بالأمس فقط حذرت الحكومة السودانية شركة سبيرين، من مغبة التأخر عن الانخراط في دائرة الإنتاج، وهددت بإلغاء التعاقد معها.. تلك هي الحقيقة التي تبرع بها المستشار صابون، الذي تحدث منذ البداية، عن خطل الاتفاق مع الشركة الوهمية، فقيل أنه مأفون، ومغرض، وشيوعي أيضاً رغم أن (كَلامُو مَشَى وجَا)! اليوم يتأكد للحكومة وللمراقبين، أن أقمار الموسكوفيتش الروسية لم تكتشف حتى تاريخه، ذهباً في مربعاتنا التعدينية، بل ربما وقعت عيون عدساتها على نسوة الحي! مرّت سحابة العام والعام التالي، ولم يستخرج الروس الذهب، ولا ذهبوا.. (كاد يمضي العام يا حلو التثني أو تولّى ــ وما خرجنا مِنك إلا بالتمني، ليس إلا)..! بهذه المناسبة، يُحكى أن (شبشة) جَات جارية فوق الحيطة .. الولد سأل أبوه الرباطابي: يا بَابَا..الشبشة دي بتعضّي؟ قالُّو: تعضّي كيفن، دحين هي فايقة من الجري؟ وفي ذلك الطرف البعيد أيضاً، كان سيد الدكان هو سيد الرادي، وكان لا يكترث للأنباء المحلية في صدر نشرة الساعة تمانية، لكنه ـــ يترك الوراهو والقدامو ـــ عندما يأتي المذيع على آخرها، ليقرأ أخبار الوفيّات.. ما أن يصل المذيع إلى تلك الفقرة، مبتدئاً بالعبارة :(أيّها السادة)، حتى ينتفض صاحبنا ببالغ التركيز، منتهراً للجميع: (اسكتوا يا ناس، خلونا نسمع نشرة الأخبار)..! الآن، افتح ياسمسم، وأطلب من الخُدّام تنزيل المعلوم، من الدّهَب المَخْتوم، فالدهب السوداني - والله المستعان- محروس بالشيطان، والشيطان عاوز بخور، والبخور عاوز .... أفتح يا علي بابا، فنحن الدولة الحضارية التي هبط عليها من قبل صقر قريش و(لَاواها) حتى الثمالة، ومن قبل رحل عنها لاليت الهندي. نحن الثورة التي بدأت عهدها بمؤتمر الحوار الاقتصادي، داعيةً إلى الاستعانة بالجَّان في بناء السودان.. افتح.. فلوحاتنا مقروءة في مزادات السحرة.. افتح ووزّع علينا (اللُّولو)، فالذهب الذي استخرجه الفرنسيس من جوف أرضنا، يبني هذا القُطر مرتين افتح يا بني آدم، خلينا نخُم “الضّهَبْ”، فالجماعة هذه الأيام مشغولين، بأزمة الخليج وبقرارات الفيفا. افتح ، فإن لنا ذهباً تحت هذه المغارة، يفوق ما استخرجته شركة أرياب. نحن شعب يسْتحِق من المعلومات بمقدار سعته التخزينية، فكم بلغ أنتاج إرياب الذي اقتسمه المتفاصلون من شعبيين ووطنيين، و(قشّوا خشومهم)؟ أفتح يا سمسم، فإن تقديرات شركة سيبرين التي وقّع معها الكاوروري العقود، انتاجها على الورق، يفوق انتاج العالم الحر من الذهب، منذ هبوط آدم وزوجه إلى الارض.. وقّع الكاروري تلك العقود، وفي خاتمة المطاف، سلّم مقاليد الوزارة للخلفاء، ويقال أنه ذهب إلى بيته مستأجِراً عربة أمجاد! افتح حتى نرى ما استبقاه لنا، محمد علي باشا من دهب شيبون. افتح، فهذه حوبة الشياطين الذين سنتجاوز بهم أزمة الاقتصاد، ونبذ بهم أمريكيا وروسيا، ونعيش حياة السرور، في رخاء وحبور..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة