|
(الكورة !)السودانية ، أمس واليوم .. يا هؤلاء لماذا (تستخفوا ! )بعقولنا؟! بقلم حامـد ديدان محم
|
بهـــدوء
كنت من المستمعين لبرنامج (عالم الرياضة ) الشهير علي أثير راديو أم درمان وهو بحق برنامج رائع وناجح بإمتياز وخاصةً عندما (قوي عودي) الرياضي وذلك في بداية السبعينات من القرن الماضي حيث كنت (رأس حربة!) في فريقي المدرسي وكنت جيد نوعاً ما ... خمد حسي الرياضي ونشاطي الكروي بعد (تسييس!) رياضة كورة القدم في عهد المشير جعفر نيميري – رحمه الله – والواقعة معروفة لدى كل الرياضيين حيث (حلَ!) رئيس الجمهورية الأندية الرياضية القائمة أنذاك بقرار جمهوري وذلك عام 1975م ... منذ ذلك الحين لم (تستقم!) الأمور للكرة السودانية ، وشيئاً فشيئاً ، وصلت إلى ما هو علية الآن من انحطاط ! ... تحصل السودان عن طريق الفريق القومي على كأس افريقي ثمين عام 1970م وفي عام 1986م (جاء !) المريخ بكأس الكؤوس الافريقية وفي عام 1989م حقق الفريق القومي كأس افريقيا على شرف الزعيم نيلسون مانيدلا ... تحصل الهلال على كأس الشارقة وتحصل المريخ على كأس دبي ...ذلك هو نصيبنا من (الذهب!) افريقياً و عربياً ... قبل السبعينات كانت الكرة السودانية ، (شوكة حوت!) للفرق الأفريقية و العربية وكانت فرقنا الثلاثة ، الهلال ، المريخ و الموردة (تروي!) عطشنا الرياضي ... كانت الجماهير الرياضية (واعية!) وتحسن التشجيع وتنتقد (اللعيبة!) نقد هادف ... الإداريون كانوا على مستوى المسئولية ... اللاعبون كانوا في منتهى الوطنية و يلعبون (عشان!) السودان و مواطن السودان ... الميادين الرياضية لم يسجل عليها (فاول!) من حيث النظافة والنظام وغير ذلك ... الحكام على قلتهم ، كانوا أكفاء ... أما قبل ذلك (الخمسينيات و الستينيات ) من القرن الماضي فإليك هذه (النقطة!) لصالح الكرة و الرياضة في السودان ... المكان : مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وفي بنك المملكة المركزي (مؤسسة النقد العربي السعودي) حيث كنت أعمل ...
الزمان : 1991م - 1994م وبحكم عملي (النظيف!) كانت لي صلات حميمة مع كل العاملين بالبنك خاصة مع رئيس قسم (السنترال!) السيد / عبد الرحمن ابو هبرة – كنا في مكتب واحد ، جزء لي و جزء له . من وقت لآخر ، كان عبد الرحمن (وبلطف!) فائق يسالني : كيف حال (جكسا؟!) ويروي لي : كنا في بداية الستينيات في (كورس دراسي!) في السودان هالنا الكرم السوداني وكورة القدم السودانية ! لما جكسا في خط ستة لا يسجل هدف ، تغني البنات على الدلوكة : جكسا ... كفروه... فكا! ويرجع يسألني : كيف حال جكسا ؟! الآن أجيب : أن العملاق نصر الدين جكسا بخير ، لكن الكورة السودانية ليست بخير! وهاك برهان ذلك ... المكان : مدينة الدمام شرق السعودية ... الزمان : 1997م ... المناسبة : الفريق القومي السوداني يخوض مباراة مهمة ليتأهل لنيل كأس ثمين و يخسر! ويخسر في مباريات أخرى عربية و أفريقية ... أحزن أنا و كل المغتربين بالسعودية ويدور هذا النقاش مع أحد السعوديين عندما كنت اشاهد مباراة لفريقنا في غرفتي وجاء لزيارتي : ايش تبغى من فريق كل مبارياته خسارة في خسارة ؟! نحن كذلك نشاهد الفرق السودانية ولكن ، يا خسارة !... جاء زمن العشاء وكنا مجموعة من السودانيين و سردت ما قاله السعودي على (الجماعة!) وكانت الصاعقة حيث (نطَّ!) واحد وقال : أنت ما عارف ما عندنا كورة ؟! وكورتنا ماتت وشبعت موت منذ السبعينيات ؟! ما شايف أنت (حفرة الهلال و أسطبل المريخ ؟!) نلعب وين ؟ سكت و أنا حزين . ساقتني قدماي إلى حضن الوطن في يناير من عام 2007م ... وجدت (الحكاية!) كما رواها زميلي في الدمام : الميادين تبعث (على الغثيان!) لا نجيلة زي الناس ... لا مقصورة زي الناس ... لا مقاعد جماهيرية زي الناس ولا (نقالات!) زي الناس ! و .....و..... ما لنا ؟! ما بنا ؟! و العالم يعيش أربعة عشر عام من الألفية الثالثة ونحن نعيش ثمانية و خمسين عاماً من عمر استغلالنا . يقولون ... أن فريق المريخ السوداني من أغنى الفرق الأفريقية إن لم يكن أولها !أين الميادين ؟! مصر - جارتنا - عندها ميادين (تمام التمام!) وهي ليست بترولية وتعتمد في اقتصادها على السياحة و الصناعة و قليل من الزراعة ذلك مثال واحد فقط (وكوسوا!) جيراننا اللذين تعوذهم الحالة المادية كيف هي ميادينهم الرياضية ؟ لهذا السبب ، فرقنا من هزيمة إلى هزيمة ! أنعدمت في سماء الكرة الأسماء (الكبيرة!) مثل : نصر الدين جكسا ، سبت دودو ، عز الدين الدحيش ، الفاضل سانتو ، حامد بريمة ، علي قاقرين ، بشارة ، سامي عز الدين ، مصطفى النقر ، مازدا ، عصام عباس ، بريش ، إبراهومة ، وحمد والديبة (حاجة عجيبة!) ، أحمد عبد المنعم الجقر و آخرون لا يركبون العربات الفارهة (المكندشة!) وجاؤنا - رغم ذلك - بكؤوس الذهب .
عزيزي الرياضي ، عزيزتي الرياضية ، (لا تستمعوا!) إلى برنامج عالم الرياضة ! فلا رياضة كروية في السودان ، رغم إشراك الولايات في كأس السودان الممتاز ... أنسوا (تاماً!) حكاية المدينة الرياضية ، فإن المصاعب و المصائب التي أقعدتها عن العمل ، يشيب لها الولدان ! : لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ! قبل أن نضع نقطة الخاتمة لهذا المقال ، نرجو أن نذكر الجميع شيباً و شباباً بحكامنا المشهورين: الطاهر محمد عثمان ، فيصل سيحا وأحمد النجومي و آخرون ومن الإداريين العظام في فريق الهلال نذكر : الطيب عبد الله و من المريخ ابو العائلة و قد مرّ على برنامج عالم الرياضة معدون أفذاذ مثل : عبد الرحمن عبد الرسول ، محمد يوسف و صلاح أحمد و من مقدمي البرنامج في الأمس و اليوم : عثمان حسن مكي ، معتز الهادي و طارق التجاني . وعند نهاية هذا المقال ، فإن الخرطوم قد أستقبلت (خبرين!) مهمين أولهما سار للغاية ويتعلق بكأس الذهب الذي أنتزعه فريق المريخ من مجموعة (سيكافا!) الأفريقية و أعاد البسمة ، ليس لجمهور المريخ فقط و إينما لكل جمهور السودان الرياضي (بالسليقة!) . والخبر الثاني غير سار وهو : أن المدينة الرياضية (ستنهار!) إذا تم بناء جديد فوق المبنى القديم ؟!
وأن آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين إلـى اللقاء
|
|
|
|
|
|