دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
انتـــــــــهت الحلــــــــقة بهزيمة نكراء للحكومة السودانية ممثلة فى رجاء حسن خليفة عضو المجلس الوطني ورئيسة اتحاد المراة السودانية التى هزمتها فتاة صغيرة كسيرة لا تملك من الدنيا الا بصيص الامل ولا تملك من الدنيا مثل الذى امتلكته رجاء من جاه و سلطان و علم، ولا تملك من الدنياالا رغبة مخنوقة فى ان بضمها وطنها و لو تحت شجرة ، خرجت من وطنها خائفة متلفتة غير آمنة وتتمنى الرجوع له ولو تحت شجرة لئن كان المجرمون قد وطئوك حواء فهم لم و لن يستطيعوا هزيمة روحك و كبريائك ايتها السودانية البطلة ولا نامت اعين الجبناء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: abdalla BABIKER)
|
Quote: الدكتورة رجاء
وجه مشرق للمراه السودانية
وخير من مثلت حواء السودانية
هذا راي
ارجوا احترامه |
قطعا احترمه اخي عبدالله لاني واثقة انك لو حضرت هذه الحلقة لغيرت رايك هذا لانك سوداني صميم كما احس من كتابتك ولا ترضى ان ترى الحقيقة و تغالط كما فعلت رجاء و غالطت صاحبة الماساة انا عندما كتبت لم اكتب ابدا بقلم لنا المنظمة بل بقلم لنا الانسانة وكنت اتمنى على الدكتورة رجاء ان تسمع حواء بأذن رجاء الانسانة وتفهمها بقلب و عقل رجاء الانسانة لا باذن وقلب و عقل رجاء عضوة المجلس الوطني وكادر الجبهة مهما املت عليها واجباتها التنظيمية شكرا للمرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: نصار)
|
Quote: اتيت بعد مشاهدة الحلقة الالم لاقلب الكلمات علي اجد لها وجها يفصح عنما اعتمل في صدري عندما تبدت الفضيحة،،فضيحة هذه الرجاء لا يضاهيها الا تفاهة من تطاولوا علي حواء و اخواتها،،،لعنها الله و لعن نظاماً فعل كل هذه الجرائم الوضيعة و هي تدافع عنه حيث لا دفاعا امام شهادة الضحية الطاهرة البريئة،،،حواء العنينا مع من تلعنين و اطلقي علينا ما تشائين من صفات فأنت اشرف منا و اطهر،،،الله الله الله حواء انك لم تفضحي السلطة التافهة فقط بل اطلقت صرخة في اذاننا التي اصابها الوغر و ضمائرنا الميته ازعجتي نومنا الغافل،،،هل تمر هذه البشاعة هكذا و يترك المجرمين يسيؤون فعل وقولا بلا رادع،،، متي نقتنع ان هؤلاء المجرمون لا يجدون سوي الاجرام بكل الوانه و ليس لهم رشدا يعودون له اصلا،،، لن نكون و يكون الوطن و حواء تمتهن بهذه السفالة الحقيرة فكيف نكون؟؟؟؟؟ |
قل لى بالله عليك كيف نكون نصار؟؟كيف نكون يا اخي؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
العزيزة لنا
للاسف لم انجح فى مشاهدة الحلقة لان الستلايت بتاعنا فيهو مشكلة ولم استطيع مشاهدتها من خلال الانترنيت محزن ومخزى ماحدث ولكن ياعزيزتى لنا.. ماذا تتوقعى منها؟ الم اقل لكن فى بوستات عديده بانى لا اتعامل دوما مع المرأة باعتبارها ضحية هل رجاء ضحية ام مارست فعل الاضطهاد بوعى على بنات جنسها؟
ساعود.. بعد ان يهدأ غضبى لاكون اكثر موضوعية
هل تعاد الحلقة؟ هل قمتى بتسجسلها؟ ممكن ترسلى نسخة اذا فاقيها مشقة لك
وساعود كل قلبى مع نساء وطنى فى دارفور والخزى والعار لنساء السلطة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
نبيلتنا الحبيبة .. لا بل تلميذتي النجيبة : لنا
كم كنت موفقة ـ كعهدي بك دائما ـ في تناول ماجاء في هذه الحلقة ( البصقة) في وجه من يتكلمن اليوم بأسم المرأة في وطني المختطف .. ولكن عزيزتي لنا تساؤلات مرة ( لا بل غصة) تتقافز هنا وتفرض نفسها جلوسا فوق رؤوس الجميع : من هي رجاء حسن خليفة؟؟ ماهو تاريخها النضالي حتى تكون ـ في مثل هكذا منعطف من تاريخ المرأة السودانية المناضلة ـ ممثلةلها وناطقة باسمها في كافة المحافل والمنابر ؟؟؟ من تمثل هذه الرجاء ؟؟؟ عن أي نساء تتحدث ؟؟ من نصبها أصلا لتكون في هكذا موقع ؟؟ باسم أي مرأة سودانية تتكلم ؟؟ هل هي حقا تمثل هؤلاء الاخوات السودانيات الفضليات اللائي تعرضن للاغتصاب في ذلك الجزء الحبيب من بلادي ؟؟
جملة من الأسئلة تتراكض خلف بعضها لتفرض نفسها بحثا عن اجابات مقنعة ووافية .. ليست هذه الرجاء بقامة الاجابة عليها يا لنا .
يديك الف عافية على هذا الطرح الموضوعي وفي وقته تماما.
خضر عطا المنان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: خضر عطا المنان)
|
Quote: نبيلتنا الحبيبة .. لا بل تلميذتي النجيبة : لنا
كم كنت موفقة ـ كعهدي بك دائما ـ في تناول ماجاء في هذه الحلقة ( البصقة) في وجه من يتكلمن اليوم بأسم المرأة في وطني المختطف .. ولكن عزيزتي لنا تساؤلات مرة ( لا بل غصة) تتقافز هنا وتفرض نفسها جلوسا فوق رؤوس الجميع : من هي رجاء حسن خليفة؟؟ ماهو تاريخها النضالي حتى تكون ـ في مثل هكذا منعطف من تاريخ المرأة السودانية المناضلة ـ ممثلةلها وناطقة باسمها في كافة المحافل والمنابر ؟؟؟ من تمثل هذه الرجاء ؟؟؟ عن أي نساء تتحدث ؟؟ من نصبها أصلا لتكون في هكذا موقع ؟؟ باسم أي مرأة سودانية تتكلم ؟؟ هل هي حقا تمثل هؤلاء الاخوات السودانيات الفضليات اللائي تعرضن للاغتصاب في ذلك الجزء الحبيب من بلادي ؟؟
جملة من الأسئلة تتراكض خلف بعضها لتفرض نفسها بحثا عن اجابات مقنعة ووافية .. ليست هذه الرجاء بقامة الاجابة عليها يا لنا .
يديك الف عافية على هذا الطرح الموضوعي وفي وقته تماما.
خضر عطا المنان
|
اكتفي بان اردد وراءك كل كلمة و كل سؤال يا استاذى الحبيب ولتبق علامات الاستفهام منثورة فى سماوات الحيرة و الصدف التاريخية ولكن يتبقي سؤال: متي يتم ما دابت على تبشيرنا به يا ترى؟؟؟ متي ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
مواعيد اعادة البرنامج/ لاشر اقة (Re: lana mahdi)
|
اشراقة الحبيبة هذه هى مواعيد بث البرنامج و الاعادة نقلا عن وقع الجزيرة بالانترنت www.aljazeera.net دورة البث: أسبوعي _____________________ الاثنين مباشر 18:35غرينتش 21:35مكة الثلاثاء إعادة أولى 11:35غرينتش 14:35 مكة الأربعاء إعادة ثانية 23:35غرينتش 02:35مكة
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
العزيزة لنا
شكرا على اقتسام ذلك الجانب المؤلم من البرنامج معنا! فى رواندا، و فقط قبل عشر سنوات، شاركت النساء - فعليا- فى ممارسة العنف ضد المرأة بمختلف اشكاله ابان الابادة الجماعية! كون ان يتم التعاطى مع ضحايا الاغتصاب كما فعلت ممثلة الحكومة فكأنما تم اغتصاب "حواء" مرة رابعة! الرجال و النساء مطالبون/ات بالانحياز "لقيم الحق و العدالة" و ببعض الانسانية فى التعامل مع كارثة كهذى، ولكن ماذا ننتظر من هذه الحكومة؟ اشعر بالغضب و بالعجز، و ليس امامى الا ان اردد معك
Quote: كم نحن تافهين امام حواء بعذاباتها و ماساتها |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: nada ali)
|
Quote: الدكتورة رجاء وجه مشرق للمراه السودانيةوخير من مثلت حواء لسودانية هذا راي ارجوا احترامه |
Sorry sir Cannot bestow any sign of respect on a statement that tells me that one woman is the representative of all Sudanese women, whom you refer to as (hawa'a). The claim of representation is just too totalitarian and any one woman who thinks she represents Sudanese women is certainly mistaken. However, such claims of representation have always been the obvious starck signs of dictatorship. Any Sudanese woman who fails to acknowledge the suffering of other women is not worthy of being a representative for any group let alone all sudanese hawa'a.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
الحبيبة لنا والجميع..
ســـلام..
للأسف الشديد لم أشاهد البرنامج.. ورأيت تنويه أبنوسة لنا في القروب متأخرا يوم الاثنين..
لا اعتقد ان هناك إمرأة أيا كان تصنيفها يمكن ان تتدعي انها اغتصبت.. لأن فعل الاغتصاب فعل مهين.. صعب.. لا يمكن ان يدعيه أحد.. وبالمناسبة معروف حسب احصائيات العالمية ان معظم ضحايا الاغتصاب لا يتحدثون لشعورهم بالمهانة والخجل.. وان من تتحدث لتكشف جناة يجب ان تشجع لا تقمع حتى تنتهي هذه الظاهرة اللا انسانية..
..
الاغتصاب في الحروب عموما أمر شائع.. وكلنا يعرف ما حدث في روما ابان الحرب العالمية الثانية.. وغيرها من المدن التي حط النازي عليها يده.. وكون ان بعض نساء دارفور تعرضن لإغتصاب، فهذا شئ قابل للتصديق دون أدنى شك.. وكان الأفضل لممثلة المرأة في المؤتمر الوطني ان تقف مع الحق لا مع الكرسي والشعار الزائف..
ولكن..
الأشياء لا تنفصل.. يعني هي تفرق من باقي اعضاء المؤتمر الوطني شنو..؟
.. حأرجع تاني ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
Dear Lana,
Thank you for writing about this woman called Raja. I was utterly disgusted by everything she had to say in that program in Aljazera. This woman claims that she represents women in Sudan and at the same times denied they have been raped instead of, at least, asking for an investigation to be held!! I was amazed at how confident she was in dismissing the rape claims as if she has been there!!
I was shocked at her body language and the way she undermined the young ladies from Darfur. She never looked at them in the eyes and seemed as if was sitting with inferior aliens who do not deserve her majesty's attention!! This woman, if she is truly one, does not deserve to represent women in Sudan even in its current dark ages.
Whoever asked her to represent the government’s views on this program did not tell her that: International human right organisations collect information on rape allegations according to validated methods and when they find consistent patterns of allegations they call for action to bring the rapists to justice. Therefore, it is better for the government to cooperate and help their women to get justice instead of helping the rapists and re raping the poor women in TV by ridiculous denials and asking them to prove it !! Luckily, they will be made to do the right thing whether they like it or not thanks to the international community. There was no phone-in in this program, otherwise I would have asked this shameless woman: as asylum laws had been there since the end of the second world war, why did Sudanese women started to lie and say they have been raped to obtain Asylum only in 1989??And why did women in Darfur got in the game in 2004.
Again thank you for letting other people know about this disgraceful woman.
Adil
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Adil Isaac)
|
Quote: I was shocked at her body language and the way she undermined the young ladies from Darfur. She never looked at them in the eyes and seemed as if was sitting with inferior aliens who do not deserve her majesty's attention!! This woman, if she is truly one, does not deserve to represent women in Sudan even in its current dark ages. |
Dear Adil Isaac She{Raja} found her self in the wrong place at the wrong time , she has no right to represent Sudanese women She played this role under the directives of the Sudan policy makers that act within the framework of their own strange thought. many thanks Adil
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
العزيزة لنا و الاخوات والاخوه
سلام للجميع
الحلقه منقوله من الجزيره:
لونه الشبل: منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود و(Human Rights Watch) وكافة تقارير الأمم المتحدة تقاطعت كلها عند نقطة واحدة هي وجود حالات اختطاف واغتصاب لمجموعة من النساء في دارفور، فإلى أين وصلت معركة الحكومة مع المنظمات الدولية حول الاتهامات الموجهة إليها في مضمون تلك التقارير؟ وهل تحمي الحكومة فعلا مرتكبيها وما هي المخاطر التي واجهت النازحات في طريقهم باتجاه البحث عن النجاة؟ وما هي الصعوبات التي لا زالت تعترض وصول وكالات الإغاثة إلى المتضررين؟ وما هو الدور الذي يقع على مفوضية اللاجئين وغيرها من المنظمات لإنقاذهم من المأساة سواء في مدن دارفور أو في كل من مخيمات اللاجئين في تشاد ونيجيريا ومصر؟ وأين الحكومة السودانية ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية من انتشار المجاعة وسوء التغذية والوضع الصحي للنازحين واللاجئين وضحايا الصراع؟
الأوضاع الإنسانية الصعبة للاجئي دارفور
[تقرير مسجل]
لينا الغضبان: الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور السوداني وإن كانت وليدة أعوام سابقة إلا أنها انتقلت مؤخرا إلى بؤرة الاهتمام العالمي واستطاعت أن تجتذب في الشهور القليلة الماضية فضول وسائل الإعلام المختلفة التي تسابقت للوصول إلى هذا الإقليم الذي بات أهله ضحية جديدة للنزاعات المسلحة وما يترتب عليها من تدهور مخيف في الأوضاع الأمنية والصحية، هذه الظروف المأساوية كما صورتها تقارير بعض المنظمات الدولية خلفت وراءها مليون ونصف المليون من الأشخاص النازحين من دارفور داخل السودان كما دفعت بالآلاف من أبناء الإقليم إلى الفرار منه واللجوء إلى دول مجاورة وحسب إحصاءات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فإن جمهورية تشاد تستضيف الجزء الأكبر من هؤلاء اللاجئين والذين يقدر عددهم بأكثر من مائتي ألف لاجئ يعيشون في 11 مخيما ويعانون من نقص شديد في مياه الشرب بالإضافة إلى زيادة أعدادهم عن قدرة استيعاب تلك المخيمات، أما مصر فجاء إليها بضع مئات من أبناء دارفور كلاجئين فروا حسب شهاداتهم من أهوال إنسانية وظروف معيشية مروعة.
لاجئ سوداني: زيي زي أي إنسان تعرضت لاعتداءات كثيرة جدا ولابد أن أغادر البلد لأنه يعني لو قعدت أكثر من كده حيصل التصفيات وفينا فيه ناس حصل لهم التصفيات يعني.
لينا الغضبان: وبعد رحلة هروب مضنية يواجه اللاجؤون تحديات جديدة فيعيش معظمهم ظروفا اقتصادية مرهقة في ظل صعوبة الحصول على عمل ومن ثم يكون توفير المسكن والغذاء هو التحدي الأكبر أمامهم.
لاجئة سودانية: بنعيش كالآتي إنه يعني غالبيتنا أو ثلاثة أرباعنا اللي موجودين يعني متزوجين وكده فالرجالة بيطلعوا الصباح بيمشوا الساحة يعني قد الشغل اللي جوهوا بيجوا بناكل منه والباقي إن شاء الله نأخذ جنيه جنيهين لبرنامج الإيجار يعني.
لينا الغضبان: وبينما تشير بعض التقارير الدولية إلى الحكومة السودانية بأصابع الاتهام فيما يتعلق بالكوارث الإنسانية التي يعاني منها أهالي دارفور ترى حكومة الخرطوم أن تقاعس المجتمع الدولي ومنظماته هو الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع في الإقليم.
" بالرغم من العويل وإصدار القرارات التي تشوه سمعة السودان لم تبادر الأسرة الدولية بتقديم العون الإنساني " أحمد عبد الحليم أحمد عبد الحليم – سفير السودان بالقاهرة: على الرغم من الصراخ والعويل وإصدار القرارات التي تشوه سمعة السودان لم تبادر الأسرة الدولية خاصة الدول التي يتعالى صوتها لتقديم العون الإنساني في الوقت المناسب وبالقدر الكافي.
لينا الغضبان: كما تنفي الحكومة السودانية وجود أي عمليات اغتصاب أو قتل جماعي أو تطهير عرقي في دارفور وتصف تلك الاتهامات بأنها فبركة غربية أميركية لممارسة ضغوط سياسية عليها، لينا الغضبان لبرنامج للنساء فقط، الجزيرة، القاهرة.
لونه الشبل: إذاً مشاهدينا الكرام نعود ونرحب بكم في هذه الحلقة التي تأتيكم على الهواء مباشرة من القاهرة والتي نعتذر إن ورد فيها بعض الأخطاء الفنية اسمحوا لي بداية أن أرحب في هذه الحلقة باستوديوهاتنا في القاهرة بضيفتنا الدكتورة رجاء حسن خليفة عضو المجلس الوطني السوداني وعضو حزب المؤتمر الحاكم كما أيضا نرحب في استوديوهاتنا في لندن بالسيدة بنيديكت غودوريو عضو منظمة العفو الدولية كما ونرحب من نيويورك بالسيدة راضية عشوري عضو مفوضية اللاجئين كما وسينضم إلينا في هذه الحلقة مجموعة من الحالات التي كان لها نصيب من المعاناة والنزوح وتحديدا إلى القاهرة وهن ضمن مجموعات لاجئي دارفور في مصر، أهلا بكن جميعا ضيفات على هذه الحلقة أهلا بكِ دكتورة رجاء وبداية قبل أن نبدأ هذا الحوار فاصل قصير ونبدأ حوار هذه الحلقة.
