(لا تسافرلمصر) المقاطعة الشعبية لأستعادة الكرامة المفقودة بقلم المثني ابراهيم بحر

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 09:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2015, 01:40 PM

المثني ابراهيم بحر
<aالمثني ابراهيم بحر
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(لا تسافرلمصر) المقاطعة الشعبية لأستعادة الكرامة المفقودة بقلم المثني ابراهيم بحر

    01:40 PM Nov, 19 2015

    سودانيز اون لاين
    المثني ابراهيم بحر-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    ما نقلته صحيفة السوداني في عددها الصادر في يوم
    17/11/2015 لهي مأساة تتقطع له القلوب:
    فالمباحث المصرية القت القبض على الحاج الخمسيني يحيي زكريا الذي أتى
    للقاهرة يطلب علاجاً لمرض البواسير الذي أنهك جسد ابنه الصغير، المباحث
    ألقت القبض على الحاج زكريا بشارع طلعت حرب عشية وصوله القاهرة وأخذت كل
    المبالغ المالية التي بحوزته وزجت به ورفيقه السوداني بحراسات قسم عابدين
    بالقاهرة وأذاقته فنون تعذيبها. الحاج زكريا وفقاً لتقرير الطبيب المعالج
    يؤكد وجود نزيف في مقلة العينين ورضوض وآثار حرق وجروح باليدين من أثر
    التعذيب بالأصفاد وجره بأرضية الحراسة بحسب وصف تقرير الطبيب الذي استخرج
    بناءً على أورنيك (8) عقب فتح الحاج زكريا بلاغاً بقسم شرطة جبرة ضد
    الحكومة المصرية ممثلة في المباحث المصرية، وقال التقرير أن الحاج زكريا
    تعرض لأذى جسدي ونفسي، وتقول أسرة الحاج زكريا أن حالة الهستريا والهذيان
    وصراخه بأنه ترك ابنه وحيداً في القاهرة التي وصل منها يوم الأحد (15)
    نوفمبر أجبرتهم على أخذه مباشرة الى مستشفى الأمراض العقلية أم درمان
    (مستشفى التجاني الماحي) والذين رفضوا استقباله واشترطوا اورنيك (8) مما
    دفعهم للذهاب الى عيادة خارجية، وبعد مقابلة الطبيب الذي أكد إصابته
    بحالة اكتئاب حاد بسبب ما تعرض له.

    وقعت في يوم الجمعة 30/12 من عام 2005، اي وقبل 24
    ساعة من احتفالأت السودان بعيد استقلاله الذهبي
    الكارثة الدموية التي سقط علي اثرها عددآ كبيرآ من اللأجئيين
    السودانيين الذين قدر عددهم بنحو 24 قتيلآ و70 جريحآ سقطوا صرعي برصاصات
    رجال الشرطة، الذين جاءتهم الأوامر مباشرة من وزارة الداخلية باخلاء
    الميدان من اللاجئيين السودانيين بالقوة وان استدعي الامر باطلاق الرصاص
    عليهم، والسماح لرجال الشرطة باستخدام القوة المسلحة واطلاق الرصاص علي
    اللاجئيين العزل وقتل الاطفال والنساء،تلك المأساة الدامية التي ادمت
    العالم اجمع ما عدا نظام المؤتمر الوطني والحركة الشعبية التي كانت تشارك
    في الحكم بموجب اتفاقية السلام ، وبالرغم من ان غالبية الضحايا من ابناء
    الجنوب الا ان الحركة الشعبية لم تفعل حيالهم شيئا بالرغم من انها كانت
    تدعي انها جاءت من اجل اولئك المهمشين,وهذا اول امتحان عسير سقطت فيه
    الحركة الشعبية بعد وفاة د جون قرنق الاب الروحي, ولم تستطيع ان تفعل
    شيئا , واستنكرت الأمم المتحدة الحادث بشدة وارسلت مذكرة احتجاج شديدة
    اللهجة لنظام مبارك تندد فيها الأغتيالات الوحشية والاسلوب البربري في
    معاملة اللاجئيين الذين ترعاهم (منظمة غوث اللاجئيين) التابعة للأمم
    المتحدة في القاهرة، ونددت ايضآ العديد من دول العالم ومنظمات المجتمع
    المدني الحادث البشع،في مقابل الصمت الحكومي والتي اكدت حينذاك علي لسان
    الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ان (ماوقع في القاهرة هو امر داخلي
    وشأنآ يخص الحكومة المصرية)!!..

