|
(كلام عابر) "سِــتَّـهُـم" /عبدالله علقم
|
آثرت خلال شهر رمضان الكريم،الذي تصفّد فيه الشياطين، الصيام عن الكتابة والإكتفاء بمتابعة الحدث،وعلي وجه الخصوص الخطاب الرسمي المتعلق بالشؤون العامة، والذي لم يمنع الشهر الكريم انحداره المتوالي مع إشراقة كل يوم جديد، سواء كان عنتريات رئيس المجلس الوطني أو مساعد رئيس الجمهورية أو وزير الإعلام،أو الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية. هذا الأخير كان خطابه غير الذكي سببا في تداول نكتة في المواقع الإسفيرية تقول أنه،أي الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية،نفى فوز ألمانيا بكأس العالم. خطاب رئيس المجلس الوطني ومساعد رئيس الجهورية أسوأ من لغة لحس الكوع علي سقوطها،أما السيدة نائبة رئيس المجلس التشريعي المركزي أو المجلس الوطني، "سِتَّهُم"، فقد بزت الجميع وسبقت (القدامها والوراها) في قبح الخطاب وبعده عن الواقع، فهي لم تجد في نفسها حرجا من مساواة الضحية في واقعة الإعتداء على الأستاذ عثمان ميرغني في مكتبه في الشهر الكريم. "سِتَّهُم" و "ست أبوها" لقب،من الموروث الشعبي المصري، أطلقه بعض المصريين العاملين في حقل الطيران على طائرة الخطوط الجوية السودانية،من منطلق خفة الدم المصرية التقليدية أو من منطلق التعالي غير المؤسس علي كل ما هو سوداني الذي يسيطر على دواخل بعضهم، لأن الطائرة السودانية تفعل ما يحلو لها في المطارات بلا حسيب ولا رقيب، فتتأخر في الهبوط وتتأخر في الإقلاع،ولا تلتزم بمواعيد الحضور والإنصراف، وتختفي فجأة في بعض الأحيان، فتغيب عن المطارات والأجواء وتتوقف حركتها، وتمتنع تماما عن الطيران. تتصرف في أي وقت بما يحلو لها بلا ضابط أو رقيب.السيدة نائبة رئيس المجلس الوطني، قالت، وليتها التزمت فضيلة الصمت وما نطقت بشيء، قالت عقب الإعتداء على الأستاذ عثمان ميرغني، إن مسؤولية الإعتداء مسؤولية متبادلة بين المعتدين واتحاد الصحافيين الذي تجاهل الشكاوى المقدمة ضد الأستاذ عثمان ميرغني من بعض الجهات، ولهذا لجأت هذه الجهات لأخذ حقها بيدها بعيدا عن القانون وسببت الأذي للأستاذ عثمان ميرغني. حتى لو كانت "سِتَّهُم" وراء تلك الجريمة وأن المعتدين يأتمرون بأمرها فعلا، وهو احتمال مستبعد، فإن أبجديات الذكاء كانت تفرض عليها إستهجان الإعتداء،على الأقل، لإبعاد كل شبهة بضلوعها في الفعل أو معرفتها بالفاعلين، أو كان الصمت هو الأفضل في هذه الظروف،بدلا من الكلام الأشتر الأخرق، لأن "سِتَّهُم" هي الشخصية الثانية في جهة مسؤولة عن توفير الأمن والأمان للمواطنين، بمن فيهم الأستاذ عثمان ميرغني. يفترض في "سِتَّهُم" وهي تشغل ذلك المنصب الرفيع في الهيئة التشريعية المركزية،وهو منصب يعتبر في حد ذاته انجازا كبيرا في مسيرة المرأة السودانية بغض النظر عن شخصية وهوية شاغلة المنصب،يفترض أن تكون أكثر حصافة في خطابها الذي يحسب عليها وعلي كل النظام. ليتها زارت الأستاذ عثمان ميرغني في مستشفاه وقدمت له باقة ورد، رغم اختلافنا مع طرح الأستاذ عثمان ميرغني في ماضيه وحاضره، أو ليتها صمتت قليلا مثلما يفعل كل الناس،بدلا من رائحة الدم التي تنبعث من كلماتها في كل مرة،وكأن هذه الكلمات رد فعل ارتجاعي تتحكم فيه حالة مرضية طاغية. خطاب وتصرف "سِتَّهُم" في واقعة الإعتداء على الأستاذ عثمان عاطل من الحكمة واحترام المنصب والذات، بمثل خطاب وتصرف السيدة وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل وهي ترحب بقوات الجنجويد،أو قوات الدعم السريع بنسختها الجديدة، التي كانت تستعرض قوتها وأسلحتها أمام سكان الخرطوم المدنيين العزل، وليس أمام الأعداء وهم كثر في كل الاتجاهات الأربعة، تماما مثلما كانت تفعل في زمن سابق قوات الخليفة عبدالله التعايشي في دروب أم درمان، قبل أن يجتاحها الأعداء المسلحون بمدافع المكسيم ويجتاحوا أم درمان بأكملها في صبيحة الجمعة الثاني من سبتمبر1898م. ولا بأس في هذا المقام من إستعارة بعض من كلمات الشيخ متولي شعراوي: إن كانت "سِتَّهُم" قدرنا، نسأل الله أن يعيننا عليها،وإن كنّا قدرها، نسأل الله أن يعينها علينا". ربنا يهدينا ويهديها، وينعم بالشفاء التام علي الأستاذ عثمان ميرغني. (عبدالله علقم) [email protected]
|
|
|
|
|
|