[فاصل إعلاني]
حقيقة الاتهامات الموجهة للحكومة ونفيها
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من للنساء فقط والتي كما نوهنا تأتيكم مباشرة من القاهرة، سيدة رجاء منظمة العفو الدولية، أطباء بلا حدود (Human Rights Watch) وتقارير الأمم المتحدة المتتابعة كادت أن تتقاطع جميعها عند التأكيد على وجود تجاوزات وانتهاكات كبيرة بل إن غالبيتها يؤكد على وجود إبادة جماعية وفي العموم تُتهم الحكومة بأكثر من نقطة؛ أولا قصف قرى الشمال بالطائرات، إحراق أكثر من ثلاثمائة قرية وقتل أكثر من ثلاثين ألف حتى الآن والمسؤولية عن تشريد ما يقرب من مليون سوداني ومائة وعشرة آلاف تقريبا منهم لجؤوا إلى تشاد والآخرون إلى بقية الدول المجاورة فضلا عن الاغتصاب الجماعي، التقارير أكدت ما ذكرت والحكومة تنفي، أين الحقيقة؟
" قضية دارفور والاتهامات التي رويت بشدة هي جزء من حملة متكاملة استهدفت الشعب السوداني، وذلك لأن هذه المنطقة مشهورة بأنها ذات إرث تاريخي عريق " رجاء حسن خليفة رجاء حسن خليفة: بسم الله الرحمن الرحيم والتحية للمشاهد ونقول له رمضان كريم وأقول أن الحقيقة من جوانب كثيرة دارفور قام بها أزمة اجتماعية سياسية إنسانية، الدولة اعترفت بذلك وبُذِلت جهود كبيرة يعني في الأشهر الماضية ولعل التقارير في الفترة الأخيرة أظهرت تعاون الدولة وأظهرت تحرك المجتمع المدني السوداني تجاه مواطنيه ولكن أقول أن قضية التقارير لابد أن نتساءل حول صيغة هذه التقارير وحول مدى موضوعيتها، السودان عضو في الأسرة الدولية يرحب بكل جهد صادق لمنظمة أو مؤسسة تعينه وتتحدث عن مساعدتها له والسودان مُوقِع لاتفاقيات كثيرة وملتزم بها وله التزام أخلاقي تجاه مواطنيه ولكن أقول أن قضية دارفور وهذه المصطلحات وهذه الاتهامات والانتهاكات التي رويت بشدة هي جزء من حملة متكاملة تستهدف أولا على حسابها معركة مع الحكومة إنما هي معركة استهدفت الشعب السوداني أولا وأنا باعتباري أمين عام اتحاد المرأة السودانية وأمثل نساء دارفور أحسب أن هذه المعركة موجهة للأمة السودانية والمجتمع السوداني ولأهل دارفور ولنساء دارفور، ذلك أن هذه المنطقة مشهور أنها منطقة ذات إرث تاريخي عريق يعني صحيحة أن الطبيعة بها أن التعدد الإثني بها أحدث بعض الإشكالات في الصراع القبلي المسلح ولكن هذه المعركة بهذا التطوير السريع جدا وهذا التفخيم وهذا التكبير وهذا التهويل الشديد جدا لهذه المصطلحات فيها أبعاد سياسية وهناك يعني..
لونه الشبل [مقاطعة]: نعم ولكن هناك منظمات دولية معروفة دخلت إلى دارفور وعاينت الوضع ووصفته بالكثير من الصفات التي سنتحدث فيها في هذه الحلقة.
رجاء حسن خليفة [متابعة]: نعم، ما هي الدولة اعترفت ولعل الإعلان السياسي للسيد رئيس الجمهورية يعني كان أهم ما فيه أنه وجه بضرورة أن يعامل بالحسم كل الخارجين عن القانون إن كانوا جنجاويد أو مليشيات أخرى أو كل الخارجين أو المتفلتين وجه بالتعامل معهم بحسم وأن يُقدَم من ثبت إدانته إلى المحاكمات، كذلك بُذِلت جهود كبيرة جدا في بسط الأمن في دارفور والآن في دارفور أما بين ثمانية لعشرة آلاف شرطي حول (كلمة غير مفهومة) بذلت جهود كبيرة، المجتمع المدني السوداني نفسه تحرك تُحرك كبير جدا وأنا أقول أنني باعتباري أمين عام اتحاد المرأة وأنا أتحدث عن دارفور حديث العارف فقد مكثت بها شهرين في العام 1990 وكونت اتحاد المرأة هناك وبالتالي أدرك تماما أن دارفور بشعبها وبمجتمعها المتماسك هي وأنا أقول أن هناك قضايا هناك إشكالات منها الجانب السياسي الذي يسير الآن في إطار التفاوض وفي إطار الوصول إلى حل سياسي لقضية..
لونه الشبل: والمفاوضات تفشل في كل مرة حتى هذه اللحظة.
رجاء حسن خليفة: نعم ولكن أحسب أن السودان وأن الطرف الذي يمثل الدولة حريص ومد حبال الصبر وحتى الآن، يعني نحسب أن هناك أمل كبير جدا أن نصل إلى حل إلى هذه المشكلة حل سياسي عن طريق الحل السلمي الآن التمرد والسلاح لا يحل المشكلة وهذه القضية دفع فيها ثمن النساء والأطفال لأن المرأة ما حملت المرأة يوم سلاحا قط لكنها هي الضحية، نحن الآن في دارفور يعني عدت منها قبل أيام وبالتالي أحسب أن هذه القضية قضية لها أبعاد سياسية هناك مجموعات تود الوصول إذا استقلت النساء والأطفال هناك منظمات حريصة لأن مصطلحات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاضطهاد كلها مصطلحات تثير الرأي العام الغربي وبالتالي استغلتها مجموعات من أبناء درافور للوصول إلى مكاسب سياسية والآن لعل الحوار يسير نحو الوصول إلى حل هذه القضية ولكن أقول أن الواقع الآن باعتراف المنظمات الدولية نفسها وباعتبار تقرير المبعوث الخاص للأمين العام أكد أن هناك تحسن في الوضع الإنساني وأن هناك جهود كبيرة بذلت وأن هناك بسط للأمن وأن هناك عودة طوعية وأنا أقول أننا ذهبنا بأنفسنا لم نكتفي بما يعني يورد يعني من جهود تقوم بها الدولة الرسمية لكن نحن كمجتمع مدني قمنا بزيارات بقوافل بطواف وقفنا مع النساء وساعدنا هؤلاء النساء وقمنا بتحقيقات خاصة بنا كاتحاد المرأة.
لونه الشبل: ليس هناك إبادات جماعية وليس هناك اغتصاب جماعي وليس هناك الاغتصاب كأداة للحرب وكل هذه يعني تهويلات وهولها المنظمات دولية هل هذا الكلام ما تريدين الوصول إليه؟
رجاء حسن خليفة: أنا أقول لكِ إن هناك إبادة جماعية.. إذا وجدت أسلحة دمار شامل في العراق هناك إبادة جماعية في دارفور.
لونه الشبل: جميل جدا أتوجه إليكِ سيدة راضية في نيويورك استمعتِ إلى ما تفضلت به السيدة رجاء إذا كان هناك أسلحة دمار شامل في العراق هناك إبادة جماعية في دارفور وبالتالي كل التقرير التي صدرت وتصدر عن الأمم المتحدة وعن المنظمات التابعة للأمم المتحدة قد يُشكَك الآن في صدقيتها كما قالت السيدة رجاء وقالت بالضبط يجب أن نعرف مدى صدقية التقارير ومدى موضوعيتها أريد تعليقك على هذه النقطة.
راضية عاشوري: أولا شكرا لكم على استضافتنا ردي هو الآتي طبعا ردي هو الآتي أولا نحن كأمم متحدة عفوا أنا مش سامعة.
لونه الشبل: تفضلي نحن نسمعكِ بشكل جيد في استوديوهاتنا في القاهرة تفضلي سيدة راضية.
راضية عاشوري: يبدو فيه تداخل في الأصوات عموما إذا كان سمعيني كويس أستمر.
لونه الشبل: تفضلي نعم نسمعكِ بشكل جيد.
راضية عاشوري: يا سيدتي ردي هو الآتي طبعا أن أشكر السيدة نعم أشكر ضيفتكم السيدة الدكتورة رجاء حسن على ما تفضلت به، ما نقوله هو الآتي نحن التقارير التي رفعناها كلها إجمالا هي تقارير موضوعية ومبنية على تحقيق ميداني في كل المسائل التي رفعنا بخصوصها تقارير للأمم المتحدة، نحن طبعا كنا قد أشرنا في تقاريرنا إلى كل ما وقع من تحسن في الأوضاع وكل ما لم تقم فيه الحكومة السودانية إيفاء التزاماتها التي وضعها مجلس الأمن في قراراته ذات الصلة، أريد أن أشير إلى الآتي ردا على الدكتورة رجاء حسن أشكرها على إشارتها للتقارير التي رفعها الممثل الخاص للأمين العام في السودان ولكن ما تفضلت به ليس وافيا في تعليقها أو في تلخيصها لما ورد في هذه التقارير، في تقاريرنا لمجلس الأمن كنا قد أعطينا فكرة شاملة عما شهدناه من تطورات من خلال ما قامت به الحكومة من تدابير ومن إجراءات لتحسين الوضع إيفاء بالتزاماتها ولكن لم نقل إطلاقا أن هناك عودة طوعية، مسألة العودة الطوعية للاجئين لا تزال موضع نقاش بيننا وبين الحكومة السودانية وهناك اتفاق بين الحكومة السودانية ومنظمة الهجرة العالمية وأيضا المفوضية السامية للاجئين للتداول في مسألة العودة الطوعية، نحن كنا قد ذكرنا أن الحكومة السودانية قد قامت بالعديد من الخطوات التي نعتبرها إيجابية ولكن كنا قد أكدنا في مناسبتين التقريران الذين رفعناهما إلى المجلس في سبتمبر وفي أكتوبر كنا قد أكدنا على أن الحكومة السودانية لم توف بالتزاماتها في مجالات الأمن خاصة وفي تصريحات ممثل الأمين العام الأخيرة كان قد أشار إلى الانفلات الأمني المستمر في دارفور وطبعا الانفلات الأمني في دارفور ينسحب سلبا على مجمل الأوضاع الأخرى وخاصة منها الإنسانية وعلى نشاطنا الإنساني، خلاصة قولي يا سيدتي هو الآتي نحن تقاريرنا التي رفعناها كلها أي تقارير خرجت أو صدرت عن منظمات أممية نحن نعتبرها تقارير موضوعية مبنية أساسا على دراسات ميدانية ودراسات أيضا علمية ونرفع هذه التقارير ليس تحاملا على الحكومة السودانية كما ذكرت الدكتورة ولكن فقط للإشارة إلى المسائل التي يجب أن تواصل المجموعة الدولية مساعداتها أو إيصال مساعداتها للحكومة السودانية سواء في المجال الإنساني أو حتى في المجالات الأخرى حتى السياسية منها لإحداث زخم وللمحافظة على هذا الزخم حتى يتمكن السودان شعبا وحكومة وكل الأطراف المعنية في السودان من الوصول إلى حل سريع لمجمل المشاكل القائمة في السودان.
لونه الشبل: نعم سيدة رجاء أنا أعلم بأن لديكِ مداخلة يعني انفلات أمني مستمر في دارفور هذا ما تقوله السيدة راضية كل تقاريرهم مبنية على دراسات علمية ليس تحاملا كما قلتِ ليس هناك عودة طوعية وباختصار في دقيقة ونصف.
رجاء حسن خليفة: طيب دقيقة ونصف أنا أقول يعني أشكرك السيدة راضية عاشوري على ما تفضلت به وأنا أقول أن تقارير الأمم المتحدة عن وكالاتها يعني أحسب أنها يعني ما ذكرته عن الموضوعية ربما تنطبق أكثر على منظمات أخرى ربما لا تكون هي جزء من منظومة الأمم المتحدة ولكنها تؤثر تأثيرا بالغا..
لونه الشبل: من تقصدين مثلا (Human Rights Watch)؟
رجاء حسن: وغيرها فأنا أقول أن يعني ما ذكرته من أن التقارير موضوعية التي تقوم بها الأمم المتحدة أتفق معها في جانب كبير ولكن أقول هناك منظمات أخرى تظل ضاغطة وتُخرِج تقارير تشوش على المجتمع السوداني أنا أقوله وربما تكون الحكومة باعتبارها هي معنية بهذا المسائل، أما القضية الثانية أن كيف عودة طوعية أنا ما ذكرت أن الأمم المتحدة ذكرت هذا ولكن نحن كمجتمع دارفور بلد مواطنيها يعتمدون على الزراعة وأصل دورهم بالإنتاج، النساء في دارفور يعملن في كل الحرف في الجزارة في البناء في الطرق في الزراعة في الإنتاج، نحن كمجتمع مدني شجعنا وخاطبنا قواعدنا من النساء بضرورة إذا توفر الأمن وخاطبنا الدولة نفسها بأنه لابد أن توفر الأمن في الأمور التي تود أو يود مواطنوها أن يعود إليها..
لونه الشبل: يعني أنتم تشجعون على الزراعة وتعود إلى ما كانت عليه اسمحي لي وليس هناك أمن وليس هناك انفلات أمني وهناك من يقول..
رجاء حسن: أنا ما قلت انفلات.
لونه الشبل: اسمحي لي وهناك من يقول بأن هناك حالات اغتصاب أعلم بأن لديكِ كثيرا من النقاط اسمحي لي..
رجاء حسن: أقول كلمة واحدة فقط..
لونه الشبل: أريد أن أتوجه إلى الدوحة.
رجاء حسن: هناك خروقات 194 خرق من قِبَّل التمرد..
لونه الشبل: نعم سأكمل معكِ الحديث ولكن مشاهدينا الكرام بعد فاصل قصير يتضمن موجز لأهم وأخر الأخبار نتوجه من القاهرة إلى أستوديو الأخبار في الدوحة.
[موجز الأنباء]
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من للنساء فقط والتي كما نوهنا قبل الفاصل تأتيكم مباشرة من القاهرة، سيدة رجاء كنتِ تعلقين على موضوع تقارير الأمم المتحدة أيضا أطلب منكِ الاختصار إذا سمحتِ.
رجاء حسن خليفة: نعم أنا اختصر أقول أن تقارير الأمم المتحدة كما ذكرت مقارنة بتقارير تريدها منظمات أخرى تؤثر يعني على الرأي العام بصورة عامة أحسب بأن بها قدر من الموضوعية ولعل كما ذكرت زيارة ممثل الأمين العام لولاية دارفور ومتابعته وزيارته للمعسكرات ومخاطبته مع النساء أكدت بعض تحسن في هذه الجوانب وبعض التضخيم كما ذكرت، أنا لا أقول أن كل ما ذُكِر يعني هو تماما غير موجود ولكن أقول أن فيه هناك تفخيم وتكبير وتهويل لهذا المسألة لأهداف كما ذكرت أهداف سياسية، أنا أقول أن قضية العودة الطوعية أنا أتحاسب عنها كمنظمة مجتمع مدني وأحس بأهمية أن تعود الأسر وأن يعود مرة أخرى لبيتها حتى يتم إنهاء الإغاثة لأن الإغاثة مهما طالت الآن لو ظهرت كارثة في منطقة أخرى لخرجت المنظمات من دارفور ولذلك هذا هو الحل الاستراتيجي ليس قصرا إنما طوعا بعدها يتوفر الأمن في تلك القرى وهذه قضية، القضية الأخرى قضية الاختراقات للناحية الأمنية أحسب أنها الآن مرصودة كلها تحسب على حامل السلاح وأنا من هنا أنادي..
لونه الشبل: وهل حاملو السلاح أتوا من القمر من أين أتوا حاملي السلاح؟
رجاء حسن خليفة: أنا أنادي أنا من هنا كمجتمع مدني أنادي حاملي السلاح وهم الآن يجلسون للتفاوض..
لونه الشبل: ألم تسلحهم الحكومة هؤلاء حاملي السلاح؟
رجاء حسن خليفة: يا أختي قضية التسليح في دارفور قضية طويلة تحتاج إلى حلقة بكاملة السلاح..
لونه الشبل: سلحتهم الحكومة أم لا أم بعد ما سلحتم فقدت السيطرة عليهم من الجنجاويد؟
رجاء حسن خليفة: لا السلاح في دارفور منتشر يا أختي منذ فترة طويلة جدا لأسباب حروب في دول الجوار، للنهب المسلح توفرت السلاح هناك من يعتقد أنه هناك سلاح ربما من سنين سابقة مدفون تحت الأرض، قضية السلاح قضية طويلة دارفور نفسها كثقافة يعني هناك كل مجتمع له ثقافته قضية السلاح في دارفور قضية مهمة المواطن في دارفور بصورة عامة يخرج وهو يحمل السكين على يده هذا جزء من ثقافته..
لونه الشبل: ولكن ميليشيات منظمة قد تتجاوز العشرين ألف وثلاثين ألف إذاً قام أحد بتسليحها ومعظم المنظمات ومنها (Human Rights Watch) أخيرا أقرت بأن هناك اسمحي لي بأن هناك وثائق صادرة عن الحكومة السودانية تظهر بما لا يقبل الجدل بأن مسؤولين من الحكومة هم من سلحوا هؤلاء الميليشيات وإن يعني الممايزة بين قوات الحكومة والميليشيات هي أمر عبثي.
رجاء حسن خليفة: أنا أقول أن قضية التسليح هذه تقال في التقارير ولكن حتى الصيغة التي تقال بها ليس هناك بيانات تؤكد تماما، الحكومة لماذا تجيش وتسلح لتقتل مواطنيها؟ يعني فهي الآن قاتلت عشرين عام في الجنوب وجلست شهور طويلة وصلنا لسلام ما نوينا نجني ثماره حتى ظهرت لنا هذه القضية بهذا التعقيد..
لونه الشبل: طيب اسمحي لي أن أشرك السيدة غودوريو من لندن، سيدة غودوريو بداية استمعتِ هذه اللحظة إلى ما تقوله السيدة رجاء وهناك ما يضم صوته إلى صوتها ويرى بأن تدخل العامل الخارجي بقوة في الصراع في دارفور ربما دول الأزمة أكثر مما يجب وبالتالي وجهه لغير صالح ضحايا الصراع، يعني أنتم الآن في منظمة العفو الدولية ما تعليقكم على هذه النقطة خاصة وأن كان لديكم تقارير في أكثر من مرة حول الوضع في دارفور ضمن التقارير التي وصفته بأنه إبادة جماعية بأنه يعني وضع كارثي وهو الأسوأ في العالم؟
بنيديكت غودوريو: إنني عدت من التو من دارفور فقد كنت هناك في شهر أكتوبر/ تشرين الأول وقد عملت في السودان وتابعت جميع التطورات للموقف في دارفور لسنوات عديدة وأنني متأسفة أن أقول إلا أن الموقف على الأرض لم يتحسن إطلاقا والناس مازالوا يشعرون بعدم الاستقرار والأمن وهناك أمراض منتشرة والنساء عندما يخرجن من المعسكرات يتعرضن للاغتصاب وبالتالي يخشى الناس مغادرة المخيمات، إذاً فإن كل السكان ينتابهم الرعب والخوف وأنني لا أتفق عندما تقول السيدة الدكتورة رجاء بأنه ليست الحكومة التي زودت بالسلاح نعم أعرف أنه حصلت انتشار أسلحة صغيرة في دارفور لزمن طويل ولكن ما شاهدناه في الأشهر الثمانية الماضية هو حملة إرهاب وترهيب لا سابق لها وبالتالي فهناك مأساة في دارفور وهناك أزمة حقوق إنسان وبالتالي فإن هذا النوع جديد من الرعب أكثر من الماضي، إن السودان ما يذكر في التقارير..
لونه الشبل: اسمحي لي سيدة غودوريو فقط للتوضيح أنتِ كنتِ في دارفور وما تقولينه الآن هو شاهدتيه بأم العين؟
بنيديكت غودوريو: عفوا.
لونه الشبل: سيدة غودوريو عفوا فقط للتوضيح يعني سألتكِ قبل ثواني أنتِ كنتِ في دارفور وما تقولينه الآن قد شاهدتيه بأم العين يعني بعينك رأيتِ ما تقولين؟ سيدة غودوريو تفضلي.