    سلسلة من الحملات التي يتعرض لها السودانيين
    حاليا بمصر بطريقة مهينة , ,فبالرغم من اننا ابناء نيل واحد , وكما
    ينادينا اخوتنا المصريين (بابناء النيل) , الا ان الواقع يقول عكس ذلك
    من خلال النظرة الاستعلائية التي ينظر بها الشعب المصري الي نظيره في
    جنوب الوادي, وقد كشفت مبارة المنتخبين المصري والجزائري عمق الازمة
    المتجزرة و عما تجيش به دواخل السودانيين تجاه نظرائهم في شمال الوادي
    (فهي ليست عن فراغ) , وبالرغم من ذلك احسنا وفادتهم الا انهم انكروا هذا
    الجميل وهذه المشاهد موثقة في اجهزة الاعلام الرسمية,ولكننا مع كل ذلك
    نمد لهم حبال الود ونقدم لهم التحية باحسن منها مثلما حدث في بيع اراضي
    حلفا,وحاليا المصري يدخل السودان بدون تأشيرة، بينما تقف طوابير المئات
    من السودانيين يومياً أمام القنصلية المصرية بالخرطوم طلباً للتأشيرة،
    السوداني يُختم في جوازه (لا يسمح له بالعمل في مصر) بينما المصري يعمل
    في كل المجالات بالسودان ويتجول بحرية. والان موضوع الجرافات,ثم كانت
    الطامة الكبري في وموضوع الجرافات فقد طالبني الكثيرون بان اكتب عنه ,
    ولكني اعتبرته من الامور العادية من هذا النظام الذي لن يرعوي علي التخلي
    عن ما خطط له, فمن افقر شعبه ونكل به وارتكب الموبقات لن يهون عليه ان
    يرتكب مثل تلك الحماقات, فالنشاذ هو ان تفعل الانقاذ كل ما فيه خير
    للانسانية.

    توالت الاحداث منذ أزمة المعدنين السودانيين الذي
    احتجزتهم السلطات المصرية وصادرت معداتهم، حيث أجرت السلطات السودانية
    اتصالات مكثفة لإطلاق سراحهم، وأطلقت تصريحات إيجابية في حق الحكومة
    المصرية كبادرة حسن النوايا، إلا أن السلطات المصرية لم تكترث وتماطلت ،
    بل أصبحت يوما بعد يوم تمارس سلوكا عدائيا ضد السودانيين، وتسمح لإعلامها
    أن يطلق أحاديث تقلل من شأن السودانيين حكومة وشعبا، خاصة عقب تصريحات
    رئيس الجمهورية، وتأكيداته على سودانية حلايب,ولم يقف الأمر هنا، بل
    تمادت الحكومة المصرية أكثر في ممارسة العنف بأشكاله المختلفة ضد
    المواطنين السودانيين، وآخرها الاعتقالات الأخيرة في القاهرة التي تتم
    دون أي أسباب أو حجة واضحة، بجانب تعرضهم لحملات تفتيش الأمر الذي عده
    البعض انتقاصاً وعدم احترام للشعب السوداني، ولكن الحكومة السودانية
    كعادتها تتصف بمواقفها الباهتة، إذ اكتفت وزارة الخارجية على لسان ناطقها
    الرسمي السفير على الصادق بأن تؤكد ثقتها في قيام وزارة الخارجية المصرية
    بإجراء التحقيقات اللازمة بشأن ما أوردته سفارة السودان في القاهرة عن
    حملات اعتقالات واسعة يتعرض لها السودانيون من قبل السلطات المصرية، بل
    واصل السفير تصريحاته باستبعاد تأثير هذه الاعتقالات على مستوى العلاقات
    بين البلدين....! وواصل حديثه بأن ما يربط السودان ومصر كفيل بتجاوز أي
    سوء فهم أو سوء معاملة على المستويات الدنيا....! وازاء هذه المواقف
    المخزية انطلقت مناشدات واسعة هذه الايام من نشطاء علي نطاق واسع من
    اجل لفت انتباه الحكومة السودانية لرد اعتبار الحقارة التي تتعامل بها
    الحكومة المصرية مع السودانيين بالقاهرة, ولكن لا حياة لمن تنادي.....!
    لأن المواطن السوداني لا قيمة له وليس من أولويات اهتمامات (دعاة
    الاسلام السياسي)

