|
(قبضة مصرية وفك بيرق سوداني)! مـذكـرات زول ســاي! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
|
(قبضة مصرية وفك بيرق سوداني!) حكى الزول الما بقعد ساي وما بسكت ساي فقال ما يلي : هناك لقطتان اجتماعيتان غريبتان تشطبان الرأس تماماً وهما على التفصيل الآتي: لقطة أولى متكررة : إذا تجول أي انسان في أي سوق شعبي في أي دولة، فسيرسخ في ذهنه مشهد مألوف ، فعادةً ما يرى زوجين مصريين شابين أو كهلين أو عجوزين وعادةً ما يشاهد الزوج المصري وهو يمكن زوجته المصرية من قبض ساعده أو ذراعه بإحكام ثم يمشيان معاً في الأسواق ويأكلان الطعام وهما يثرثران برومانسية على مسمع ومرأى من كل خلق الله من الجنسيات الأخرى ثم يتسوقان معاً ويشتريان كل الاشياء الرجالية والنسائية معاً ويفاصلان ويساومان البائعين معاً ويبدو الزوج المصري مستمتعاً إلى أقصى درجة بهذه القبضة الأمنية الناعمة وتبدو الزوجة المصرية وكأنها تقول لكل النساء الاخريات من كل الجنسيات هذا زوجي وهو مسجل ملك حر في إسمي! والمؤكد أن هذه العادة الرومانسية هي ماركة اجتماعية مسجلة بإسم المصريين فقط لأن كل الأزواج الآخرين من سائر الجنسيات الافريقية والعربية والآسيوية والأوربية لا يتقابضون وهم يمشون في الأسواق ولعل أغلب الناس قد سمعوا بقصة ذلك الزوج السعودي الذي طلق زوجته السعودية لأنها أصرت على مسك ساعده على الطريقة المصرية وهما يمشيان في أحد الأسواق السعودية! لقطة ثانية متكررة: الزوج السوداني دائماً يفك البيرق عندما يضطر إلى مرافقة زوجته السودانية في أي مكان عام ، الزوج السوداني يسبق زوجته السودانية في كل الأوقات والأحوال ويمشي أمامها على بعد 100 أو 50 متر وكأنه رأس قطر وكأنها عربة فرملة ومن المستحيل أن يمشي معها جنباً إلى جنب أو يمكنها من لمس ذراعه أو حتى اصبعه الصغير ومن سابع المستحيلات أن يشتري معها أي أشياء نسائية أو يشترك معها في مساومة البائعين عند شراء أي شيء ويبدو الرجل السوداني وكأنه يعلن للعالم برائته من الكارثة المتحركة خلفه ويبدى سعادته وارتياحه للدنيا بهذا الهروب السريع إلى الأمام وتبدو المرأة السودانية المغلوبة على أمرها وكأنها مجبورة على الاشتراك في هذه المشية الانفصالية السخيفة والمحرجة! لا شك أن هذه اللقطة المتكررة تعكس ظاهرة اجتماعية غير مفهومة فمصر والسودان كانا دولة واحدة وشعب واحد حتى عام 1956م فلماذا توجد الرومانسية الزوجية في مصر وتنعدم في السودان؟! من المؤكد أن الزوجة السودانية تعاني بشدة من الجفاء والجفاف الموجود بكثرة لدى الزوج السوداني ومن المؤكد أيضاً أن الزوجة السودانية تغير بشدة من الزوجة المصرية وأن الزوجة السودانية ما أن تشاهد عملية مقابضة زوجية مصرية حتى تقول في سرها بامتعاض شديد: بالله شوف دي ماسكا راجلا كيف ، تقول خايفاهو يطير منها!!
فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
|
|
|
|
|
|