الانتهاكات والاغتصاب في دارفور
بنيديكت غودوريو: بالتأكيد نعم صحيح فعلى سبيل المثال أتذكر إحدى الفتيات الصغيرات التي اُغتصِبت في طويلة أثناء الهجوم الذي حصل في نهاية فبراير/ شباط وهي الآن حامل ولأنها اغتصبت وقد اغتصبها أربعة رجال وهي تخاف أن تحكي مع أي شخص وحتى تخشى أحد يعرف سرها لأنها وعائلتها سيتعرضون للمشاكل وهي قلقة جدا لما سيصيبها ويلحق بها وإذ أن مستقبلها قد تهدم وسيصبح لديها طفل هي غير راغبة فيه ولا تعرف من هو والده أي ماذا سيحصل لهذه الطفلة هل إن الحكومة السودانية أعطت أي أجوبة إلى مواطنيها، إن الحكومة السودانية يجب أن تكون مسؤولة تتحمل مسؤولية مستقبل مواطنيها وإن مثل هذه الحالات تثبت أن الحكومة السودانية لا تصغي ولا تسمع مواطنيها وإنها تفشل في حماية المدنيين.
لونه الشبل: نعم لماذا لا تصغون لمواطنيكم وتفشلون في حماية المدنيين وباختصار شديد يعني سأفتح ملف الانتهاكات والاغتصاب؟
رجاء حسن خليفة: نعم أنا باختصار أنا قلت يعني هناك محور يعني حول هذه القضية ولكن أعلق أقول أنها ذكرت أنه لم يتحسن إطلاقا وهذه عبارة بها كثير من التطرف لأن حتى ممثل الأمين العام ذكر أن هناك تحسن في الوضع الإنساني وتحسن في الوضع العام هناك جهود بذلت فهذا من باب أن التقارير وما يقال به كثير من التعميم وبه كثير من التكبير، أقول أن قضية حقوق الإنسان والانتهاكات الدولة بعثت بفرق نسائية من الشرطة ومن النيابة ومن القضاة للاستماع إلى النساء وفتحت بلاغات في بعض الحالات التي ثبتت وقامت بإجراءات قضائية تجاه بعض الحالات النادرة جدا ونحن في اتحاد المرأة قمنا بحملة تحقيق في المعسكرات ووزعنا استمارات واستمعنا إلى النساء وخاطبناهن يعني بعضوية الاتحاد هناك باللغات المحلية ونقول أن الحرب يا أختي لها تداعياتها وفي كل الحروب عندما تنشأ الحرب تحصل معها تجاوزات ولكن أقول أن اتجاهها هذه ليس بالصور التي تفخم وتكبر والذي يعرف النساء في دارفور يعني يعرف المرأة في دارفور ويعرف مدى صلابتها ومدى قوة شخصيتها ولكن هي ذكرت هذه الحادثة ويمكن أنا..
لونه الشبل: جميل لا أريد أن أتوقف عند هذه النقطة من يعرف المرأة في دارفور يعرف مدى صلابتها ومدى ورغم ذلك هناك انتهاكات وهناك حالات وكما نوهنا مشاهدينا الكرام في بداية هذه الحلقة وقلنا بأنه سيكون معنا بعض ممن لجؤوا إلى مصر من لاجئين دارفور واسمحوا لي بداية بأن أرحب بحواء حواء مساء الخير.
حواء محمدين آدم: أهلا يا مرحبا مساء النور.
لونه الشبل: حواء تعرفينا على اسمك بالكامل لو سمحتِ.
حواء محمدين آدم: حواء محمدين آدم.
لونه الشبل: حواء أنتِ قدمتِ من دارفور منذ متى؟
حواء محمدين آدم: من دارفور حوالي سنة ونصف كده.
لونه الشبل: من سنة ونصف أنتِ في مصر؟
حواء محمدين آدم: أيوه من سنة ونصف.
لونه الشبل: طيب كان لديكِ قصة في دارفور أنتِ ممن تعرضن للاغتصاب هذا الكلام صحيح؟
حواء محمدين آدم: أيوه صحيح جدا.
لونه الشبل: طيب لو تقصي لنا ما جرى بالضبط أعلم بأنها قضية مؤلمة بالنسبة لكِ ولكن لو سمحتِ لي.
حواء محمدين آدم: هو فعلا طبعا المشكلة اللي حصلت لي أنا كنت في طريقي ماشية لأخوي في الخلوة وكده وإحنا في الغورة بره وكده فأنا كنت في طريقي ومعي يعني أربعة من الستات وكنا ماشين بناخد أخوانا يعني بعد ما الحروب والضرب وكده بناخد أخوانا من الخلوة عشان نجبهم فنحن في طريقنا الخلوة يعني مسافة شوية بيناتنا..
لونه الشبل: كنتم أربع بنات؟
حواء محمدين آدم: أيوه نحن أربعة اثنين يعني نسوان كبار وإحنا الاثنين يعني في سن أصغر وهم أكبر مننا في السن وكده فنحن في طريقنا ونحن ماشيين على الخلوة قابلونا أشخاص زي اللي راكبين يعني في خيول وملثمين وكده يعني كما ذكرت قبل كده يعني الكلام فالأشخاص دول هجموا علينا وضربونا وكده..
لونه الشبل: كم شخص كانوا؟
حواء محمدين آدم: كانوا كتار.
لونه الشبل: تقريبا؟
حواء محمدين آدم: 12 - 13 كده.
لونه الشبل: 12 - 13 نعم.
حواء محمدين آدم: أيوه فضربونا الأشخاص دول في الأول ضربونا بالسياط وكده فبعد شوية بعد ما ضروبنا ونحن صوتنا وجرينا وكده طبعا هم راكبين الخيول وكده نزل منهم زي ثلاثة أربعة نفر كده سيطروا علينا الاثنين النسوان الكبار في السن دول ظلوا يضربوا يعني ضرب شديد وسابوهم لكن أنا ومعي واحدة ثانية أخذونا نحن الاثنين يعن سحبونا لمكان بعيد شوية يعني في الخلاء بره وكده واغتصبونا يعني أنا ومعي البنت اللي معي الثانية ديه يعني فبعد ما حصلت لنا العملية ديه وكده الاثنين اللي كانوا معنا هم رجعوا القرية بعد ما اضربوا وكده وبلغوا إنه حصل كذا اخذوا نفرين أخذوا حواء والبت اللي معها أخذوها ومشيوا يتكلموا الكلام أهلينا من القرية جم في الطريق فتشوا علينا أخر النهار إحنا أهلينا جم لقونا يعني أنا واللي معي البنت كنا تعبانين أخر النهار أخذونا وجابونا لحد البيت وأسعفونا وكده يعني.
لونه الشبل: من لحظة اختطافكن حواء أنتِ وصديقتك إلى لحظة قدوم أهل القرية كم ساعة؟
حواء محمدين آدم: يعني خمس ساعات كده.
لونه الشبل: خمس ساعات أنتم كنتم تحت سيطرة هؤلاء المسلحين الملثمين؟
حواء محمدين آدم: أيوه خمس ساعات.
لونه الشبل: طيب معلش سؤالي قد يكون محرج ولكن لو سمحتِ لي هل اُغتصِبتِ مرة واحدة أم أكثر من قِبَّل هؤلاء الرجال؟
حواء محمدين آدم: ثلاثة مرات.
لونه الشبل: ثلاث مرات طيب أنتِ كنتِ متزوجة عندما حدثت هذه الحادثة معكِ؟
حواء محمدين آدم: أيوة كنت متزوجة.
لونه الشبل: طب ما رد يعني ما هو موقف زوجك عندما علم بالحادثة يعني؟
حواء محمدين آدم: أكيد طبعا هو يتألم جدا يعني أصابته يعني تألم جدا من الحكاية ديه وكده لكن هو ما بيده إنه يقدر يعني مثلا يعمل لي حاجة ولا يرفضني ولا يقول مثلا ما عايزني ولا كده لكن الحتة ديه أثرته جدا وهو يعني ما بأيديه شيء إنه مثلا يعني ما شاف الإنسان ده قدامه عشان هو يحاربه يعني الأشخاص..
لونه الشبل: طيب ما جرى معكِ حواء هل يعني هي حالات فردية يعني ربما تجري فقط معكِ مع أربعة خمسة أخريات عشرة عشرين أم هي حالات جماعية؟ هل كان هناك حالات اغتصاب جماعية عرفتِ بها سمعتِ بها رأيتها؟
حواء محمدين آدم: أيوه سمعت بحالة اغتصاب بنات يعني بنات الثانوي بنات مدرسة الثانوي في الطويلة وغير كده أنا معي يعني بنات خالي اثنين يعني في سن 12 وعشرة واحدة في عشرة وواحدة في سن 12..
لونه الشبل: هل تم اغتصابهن في سن عشرة و12 سنة؟
حواء محمدين آدم: أيوه في سنة عشرة و12 هي دية تعبت لها أكثر من شهرين.
لونه الشبل: طيب عموما هل هذه الحادثة هي التي أدت بكِ للنزوح إلى مصر وترك دارفور؟
حواء محمدين آدم: أكيد طبعا تصير حادثة اغتصاب وحروب وضرب وكده وإن إحنا مفيش استقرار مفيش أمن نستقر إزاي أهالينا أنا معكِ لسه هسه أنا معكِ في الأستوديو وأنا بأتكلم وأنا أهلي ما عارفة مكانهم فين القليل منهم أنا عارفة مكانهم أما الباقي أنا مش عارفة مكانهم فين، فيه جزء نزحوا لتشاد فيه ناس نزحوا مش عارفين هم نزحوا وين فنحن يعني الحاجة الوحيدة اللي خلتنا إحنا نيجي أنا شخصيا الحاجة الوحيدة اللي خلتني أنا أجي مصر عشان عايزة أوصل قضيتي عايزة أوصل يعني قضيتي للمجتمع بره يعرف إن نحن في دارفور إحنا ما عايشين في أمن ولا أمان ولا مستقرين يعني ولا مفيش أي أمن ولا استقرار..
لونه الشبل: طب فيما عدا الحروب وإحراق القرى كما تقولين فيما عدا الحروب أنا أتوقف عند قضية الاغتصاب، هل هي حالات فردية أم حالات جماعية يعني صادفتكِ وصادفت الكثير ممن تعرفينهم أو الذين تسمعين عنهم؟
حواء محمدين آدم: أيوه كثير جدا لا مش أسمع عنهم أنا معي مثلا أصحابي وصحباتي في القرية وكده يعني بيتكلموا أنا حصلت لي كده فيه منهم من بيتكلم واحدة مثلا بتتكلم مع أمها فيه واحدة ما بيتكلموا خاصة إحنا عندنا الحاجة ديه عيب مثلا يعني تحصل كده غير كده لما أنتِ راح تتكلمي إنه مثلا حصلت لكِ عملية اغتصاب ولا أنتِ مثلا حملتِ ولا كده بكره لما يتولد الطفل ده يعني الناس بيقولوا مثلا الطفل ده يعني على مدى السنين بيعرفوا إن الطفل ده ما كان طفلي..
لونه الشبل: هل حدثت حالات حمل؟
حواء محمدين آدم: أيوه حصلت أنا ما حضرت الولادة لكن حضرت إنه كان فيه حالات حمل للفتيات وأنا شفتهم وكده.
لونه الشبل: طيب أولا أشكركِ جزيلا حواء وأعلم أن الضغط الذي أنتِ تحته الآن يعني يكون لكِ شجاعة وجرأة لأن تتحدثي بهذه الطريقة وعن هذه..
حواء محمدين آدم: أنا أشكر قناة الجزيرة كل الشكر لأن هي القناة الوحيدة اللي أتاحت لي الفرصة إنه أنا أتكلم وأدلي بصوتي وأتكلم إنه مثلا إحنا المأساة اللي إحنا بنشوفها في دارفور يعني مفيش إنسان يعني بيعاني زي المعاناة اللي إحنا بنعانيها يعني في دارفور وكده، نحن بنطالب كل الجهات كل من يستطيع إنه يعيد لنا النظام يعيد لنا الأمن وأمان إحنا لو ساكنين تحت شجرة مفيش إنسان فينا عايز ينزح يجي لبلد مش بلده ولا أي حاجة يعني ينزح مثلا عندنا ببلد يقولوا أنت لو قاعد تحت شجرة وبلدك أفضل لك من أحسن بلد في الدنيا يعني بلدك نحن مفيش حاجة بتخلينا نجي غير الضغط.
لونه الشبل: طب رغم ذلك حواء وأعلم بأن لديكِ تعليق دكتورة رجاء ولكن اسمحي لي رغم ذلك الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب كان للاتحاد زيارة إلى دارفور وقد خرج بتقرير واضح وربما التقرير قد لا يتوافق تماما مع ما يقال حتى الآن نتابع مشاهدينا الكرام ما قاله الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد أطباء العرب حول هذه النقطة تحديدا وحول ما جرى في دارفور وأيضا كان هناك من يقول بأن ما يجري في دارفور ليس إبادة جماعية وليس اغتصاب جماعي وليس أداة للحرب وليس وسيلة للحرب إذاً كما قلت نستمع إلى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب ولكن بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام، كما نوهت قبل الفاصل سنستمع إلى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام الاتحاد العرب الذي كان في وفد وفي زيارة لدارفور ونستمع منه حقيقة ما شاهد وما رأى حسب هذه الشهادة.
[شريط مسجل]
" تصوير مشكلة دارفور على أنها قتال بين العرب والأفارقة مسألة غير سليمة ولا يوجد تطهير عرقي أو إبادة وإنما ادعاء غربي يريد استغلال الإعلام " عبد المنعم أبو الفتوح عبد المنعم أبو الفتوح: هناك حالات مثل كل المجتمع السوداني حالات فردية بتحدث زي كل الجرائم اللي بتحصل في كل المجتمعات بالذات حينما يكون مجتمع مثل مجتمع دارفور يد الحكومة المركزية يد ضعيفة فيه يد الأمن يد الضعيفة وبالتالي ممكن الناس أنفسهم يتقاتلون على الكلأ والماء والطعام فيحدث قتال بين فئة وفئة، لكن ليس قتال بين الأفارقة والعرب إطلاقا بل هو قتال بين العرب قد يحدث بين قبيلة معظمها أفارقة مع قبيلة معظمها عرب أو عربية أو قبيلة عربية مع قبيلة عربية لإن يصعب في دارفور وهذا ما لاحظناه عندما زرنا التفريق بين الأفارقة والعرب، لا يوجد قبيلة أفارقة 100% ولا قبيلة عربية 100% فبردك تصوير المسألة على إنه قتال بين العرب والأفارقة أيضا مسألة غير سليمة وغير صحيحة يوجد أحداث فردية وهذا موجود في كل المجتمعات بالذات المجتمعات اللي بتتعرض للعوز والتخلف والحاجة الناس تتقاتل على الماء وعلى الكلأ وعلى المرعى هذه تحدث في كل المجتمعات لكن لا هو ليس تطهيرا عرقيا وإلا إذا كان هناك إبادة جماعية مثلا أين هذه القبور هناك حدث إبادة جماعية في البوسنة وحدث إبادة جماعية في بعض البلاد وفُتِحت القبور ووجد عشرات ومئات الجثث مدفونة نتيجة الإبادة الجماعية فإذا كان هناك إبادة جماعية في دارفور أين الجثث اللي بالمئات أين القبور الجماعية مادام هناك إبادة جماعية يبقى فيه قبور جماعية لم نرها الذين يدعون أن هناك إبادة جماعية يورونا يظهروا لنا أين هذا أين قبور هؤلاء الذين أبيدوا إبادة جماعية هذا كله ادعاء غربي يعني يريد أن يستغل الإعلام.
لونه الشبل: أيضا رغم هذا الكلام مشاهدينا الكرام كان لكاميرا الجزيرة لقاءات عدة مع حالات مشابهة لحالة حواء وكان بودنا أن تكون معنا في الأستوديو ولكن السيدتين اللتين سنعرضهما تباعا أيضا قد تعرضتا للاغتصاب ولكن لا تجيدان اللغة العربية ولذلك كنا بحاجة إلى مترجم، نتابع أول حالة أيضا مشابهة لحالة حواء ثم نعاود الحوار ربما هذه الحالة الآن ليست جاهزة تماما أود منكِ تعليق على ما استمعتِ حتى هذه اللحظة.
رجاء حسن خليفة: التعليق أولا أقول لبنتي حواء أن ما ذكرته إن صح يعني يسؤنا نحن كنساء ونحن في اتحاد المرأة كما ذكرت قمنا بحملة توعية بحقوق الإنسان لعضويتنا من دارفور حتى لا يتعرض النساء يعني لأمثال هذا يعني..
لونه الشبل: حملة توعية للنساء في دارفور؟
رجاء حسن خليفة: نعم.
لونه الشبل: ما الذي تستطيع فعله النساء إن أتوها عشر مسلحين وكبلوا يديها؟
رجاء حسن خليفة: لا أنا أقول أن التوعية بحقوق الإنسان منصوب بصورة عامة وأنا قد سألت ابنتي حواء سألتها عن زوجها قالت لي أنه يعيش في مصر عندما كانت تتعرض لهذا وأنا أتمنى أن ما ذكرته بنتنا حواء لعله يعني ابتغاء حق اللجوء السياسي لأميركا أو ولغيرها يعني أنا أقول يا أختي أن هذه حالة فردية ويمكن لأي شخص..
لونه الشبل: لكنها قالت إنها ليست حالة فردية.
رجاء حسن خليفة: نعم لا ما هي ممكن أقول إنها ليست حالة فردية هكذا يعني ما هو الدليل الذي بيدها يعني هو حديث هل حديث يعتبر بينة كونها في حالة فردية هل يعتبر خلاص دليل نعمم عليه..
لونه الشبل: لا لكن تقول هي بأن لديها بنت خالتها وبنت عمتها.
رجاء حسن خليفة: خلاص يمكن لأي شخص أن يأتي وهي الآن لها عام ونصف هنا حتى لهجتها تغيرت إلى المصرية هي الآن لها عام ونصف الآن وربما يكون أنا أقول الحرب بها تجاوزات وهذه وتحصل في كل الدول بصور محدودة، هناك تفخيم هناك تكبير هناك تهويل لهذه المسألة حتى تأخذ هذه الأبعاد وأقول أن ضبط الآن في منطقة مليط أن هناك عصابة تقوم بتصوير أفلام بين النساء ورجال ومعهم بعض المنظمات الخارجية تصور هذه الأفلام في مشاهد فاضحة لتؤكد أن هناك اغتصاب للنساء مقابل مالي فأنا أقول أن ويمكن لهذه الادعاءات بهذه التضخيم الكبير أن يكون مال مقابل طلب للجوء وغيرها تعلمين هذا كثير جدا من شعوب العالم ليس السودان عندما يود أن يهاجر إلى كندا أو إلى غيرها يقول أنه مضطهد سياسيا هو موجود ولكن هي حالات محدودة.
لونه الشبل: فردية ونادرة، طب استمعي معنا أيضا كما نوهت قبل قليل مشاهدينا الكرام إلى الحالة هناك حالتين سنأخذهما تباعا وأيضا تعرضتا لنفس ما تعرضت له حواء نتابع معا.
[شريط مسجل]
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: هي بتقول أنا قبل ما يتم حرق القرية كان قبلها فيه حالات اغتصاب يعني هي شخصيا ما تعرضت ده كان قبل ما تم حرق القرية وبعد لما تم حرق القرية يعني اللي هو هي من بين الفتيات اللي تعرضت للاغتصاب.
لينا الغضبان: بعد حرق القرية؟
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: بعد حرق القرية وقبله حصل لفتيات ثانية وهي يعني.
لينا الغضبان: نعم إمتى تقريبا يعني إمتى تم حرق القرية وإمتى عملية الاغتصاب؟
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: يعني في سنة 2004، هي بتقول أنا طبعا زي ما قال حصل في 2004 وتقريبا (كلام غير مفهوم).