    احد النشطاء كتب في احدي مواقع التواصل
    الاجتماعي, ساخرا من الذين يطالبون النظام المصري بأحترام المواطن
    السوداني" كيف نطالب الاخرين بأحترامنا ,ونحن نفتقده داخل الوطن من قبل
    هذا النظام الذي لا يحترم شعبه " فقبل عام أو أكثر بقليل كانت مأساة احد
    الطلاب السودانيين الذين يدرسون في احدي الجامعات الهندية , بمدينة حيدر
    اباد تعرض لحادث حركة اليم ونقل علي اثرها للمستشفي وتم بتر(رجله) ولكنه
    توفي بعد ذلك متأثرا بجراحه , ولكن مع ذلك طلبت ادارة المستشفي مبلغ
    12000 دولار كرسوم للعملية الجراحية وقامت بحجز الجثمان في مقابل دفع
    المبلغ كاملا , فالمبلغ كبير وفوق امكانات الطلاب السودانيين الذين
    يدرسون هناك, ولا تستطيع اسرة الطالب المفجوعة في فلذة كبدها المتواجدة
    بالسودان توفير المبلغ بهذه السرعة ,ومن ثم ارساله من السودان الي الهند,
    وكان كل هم الطلاب السودانيين حينها زملاء الفقيد توفير المبلغ حتي
    يتمكنوا من استلام الجثمان ,لان اكرام الميت دفنه كما يحثنا ديننا الكريم
    , فما كان من الطلاب الا وان اتصلوا بالسفارة السودانية , ولكن الكارثة
    المحزنة في رد السفارة علي لسان السفير (خلوه براهم حيدفنوه) وسط دهشة
    الطلاب زملاء الفقيد ,فما كان منهم بعد ذلك الا وان نظموا اجتماعا عاجلا
    جمعوا علي اثره التبرعات علي نطاق واسع من زملاء الفقيد من كل الجنسيات
    الاخري, وتكفل احد رجال البر والاعمال الخيرية من دولة عربية بمتبقي
    المبلغ, وتم دفع الرسوم بعد ذلك ودفن الجثمان في نفس اليوم , فالمشهد
    يوضح بجلاء حال المواطن السوداني في عهد نظام الجبهة الاسلامية, أصبح
    الارخص في سوق البشر ,فهؤلاء لا هم لهم سوي التطاول في البنيان, فالمواطن
    السوداني أصبح يدرك كم هو رخيص الي هذه الدرجة لدي وطنه بميزان الوطن ,
    فأسرائيل التي يهتف عليها نظام الانقاذ بالشعارات خاضت حروبا اكراما
    للجندي (شاليط ), ليس لأن الجندي أو المواطن الاسرائيلي (شاليط )
    اسطورة او شخصية مهمة لهذه الدرجة , ولكنها رسالة الي كل مواطن
    اسرائيلي ليدرك انه غالي علي وطنه لهذه الدرجة التي تغرس فيهم حب الوطن
    ,فحتي اشلاؤه عند المقايضة تساوي أكثر من 1000 فلسطيني فماذا يساوي
    المواطن السوداني في حياة نظام الانقاذ .....؟

