|
(كلام عابر) المشروع الحضاري (نيو لوك)/عبدالله علقم
|
(كلام عابر) المشروع الحضاري (نيو لوك) كتب الأخ الاستاذ محمد لطيف أن السيد رئيس الجمهورية قال (إن المشروع الحضاري أنه في الأصل مشروع ثقافي، ولم نأت لنعلم الناس الصلاة والصيام ودخول المساجد، ولم ندّع بناء المدينة الفاضلة، فالمدينة المنورة حينما كان يعيش فيها الرسول صلي الله عليه وسلم، كان يعيش بجانبه فيها المنافقون واليهود والذين في قلوبهم مرض.. البعض اساء مفهوم المشروع الحضاري والبعض أساء تطبيقه.. وزارة الثقافة عائدة بمهام كبيرة واستراتيجية.ليالي الخرطوم الثقافية كانت وستظل معلما بارزا.. الثقافات السودانية وتنوعها هي سلاحنا لمحاربة القبلية والجهوية والإثنية.. عبر رعاية هذه الثقافات وتطويرها والعمل على تلاقحها. تراجع الاهتمام بالحياة اثلقافية كارثي النتائج..المرفوض هو التبرج والتفسخ والمظاهر الشاذة، وليس المطلوب الحجر على حركة الحياة الطبيعية ولا مصادرة حق الناس في الحياة العادية.. الشعب السوداني بكل سحناته وأعراقه وثقافاته ولهجاته محب للغناء والشعر والتطريب، متفاعل معه، وعبر عن هذا التفاعل، وهذا حق مشروع ومكفول في حدود الالتزام الذي تحدده الأعراف الاجتماعية لا القوانين السلطوية). وما خلصت إليه من حديث السيد الرئيس، نقلا عن الأخ الأستاذ محمد لطيف الذي أثق في حسن مصادره وأثق في مهنيته الرفيعة،إن كنت في موضع من يقوّم مهنيته، فإن المشروع الحضاري، بمفهومه الحقيقي أو بوجهه الجديد(نيو لوك)، وكلاهما لم يتنزل على الأرض بعد، يعني الاعتراف بوجود ثقافات وعادات وتقاليد وفنون قائمة ومتنوعة، ليس ذلك فحسب ولكنه يهدف لتعزيز هذه الثقافات بدلا من طرح بديل لها أوالعمل على مصادرتها.المشروع الحضاري بإعادة تعريف السيد رئيس الجمهورية له لا يهدف لسوق الناس بالعصا للجنة. المشروع الحضاري، الذي هو مشروع ثقافي وليس سياسي، بوجهه الجديد يعني أن كل ما كابده الناس من مشقة وعناء من مختلف الأذرع السلطوية طوال السنوات الماضية ما هو إلا سوء فهم أو سوء تطبيق لمفهوم المشروع الحضاري. وقياسا علي ذلك، وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من القول أن من أسوأ الأمثلة لسوء فهم أو سوء تطبيق المشروع الحضاري،هوتلك الملاحقة (الدون كيشوتية) التي تمارسها السلطات في مدينة القضارف في حق منتدى شروق الثقافي،بعيدا عن الأضواء وعن دائرة الاهتمام. منتدى شروق الثقافي كيان طوعي ثقافي يحاول أن يمارس الثقافة في وسط مجتمع لا يألف سوى إنتاج الذرة والسمسم، وشكل ظهوره في القضارف مشروعا حضاريا حقيقيا قائما بذاته. السلطات ظلت تلاحق المنتدى والقائمين عليه في ممارسة مخلة للقوة وتمنعهم من تناول شؤون الفن والشعر والبيئة والاقتصاد والتعليم والرياضة والمياه، وغير ذلك مما يهم الناس. حظرت السلطات نشاط المنتدى وصادرت جهاز الساوند سيستم الذي امتلكه هذا المنتدى بعد لأي وجهد، وذهبت أدراج الرياح"توجيهات" الوالي السابق كرم الله بإعادة الساوند سيستم لأصحابه و"توفيق أوضاع" المنتدى. قبل الختام: بكلمات مباشرة ومختصرة،وتدشينا "للنيولوك" التي أضفيت على المشروع الحضاري،وليس بالضرورة أن يكون حفل التدشين في الخرطوم، أناشد أخي الأستاذ محمد لطيف، بنفس قدراته المهنية المعروفة،أن يعكس نموذج منتدى شروق لمن يهمه الأمر ويناشده بدوره،إتباعا للقول بالفعل،ليلزم المعنيين في القضارف،بطي هذه الصفحة المعيبة،والكف عن ملاحقة المنتدى، وإعادة الساوند سيستم لأصحابه،باعتبار أن الساوند سيستم رمز معنوي وأخلاقي، ينسجم منطقيا مع إعادة تعريف المشروع الحضاري، أكثر من كونه قيمة مادية، وكف الأذى عن أهل المنتدى وعن كبيرهم الذي يتحرك من فوق كرسي مدولب. عبدالله علقم [email protected]
|
|
|
|
|
|