لينا الغضبان: طيب هل ده حدث مرة واحدة وتحكي لنا بس ملابسات الحادث يعني كانت فين؟ كان إيه اللي حصل هل تم اختطفها إيه اللي حصل؟
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: كويس هو طبعا كلام برضه هي طبعا لو سمحتِ طبعا هي تريد أن تقول أنه بعد ما تم حرق القرية الناس بتتوزع في شكل أسر، كل أسرة (كلمة غير مفهومة) بعدين برضه الفتيات بتمشي الحطب وتمشي البتاع ده الحطب النار وكده فبرضه كانت حصلت حالات اغتصاب أثناء ما هم بيؤدوا واجبهم في الحطب وهي بالذات أم لأطفال يعني.
لينا الغضبان: أصلا كانت أم لأطفال؟
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: أيوه هي أم لأطفال فهي يعني من خلال الحديث هم بيقول عنه يعني أم لأطفال بدل ما هم يعني هي حصلت وهي برضه خلت أنه فيه أطفال يموتوا من الجوع يعني حصلت معهم هي خلت تتأثر.
لونه الشبل: كما تشاهدون مشاهدينا الكرام إنها حالة هذه المرأة هي من دارفور ولا تستطيع أن تتكلم اللغة العربية وأيضا هناك حالة أخرى وأيضا كما سبق وأن نوهنا اضطررنا إلى وجود مترجم لربما اللغة الدارفورية، نستمع إلى هذه الحالة أيضا كما قلت قبل قليل هذه حالة من سيدة في دارفور تعرضت للاغتصاب أيضا وهي مشابهة لحالة حواء والحالة السابقة ولكن اضطررنا يعني كنا نتمنى أن تكون داخل الأستوديو ولكن اضطررنا إلى تسجيلها تسجيلا خارجيا وذلك لاضطررننا لوجود مترجم للغة التي قد لا نستطيع أن نترجمها داخل الأستوديو، هذه الحالات طبعا هي موجودة ضمن اللاجئين في مصر الذين لجؤوا من دارفور يبدو أن الحالة الثانية ليست جاهزة أيضا، أتوجه إلى السيدة غودوريو في لندن يعني رغم هذا الكلام سيدة غودوريو وسنبث الحالة الثالثة هناك من يقول دائما بأنها حالات فردية وحالات ليست معممة على الرغم حالة حتى الآن تقول بأنها كان معها أربع خمس نساء والنساء اللواتي كن معها أيضا تعرضن للاغتصاب وحالة المدرسة أيضا التي تم اغتصابها جماعيا أمام أهل القرية رغم ذلك هناك من يقول بأنها حالات القرية لماذا لا تكون حالات فردية والمنظمات الدولية هي من تضخم هذه الصور؟
" اغتصاب النساء أصبح سلاحا يستعمل في الحرب وذلك لإهانة المرأة وإهانة مجتمع دارفور " بنيديكت غودوريو بنيديكت غودوريو: عندما بدأنا ببحوثنا لأول مرة فالحكومة السودانية لم تعطنا تأشيرة لدخول السودان وتأخرنا لذلك وأجرينا مقابلات مع عدد كبير من الناس والذين تحدثنا معهم كانوا من الذين تعرضوا لهجوم أو اعتداء وإن بضعة مئات من الأشخاص الذين سجلنا أسماء مائتين وخمسين امرأة جرى اغتصابهن وخمسمائة حالة ليس لدينا أسمائهن وإن هذا يبين مدى انتشار حالة اغتصاب للسيدات والنساء وإنني لا أتفق في القول أنها حالات فردية إذا ما نظرنا إلى نمط هذه الاعتداءات والظروف التي تحصل فيها نجد أن الكثير من الضحايا يغتصبن علنا أمام قبائلهن أزواجهن أو إخوانهن وأن بعضهن يجري اغتصابهن من قِبَّل أربعة أو خمسة رجال وأن بعض النساء يقال لهم سنأخذكم أو سنتزوجكم وسنأخذكم كزوجات هذا يبين بأن النساء تُنتَّهك حقوقهن وليس كحالة فردية بل هذا على مستوى المجتمع ككل إن هذه الحالة هي فعلا تعتبر سلاح في الحرب يستخدم أي اغتصاب النساء أصبح سلاحا يستعمل في الحرب في دارفور وذلك بإهانة المرأة وإهانة مجتمع دارفور إذاً القضية ليس فردية..
لونه الشبل: نعم أنتم في تقريركم سيدة غودوريو هناك تقرير منظمة العفو الدولية اسمحي لي وعذرا للمقاطعة سميتموه الاغتصاب سلاح في الحرب في تقريركم أيضا أعود لأكرر التقرير لمنظمة العفو الدولية كان تحت عنوان الاغتصاب كسلاح في الحرب أكدتم أن هذه الانتهاكات تتم كأداة من أدوات الحرب الآن وأنتِ معنا على الهواء مباشرة تؤكدون لنا مما شاهدتموه بأن حالات الاغتصاب هي أداة من أدوات الحرب تُمارَس ضد أهالي دارفور؟
مدى مسؤولية الحكومة السودانية عن عمليات الاغتصاب
بنيديكت غودوريو: نعم بالطبع أنه وسيلة للحرب ليس فقط ضد النساء كما قلت بل حتى ضد المجتمع المدني ككل وأن النساء اللواتي يغتصبن يغتصبن ليس فقط لكونهن نساء بل أيضا لأنهم جزء من مجتمع محدد أو من إثنية معينة هذا لا يعني تبسيط الأمر والقول أن هذه إبادة بشرية أو إنها حرب بين العرب والأفارقة كلا إن الأمر معقد أكثر من ذلك، إن الحكومة السودانية عليها أن تعترف بأن هناك مشكلة واسعة الانتشار مشكلة اغتصاب واسعة الانتشار في دارفور وعليها أن تتوقف عن القول إنها حالات فردية بسيطة ويقوم بها بعض العسكريين والميليشيات غير المنضبطين كلا أن الأمر أوسع من ذلك كذلك أود أن أجيب على ما قالت الدكتورة رجاء حول الهيئات التي أنشأتها الحكومة السودانية حول الاغتصاب وهذه اللجان إن هذه اللجان النسائية أخبرونا كيف أنهن حاولن إجراء التحقيق في حالات الاغتصاب وواجهتهم حوالي خمسين حالة اغتصاب في دارفور وقالوا أنهم حاولوا أن يتحدثوا للنساء التي جرى اغتصابهن وحاولوا التحدث إليهم حول مواضيع عديدة قبل الدخول في موضوع الاغتصاب لتسهيل الكلام على هؤلاء النسوة ولكن عندما ذهبنا إلى دارفور بعد الاغتصاب لاحظنا أن التذمر واسع والشكوى واسعة من عمليات الاغتصاب، قلنا لهم لماذا لا تقدمون الشكوى إلى الهيئات الرسمية فكان الجواب إن هذه هيئات حكومية ونحن لا نثق بالحكومة وأن الحكومة السودانية تنكر وجود مثل هذه الحالات وقالت اللجان النسائية أنه لا تحصل هناك حالات اغتصاب في دارفور ولذلك نحن لا نثق بهم وبالتالي فإننا علينا أن نهتم بأمننا لأن أمننا في خطر ولا نعرف ما سيصيبنا وأننا بحاجة إلى الحماية ولا نثق بالحكومة إذاً هناك فجوة واسعة واضحة هناك أزمة ثقة بين المواطنين والحكومة..
لونه الشبل: جميل جدا أعلم بأن لديكِ كثير من النقاط تريدين أن تردي عليها ولكن اسمحي لي أتوجه إلى السيدة راضية عذرا للمقاطعة سيدة غودوريو ولكن أتوجه إليكِ سيدة راضية يعني قضية الاغتصاب ربما لا تؤكدها فقط التقارير الدولية وتنفيها الحكومة وسأعطي المجال مطولا لكِ لكي تردي سيدة رجاء ولكن هناك من يقول أيضا بها بأن هؤلاء اللاجئين أثناء نزوحهم وأنتِ عضو في مفوضية اللاجئين أثناء نزوحهم أيضا وهم هاربين من هذا الواقع أيضا يتعرضن للاغتصاب ولهذه الانتهاكات، هل هذا الكلام دقيق؟
راضية عاشوري: أولا أنا لا أمثل مفوضية سامية للاجئين أنا الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة في السودان.
لونه الشبل: الأمم المتحدة نعم.
" الحكومة السودانية في مباحثاتها مع الأمم المتحدة أقرت بوجود العديد من حالات الاغتصاب، الأمم المتحدة سجلت الحالات وتحقق لتحديد مسؤولية الأطراف المعنية في السودان " راضية عاشوري راضية عاشوري: نعم إجابة على كل الكلام الذي قيل أولا مسألة الاغتصاب ليست بالمسألة الفردية كما تريد السيدة رجاء أو حتى المتحدث باسم الجامعة العربية أو أطباء بلا حدود للمنظمة العربية، هذا تبسيط فيه إجحاف لحقوق النساء الدارفوريات والسودانيات بشكل عام، ليست بالحالات الفردية وإن كنا شاهدنا تقلص في عدد حالات الاغتصاب مقارنة مع الفترة السابقة منذ اندلاع النزاع المسلح في دارفور ولكن قطعا ليست بالحالات الفردية، أريد أن أقول أن حتى الحكومة السودانية في مباحثاتنا معها كأمم متحدة أقرت بوجود العديد من الحالات وإن كنا كأمم متحدة لم نحدد بعد إجمالا مدى مسؤولية الأطراف المعنية في السودان، يبدو أن كل من يتحدث على هذه المسألة حتى المدافعين عن الحكومة السودانية يتصورون أن كل الحديث الذي يقال عن الاغتصاب هو موجه للحكومة أساسا، الأمم المتحدة سجلت حالات الاغتصاب ولا زلنا نحقق لتحديد المسؤوليات، حالات الاغتصاب تحدث خاصة في الفترات الأخيرة منذ الثلاثة الأشهر الأخيرة تحدث وتهم أساسا النساء النازحات والمتشردات داخليا عندما يخرجن من المخيمات لجمع الحطب وما إلى ذلك من نشاطات يقمن بها لتحقيق أسباب العيش في المخيمات، المرأة الدارفورية هي فعلا عماد المجتمع الدارفوري اقتصاديا واجتماعيا ولديها مسؤولية كبيرة وعندما يخرجن هؤلاء النساء يتعرضن للاعتداءات الجنسية والاغتصاب وما إلى ذلك والاغتصاب يعني يتعرضن له سيدات وأيضا فتيات صغيرات السن؛ هناك حالات عديدة والسيدة لويس أربور المفوضة السامية لحقوق الإنسان التي كانت قد زارت دارفور مؤخرا كانت قد تحدثت مع العديد من النساء ضحايا عمليات اغتصاب وأكدت أنها مقتنعة تمام الاقتناع أن كل ما قيل لها لابد وأن يكون صحيح لأن من يعرف تركيبة المجتمع الدارفوري أو حتى السوداني بشكل عام لا يتصور إطلاقا أن نساء يعرضن سمعتهن للتشويه وحتى للعزل في مجتمعاتهن عندما يتحدثن عن الاغتصاب بشكل يعني اعتباطي يعني فالمسألة ليست بهذه البساطة أريد فقط أن..
لونه الشبل: طيب إذاً أنتم تؤكدون هذه الحالات؟
راضية عاشوري: نعم نؤكدها ولكن لا نذهب إلى حد القول بأن حالات الاغتصاب هذه هي عمليات يعني تُستعمَل كأداة للحرب من قِبَّل الحكومة السودانية بالخصوص، نحن لم نوضح بعد هذه المسألة، ما نعرفه بالتأكيد أن النساء يتعرضن لعمليات اغتصاب والفتيات الصغيرات يتعرضن لعملية اغتصاب وللاختطاف ولدينا حتى حالات كنا قد سجلناها مؤخرا في كل ولايات دارفور ولكن الجهات المسؤولة بالضبط لم نحددها بعد ولكن نعرف أن الميليشيات متورطة في هذه المسائل ولكن إجمالا يعني عندما نتحدث عن مسؤولية الحكومة السودانية في منظورنا كأمم متحدة مسؤولية الأمن وضمان الأمن وسلامة المواطنين هي مسؤولية كل حكومة في أي دولة لها سيادة على شعبها وعلى بلدها ونحن نقر أن الحكومة السودانية كانت قد اتخذت العديد من الإجراءات منها نشر البوليس ونشر حتى الضابطات للتحقيق وقاضيات ولكن هذا لا يكفي إطلاقا وأنا أؤيد الكلام الذي قيل عن انعدام الثقة المطلق لدى الشعب الدارفوري حيال ممثلي الحكومة السودانية سواء كانوا شرطة أو أيا كانوا فقط أريد أن أضيف مسألة نعم..
لونه الشبل: طيب سنشاهد انعدام الثقة ونشاهد أيضا الحالة التي نوهنا لها في بداية هذه الحلقة أيضا هناك حالة تعرضت للاغتصاب ويعني أصرت أن تظهر معنا في هذا البرنامج وأن تحكي حكايتها نتابع معا ثم أعود إليكِ سيدة رجاء.
[شريط مسجل]
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: قررنا السبب الأساسي أنه الجنجاويد حرقوا القرى واغتصبوا وبالتالي يعني هي يعني فرت من ولايات الحرب.
لينا الغضبان: هل أنتِ شخصيا تعرضي للاغتصاب ويعني كيف كانت ملابسات هذا الحادث؟
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: هي قالت إنه هي شخصيا تعرضت للاغتصاب ويعني كالعادة هناك فتيات بتاع القرى بيذهب في الحطب طبعا هناك هم بيشتغلوا بالوقود الطبيعي ده بيمشوا بيحطبوا وطبعا هناك بيلاقوا برضه جنجاويد ويعني عملوا لهم مطاردات يعني أي واحد طردوها وقاموا بالاغتصاب.
لينا الغضبان: هل هي كانت لوحدها وقت حادث الاغتصاب يعني كيف تم هل تم اختطافها الأول هل كان معها فتيات أخريات يعني ملابسات الموضوع؟
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: طبعا الجند كانوا عدد يعني كبير من الفتيات يعني زي عشرة كده وبرضوا والعدد دخلوا جوه وفيه وحدات الكبار يعني قدروا أن يجروا يذهبوا والبقية طبعا ما قدروا لأن طبعا المنطقة هناك وعرة فيه خرام وفيه كده وما قدروا أن يهربوا فالجند قاموا بالاغتصاب.
لينا الغضبان: كام كانت البقية يعني هي وكام فتاة أخرى تم اغتصابهم من قِبَّل كام فرد من هذه الميليشيات؟
مترجم عن لاجئة سودانية تعرضت للاغتصاب: طبعا هي بتقول أنه ما بتقدر تحدد بالضبط عدد الجند لكن بتقول أنه كانوا عدد كبير لأن هم طبعا كانوا راكبين الخيل وكده أما هم كان عددهم عشرة من العشرة ده طبعا برضه بعد لما حصل فروا يعني هي ما قدرت تعرف بالضبط كم لكن لاقت في النهاية معه ثلاثة ثاني وهي رابعهم (كلمة غير مفهومة) والبقية طبعا ما قدروا يتلاقوا.
لونه الشبل: سيدة رجاء.
رجاء حسن خليفة: حسبنا الله ونعم الوكيل.
لونه الشبل: تفضلي.
رجاء حسن خليفة: أنا أقول أن يعني حالات مكررة كل الحالات مكررة وشخص يجي يقول..
لونه الشبل: لكن ألا يطرح التساؤل بأنهم ثلاث حالات في مصر وهي أقل عدد لاجئين وهذا ما استطعنا الوصول إليه؟
رجاء حسن خليفة: يا أختي في مصر هؤلاء هم ده بالعكس أنا أكثر أشكك فيهم دول أشخاص يطلبون اللجوء السياسي والذي يطلب اللجوء السياسي يقول كل ما يقول وليس هناك سودانية من دارفور التي مشهورات نساؤها كما ذكرت الأخت من الأمم المتحدة ذكرت أن المرأة الدارفورية بشخصيتها وبصلابتها هي عماد المجتمع؛ هي التي تحفظ القرآن الكريم، هي التي تدرس في الجامعات، هي أول امرأة دخلت البرلمان من دائرة جغرافية من دائرة بن مرة المرحومة زكية عبد الرحمن يوسف وهي من دارفور يعني أنا والله أقول أن على قناة الجزيرة أن تعوض بحلقة أخرى تظهر فيها صور أخرى لنساء دارفور أنا أقول..
لونه الشبل: طيب أسمحِ لي هل من المعقول أن تشوه سمعتها يعني سيدة في دارفور فقط للجوء السياسي؟
رجاء حسن خليفة: أنا أقول لكِ أنا نعم ما هي ليست وارها هذه أسر مسيسون هكذا كذا أنا أقول يا أختي أن الحرب لها افرازتها وبالتالي يمكن وهناك الشخص الذي يقوم بهذا نحن كاتحاد مرأة ندين كل هذه الأفعال ولا نرضى أن ينظر شخص لامرأة نظرة تسيئها، نحن في السودان خصصنا مقاعد للنساء في المركبات العامة حتى لا يتعرضن للتحرش في المواصلات العامة فهذا يسوؤنا ولكن أقول أن الموضوع به تكبير وتهويل وله أجنده أخرى منها الشخصي ومنها السياسي ولذلك أنا أقول أن.. الأخت ذكرت أن هناك أن هذه حالات الآن فيها التقلص والآن ليس هناك نزوح جديد الآن الأحوال لها بشهادة الأمم المتحدة نفسها الأحوال لها فترة فيها استقرار هناك اختراقات وكلها 194 حالة خروقات من حاملي السلاح كويس فهذا هو إيان برونك عندما زار غرب دارفور وخرج خارج الجنينة إلى معسكر مورني وخاطب مجموعة من النساء يحملن الحطب وسألهن وهناك من يحاول أن يوحي لهن بحديثه ولكن أخذ المعلومة منهم مباشرة أنا أقول أن القضية فيها تكبير وفيها تهويل وأن المرأة الدارفورية التي نعرف أنها كما ذكرت بشخصيتها وبثباتها ليس القول أن هذه الحالات هي حالات عامة وأنا أقول أن ما يحدث الآن وذكرت أن هناك مجهود بُذِل العالم أن ما تقوم به الحكومات ربما لا يقتنع به الناس ولذلك نحن دربنا نساء في المعسكرات في كلمة في نيالة وفي شمال دارفور..
لونه الشبل: على؟
رجاء حسن خليفة: في مجال حقوق الإنسان وأجرينا مقابلات مع نساء داخل هذه حتى نحن كجهة نعتبر نحن جهة مستقلة وهؤلاء النساء ضمن عضويتنا أنا مكثت في الجنينة شهرين وكونت اتحاد المرأة هناك ولذلك أعرف تماما المجتمع الدارفوري وهذا مجتمع مستهدف لأنه مجتمع له أصول وله حضارة ضاربة الجذور وشعب كله من المسلمين، هذه المسألة بهذا التهويل وأنا أقول أن ما تم لو هذا مثلا لو فيها دوائر أخرى لها مصلحة في أن تشوه صورة السودان وتشوه صورة أهل دارفور وصورة المرأة أكمل حديثي يا أختي أقول أن ما حدث في أبو غريب أسوء من ذلك بكثير ولكن الآن لأن هذه المسألة بها أيادي خارجية وأنتِ ذكرتِ في مقدمتك أن التدخل الخارجي في هذه القضية ودارفور نحن نعيش هناك حرب..