    ما قدمته حكومة الجنرال عبود , التي اقتطعت جزءا من اراضي
    وادي حلفا لصالح بناء السد العالي, هذا الموقف النبيل الذي لولاه لكانت
    معاناة الشعب المصري حول ازمة المياه مستمرة الي اليوم , كان افتراضا ان
    لا تنساه الحكومات المصرية بل تسعي لأن ترد التحية بأحسن منها , ولكنهم
    مع كل هذا يطمعون في المزيد, فقد وضح ان الانظمة المصرية لا يجدي معها
    الا اسلوب التعامل بالمثل, مثلما ما فعلت معها اثيوبيا , فمصر تريد دوما
    ان تستحوذ علي نصيب الاسد من مياه النيل دون اي مبرر موضوعي بالرغم من
    اتفاقية النيل قد اعطتها النصيب الاكبر, ومع ذلك يكون يكون لها اعتراض
    واضح بخصوص المشروعات الضخمة المقترحة من دول حوض النيل , بأعتبار خوفها
    من انه قد يكون خصما علي حصتها في مياه النيل , وتستغل مصر في ذلك
    تفوقها النسبي علي دول حوض النيل من حيث كونهم يمتلكون اقتصاد افضل اضافة
    الي جيش منظم ومتطور, وازاء هذه الظروف فوجئ المصريون بإعلان اثيوبيا فى
    مايو 2013 بتحويل مجرى النيل الازرق لبناء سد النهضة بعد انجاز حوالى 20%
    منه،وكانت حينها ردود الافعال واسعة من الجانب المصري (فهددوا وارغوا
    وازبدوا) لارهاب اثيوبيا بدعوي دفعهم للتراجع عن اكمال المشروع, ولكن مصر
    تنا ست ان كل شيء قد تغير وان اثوبيا ايضا هي قد تغيرت ,ولم تعد كما
    كانت, فاثيوبيا الان تمتلك اقوي سلاح جو في المنطقة وجيش قوي ومنظم ,
    اضافة الي الكثافة السكانية العالية , فالذي لم يدركه المصريون ان الكتوف
    قد تساوت, واتجهت التهديدات المصرية تجاه اثوبيا التي ذهبت في اتجاه ضرب
    سد النهضة , ولكن اثيوبيا ردت عليها بعنف ونقلت صحف أديس أبابا
    حينها عن خبراء عسكريين إثيوبيين قولهم: إنه إذا ضربت مصر سد النهضة
    ستضرب إثيوبيا السد العالي( ومافيش حد احسن من حد ) وقالت الصحف
    الاثيوبية: إن استخدام مصر للخيار العسكرى من خلال تفجير السد بالطائرات
    العسكرية أو إرسال فرق الصاعقة، في هذه الحالة سيكون رد إثيوبيا مماثلاً
    من خلال إرسال طائراتنا الحربية وقصف السد العالي، وغيرها من الأماكن
    الحيوية. وازاء هذه المواقف الصادمدة والمشرفة من النظام الاثيوبي لم
    يجد المصريين غير اللجوء الي بدائل اخري مثل الحوار و (التحنيس) لكسب
    الود , والمحكمة الدولية كخيارات بديلة عن التهديد بالحل العسكري.

