|
(بدون علامات تعجب) ضياء الدين بلال
|
[email protected] الغرائب لا تنتهي والعجائب ليس لها حدود ونفدت كل أرصدة الدهشة ولم تعد علامات التعجب قادرة على القيام بواجبها في إبداء الحيرة وإبراز التعجب لذا نمتنع عن استخدامها في هذا المقال.
عزيزي القارئ: الرجاء تلبية دعوتي لك بتأمل مجموعة من الأخبار والمشاهدات والتعليقات التي تناقلتها صحف الخرطوم على سياق المعتاد والطبيعي رغم أن مثيلاتها في وقت ما كن يحركن الساكن ويسكن المتحرك ويشيب لهن رأس الفطيم. الأمر يبدو أقرب للكوميديا السوداء أو مسرح العبث..لا داعي للإكثار من التعليقات فالندع ما تبقى من الوقت للتأمل واستخلاص العبر ومعرفة القانون الذي يجعل ما كان مستحيلاً ممكنناً، وكل شيء يقود إلى نقيضه. *حشيش بعربة دستوري بولاية نهر النيل..وفي ذات الولاية تتهم وزيرة الصحة بتوزيع لبن غير صالح للأطفال. * ليس بعيداً عن الذاكرة ما ورد في نفس الولاية عن اتهام اللواء المسؤول من المرور بارتكاب تجاوزت خطيرة في منح الرخص. *وقبل أكثر من عامين في أيام تغيير العملة كان سائق عربة الوزير السيادي يقوم بتهريب أموال طائلة من الجنوب إلى الخرطوم. * وابن مسؤول كبير ذو صفة قانونية تمت إدانته قضائياً بتهمة الإتجار بالمخدرات عبر الحدود منتحلاً صفة ضابط نظامي ومستغلاً عربة والده السيادية في رحلاته الآثمة.
* رجل يحتال على المواطنين ويتحصل منهم على 20 مليوناً (مليار بالقديم)، والأمن الاقتصادي بعد مطاردة وملاحقة يلقي عليه القبض، وما بين إجراء وآخر وطلب وتعليق بالوزارة المعنية، يتمكن المحتال من الخروج ظافراً إلى ماليزيا عبر قاعة كبار الزوار. * محلية الخرطوم تصادر أطعمة الباعة الجائلين الملوثة وتذهب بها إلى دور العجزة والمسنين لا إلى مكبات النفايات. * وزارة المالية "الولية" على مال الشعب وديوان الضرائب القيم على حقوق المواطنين يجلسهما تقرير المراجع العام في قفص الاتهام لاحداثهما تجاوزات مالية وإدارية خطيرة. * وزارة النفط تؤكد توفر الوقود في الطلمبات وصور الصفوف الممتدة في أغلب مدن السودان تنفي ذلك وتؤكد النقيض. * التصريحات تصر على توفرالقمح في المطاحن ولكن الخبز شبه معدوم في المخابز وإذا وجد يبدو عليه الهزال وضآلة الشأن. * الأستاذ المحترم/ المحبوب عبد السلام الموجود هذه الأيام بالخرطوم يؤكد صحة ما نسب إليه في الزميلة (الرأي العام) ويعترض على وضعه ضمن مانشتات الصحيفة. * حكومة دولة الجنوب تشيد بالدور اليوغندي في حربها ضد المتمردين وبور وملكال تسقطان اليوم وتستعادان غداَ. *قيادات المعارضة تطالب الحكومة بالديمقراطية واحترام الآخر وضبط الخطاب في ذات الوقت الذي تمارس فيه القيادات حرية التعبير بالأحذية على صفحات الصحف. * نواب من المؤتمر الوطني في البرلمان يتمردون على قيادتهم ويهددون بالعصيان والاستقالة. و الشاعر دعبل الخزاعي صديق البحتري يحجز لنا مقعداَ بجواره لنردد معه: قَد عَجِبَت سَلمى وَذاكَ عَجيبُ رَأَت بِيَ شَيباً عَجَّلَتهُ خُطوبُ وَما شَيَّبَتني كِبرَةٌ غَيرَ أَنَّني بِدَهرٍ بِهِ رَأسُ الفَطيمِ يَشيبُ.
//
|
|
|
|
|
|