لونه الشبل: هناك من يرى بأن تدويل هذه القضية أخذ أكثر من بعد.
رجاء حسن خليفة: أقول لكِ نحن في السودان عشنا حرب خمسين عام وهناك عشرين عام متواصلة لماذا تلك الحرب الطويلة التي كانت في الجنوب؟ قطعا أي حرب فيها إفرازات ولكن لماذا الانتهاكات التي حدثت فيها لماذا لم تأخذ هذا الحجم الكبير يعني هذه القضية يعني..
لونه الشبل: طيب جميل قولي حواء ماذا كنتِ تريدي أن تقولي وباختصار شديد حواء؟
حواء محمدين أدم: أنا عايزة أرد على كلام الأستاذة رجاء بكل بساطة إذا كان أنا أصلا يعني قضيتي كانت مصلحة بيني مثلا إن أنا أهاجر لبره يعني أكون أهاجر لبره أنا مربوطة مثلا بمكتب المفوضية، أنا إيه اللي يخليني أنا أجي قدام قناة يعني أنا أكون أمام قناة مثلا قناة عالمية ولا فضائية أنا أجي أقول مثلا حاجة حصلت لي أنا شخصيا لولا أنا متأثرة يعني أصلا متأثرة بالحالة ديه وحصلت لي يعني ديه حاجة بيني وبين يعني حاجة مسألة شخصية..
لونه الشبل: يعني لا داعي لأن تقولي لنا على..
حواء محمدين أدم: أيوه أنا لو كنت عايزه أروح للمفوضية ما كنت أيوه أكتبه في كيس وأرميه للمفوضية يعني.
وضع لاجئي دارفور النازحين للخارج
لونه الشبل: أتوجه إليكِ عايدة، عايدة أنتِ أيضا من نازحات إلى مصر اللاجئات لمصر كما تريدين تحدثيني لماذا لجئتِ إلى مصر أثناء الرحلة؟ ما الذي يعني اعترضكن؟ الآن الوضع الآن في مصر كيف هو؟
عايدة: بسم الله الرحمن الرحيم والله قبل ما أخش للوضع يعني الآن في مصر وضع اللاجئين الذين يكونوا في مصر..
لونه الشبل: ما وضعكم كلاجئين؟
عايدة: أقدر أقول للأستاذة رجاء على إنه يعني أقرب حاجه إنه يعني الجولب اللي قالوا شهادات على إنه حصل لهم حالة اغتصاب وكده إنسانة اتولدت واتربت وعاشت وتزوجت وجابت أبناء أنجبت صغار يعني ما عارفة يعني شنو لجوء يعني ما عارفة يعني شنو سياسة الجولب ما عارفة أي حاجة الجولب المفهوم ده يقوم..
لونه الشبل: جولب يعني امرأة فقط للتوضيح.
عايدة: نعم فهي أصلا ما ممكن يعني ممكن تقول كلام زي ده من غير ما يكون حصل لها يعني في سبيل إن هي ممكن تتطلع بره عشان تمشي أميركا ولا أستراليا ولا كندا ولا كده والجولب أصلا ما عارفة كده هي خليها تمشي المدينة خليها يعني دولة من ضاحية من ضواحي نيالة تكون يمكن تكون ما جت عمرها ما جت نيالة عشان تكون تعرف اللي حاصل شنو في المدينة أصلا ما ممكن إنها ممكن تفكر في البعد ده يعني.
رجاء حسن خليفة: طيب مصر قريبة من نيالة يعني ما هي العلاقة الجغرافية بين القاهرة وبين نيالة يعني أقرب من الجمينة وأقرب من البش وأقرب من الخرطوم؟
لونه الشبل: لماذا انتقلتم إلى مصر؟ لماذا لجأتم إلى مصر ما هو الوضع في دارفور وباختصار وما هو وضعكم الآن كلاجئين وما الذي تريدون قوله لمفوضية اللاجئين وماذا فعلت لكم؟
عايدة: طيب الوضع عموما وضع اللاجئ الدارفوري في مصر وضع سيء يعني سيء إلى الغاية أولا..
لونه الشبل: أسوأ من دارفور؟
عايدة: والله هو بس أحسن إنه دارفور قتل يومي اغتصاب كده يعني بعدين في النهاية إنه الإنسان بلدك ديه مهما أنت ما بتلاقى أحسن منها مهما كان يعني حتى لو طلعوك القمر برضه بتقول بلدي لأنه أصلا حنينك لبلدك هيظل الحنين لبلدك يعني.
لونه الشبل: طيب ما الذي تريدون قوله الآن أنتم لاجؤون في مصر، ما الذي تريدون قوله للمفوضية لمفوضية اللاجئين؟ ماذا فعلت لكم هل أمنت لكم ما يجب تأمينه؟ حدثيني في دقيقتين عن وضعكم الآن؟
عايدة: طيب هي ممكن المفوضية أمنت لجزء منا الوضع بتاعنا والجزء الثاني في انتظار ناهيك من إنه يعني الناس ديه فاقدة صحة تعليم يعني حتى حياتهم المعيشية صعبة جدا يعني..
لونه الشبل: زوجك أتى معكِ إلى مصر؟
عايدة: نعم زوجي موجود في مصر.
لونه الشبل: هل هو صاحب شهادة جامعية؟
عايدة: نعم صاحب شهادة جامعية.
لونه الشبل: ماذا يعني ما هي الشهادة؟
عايدة: خريج طبيب بيطري جامعة الخرطوم.
لونه الشبل: طيب ماذا يعمل الآن في مصر؟
عايدة: يعمل الآن بيطلع من الصباح من الساعة ثمانية يمشي الساحة شغل بتاع عمال يوميات.
لونه الشبل: يقف في الساحة بانتظار يعني عمل عمالي عمل في البناء ربما أو صحة، طيب أنتم في انتظار ماذا الآن يعني هل تنتظرون من مفوضية اللاجئين شيء هل وضعكم في مصر يعني هل ما شاهدتموه في دارفور دفعكم إلى مصر إلى هذه الدرجة كي تتركوا الوطن كي تتركوا البلد حتى وإن كان غربة وحال سيء يعني في مصر وفي تشاد وفي نيجيريا أنا لا أقول فقط مصر يعني؟
عايدة: والله حتما هو الحال سيء يعني فحالتنا يعني سواء في الحال أسوأ الظروف في المنطقة هو اللي خلى إنه الإنسان يطلع من منطقته يعني كونه يمشي نيجيريا أو تشاد أو يجي مصر هنا يعني طلب لأن يكون في حماية يكون في أمن يكون كده يعني.
حواء محمدين أدم: أنا شخصيا أقول يعني أنا الليلة لو الحكومة السودانية هي بتقول مثلا إن إحنا عاملين في السودان ولا الأحوال كويسة أنا شخصيا بأقول لو هسه حاليا يعني إن إحنا الغورة بتاعتنا ديه استعادت زي زمان توفر لنا الأمن والأمان من هنا على من هنا (كلمة غير مفهومة) أنا لا عايزة أمشي لأميركا ولا عايزة أمشي لكندا أنا عايزة الأمن والأمان عايزه الحماية عايزة أعيش في سلام يعني ومش عايزة كده ولا كده يعني الحكومة السودانية أنا عايزها هسه تعمل لي دارفور أنا أهلي يكونوا في سلام وأنا أكون في سلام..
لونه الشبل: هل توجهون حديثكم السلمي هذا يعني..
حواء محمدين أدم: أن يتوفر لي صحة توفر لي تعليم كده أنا هسه أرجع السودان حاليا من هنا للسودان.
لونه الشبل: حواء هل توجهون كلامكم في النهاية إلى مفوضية اللاجئين لتحل وضعكم وبالتالي التوجه أكثر إلى الخروج من الوطن أم إلى الحكومة السودانية وبالتالي العودة إلى الوطن والآن معنا ممثل عن الحكومة السودانية بشكل من الأشكال يعني تفضلي يا حواء؟
حواء محمدين أدم: معلش قولي السؤال ثاني معلش.
لونه الشبل: يعني أنتم الآن تريدون التوجه إلى مفوضية اللاجئين وبالتالي ستبقون لاجئين أم التوجه إلى الحكومة السودانية في العودة إلى السودان؟
حواء محمدين أدم: الحكومة السودانية نروح لها إزاي؟
لونه الشبل: الآن معنا الآن ممثل عن حكومة السودان يعني قلن ما تشأن بأي شكل من الأشكال.
رجاء حسن خليفة: هما خرجوا من.. لا أمثل الحكومة لها وزير خارجية يتحدث باسمها ولها وزير شؤون إنسانية يتحدث باسمها..
حواء محمدين أدم: ثواني يا أستاذة رجاء أن أنا دلوقتي أنا قلت أنه أنا لو هسه الحكومة السودانية أنا بأخاطبها باعتبار أن هي الحكومة السودانية..
لونه الشبل: انتهى الوقت اسمحوا لي جميعا مشاهدينا الكرام في نهاية هذه الحلقة التي أتتكم مباشرة من القاهرة أن أشكر في استوديوهاتنا في القاهرة السيدة رجاء حسن خليفة الأمين العام لاتحاد المرأة السودانية ومن استوديوهاتنا في لندن السيدة بنيديكت غودوريو عضو منظمة العفو الدولية ومن نيويورك السيدة راضية عاشوري الناطقة باسم الأمم المتحدة كما أتوجه بالشكر لعايدة ولحواء، مشاهدينا الكرام كما أيضا كقبل أن أختم أتوجه بالشكر لمكتب القاهرة ومكتب الجزيرة في لندن وأيضا الزملاء في نيويورك شكرنا لجميع الزملاء الذين ساهموا في إنجاز هذه الحلقة أطيب تحيات معدة هذه الحلقة أسماء بن قادة وكما دائما أطيب تحياتي أنا لونه الشبل إلى اللقاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Nada Amin)
|
Quote: ما قالته هذه الرجاء لا يفصح عن شء سوى عن "عقلية الرياء الجماعي" و التي يتحلى بها و للأسف الشديد كل من إنتمى لهذه الحكومة الظالم أهلها. و ما قالته لم يخدم غرضا لصالح حزبها الجائر و إتما فضح و عرى الزيف و الخداع اللذان يحاولون بهما تجميل صورتهم الكريهة أمام المجنمع الدولي و لكن هيهات. |
ندى امين الحبيبة لن تتخيلي ردود الافعال علي هذه الحلقة حتى من قبل بعض الاخوات من الجاليات العربية اللاتى كن يبقين قليلا من الخير لضمه لرايهن فى النظام السوداني ، لقد خلفت الحلقة استياءا عاما وامتعاضا من ظلم الانسان لبنى جلدته ،و تعجبا من متطلبات السياسة التى تفرض ليس فقط غشاوة القلب احيانا بل و موات الضمير الاقنعة لا بد ان تسقط و ها هى بوادر الغيث قطرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Sakotaweya)
|
Quote: حاطب ليل ليس للنساء فقط
البوني
كم كانت محزنة ومؤسفة بل و «مُقرِفة» تلك الحلقة التي قدمتها قناة «الجزيرة» في برنامجها «للنساء فقط» في امسية الاثنين مطلع نوفمبر الجاري، فقد كانت مكرَّسة للاغتصاب في دارفور. وبلغت الحلقة قمتها عندما تحدثت من داخل الاستديو بالقاهرة الشابة سعاد وقالت انها تعرضت للاغتصاب من رجال ملثمين ومعها قريبتها ولمدة خمس ساعات، ثم من خارج الاستديو قُدمت افادتان لامرأتين كانتا تتحدثان بلهجة محلية من دارفور ويقوم بالترجمة شاب. وقالتا نفس ما قالته سعاد من انهما تعرضتا لاغتصاب وبكت احداهن اثناء الحديث. ومذيعة الحلقة كانت مصرة على ان حالات الاغتصاب ليست حالات فردية انما سياسة جمعية قامت بها جماعات معينة «الملثمين» لم يذكر احد كلمة جنجويد. الناطقة باسم الامم المتحدة صفية عاشور قالت الآن الاغتصاب الذي تم لم يكن حالات فردية انما جماعية. ولكن لا يمكن نسبة ذلك للحكومة السودانية. ولكن مسؤولية الحكومة تنحصر في عدم توفيرها للأمن، فالأمن من اوجب واجبات الحكومة، أما ممثلة منظمة العفو الدولية القادمة من دارفور قبل شهرين والتي عاشت في السودان فترة طويلة، فقد قالت إن عمليات الاغتصاب في دارفور كانت عمليات حقيقية ولكنها جزء من ثقافة الحرب هناك، بمعنى انها احد مستلزمات القتال هناك. اذن هاتان المرأتان الدوليتان اكدتا وجود عمليات اغتصاب كبيرة جرت في ظروف دارفور الاخيرة. وكان قولهما داعماً لقول بنات دارفور. ولكن المرأة الأولى خففت عن حكومة السودان بعدم مسؤوليتها المباشرة عن الاغتصاب. ولكن بصورة غير مباشرة تعتبر مسؤولة لانها لم توفر الامن. أما الثانية فقد اسندت الظاهرة للمجتمع المحلي وعدم توفير الحكومة للأمن. وعلى الجانب الآخر كانت هناك داخل الاستديو الاستاذة رجاء حسن خليفة رئيسة اتحاد المرأة السودانية. واعتبرتها المذيعة ممثلة للحكومة السودانية وان رفضت رجاء هذه الصفة، قالت رجاء انها لا تنفي مثل هذه التجاوزات في حالة الحرب الجارية. ولكنها لا تعدو ان تكون حالات فردية. وبطرف خفي شككت في حديث بنات دارفور قائلة في مثل هذه الحالات يجب اخذ مثل هذا الكلام بحذر، لانه قد يكون لاهداف خاصة كطلب اللجوء او لاسباب سياسية، اي يمكن أن تكون خلف هذه الشواهد جهات سياسية. ولكن الأستاذة رجاء اعترفت بثقل وقع الحلقة. وقالت انها مضرة بسمعة البلاد ودارفور. وعلى قناة «الجزيرة» ان تقدم حلقة اخرى عن نساء دارفور. وساندت رجاء إفادة من طبيب مصري وأخرى مقتضبة من الاستاذ احمد عبد الحليم سفير السودان بالقاهرة. ومجمل الافادتين يصب في أن تشويشاً اعلامياً مغرضاً حدث للمسألة الدارفورية. لقد شاهدت هذه الحلقة ومعي أفراد من اسرتي. واصدقكم القول اننا كنا صامتين طوال الحلقة. واستمر الصمت بعد نهايتها ولم ينبس احد الحضور ببنت شفة كما يقولون. ولم يرد أي تعليق عن الحلقة. وتمنيت من كل قلبي ان يصدر تعليق اي تعليق. ولكن الصمت كان سيد الموقف. وهكذا الموقف يكون احياناً اكبر بكثير من الكلمات، لقد تأكد لي ان ما جرى في دارفور سيظل جُرحاً غائراً في الوجدان لمدة طويلة، هذا اذا لم يتم استغلاله فيصبح جرحاً مؤبداً. نعم لم يكن الاغتصاب سياسة حكومة. وقد يكون جزءاًً من ثقافة الحرب في تلك المنطقة كما قالت ممثلة منظمة العفو الدولية، ليس هذا فحسب فقد لا يكون بالضخامة التي عكس بها ولكنه من المؤكد انه ليس بالقليل. وقد تكون هنالك سوابق له، اي بعبارة اخرى قد تكون هنالك حروبات محلية حدثت من قبل وحدث فيها اغتصاب. ولكن هذا الاخير اصبح امراً متلفزاً دخل البيوت، خدش المشاعر والحياء العام. وقد يتجاوز الأمر الأثر النفسي المجرد الى أثر سلوكي، كما ان أثره الخارجي سيكون مضاعفاً على العباد والبلاد. لذلك لابد من مواجهة الامر محلياً مواجهة حقيقية وبكل الادوات القانونية والنفسية والانسانية والثقافية. لئن كان الاستماع للكابلي والكاشف وعمر إحساس وانتصار الهلال والمريخ يسعدنا ويجعل الواحد منا يقف ويدق صدره «ويقول للدنيا أنا سوداني»، فإن مثل حلقة قناة «الجزيرة» أعلاه تجعل الواحد مكسور العين ليس امام الدنيا، بل امام اسرته وامام نفسه.. يا جماعة الخير ان الشرف لم يعد شأناً فردياً خاصاً، انما شأن قومي، فإذا لم ندرك ونعي ذلك ونعمل له.. فعلى السودان السلام. |
from Alsahafa
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: سماح سيد ادريس)
|
Quote: .. انتوا عارفين... ما المجتمع الدولي دة أهمل مشكلة الجنوب زمان.. أشمعنى يهتم بي دارفور؟؟ المفروض يكرر الغلط ويهملا برضو... عاشت الانقاذ ليستمر منطق الموازين المقلوبة... ولتطول المدعوة رجاء لسانها وتتحدث عن أن الضحايا يسئن الى أنفسهن وطبعا الجناة ليسوا مسيئين. صحيح الأختشوا ماتوا.. ودارفور بلدنا كما قالت المدعوة وان أفرغتموها وفعلتم بها ما فعلتم.. والسودان برضو بلدنا.. |
الحبيبة سماح كلماتك لا تحتاج لاى تفسير او تعليق وليت القوم يسمعون و يعون محبتى لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Esameldin Abdelrahman)
|
العزيزة لنا والجميع..