    قبل استقلال السودان كان الزعيم جمال
    عبدالناصر يتوقع اتفاق السودان علي الوحدة مع مصر, بأعتبار ان الحزب
    الاتحادي كان يسير في هذا الاتجاه, وهو الحزب الذي تسنده قاعدة جماهيرية
    كبيرة, ولكن كانت هناك قلة منهم تعارض اتجاه الوحدة مع مصر, والمهم في
    الامر ان الزعيم جمال عبد الناصر والمسؤليين المصريين تملكهم الاحباط
    عندما اعلن الاستقلال من داخل البرلمان و(تفركشت) احلام الوحدة مع مصر,
    وفي العام 1957 ونتيجة لأستقلال السودان ارسل الزعيم عبد الناصر الجيوش
    المصرية الي شرق مصر كرد فعل من موقف الاستقلال, ووضع العلم المصري علي
    حلايب, وكان يمكن ان تصبح حلايب منذ ذاك الوقت جزء من مصر, الا ان رئيس
    الوزراء السوداني وقتها الجنرال عبدالله خليل ارسل الجيوش الي شرق
    السودان, للدفاع عن تراب الوطن ,وقد كسب بذاك الموقف تعاطفا واسعا من كل
    فئات الشعب السوداني الذي دعمه معنويا وبالتالي لم يكن اما الزعيم جمال
    عبد الناصر الا الانسحاب حرصا علي مصالحه, ولكن بعد ذلك وكسابقة اولي
    لم تحدث من قبل في العالم اجمع بيعت اراضي حلفا لصالح المصريين بمبلغ
    زهيد, وكرس هذا الموقف الضعيف من حكومة عبود مقابل( الاطماع المصرية) بأن
    اعطت انطباعا سيئا في ذهن المواطن السوداني, وفي ذهن كل المتابعين لتلك
    الاحداث فحواه الهيمنة المصرية علي السودان ,وذاك المبلغ الزهيد انفقت
    الحكومة منه وقتها مبلغ 13 مليون جنيه في تشييد قري حلفا الجديدة بخلاف
    الخزان والمشاريع الزراعية , وتعويض المواطنين الذين تم اجبارهم قسرا
    للحياة في مكان اخر(حلفا الجديدة) بمبلغ زهيد لا يتوافق مع (معاناتهم)
    النفسية والاجتماعية ,فقد اعطت اتفاقية مياه النيل مصر نسبة 48 مليارمتر
    مكعب والسودان 4مليار متر مكعب فقط؟ وكانت الزيادة الناتجة من بناء السد
    العالي نال منها السودان 14.5متر مكعب ونالت مصر7.5 مليار متر مكعب ليصبح
    كل نصيب السودان من 18.5 في مقابل 55.5مليار متر مكعب لمصر ولا تعليق؟
    ولكن اتفاقيه مياه النيل الثانية 1959 ضاعت بموجبها حلفا ونال السودان
    بموجبها فقط15 مليون جنيه مقابل كل اراضي حلفا ولا تعليق....؟


    مرت الايام فالسنوات وجاء عهد الانقاذ الذي (ذكر)
    الناس بعهد التركية السابقة, و اذادات فيه الامور سوءا,و الاكثر ادهاشا
    ان الدولة السودانية لم تكن ضعيفة بهذا الشكل في الاعتراض علي الاطماع
    المصرية كما يحدث في عهد نظام الجبهة الاسلامية, ومثال لذلك عندما
    اندلعت اخر ازمة حول مياه النيل في العام 2010 صرح بعض المسؤليين
    المصريين بأنهم لا يوافقون علي المساس بحقهم في مياه النيل بحسب
    الاتفاقية, ولن يوقعوا اي اتفاقية اخري مع دول الحوض وذهب بعضم لاكثر من
    ذلك في( ان السودان معهم في هذا الخصوص) يعني انهم حتي لم ينتظروا من
    حكومة السودان ان تعلن عن موقفها ورأيها صراحة, وتحدثوا نيابه عنها وكأن
    السودان دولة تابعه لهم وليس هناك دولة تقبل علي نفسها اتفاقية مجحفة مثل
    اتفاقية مياه النيل التي وضعها المستعمر, وقضت باعطاء السودان النسبة
    الاقل في نهر يجري معظمه علي اراضيه . وعندما فاز المنتخب المصري ببطولة
    الامم الافريقية للمرة الثالثة علي التوالي, كافأتهم رئاسة الجمهورية
    تكريم الابطال ,واعطتهم حوافز لا مثيل لها ,واحدثت تلك الخطوة صدي
    استنكار واسع حينها .وكانت حديث الاغلبية الصامتة خاصة في وطن يئن من
    الجوع والفقر والمرض وشعبه يعاني من الكثير, وأججت تلك الخطوة البغضاء في
    نفوس لاعبين المنتخب السوداني لكرة القدم وان لم يعلنوها صراحة, خاصة وان
    الرياضة عموما والمنتخب السوداني علي وجه الخصوص يعاني من عدم الاهتمام
    والرعاية من الدولة, واثارت تلك الخطوة( حنق) كابتن المنتخب حينها (هيثم
    مصطفي)الذي فضل الغياب عن مشاهد التكريم ,ولم يحضر بأعتبار ان حضوره كان
    مهما بوصفه قائدا للمنتخب القومي, ولكن رسالته كانت بليغة لرئاسة
    الجمهورية, وكل هذه المشاهد تشير الي هاجس الخوف من دولة اخري طامعة فينا
    ومهددة لنا والتودد اليها, ولكن هي في حقيقة الامر هي لا تملك كل هذه
    القوة التي تشيع بها كل هذه التهديدات.

