضحوكة و(مسخرة) بين الناس (كل الناس) ، وكي يتناسب اسمه مع مكانته الجديدة في قلوب الشعب ، إقترح – شخصياً - على نائبه (المسطول) إصدار مرسوماً جمهورياً يقضي بسحب لقب (فرفور) من الفنان جمال مصطفى ومنحه لرئيسه ، فيصبح اسمه رسمياً : الرئيس (عمر فرفور) ، على أن يعوض الفنان باسم (جمال البشير) ، خاصة وأنه أثبت أحقية وجدارة تؤهلانه لنيل هذه الأبوة الرئاسية عن استحقاق ، فقد سبق وحرك هذا الفنان مشاعر المشير الجامدة ، وهذه في حد ذاتها معجزة كبرى (موثقة في مقاطع فيديو) ترقي إلى أن تكون من علامات الساعة ، إذ أن مشاعر المشير لم تحركها كل شلالات الدماء التي أسالها في طول البلاد وعرضها منذ سطوه المسلح على السلطة وإلى الآن.
وفي مقطع الفيديو ذاك يظهر المشير وهو (يوثب) راقصاً على أنغام فرفور ، ثم يهز وسطه طرباً ونشوة بطريقة تُعجز وتستعصى على (بوسي) و(لوسي) مهما تكاثرت عليهما (النقوط) والنقود.
هذا فيما يختص بالمضحك والمُبكي ، أما المُبكي وحده ، فهو أن هذا الرئيس لا إحساس له ولا شعور ولا دم ، خاصة حينما يتعلق الأمر بالشأن العام ، فمهما أُنتُقِد وهُزِّء به وسُخِر منه ، ومُثِّل به عبر الكاريكاتيرات ، يظل هو ، كما هو ، سادراً في تيهه وغيه ، ولا ريب ، فكيف يحس من جعل كل همه ومبلغ شأنه في هذه الحياة الحط من حياة السودانين وأقدراهم ، وتدمير حاضرهم ومستقبلهم ، و جعل معيشتهم ضنكاً وأمنهم جحيماً مستعراً ، لدرجة أنني أصبحت على قناعة تامة لو أن مُنادياً نادى اليوم معلناً عن بدء فتح أبواب جهنم لهرول إليه الشعب السوداني زرافات و وحدانا ، يطالبون أن يُسعروا ويصلون سقر عوضاً عن نار عمر البشير التي لا تبقي ولا تذر.
يبدو أن عروض مسرحية (الوثبة) لم تنته بعد ، ولن ، فقد صرح نائب (برلماني) للصحف أمس بأن البشير رجل المرحلة وأنه وطني ظل يعمل ويدعو ربه ليل نهار لنصرة السودان وأهله ! بارك الله فيك يا شيخ ، الآن عرفنا سبب الشقاء والعذاب الذي نحن فيه ، فأنى يستجاب لأفاك زنيم ، مأكله وملبسه ومشربه حرام؟
حديث ذلك (البرلماني) ذكرني بحوار قرأته قبل وقت ليس بالقصير ، أجرته إحدى صحف (البولش والتلميع) مع شقيق عمر البشير و(كبير اخوانو!) عبد الله ، قال فيه : ان الأسرة تعيش فقط على (الماهية وقليل من دخل صالون الحلاقة الذي تمتلكه) ! شكراً يا رجل ، فقد أثبت لنا أنكم لستم مثيرين للشفقة ومحرضين على الضحك فقط ، بل وللبصق ايضاً ، فأي صالون هذا الذي يفوق دخله دخل شركتي (زين) و( أم تي ان) للإتصالات ؟ ثم أننا نسألك : كم عدد الرؤوس التي تأتي يومياً لصالون حلاقتكم هذا ؟ وهل ترك شقيقك رأساً (يانعة) في هذا البلد ، دون أن يقطفها ؟
يا ترى أين سيهرب آل كافوري حلاقي الذمم من حلاقة التاريخ ؟
|
|
|
|
|
|