روت لي صحفية بريطانية ذهبت إلى دارفور في اغسطس الماضي أشياء غاية في الحرج (لا يمكن حتى كتابتها هنا) عما تفعله نساء بعض المناطق لحماية انفسهن من الاغتصاب.. وقالت انها نفسها كانت خائفة لأن الجميع أكد لها انه قد تصبح ضحية أحدهم او مجموعتهم.. ولم تخف الارتياح الذي شعرت به عند مغادرتها لتلك المنطقة.. وقالت بالحرف: إذا كنت انا زائرة ومعي رفقة للحماية شعرت بهذا الخوف.. فماذا عن النساء اللأئي يعشن فيها بطريقة متواصلة وبغياب الحماية..؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Raja)
|
Quote: رجاء حسن خليفة: يا أختي في مصر هؤلاء هم ده بالعكس أنا أكثر أشكك فيهم دول أشخاص يطلبون اللجوء السياسي والذي يطلب اللجوء السياسي يقول كل ما يقول وليس هناك سودانية من دارفور التي مشهورات نساؤها كما ذكرت الأخت من الأمم المتحدة ذكرت أن المرأة الدارفورية بشخصيتها وبصلابتها هي عماد المجتمع؛ هي التي تحفظ القرآن الكريم، هي التي تدرس في الجامعات، هي أول امرأة دخلت البرلمان من دائرة جغرافية من دائرة بن مرة المرحومة زكية عبد الرحمن يوسف وهي من دارفور يعني أنا والله أقول أن على قناة الجزيرة أن تعوض بحلقة أخرى تظهر فيها صور أخرى لنساء دارفور أنا أقول..
|
لا حول ولا قوة الا بالله
لم تتذكر رجاء ان كل الصفات التي ذكرتها عن المراة الدارفورية والتي هي فعلا حقيقة لم تمنع جنجويد الجبهة الاسلاموية من اغتصاب هذه المراة .. لم تراعي قوات جنجويد الجيهة حرمة النفس البشرية... لم تراعي ان كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه... المراة الدارفورية تحفظ كل هذا ولكن لم يعصمها من مجرمي وحثالة المجتمع جنجويد الجبهة الاسلاموية كان على رجاء ان تدافع عن هذه المراة الحافظة للقرآن كان على رجاء ايبان اقامتها كما ذكرت بدارفور ان توجه نصائحها لجنجويدها وان تعمل على توعيتهم فليست المراة بدافور هي المحتاجة الي كل هذه النصائح لانها تعرف امور دينها ودنيتها كما تعلم بكل ابجديات حقوق الانسان وحقوق المراة التوعية المطلوبة كانت لرجاء ومن شايعها من نساء جنجويد الجبهة الاسلاموية كان على رجاء ان تبحث عن من يبعث فيها روح الضمير الانساني بدل وصف المغتصبات من اخواتنا بدافور بانهن يبحثن عن حق اللجوء السياسي .. ولماذا لا تبحث نساء دارفور عن الامان في امريكا بعد ان حولت دارفور بفعل جنجويد رجاء الخليفة الى جحيم لا يطاق
ان الله سبحانه وتعالى لم يامر قريشا بعبادته الا بعد ان وفر لها الماء والكلا والامن قال تعالى (( لإيلاف قريش ( 1)إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ( 2)فليعبدوا رب هذا البيت ( 3)الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ( 4))) صدق الله العظيم
ولكن جنجويد رجاء خليفة لم يترك لاهل دارفور امنا ولا ماء ولا كلا وبعد كل هذا تحاول رجاء تفطيس المراة الدارفورية وجعلها جواريا لجنجويدها تبت يدا رجاء وجنجويدها تبت يدا كل الذين تهامزو وتغامزو وتلامزو فتغذذو وتلذذو من فيه جرحك يا وطن نادوس آآآآآآآآآآآه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: محمد حسن العمدة)
|
كتبت رباح الصادق
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم دارفور.. حقائق ووقائع أليمة إن مسألة دارفور توصف عالميا بأنها أفظع كارثة إنسانية اليوم، ولكنها بالنسبة للناس في العالم العربي والإسلامي بل في السودان ليست بذلك الوزن، فلماذا؟. هل ذلك بسبب أن السودان هامش للعالم العربي والإسلامي؟. وتلك هي مقولة الدكتور علي مزروعي الكيني الأمريكي الذي وصف السودان بالهامشية المتعددة، فهو في نظره في هامش العرب وهامش المسلمين وهامش إفريقيا.. هل لتلك الهامشية المتعددة أثر في جعل السودان يأتي في قاع أجندة كل من العوالم التي ينتمي لها؟ هل ذلك لأننا تعودنا الصمت على الفظائع الداخلية في بلداننا بحيث لا نهتم إلا بالظلم الذي فيه مكون أجنبي كما في قضية فلسطين والعراق؟ هل ذلك بسبب التعتيم الإعلامي الذي اتخذه نظام الخرطوم للمسألة؟ أم بسبب تهميش إقليم دارفور حتى داخل السودان؟ .. فالتاريخ والجغرافيا السودانية تركز على بقاع بعينها وتسقط ما عدا ذلك من دائرة الاهتمام أو تكاد.. أم ذلك للأبعاد السياسية في المسألة والتي فيها ظلال انشقاق الحزب الحاكم في السودان وتحوله إلى حزبين: المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي.. الشيء الذي جعل البعض يقفون متفرجين باعتبار ذلك نزاع بين باطلين حول سلطة مغتصبة من الشعب في الثلاثين من يونيو 1989م- تاريخ الانقلاب الإنقاذي على السلطة الديمقراطية المنتخبة؟. أسئلة كثيرة، وإجابات غير قاطعة.. ومهما يكن فإننا نحاول في هذا الملف المرعب إلقاء أضواء متفرقة على مسألة درافور تظهر مدى تعقيداتها بدون أن تستطيع الإلمام بأطراف الخيوط المختلفة، كما تهتم بالوضع الإنساني الذي يشكل قمة الرعب في القضية اليوم. ظلامات التهميش إن ذهنية التهميش هي من أظلم الذهنيات وأكثرها سيادة في العالم.. فالظلم العالمي هو الذي جعل الجنوب العالمي مختلفا عن الشمال بل لقمة سائغة له، وهو الذي جعل الدول تمارس بدرجات متفاوتة منطق التهميش على الأقليات داخلها.. هذا المنطق ينسحب أيضا على التكتلات الإقليمية، وهو الذي ينسحب على وضع السودان داخل عالمه العربي.. حيث يتم التعامل معه أحيانا على أنه مجرد "بوابة جنوبية" لمصر، أو ثغر على البحر الأحمر.. هذه الذهنية الإقليمية قصيرة النظر ربما تهتم نوعا ما بقضية جنوب السودان باعتبار الجنوب جزء من حوض النيل. وهي أحيانا صدى لملفات إسرائيل الأمنية كما أكد الأستاذ فهمي هويدي مؤخرا في مقاله بعنوان "انتباه أصابع إسرائيل في الخرطوم" حيث كان فريسة لذلك الفهم المحدود للمسألة السودانية التي تضعها كأحد ملفات الأمن المصري باعتبارها بوابة جنوبية أو ثغر للبحر الأحمر.. مثل هذه الذهنية لا تكاد ترى في كارثة دارفور (الواقعة في الجزء الغربي من السودان والبعيدة من مجرى النيل بكافة فروعه) أي مهدد لأمن مصر عبر النيل ولا البحر الأحمر، وبالتالي لا تعطى الأولوية المستحقة. لقد انتبه لأهمية قضية دارفور مثلا الصحفي المصري المرموق الأستاذ يوسف الشريف حين حث مصر: "للوقوف بصلابة في مواجهة المؤامرة الثانية على وحدة السودان في دارفور، وذلك أن الأخطار التي تتهدد وحدة وسيادة السودان، إنما تتهدد مصر بنفس القوة ولنفس المبررات والأهداف كما لو أن التفاعل الإيجابي أو السلبي في علاقات البلدين أشبه بنظرية الأواني المستطرقة!". وهذا على محمدة الاهتمام بدارفور إلا أنه جاء استمرارا لمنطق البوابة.. إذ يظهر أهمية محدودة للشأن السوداني فيما يؤثر به على مصر، والبوابة هامة بالطبع كمدخل أمني للدار ليس إلا. بيد أن المطلوب هو أن تعطى قضية الإنسان أيا كان أهمية أكبر في الساحة العربية بشكل أوسع من لغة المصلحة المباشرة.. لغة البوابة. والغريبة أنه حتى بعض أهل دارفور أنفسهم يتخذون هذا المنطق، فبعضهم وبعدما يئس ربما من إعطاء أهمية لهم في حد ذاتهم صار يقول: إن قضية دارفور إن لم تحل الآن فسوف تشكل دارفور حزاما حول العاصمة في خلال أشهر قليلة! لكأن المأساة الحقيقية هي أن يضار إنسان العاصمة فحسب، ولا يضير السودان أو تهتز له شعرة لو كان خمس أهل دارفور الآن في حالة من النزوح والمعاناة البالغة. ومن منطلق "بابي" آخر ثارت مسألة تدخل اللوبي الصهيوني الأمريكي في المسألة بالطول والعرض، مع أنه من الطبيعي تدخله في أية قضية "تعوس" فيها الحكومات العربية عوسها غير الحكيم، بل والمقزز في أحيان كثيرة. بالشكل الذي يصرخ فيها الشاعر العربي قائلا: كل الأرض العربية محتلة.. إلا الأرض المحتلة!. والفاجعة هي أن ما يحدث في دارفور من تعداد الضحايا والمروعين والنازحين هي أفظع مما يدور على أرض فلسطين!. فكيف يريد الناس من إسرائيل ألا تتدخل لتظهر العدو الذي يشير لانتهاكاتها البالغة وترويعها واغتصابها للأرض، بوجه ربما أكلح من وجهها!. التنوع في السودان وفي دارفور إن موقع السودان في الجزء الأوسط من حوض النيل، وامتداده شرقا بل الامتداد الأكبر غربا حتى وسط إفريقيا جعل سكانه خليطـاً من عناصر مختلفة تواريخ استيطانها للبلاد مختلفة. والسودان من أكثر بلاد إفريقيا بل ومن أكثر بلاد العالم تنوعا إثنيا وثقافيا. وتختلف الروايات في تحديد عدد المجموعات الإثنية واللغوية التي يضمها بين أحشائه. اختلاف حول المجموعات (العوائل) العرقية واللغوية في السودان بين ثلاثة إلى خمسة لم يحسمه علم اللسانيات المتخلف في بلادنا حتى الآن (العوائل اللغوية والعرقية في إفريقيا خمسة: العائلة النيجر كنغولية- العائلة النايلو صحراوية- العائلة الآفروأسيوية- العائلة الخوسانية - والهندوأوروبية أوالأسترونيسية) تمثل الآفرواسيوية في السودان العربية، والعائلة النايلوصحراوية تمثلها مجموعات عديدة منها اللغات النيلية، والنوبية الشمالية، والعائلة النيجر كونغولية تشمل فرع المجموعة الكردفانية وتمثلها لغات بجبال النوبة. وتعداد المجموعات الإثنية في السودان تختلف تقديراته وتكاد تجمع على أنها تزيد على 500 مجموعة قبلية أو إثنية مختلفة. كما تختلف تقديرات التنوع اللغوي من الحديث عن أكثر من مائة إلى أكثر من 900 لغة. السكان في درافور: دارفور إقليم يسكنه حوالي 6.5 مليون نسمة (ستة ملايين ونصف)، ويحتوي على تعدد إثني ولغوي كبير، فهنالك قبائل تتحدث العربية وأخرى تتحدث لغات الفور والمساليت والميدوب والزغاوة وغيرها من اللغات التي تصنف داخل عوائل لغوية مختلفة. الإثنيات في دارفور مختلطة ولا يمكن الحديث فيها عن نقاء عنصري بشكل واضح، وهي خليط من دماء سامية وحامية وكوشية متداخلة بحيث لا يمكن أن تتخذ السحنات أساسا للتفرقة بين القبائل إلا في حالات قليلة، ومهما حاولت اتخاذ القسمات أو الألوان كأساس للتصنيف لقابلت فشلا ذريعا في تصنيفك للناس ليس في درافور فقط بل في كل السودان، حيث لن يكون غريبا ملاقاة شخص شديد السمرة زنجي الملامح بهوية عربية، ولا هو نادر وجود شخص أقنى الأنف فاتح اللون بهوية غير عربية، للدرجة التي يكون حديث البعض عن تلك التصنيفات على أنها إصطلاحية في المقام الأول غير خاطئ، اللهم إلا إذا اتخذ للعروبة التعريف النبوي (ليست العربية لأحدكم من أب أو أم من تكلم العربية فهو عربي) لا التعريف العرقي السائد اليوم.. إن ما يشيع في مصطلحات الإقليم حول تصنيف عرب- زرقة هو تصنيف غير دقيق بالمرة. التفرقة الأساسية في دارفور ثقافية فالقبائل التي تتحدث لهجات ترفد من العربية بشكل رئيسي تسمى عربية، والقبائل التي تتحدث لغات تنتمي لأصول أخرى نايلوصحراوية ونيجر كونغولية تسمى غير عربية برغم اختلاط الدماء وتلاقح الثقافات عبر الصهارات والتعايش منذ أزمان سحيقة، وحتى هذه القاعدة لها شواذ فقبيلة الفلاتة في تلس بجنوب دارفور تتحدث لغة الفلفلدي (لغة الفولاني) وهي لغة غير عربية ولكنها تعد في الإقليم كقبيلة عربية. وقبيلة البرتى كانت لها لغة خاصة ولكنها انقرضت وصارت تتحدث العربية ولكنها تعد قبيلة غير عربية. لقد أكد علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا اللبراليون أن القبيلة إلى حد كبير هي حالة ذهنية تتشكل بصيرورات تاريخية معقدة مكونة ما يعرف بالثقافة المحددة لتلك المجموعة البشرية المتعارف عليها كقبيلة، وهذا ينسحب على السودان حيث القبيلة تكوينية في حالة حراك مستمر مستجيبة للمستجدات والتغيرات ومتأثرة بالهجرات والتداخل والتلاقح السكاني والتحالفات المصلحية، فالقبيلة مصطلح تصنعه الجماعات، وفي بعض الأحيان تؤثر عليه وتبلوره نظم سياسية حاكمة.. وفي عقد ونصف "الإنقاذ" انتشت القبلية السودانية وتبلورت مفاهيمها العصبية بفعل تغييب الأطر السياسية المعروفة (خاصة الأحزاب والنقابات) وحلها في بداية الإنقاذ ثم إقامتها على أسس تحايلية على الحريات كما في دستور التوالي ونقابات النظام مما أنتج أحزاب ونقابات الزينة. في غياب تلك الأطر السياسية يعتصم الناس بالقبيلة كوعاء للفعل السياسي، كما قصد نظام الإنقاذ أيضا إحياء القبلية لإضعاف الأحزاب ورسم لها أدوارا سياسية هي غير مؤهلة لها، وأحيانا أدوارا عسكرية مثلما حدث في كل مناطق التماس في "الإنقاذ" خلال سني حكومة يونيو 89. ينقسم الإقليم إلى ثلاث ولايات رئيسية هي: شمال درافور- جنوب دارفور وغرب دارفور، والولايات الثلاث تختلف في جغرافيتها وفي مساحتها حيث تغلب الصحراء وشبه الصحراء على الشمال وتتحول إلى سافنا فقيرة ثم غنية كلما توجهنا جنوبا، الولاية الشمالية هي الأكبر مساحة. أما ولايتي غرب وجنوب دارفور فهما أقل مساحة وأكبر كثافة سكانية، وتعتبر ولاية جنوب دارفور الأغنى في الموارد الطبيعية وتقع في إقليم السافنا الغنية. قبائل دارفور كثيرة ومتعددة ولا يوجد لها حصر دقيق، لكن القبائل التي دخلت في صراعات فيما بينها في نصف القرن الأخير قد يصل تعدادها لخمسين قبيلة، وفي إشارة لبعض قبائل درافور المؤثرة نذكر: • شمال درافور: القبائل العربية التي تقطن شمال دارفور أكبرها الزيادية وبني فضل والرزيقات الأبالة الرحل(وفروعهم المحاميد- الماهرية- العريقات- العطيفات- الزبلات- الجلول) وهؤلاء يشكلون أحد المكونات الرئيسية للصراع القبلي في شمال درافور وهم خلافا لأخوانهم رزيقات الجنوب يرعون الإبل كما أن اختلاطهم بالمصاهرة مع القبائل الأخرى أقل. أما القبائل غير العربية فأكبرها الفور وهم من المزارعين، والزغاوة والبرتى والميدوب والتنجر والمسبعات والداجو والدادنقا والهوسة والقمر والقرعان وغيرها. • في غرب دارفور يوجد دار المساليت - ومركزها في الجنينة عاصمة الولاية – وقبائل التاما والزغاوة وغيرها من غير العرب، ومن العرب قبائل مثل بني حسين. • أما في جنوب دارفور فتوجد قبائل البقارة العربية كالرزيقات- الهبانية والتعايشة، وقبائل السلامات والمعاليا والبني هلبة والفلاتة والبني حسين والمسيرية والترجم وغيرها، كما توجد من القبائل غير العربية علاوة على الفور الزغاوة والمساليت والبرقو. هذه القبائل عاشت متجانسة مع بعضها مع وجود صراعات متعددة في الماضي، بعض تلك الصراعات ذا طابع عرقي اتخذت في تأجيجه نبرات عنصرية، ولكن أكثر تلك الصراعات كان قبليا بعضه على الموارد، وآخر حول الحدود الإدارية، والزعامة القيادية، وحول الحواكير، أو المعاداة الثأرية.. فمنذ الستينات حدثت حرب المعاليا والرزيقات (مؤتمر الصلح عام 1968م) وكلتاهما قبيلتان عربيتان وذلك حول التبعية الإدارية، وحرب البرتي والميدوب (مؤتمر الصلح كان عام 2000 وذلك بسبب الموارد والحدود، وهما قبيلتان غير عربيتان) وأيضا حرب الزغاوة والفور على الموارد (مؤتمر الصلح في كبكابية عام 1989م)، مع وجود صراعات بين قبائل عربية وغير عربية مثلا بين الزغاوة والبرقد (مؤتمر الصلح عام 1974م) وبين الزيادية والميدوب حول الموارد (المؤتمر عام 1976م) وبين الفور والعرب (المؤتمر عام 1989م) كان على الموارد وبسبب المعاداة الثأرية. ومهما كان من اختلافات ثقافية وإثنية فإن قضية دارفور ليس فيها بعد التنوع الديني كما في قضية الجنوب، حيث الغالبية العظمى لأهل دارفور مسلمون، مع وجود جيوب مسيحية ارتبطت بحركة التبشير المسيحي الدؤوبة في السودان، مرتادوها في الغالب أصولهم من خارج الإقليم. مشاكل دارفور المزمنة والمستجدة لا ينكر إلا مكابر مظالم دارفور والكثير من ولايات السودان (خلا الوسط وشمال الوسط)، إضافة إلى تميزها التاريخي عن إقليم السودان الأوسط والشمالي الذي مثلته سلطنة الفونج وعاصمتها سنار.. فقد كان لدارفور في العهود التاريخية الوسيطة سلطنتها المنافسة لسنار والتي مثلت دبلوماسيا في الأزهر برواق دارفور كما كان لسنار رواقها الأزهري، وكان لها دورها المتقدم في نصرة الثورة والدعوة المهدية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وما صاحب ذلك الدور من صراعات وتناقضات بين أهل سنار وأهل