    ولكن ما الذي يجعل نظام الانقاذ بهذه
    السلبية , في مقابل التغول المصري علي حقوق الشعوب السودانية ,واحتقار
    مواطنيها منذ ان احتلت حلايب بغير وجه حق....؟ ام ان كل هذه الارتال من
    القوات النظامية اعدت لارهاب طلاب الجامعات, وعلي قمع الشعب الغلبان حين
    يحتج علي زيادة الوقود وزيادة السلع الاستهلاكية , فمصر الان تهدد الدول
    الافريقية لمجرد اجتماعها بخصوص مياه النيل, لماذا عجزت عصبة الانقاذ ان
    تهدد مصر ولو بأستعمال اتفاقية مياه النيل ككرت ضغط؟ , وقد ذكر بعض
    المحللين ان موقف الحكومة السودانية الضعيف امام الحكومة المصرية سببه
    الاتهام بالضلوع في محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق محمد حسني مبارك
    , ولكن في رأيي لا اعتقد ان هذا الموقف وحده يقضي بكل تلك التنازلات
    فالاتهام بالاغتيال مثل اتهامات كثيرة اكثر (توثيقا) انكرتها حكومة
    الانقاذ , فلماذا لم تنكر هذه مثلما انكرت كل مأسي دارفور....؟ فالحل
    يكمن في كرت الضغط اذا اراد نظام الانقاذ ان يلوح به في وجه النظام
    المصري, عبر الضغط بكرت مياه النيل , لأن موضوع مياه النيل يظل هو العقبة
    الاهم ,وفي اعلي سلم الاولويات المصرية ,وبالتالي يؤثر علي الحاضر
    والمستقبل ,ومن حق السودان ان يتخذه كرت ضغط علي الحكومة المصرية من اجل
    استرداد هيبتها, وليس هذا من حق الحكومة المصرية ان تقرر فيه لوحدها,
    وكما ليس من حق دول الحوض ان تقرر فيه بمعزل عن شعوبها ومنظماتها , ومن
    هذا المنطلق لا يمكن ان تترك الحكومة وهي خاضعة للمصريين وهي تزعم بعد كل
    هذا انها تعبر عن رؤية الشعب السوداني في هذه الامور المهمة.

    الاشكالات التي يمارسها النظام المصري
    حاليا , في رأيي تكنيك للضغط علي الحكومة السودانية لتغيير موقفها من
    سد النهضة, والاستئساد علي السودان الذي يعتبر دولة لها وزنها و له
    مدلوله تجاه اثيوبيا ؟ فأرهاب السودان الذي كانت اثيوبيا تعتبره قدوة (
    بهذه الشاكلة )من شأنه ان يلفت نظر اثيوبيا الي قوة الدولة المصرية, هذا
    بحسب فهم الحكومة المصرية (الضيق) الذي لم يدرك متغيرات الامور حتي الان
    , ولكن ما هو ذنب المواطن السوداني ....؟ فالحل في رأيي في ظل الصمت
    الحكومي تجاه هذه المسألة, يجب ان يكون للمواطن السوداني راي واضح
    وصريح بالبيان العملي ,من شأنه ان يعيد الامور الي نصابها , بعد
    الاشكالات التي ظل يتعرض لها السودانيين , وقد بدأ ناشطون في اطلاق عدة
    حملات تهدف الي اتخاذ موقف قوي من المواطن السوداني منها حملة ( لا
    تسافر لمصر ), من شأنها أن تضع حداً لمواقف الحكومة المصرية.