دارفور.. تناقض عرف بفتنة الأشراف أو صراع أولاد البحر (أي النيل) وأولاد البلد فقد تحدى الأوائل سلطة خليفة المهدي (المشهور بالخليفة عبد الله التعايشي) على الدولة ولم يكن ذلك التحدي خلوا من الأبعاد الجهوية أو استعلاء أهل النيل على أهل الغرب. وهي تناقضات غذتها لاحقا الطريقة التي تم بها بناء السودان الحديث بشكل شائه في زمن الاستعمار الثنائي والذي ركز على مناطق إنتاج القطن في الجزيرة وعضد من سطوة "أولاد البحر" وزاد من امتيازاتهم في التنمية بكافة ضروبها. مشاكل دارفور المزمنة: أهمها مشاكل الخلل السياسي والتنموي ومن ذلك إهمال القطاع التقليدي وما جره من تهميش الأقاليم التي لم تتعرض للتحديث بشكل مماثل للوسط وشماله. وهنالك عوامل الخصوصية التاريخية والجغرافية للإقليم والمشاكل المزمنة الخاصة به مثل النزاعات القبلية، والنزاع على الموارد، والنهب المسلح، والتأثر بالنزاعات الإقليمية المجاورة، وتدفق بعض قبائل دول الجوار إلى دارفور، علاوة على المأساة البيئية التي تعيشها البلاد مع الجفاف والتصحر الذي ضرب بنوبات متكررة متزامنا مع الزحف الصحراوي الذي أحال كثيرا من جنات البلاد صحارى قاحلة. مشاكل دارفور المستجدة: هنالك خطة "الإنقاذ" وأهم ما فيها تسييس الإدارة المدنية والأهلية وبالتالي نقص فاعليتها، تفريخ التوجهات العرقية والقبلية والجهوية بصورة أعمق، تحول غالبية خريجي التعليم إلى فاقد تربوي اتجه للنهب المسلح والعمل السياسي الراديكالي، انتشار ثقافة العنف، الفساد المجاهر الذي ضرب دارفور في مقتل حيث أحال حلم "طريق الإنقاذ الغربي" الذي دفع فيه إنسان دارفور حصته من السكر المدعوم، أحاله إلى كابوس أوله شد حزام وآخره ما جاء على لسان أهل الإنقاذ بعد أن أقبلوا على بعضهم يتلاومون حول نهب أموال الطريق وذلك حينما أقفلوا الملف بقول طرف منهم "اتركوا الطابق مستورا". ومما استجد أيضا القدوة المتفجرة في "الإنقاذ" بمراعاة وتقدير حاملي السلاح فحسب. ثم وجود خريطة جديدة للقوى المسلحة في إقليم دارفور الكبرى تضم إلى جانب القوات النظامية حركات المعارضة المسلحة، والمليشيات المدعومة رسميا، وجماعات النهب المسلح والمليشيات القبلية، هذا علاوة على تفاقم آثار علاقات الجوار السلبية إبان "الإنقاذ".. هذه العوامل عادت سلبا على الوضع في دارفور، وهذا أدى للتحول النوعي في المشاكل إلى أزمة حفلت بممارسات من تقاليدها (العنف) وسقطت عليها المظلة الخارجية التي نصبتها سياسات "الإنقاذ"، فتحولت إلى أزمة حقيقية في زمان قياسي. دور الانشقاق داخل النظام (المؤتمر الشعبي): ولدى حدوث الانشقاق داخل الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) كان لعضوية الحزب من إقليم دارفور دور في الترجيح بين كفتي التنظيم داخل المؤتمر العام، فانحاز الدارفوريون خاصة من القبائل غير العربية للشق الذي تسمى بالشعبي -لاحقا- في التنظيم. وبعد المفاصلة واستخدام السلطة في قمع الشق الشعبي، اندفع هؤلاء في تأجيج الغضب ضد النظام بالإشارة للتهميش الذي يلاقيه الإقليم والإشارة للأبعاد الإثنية في ذلك وإلى إنعدام التوازن في قسمة ا لثروة والسلطة وحيازة قبائل الجعليين والشايقية على نصيب الأسد فيها.. وكان أهم المعالم في ذلك صدور الجزء الأول من "الكتاب الأسود" عام 2000م والذي كان واضحا أن الشق الشعبي له فيه يد كبيرة.. وهو كتاب ركز على مظالم غرب السودان وامتيازات قبائل معينة في شمال السودان الأدنى (المجموعة الجعلية في عمومها مع استثناءات قليلة رآها الكتاب). تلك التصرفات اتخذت شعارات العدل والمساواة كلمة حق أريد بها باطل الصراع على الكرسي وهزيمة شقيق الأمس عدو اليوم في السلطة الحاكمة.. وكان واضحا لكل عاقل اطلع على تلك الشعارات أنها تأجيجية باعثة للغبن أكثر منها باحثة عن حق ضائع أو حل سلمي.. وهي تصرفات أدت لما رمت إليه فقد دخلت البلاد بعدها في فوهة البركان. إن أهل دارفور الآن قبل غيرهم يدفعون ثمنا غاليا أزهقت الأنفس ودمرت القرى وتقاتل الأخوة.. صحيح ما تذهب إليه ثقافة السلام العالمية وما تبشر به اليونسكو: إن الحديث عن الحرب باعتبارها وسيلة لتحقيق المطالب التي تعذر تحقيقها سلما هو ضلال تؤكد بطلانه الحقائق الواقعية، صحيح قد يحصل حملة السلاح على تنازلات وقد يقتسمون السلطة مع أهل النظام.. لكن تلك الملايين التي تشردت وعشرات الآلاف من الأنفس التي أزهقت، ومئات القرى التي أبيدت أي شيء يمكن أن يعوض عنها من بعد؟!. تفجر الصراع المسلح التناقضات المشار إليها أعلاه تم تأجيجها في شكل فتنة لا تبقي ولا تذر، وقد تضافرت مع عوامل الصراع المستوطنة ومستجدات المظالم في دارفور، وبروز نزاعات محلية بين القبائل لم تفلح السلطة في حسمها بادئ الأمر بل وقر في صدر القبائل غير العربية أن السلطة تؤيد الهجوم عليها.. كل ذلك أدى لحمل السلاح كوسيلة لرفع الظلم ولتحقيق المطالب على نمط الحركة الشعبية لتحرير السودان (التي فجرت حربها في الجنوب عام 1983م) والتي تحصد الآن زرعها المسلح في اتفاقية للسلام حصرية لها مع النظام تنيل بعض حملة السلاح أعلى المناصب، وتؤكد على قسمة للثروة والسلطة جديدة .. حتى لو نفحت الاتفاقية بفيضها البعض ستبقى الحرب من أكبر الكوارث للشعب في الجنوب.. وفي المقابل فإن تصعيد الحرب كان بتشجيع من النظام الذي أبطل عملية السلام بعد أن رتب جدولها إبان الحكم الديمقراطي، ثم أعلن على لسان رئيسه أنهم تسلموا قيادة البلاد بالسلاح ولا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يخفى أن الانقلاب العسكري الذي قامت به "الإنقاذ" هو النهاية المنطقية لمبدأ تحقيق المطالب السياسية بقوة الحديد والنار، وظل النظام يصم أذنه في مقابل كل النداءات السياسية ولا يلقي بالا إلا لحملة السلاح.. لقد بلغت القدوة الدارفورية بحركة الجنوبيين مبلغ التسمي باسم مشابه، فبدلا عن الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان SPLM/A تسمت إحدى الحركتين المسلحتين في دارفور باسم جيش وحركة تحرير السودان SLM/A والمثل الإنجليزي يقول: المحاكاة هي أبلغ درجات الثناء!. أصل المشكلة كان الصراع على الموارد وقد تفجر أولا في شمال دارفور مع تفاقم أزمة عرب الشمال الأبالة الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بفعل التصحر ومحاصرة حركتهم الرعوية التقليدية. فقد كانوا يمرون بديار القبائل ويقيمون بعض الوقت دون أن يثير ذلك احتكاكا بل كانت حركتهم تشكل مع المقيمين اقتصادا تكامليا في الماضي. ومع التقلبات البيئية في الإقليم صارت المجموعات القبلية والعرقية المقيمة تستأثر بأرضها ومواردها، وقد بدأت معاناة هؤلاء منذ أوائل الثمانينات ولكن كافة المؤتمرات التي عقدت للرحل لم تأت بسوى حبر وورق وقرارات تودع لمضابط تستقر في بطون الأرفف والأدراج. هؤلاء، وغيرهم من الأجانب الوافدين الذين لا يملكون الأرض في الإقليم، استقر رأيهم على انتزاع (حاكورات) لهم في مناطق حول جبل مرة وحول الجنينة باستخدام القوة ضد أهل تلك الديار، وقد تفجر إثر ذلك نزاع مسلح وقفت فيه الدولة على أسوأ تقدير موقف المتفرج، بيد أن بعض أهل الديار المروعة كان يتهم الدولة بمحاباة العرب الرحل.. حول مثل تلك النزاعات حملت القبائل المفزعة السلاح في البدء باسم حركة تحرير دارفور ثم أعلن في فبراير 2003م عن تحول الحركة لاسم حركة تحرير السودان وجيشها، والتي لم تكتف بالحديث عن حماية قبيلة أو ديار بل اتخذت شعارات سياسية واسعة تتحدث عن مظالم الإقليم وإعادة قسمة السلطة والثروة على غرار خطاب الحركة الشعبية لتحرير السودان. ثم تلتها حركة العدل والمساواة، حركتان تنطلقان من مجاهل جبل مرة أشهر جبال الإقليم وأوفرها بالثمار والطبيعة الخلابة، ومن كرنوي فيما حول الجنينة. يقول الدكتور آدم الزين الأستاذ الجامعي المرموق بجامعة الخرطوم معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية: "إن الأحداث المتسارعة لما عرف بحركة (جبل مرة وكرنوي) التي بدأت قبلية أو عرقية وسرعان ما نقلت الحدث إلى صراع بين المركز والإقليم الذي لم يصل من قبل مرحلة حمل السلاح- ورغم أن الحركة قد بدأت في شكل احتجاج محدود على عدم قيام الدولة بما فيه الكفاية بواجبها لحماية أموال وأرواح المزارعين من غارات البدو عليهم- إلا أنها سرعان ما وسعت دائرتها وتحولت إلى الصراع الإقليمي – المركزي، المتمثل في إحساس قطاع عريض من أهل دارفور بأن نصيبهم من الثروة والسلطة القومية ليس عادلا" مشيرا إلى أنه حتى أولئك المنتمين للحكومة الإنقاذية، لم يرضوا في مؤتمر الفاشر الذي عقد عقب تفجر الأحداث، بالانقياد لمناداة الدولة باعتبار حملة السلاح عصابات نهب مسلح أو مجموعة من "قطاع الطرق" متمردة خارجة عن القانون، بل نادوا بالحوار مع حملة السلاح لحل المشكلة. كانت هذه الحرب على شكل حرب العصابات .. شرسة ومتصاعدة بشكل مخيف وعنيفة بشكل رهيب (فالثوار من شدة حرصهم على كتمان هوياتهم كانوا كما تنقل الروايات يقطعون رؤوس موتاهم ويحملونها معهم للجبل).. كان واضحا أن المسلحين ينتمون لقبائل معينة غير عربية في دارفور تحديدا الفور والزغاوة والمساليت. واستمرت هجمات المسلحين المباغتة والعجز الحكومي في قمعها، وفي سبتمبر 2003 وقعت الحكومة مع المسلحين اتفاق أبشي (في تشاد) القاضي بوقف إطلاق النار.. والذي مثل هدنة لإعطاء جميع الأطراف زمنا لتستعد بكامل العتاد لإشعال الحرب الأفظع في تاريخ السودان الحديث، والتي استطاعت أن تحشد في أشهر قليلة أحداث دامية وقصصا مروعة تضاهي تلك التي حملتها حرب الجنوب في أكثر من عشرين عاما. استعانت الحكومة في حربها بمليشيات الجنجويد، والتي كونت من قبائل عربية في دارفور وأخرى مجلوبة من الدول الإفريقية المجاورة والبعيدة حيث يؤكد الأهالي أن كثيرا من أعضاء تلك القوات ليسوا تابعين للقبائل العربية في دارفور، وحتى أولئك الذين ينتمون للقبائل العربية وهم كثر فإنهم في الغالب متفلتين غير تابعين لإداراتهم الأهلية القبلية ولا هم تحت طوعها حيث أن القاعدة وقوف الإدارات القبلية الأهلية العربية بعيدا عن الفتنة العرقية رافضة الاشتراك مع الجنجويد، وفي المقابل لا ينتفي وجود الشواذ على تلك القاعدة.. ماذا تعني كلمة جنجويد؟ الجنجويد ككلمة تعددت تفسيراتها، فمن قائل إنها تعني جنا يركب جوادا ويحمل سلاح جيم ثلاثة- ومن قائل أنها كلمة قديمة تطلق على العصابات التي تقوم بالسطو والترويع، ومن قائل أنها أطلقت على الجماعات العائدة من المهدية والتهجير القسري فيها للقبائل، والتي وجدت البعض قد احتل أرضها فصارت تروعهم بالفرسان لتعيد أرضها المغصوبة، ومن قائل أن كلمة جنجويد أتت من اسم أحد زعماء هذه الجماعات واسمه إسماعيل جنجويد.. وكل هذه التفسيرات سمعتها من شخصيات مختلفة في الإقليم، وإن كان التعريف الأول هو الأكثر شيوعا.. الشاهد أن الجنجويد أنفسهم جماعات مختلفة لا يوجد رابط بينها وإن يوجد إجماع على وجود نوع من الحصانة الحكومية لها بحيث لا يقبل التبليغ ضدها .. وقد جعلوا كل همهم قلقلة العنصر غير العربي في دارفور، وظهرت معهم ممارسات أكثر عنفا وانتهاكا لحقوق الإنسان.. ظهر حرق القرى وقطع الأشجار وإحالة المزارع لرماد، وتدمير الآبار والمدارس والشفخانات، ونهب الأموال والممتلكات الخاصة والمتاجر، واغتصاب النساء والصبايا، وقتل المدنيين وقصفهم بالطائرات ونهب الماشية، وكل أنواع الفساد في البر للزرع والضرع وللبشر.. لقد بلغ التوحش بقوات الجنجويد مبلغا أنهم إذا وصل إلى علمهم بأن هنالك قرية تناصر "التمرد" أو فيها من يناصره ينزل عليها غضب وحريق وهتك للأعراض. الشيء الذي أخلى الريف في دارفور فنزح أهل القرى إلى المدن الكبيرة وشبه المدن بحثا عن الأمان، وهجروا قراهم وتركوا زرعهم وصاروا تحت رحمة الإغاثات الإنسانية وصلتهم أم لم تصل!. كارثة دارفور الإنسانية حصاد الحرب في دارفور الآن كارثة إنسانية محققة.. كارثة تتتبعها المنظمات العالمية المهتمة بانتهاكات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية (آمنستي) أو منظمة هيومان رايتس واتش، أو مهتمة بالإغاثة الإنسانية مثل وكالة العون الأمريكي علاوة على منظمات الأمم المتحدة ومكتبها المقيم بالسودان وجهات أخرى. يصدر هؤلاء نشرات مستمرة تحذيرا من الحالة المتردية في الإقليم، ودراسات ترصد ما يجري على أراضي دارفور، بينما الإعلام السوداني الداخلي في أفضل حالاته غائب.. ولكنه غياب بعضه طوعي بسبب نجاح الإعلام الرسمي المضلل في صرف البعض عن القضية أو عدم تصديق ما يأتي في وسائل الإعلام العالمية، وأكثره قسري وبفعل أجهزة الأمن التي ظلت تحظر التعرض لمأساة دارفور منذ تفجرها، وتحصرها في مقالات مفرقة متناقضة الرأي تزيد من التشويش في المسألة وتجعل المواطن السوداني العادي في ريب مما يكتب ومما يقال.. فهنالك من المسئولين من ينكر وجود كارثة في الإقليم ومن هؤلاء وزير الشئون الإنسانية الذي أكد في لقاء صحفي معه مؤخرا أن الحديث عن وجود كارثة في دارفور هو حديث مغرض لا أساس له من الصحة، وتعتبر الجهات الحكومية أن ما يقال مبالغة بسبب أجندة استعمارية أو لمصالح جهات أجنبية، وهنالك من المسئولين من يذهب لحد القول أنه لم تدمر في دارفور سوى قرية واحدة.. وهنالك من سمعه الناس يقول أن المشكلة هي في إنسان دارفور وفي أخلاقه وذلك منحى لا يفوت صرفه عن الحقائق كما لا تفوت عرقيته وجهويته الفجة.. والسؤال: ما هي الحقيقة في دارفور؟ تقارير المنظمات العالمية العاملة في دارفور تؤكد الدراسات التي بنيت على صور الأقمار الصناعية (وهذه قامت بها كل من منظمة هيومان رايتش واتش –أي رقابة حقوق الإنسان- ووكالة العون الأمريكي) وذلك بتسجيل صور الأرض في دارفور في فترتين بين مارس 2003 ومايو 2004 (بالنسبة لمنظمة رقابة حقوق الإنسان). تؤكد هذه الدراسات أنه في تلك الفترة تم حرق واسع للقرى التي تقطنها قبائل المساليت والزغاوة والفور. فقد رصدت دراسة وكالة العون الأمريكي 600 قرية حرقت خلال الأحداث في دارفور. أما منظمة رقابة حقوق الإنسان فقد اقتصرت على جزء من غربي دارفور ووجدت أن القرى المحروقة تساوي 44% من القرى بالمنطقة. هذه القرى تتعرض للحرق والقصف الجوي وتعطيل الآبار وهدم المساجد والمدارس والشفخانات.. ويدفع أهلها قسرا لإخلاء المنطقة. وقد ظلت حكومة السودان تؤكد عدم صحة تلك التقارير وتتهم المنظمات التي تصدرها بأجندة خاصة، بينما وجد فرق بين ما تصر عليه بعض تلك المنظمات خاصة منظمة رقابة حقوق الإنسان(من وجود تصفية عرقية في دارفور) وبين مواقف الأمم المتحدة بل حتى الإدارة الأمريكية وهي مواقف تؤكد أن ما يجري في دارفور كارثة ولكنه لا يمكن وصفه بالتصفية الإثنية أو التطهير العرقي. والتقديرات الآن هي أن 2.2 مليون نسمة من سكان الإقليم متأثرون بالحرب بما في ذلك حتى الآن أكثر من مليون ومائة ألف نازح داخل مدن دارفور في ولاياتها الثلاث.. وهنالك حوالي 158 ألف لاجئ لتشاد، وعشرات الآلاف النازحين للخرطوم. هؤلاء كانوا يشكلون في غالبهم القوى الزراعية المنتجة الأولى في دارفور.. وسيشكلون خصما على الإنتاج الزراعي للعام المقبل. فالزراعة في دارفور تقليدية وتعتمد على الأمطار، والخريف قد بدأ هناك. والحكومة تتحدث الآن عن إعادة النازحين لقراهم حتى يلحقوا الخريف ويزرعوا ولكن هذا لن يتم طوعيا حيث يشترط النازحون استتباب الأمن لكي يعودا من حيث فزعوا.. وحتى لو تم ذلك بالسرعة الخارقة فإن الكثيرين ستكون قد فاتتهم التجهيزات المطلوبة للزراعة وسيكون موسمهم في أحسن الأحوال أقل من كل عام. ولحين إعادة المفزعين لقراهم سيكون على المجتمع الوطني والإقٌليمي والدولي أن يطعم ذلك المليون ويزيد الذي يعيش عاطلا عن الإنتاج بل وعليه أن يطعم الآخرين الذين كانوا يعيشون على إنتاجه في دارفور وفي السودان عامة. وهذا المليون وزيادة بعضه يعيش في معسكرات للنازحين أقل سوءا من البعض الآخر.. يفترض أن تقدم في المعسكرات خدمات الغذاء والمأوى والمياه النظيفة والصرف الصحي والخدمات الطبية الأولية والثانوية والتطعيم من بعض الأوبئة والدواء. تحاول القيام بتلك الخدمات المنظمات التابعة للأمم المتحدة، ومنظمات عالمية ووطنية مختلفة. لكن أفضل الخدمات الموجودة الآن هي الغذاء ولا يغطي إلا ثلث المفترض أن يصل إليهم بينما ستقل هذه النسبة إذا لم تتخذ الإجراءات المطلوبة في الأشهر القادمة حيث سيعيق الخريف عمليات توصيل الإغاثة. هذا بينما أعداد النازحين تزداد يوما بعد يوم. المنظمات العاملة في الإغاثة في دارفور تشكو المنظمات العالمية من وجود مضايقات في الحصول على أذونات الدخول لكادرها العامل حيث انتظر البعض أسابيع عديدة قبل إعطاء التصريح المطلوب. كما تحظر بعض المناطق على المنظمات وتظل بدون أية خدمات تقدم للنازحين فيها. وهو ما خاطب به المجتمع الدولي حكومة السودان وتم توقيع اتفاق بشأن رفع الحظر وتسهيل المهمة للإغاثة بين الأمين العام للأمم المتحدة وحكومة السودان مؤخرا كما سيأتي تفصيله أدناه. وبالرغم من ذلك وفي الولايات الثلاث فإن الحضور الأكبر هو للمنظمات العالمية (مثلا في شمال دارفور توجد منظمة إنقاذ الطفولة البريطانية SC-UK، ومنظمة أوكسفام OXFAM، جول "GOAL"، وكالة التنمية الألمانيةDED، ومجموعة تنمية التقنية الوسيطة ITDG، ومنظمة الصليب الأحمر العالمية ICRC. وفي جنوب دارفور توجد بعض تلك المنظمات كما توجد منظمة أطباء بلا حدود الهولندية MSF-H، أما في غرب دارفور فتوجد منظمة إنقاذ الطفولة الأطفال الأمريكية SC-US، وأطباء بلا حدود الفرنسية MSF-F وميدير Medair) ثم الوجود التالي للمنظمات التابعة للأمم المتحدة (مثل برنامج الغذاء العالمي WFP واليونسيف، ومنظمة الصحة العالمية، والفاو، ومكتب الأمم المتحدة للتنسيق حول الشئون الإنسانية)، وأخيرا المنظمات الوطنية مثل وكالة الإغاثة الإسلامية الأفريقية، المسار، المنظمة السودانية للتنمية "سودو"، والهلال الأحمر السوداني مع تنامي الشك في بعض هذه المنظمات من قبل النازحين خاصة المنظمات ذات الصلة بالحكومة .