    وتهدف ابتداءا مقاطعة كل واردات مصر ، اضافة
    الي مقاطعة شركة مصر للطيران التي تضاعفت مبيعاتها وظلت أسهمها في
    البورصة بسبب إقبال السودانيين عليها , حتى وصلت عدد رحلاتها للسودان
    الى ثلاث وأربع رحلات يومياً، ورغم هذا الإقبال إلا أنها ظلت تدفع بأسوأ
    طائراتها وطاقمها إلى رحلات الخرطوم. , و غالبية المصريين يظنون أن
    السودانيين عبارة عن (ناس) متخلفين يأتون لمصر كلاجئين او(مرضانين)
    بغرض العلاج , و هذا ما يصوره الاعلام المصري, وبالتالي يؤثر تأثيرا
    واضحا على المواطن المصري, وناشد ناشطون ان يتجه طالبي العلاج إلى الأردن
    لانها تعامل السودانيين بوضع جيد , وكذلك الهند حيث المنظومة الطبية
    اكثر تطورا واﻻطباء اكثر صدقا, اضافة الي ان تكاليف العلاج في الهند لا
    تقارن سوي مع مصر او حتي الاردن , لأن الهند من الدول المنتجة والمصنعة
    للمنتجات الطبية والدوائية والعقارات الطبية , وهذا بطبعه يقلل من
    التكاليف الطبية المرهقة , هذا اضافة الي أن غالبية المصريين لا يعلمون
    اننا نمدهم بخيرات (بلدنا),و تستقبل مصر الصادرات السودانية من الثروة
    المعدنية و الحيوانية والمنتجات الزراعية كالحبوب الزيتية, وبالمقابل
    نستورد منها اشياء عديمة الفائدة , والمدهش في كل ذلك ان الصادرات
    السودانية لا يتم مقابلها (الدفع نقدا ),بل يكون المقابل منتجات
    مصرية مثل الحلويات وغيرها من المنتوجات المصرية الهايفة, وهذا ما نصت
    عليه اتفاقية التبادل التجاري بين البلدين, فخطوة المقاطعة اذا ذهبت في
    اتجاهها الصحيح من شأنها أن تستعدل الاوضاع المائلة , وتفعل ما عجزت عنه
    الاجهزة الرسمية.فهذه الحملات كما يقول الناشطون غير مقصود بها أي ضغط
    سياسي أو أي تلميح بقضايا مثار خلاف (كقضية حلايب) هذه حملة لحفظ كرامة
    السوداني التي تهان كل يوم في( مصر) بدون أي احتجاج رسمي مؤثر , و بدون
    أي خطوات عملية لاستعادة هيبة هذا الشعب المحتقر من الأخوة في شمال
    الوادي.


    أحدث المقالات
    روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين

  • إستفتاء دارفور : العربة أمام الحصان !بقلم فيصل الباقر
  • منافقون حول البشير !! بقلم احمد دهب
  • التعاون الدولي والمجتمعي للقضاء على الإرهاب بقلم نورالدين مدني
  • عبد الفتاح السيسى اتاتورك ؟؟ ام عبد الفتاح السيسى مخيون برهامى ؟؟
  • نادية عثمان مختار ... مرّ عامان ولم تغادر ذاكرتنا
  • استبيان لهيئة علماء السودان بقلم عصام جزولي
  • نقطة.. سطر جديد بقلم كمال الهِدي
  • خطر النفايات المشعة.. على الأمن القومي..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • القائد عبدالعزيز الحلو وحكم أم تكو بقلم صابر دبيب تمساح
  • كم هي انسانة هذه الزعيمة الرمز بقلم صافي الياسري
  • حفلةٌ وسطَ الشارعِ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الحركات الممانعة للحوار والحاملة للسلاح ..!!؟؟ بقلم محمد فضل ( جدة)
  • بلاغ ضد مجهول..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • يرحمك يا (ريس)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • إعلام أشتر ...!! بقلم الطاهر ساتي
  • هذه المنظمات المشبوهة!! بقلم الطيب مصطفى
  • فيسبوك والعلم الفرنسي، لكن ما هي رمزية الصور فى طوابع البريد السودانية؟ د. أحمـد هاشـم
  • إنهيارقناة النيل الأزرق انهيار قيم!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (37) شهداء قطاع غزة جدولٌ يصب في نهر بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de