الاختلاف في الأوضاع الإنسانية في الولايات الثلاث إن نظرة سريعة للتقرير الذي أعده المكتب المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشئون الإنسانية للسودان حول الوضع الإنساني في دارفور يرى أن فجوات الخدمات في المعسكرات كبيرة بشكل مخيف، كما يلاحظ أن وضع شمال دارفور هو الأفضل من ناحية نسب الخدمات المتوفرة، ووضع جنوب دارفور الأفضل من ناحية قلة أعداد النازحين النسبية (في غرب دارفور حوالي ستمائة ألف نازح، في شمال دارفور أكثر من ثلاثمائة ألف نازح، وفي جنوب دارفور حوالي مائة وخمسون ألف نازح فقط). هذه الأرقام هي التي يمد بها تقرير مكتب الأمم المتحدة والذي كتب في أول أبريل الماضي. ولكن الزيارات الميدانية تؤكد أن تلك الأرقام نفسها تحتاج للمراجعة الآن.. فالتقرير مثلا يذكر أن مدينة الفاشر بها 32,091 نازح، بينما أكد والي ولاية شمال درافور في يوم 23 يونيو 2004م أن النازحين بمعسكر أبي شوك فقط (داخل مدينة الفاشر) عددهم 43 ألف نازح. والتقرير يذكر أن النازحين بمعسكر أردمتا بالجنينة عددهم 23,652 نازح بينما أكد المسئولون في المعسكر بتاريخ 24 يونيو 2004م أن عدد النازحين فيه أكثر من ذلك وأنه يتعرض للزيادة اليومية في الأعداد. أما معسكر كلمى في نيالا فالتقرير يورد أنه يأوي 4,173 نازح فقط بينما في 25 يونيو وصل العدد إلى أضعاف ذلك العدد. . أيضا فإن أحداث الضعين في الأسبوع الأول من يوليو 2004 قد نتج عنها عشرات القتلى وعشرات الآلاف من النازحين لم يتم حصرهم بعد. تقديرات الضحايا في كارثة دارفور تدور حول الثلاثين ألف قتيل، وآلاف النساء والفتيات المغتصبات. وبعد أن فاتت فرصة إرسال المواد الإغاثية قبل هطول الخريف فإن المنظمات الإغاثية تقدر أنه في خلال الشهور الإثنى عشر القادمة سيلقى ما يتراوح بين مائة ألف إلى ثلاثمائة وخمسين ألف نازح حتفهم جوعا أو مرضا. مشاهدات حية في المعسكرات المعسكرات في شمال دارفور يشيع فيها الأمن نسبيا، والمعسكرات في جنوب دارفور أكثر سوءا من ناحية انعدام الصرف الصحي وزيادة الاستقطاب الإثني.. أما الحال في غرب دارفور فهو قمة في السوء.. حيث النازحون يتعرضون حتى داخل معسكراتهم للغارات من الجنجويد وذلك داخل عاصمة ولاية غرب دارفور (الجنينة).. الشيء الذي حدا ببعضهم للهرب إلى جبال مورني بعيدا عن فزعات الجنجويد ولكن أيضا عن مناطق وصول الإغاثات الإنسانية!. لقد كنت في رحلة لعواصم الولايات الثلاث، ولا شك أن هنالك فرق بين الفاشر (حاضرة ولاية شمال دارفور) وبين نيالا (حاضرة جنوب دارفور) وبين الجنينة في غرب دارفور.. ففي الجنينة يتحرك الجنجويد بالحرية الكاملة وفي طرقات المدينة نهارا جهارا، وقد قتل أحدهم حسب روايات الأهالي أحد المساليت في سوق الجنينة وعلى مشهد ومرأى من الناس، ولما تم تعقبه وسجنه هجمت قوة من الجنجويد على السجن وحررته مع غيره من عتاة المجرمين وذلك في منتصف النهار!!. والناس في المدينة التي تقع داخل دار المساليت يروون روايات تتحدث عن الاستهداف بسبب الإثنية (ولكنها وحسب التعريف الحقوقي الذي تتخذه الأمم المتحدة لا تصلح باتفاق المنظمة العالمية لأن توصف بالتطهير العرقي) .. والأخطر من ذلك أن الناس في الجنينة يجمعون على فكرة الاستهداف لإثنيتهم سواء أكانوا مع السلطة أم ضدها مما يعني أن تلك الإفادات ليست مبنية على موقف سياسي معين.. إذ حتى بعض قيادات التنظيم الحاكم من المساليت تعرضوا لحرق المزارع ولا يملك المسئول منهم حتى فتح بلاغ ضد مهاجميه! كافة المعسكرات تواجه مشكلة وقود لطهي مواد الإغاثة مما يضطرهم للاحتطاب من المناطق المجاورة، الشيء الذي يهدد البيئة بمزيد من التصحر، ففي الفاشر مثلا كانت المدينة قد زرعت حزاما شجريا واقيا للبيئة، ولكنه الآن يعمل كوقود لعشرات الآلاف من النازحين.. وفي الجنينة سمعت الرجال والنساء يروين كيف أنه لو ذهب رجل للاحتطاب لقتله الجنجويد أو ضربوه ضربا مبرحا، ولو ذهبت امرأة فإنها لا تأمن أن تغتصب أو تضرب أو يساء إليها.. وبحساب بسيط يفاضل بين الموت والاغتصاب فإن المعسكر (الذي غالبه من النساء والأطفال) يجعل الاحتطاب مقصورا على النساء والفتيات فقط. فقدر أخف من قدر!. هذا الحال يجعل غرب دارفور الآن في مرجل وقوده غضب إثني عارم.. هذه المعسكرات على سوئها لا زالت هي قبلة أهالي ريف دارفور .. أحد شيوخ معسكر أردمتا بالجنينة، يقول أن بالمعسكر مائة وستون شيخا يستقبل كل شيخ حوالي ثلاثين أو يزيد من النازحين في مشيخته يوميا.. وقد حكا كيف أنهم جاءوا من قراهم بعد أن هجم عليهم الجنجويد جاءوا ليلا سيرا على الأقدام.. وأنه لا يوجد اتجاه للعودة في الظروف الحالية بل من تركوهم الآن في القرى المجاورة قادمون للمعسكرات. هذا بالرغم من أن الحكومة أرسلت وفدا لغرب دارفور بقيادة ة وزير الداخلية السيد عبد الرحيم محمد حسين وضع خطة لإعادة النازحين لقراهم واللحاق بالخريف.. فهل ستعمل الحكومة على إعادة النازحين قسرا؟ لأنهم لن يعودوا طوعيا في هذه الحالة وبإجماعهم على ذلك! ويطالبون كشروط لإعادتهم توفير الأمن ونزع السلاح والإبل والخيل التي يستقلها الجنجويد في غاراتهم، وتعويضهم عن ممتلكاتهم المسلوبة وإعادة تعمير ما دك من قراهم دكا دكا.. لقد كان الفرق بين الحالة في الفاشر وبينها في الجنينة كبيرا، فقد كان الانطباع لدى زيارة الفاشر أن الأمور ليست بالسوء الذي تعكسه وسائل الإعلام الدولية، ولكن حينما تصل للجنينة وتستمع لما يدور فإن الانطباع يكون: إن ما يقال في الإعلام لا يصل لمقدار جزء بسيط مما يعيشه الناس من مأساة بالغة.. وحينما سألت في نيالا هل يقوم الجنجويد هنا بما يقوم به جنجويد غرب دارفور تلقيت ردودا تفيد أنهم لا يقومون بقتل الفرادى من الرجال أو اغتصاب النساء، ولكن التقارير تؤكد أن فظائع التقتيل والاغتصاب ليست قصرا على غرب دارفور ففي الغارة على قرية الطويلة بشمال دافور شاعت أفظع الأحاديث عما قام به الجنجويد هناك.. إن زيارة المدن الثلاث توحي بأن الأحوال في دارفور تختلف كثيرا برغم التوحد في حالة الحرب والنزوح. وتبقى تلك الإفادات محتاجة للتمحيص والبحث المتقصي حتى نرسم صورة واضحة لما يجري في دارفور. أما في الحالة المعيشية فإن الإقليم الذي يعتبر عصب الإنتاج الحيواني ومساهم أساسي في الإنتاج الزراعي للبلاد الآن في ضيق شديد. لقد ارتفعت أسعار اللحم في الجنينة حاضرة غرب دارفور إلى 400% في غضون ثلاثة أشهر فقط، وارتفعت أسعار البنزين في نيالا إلى 300% في بلد منتج للبترول. إن أسعار السلع في مدن دارفور هي أسعار مدن محاصرة. والمدن في دارفور إما مخندقة كالفاشر (وهي محاطة بخندق وسور رملي منذ الهجمات عليها في العام الماضي) أو محاطة بحلقة من الفزع في جميع الجهات خارج حدود المدينة مثل نيالا بحيث لا يأمن المسافر على نفسه وخاصة التجار على بضائعهم من سلع تموينية أو بترول والتي تسطو عليها قوات المعارضة المسلحة أو الجنجويد. أو هي نهب للفزع والترويع حتى داخل حدودها مثلما في الجنينة. حكومة يضللها أهلوها! التقارير التي ترفع للنظام من بعض حكوماته الولائية وبعض المثقفين الموالين للحكم مضللة للغاية. وبالإشارة إلى تقرير أعده تسعة وعشرون من المثقفين الذين هيأت لهم الحكومة زيارة الإقليم، نجد قراءة مضللة ترى أن الأحوال في ولاية غرب دارفور هادئة. مع أن أية رؤية صادقة للحال تؤكد أن غرب دارفور هي بؤرة السوء الأقصى في دارفور الآن، هذه القراءة تجمع عليها حتى المنظمات العالمية والتي تؤكد أن الوضع الأفضل من حيث اتخاذ تدابير حماية للمدنيين وغوث النازحين هي ولاية شمال دارفور، أما ولاية غرب دارفور هذه فإن أية قراءة لحالها تجعلنا نستعد لكارثة إنسانية فاجعة داخلها. فكرة الهدوء المريب في غرب دارفور مستمدة من نشاط أقل للحركات المعارضة المسلحة ولكن في المقابل هي نتيجة نشاط مكثف لقوات الجنجويد وإخلاء شبه تام للريف حيث أحصى بعض الأهالي 486 قرية في غرب دارفور أصبحت الآن أثرا بعد عين (وبعض المنظمات تتحدق عن ستمائة قرية أبيدت كما أسلفنا)، ففي غرب دارفور الآن ما يقارب الستمائة ألف نازح .. وهنا- أي في غرب دارفور يبدو وجه الجنجويد الأكلح، فإن كانوا في مناطق أخرى يقتصرون على مهاجمة القرى والجماعات المتهمة بإيواء "التمرد" فإنهم هنا يتحلقون حتى حول معسكرات النازحين المروعين ينهبون ما تبقى لهم من بهائم وأجهزة كهربائية ويتربصون بالفرادى المحتطبين يقتلون رجالهم وأبناءهم ويستحيون نساءهم فعل فرعون وجنوده الخاطئين!.. أي هدوء هذا الذي في غرب دارفور؟. ذلك التقرير الذي رفع للحكومة لإطلاعها على حقيقة الأوضاع في دارفور ممن تثق بهم يعطي الانطباع كأنما النزوح كان بسبب نشاط "التمرد" بينما النازحون في المعسكرات المليونية الآن هم من قبائل غير عربية وأغلبهم من الفور والزغاوة والمساليت ويشكون ليس من هجمات التمرد بل من فزعات الجنجويد وقصف القوات الحكومية لهم بالطائرات.. والمعسكرات الآن مشحونة بمشاعر سلبية وغضب إثني موجه أساسا ضد الحكومة ورافض للتعامل معها إلا عبر المنظمات العالمية تعبيرا عن عدم ثقته في نظام الخرطوم.. الحكومة بين الإنكار والتدويل الحكومة السودانية ظلت تنكر وجود أية مشكلة في دارفور خلاف النهب المسلح وقطاع الطرق.. كما أنكرت وجود أية أسباب سياسية أو مظالم تنموية أو تهميش أو تدخلات إدارية خاطئة ساهمت في إشعال نيران الحرب في دارفور.. بل تعرفا على دور عدوها اللدود حليف الأمس (المؤتمر الشعبي) في إطلاق الشرارة واستمراره في تأجيج الفتنة وسعيه لدعم الحرب في دارفور، ظلت تتعامل مع الحرب كأنها ملف أمني داخلي حصري على المؤتمر الشعبي، متجاهلة أن شرارة الحرب حينما انطلقت ساهمت فيها عوامل عديدة وشملت كثيرين خارج عباءة الشعبي حركتهم الغباين والتناقضات المشار لها آنفا، وتعاطف مع الجوانب المطلبية والسياسية الكثير من أبناء الإقليم.. أما تصرفات مليشيا الجنجويد (خاصة في غرب دارفور) فقد جلبت على الحكومة سخطا داخل الإقليم وداخل البلاد كلها وفي العالم أجمع، بالصورة التي غطت على انتهاكات حاملي السلاح وعنفهم، وملأت حلوق أهل الضمائر الإنسانية أنى كانوا بالغصة، وأظهرت النظام في شكل لا يطاق.. وعلى حد تعبير أحد قيادات حزب الأمة بالمنطقة وهو يعترض على أي تنسيق مع النظام (بينما الحزب قد وقع على اتفاق مع المؤتمر الوطني الحزب الحاكم بشأن قضية دارفور) قال: هذا النظام كالقنفذ (أب شوك)، وأب شوك لا يمكن أن يحضنه أحد!. ظلت الحكومة تنكر الفظائع البشعة التي ترتكبها قوات الجنجويد، وتنكر علاقتها بها، مع أن تلك القوات تمتلك الأسلحة الخفيفة التي وزعتها الحكومة عليها وبعضها يلبس ملابس القوات النظامية.. بل بعض قوادها ترقى في الرتب العسكرية.. هذا علاوة على أن تلك القوات تستهدف في المقام الأول القوات التي حملت السلاح ضد النظام، وتعيث فسادا فيمن تعيث ظنا بأنهم يناصرون تلك القوات.. وتغطي هجماتها في كثير من الحيان الغارات الجوية أو البرية من القوات النظامية. الشاهد أن الرسميين الآن ينكرون أية علاقة بالجنجويد وينعون عليهم أنهم ألبوا عليهم العالم، وبعضهم يؤكد عجز الحكومة عن جمع السلاح منهم وعن تتبعهم لدى التبليغ عن غاراتهم المتكررة .. وقد كانت قضية الجنجويد إحدى ملفات التدخل الأمريكي في المسألة حيث أعلن وزير الخارجية كولن باول لدى زيارته للخرطوم في نهاية يونيو الماضي أن حكومته تتوقع من حكومة الخرطوم أن تعمل على تجريد ميليشيا الجنجويد من السلاح. أرادت الحكومة في البداية أن تحل المسألة بمفردها وأطلق بعض الولاة في الإقليم نفرات للقضاء على "التمرد" في ظرف ثمانية وأربعين ساعة ( نفرة والي جنوب دارفور الفريق آدم حامد موسى وقد تعهد بنسف المتمردين وأعوانهم من عالم الوجود منفعلا بنداء سياسي وجهه لتظاهرة أعدتها حكومته بالولاية بضرورة الحسم الفوري لمشكلة الأمن في غضون ثمانية وأربعين ساعة وتلاحظ بعد ذلك انتقال غرفة العمليات العسكرية من الفاشر إلى نيالا). وفي فبراير 2004م كونت الحكومة لجنة سمتها قومية لحل المشكلة وكونتها بشكل حزبي ففشلت في تحريك الأمور نحو أي حل.. كما استجاب النظام لنداءات بعض الأحزاب بالتحرك نحو الحل السلمي وعقد اتفاقا مع حزب الأمة ذي الثقل الجماهيري الأكبر بالولاية يقتضي عدة معالجات فورية إدارية وإغاثية وإعلامية كما يقتضي عقد مؤتمر قومي يجمع الكافة لمناقشة كافة الملفات السياسية والأمنية والخدمية والتنموية والإدارية والقبلية في الإقليم، وذلك في 12 مايو المنصرم.. لكنه اتفاق ظل حبرا على ورق كما قال رئيس الحزب الذي نظم زيارة لوفد عالي المستوى لعواصم ولايات الإقليم الثلاث في 23- 25 يونيو الماضي، وذلك لأن الاتفاق لم تعقبه أية إجراءات على أرض الواقع مع أنه أكد على ضرورة السرعة والتحرك الحاسم في القضية.. تدخل المجتمع الدولي بدءا بالوساطة الفرنسية الأمريكية والتي نجحت في جعل الأطراف يصلون لاتفاق بوقف إطلاق النار في 8 أبريل 2004م.. ولكنه وقف للنار يشكو الطرفان من خرق الطرف الآخر له.. فالحكومة تتهم المعارضة المسلحة بأكثر من 55 خرقا لوقف إطلاق النار في شمال درافور فقط وذلك حتى هجومها في 10 يوليو على منطقتي الطويشة واللعيت جار النبي، هذا غير الاعتداءات على القوافل الإنسانية في طريق نيالا ـ الضعين بجنوب دارفور. والمعارضة تؤكد أن قوات الجنجويد بمساعدة الحكومة لم توقف أعمالها الوحشية في حق المدنيين لاتهامهم بمناصرة التمرد.. ولذلك فإن أحداث العنف في دارفور لم تقف برغم الاتفاق المذكور، آخرها في ولاية جنوب درافور كانت أحداث الضعين في مطلع هذا الشهر.. كل ذلك ليس فقط جر أرجل المجتمع الدولي لتلافي تفاقم أكبر كارثة إنسانية وتحولها من ترويع ونزوح الملايين إلى فنائهم المحقق في معسكرات ستغرق بعد أسابيع قليلة في برك الأمطار، وتترع بالأوبئة، ويشح فيها الغذاء والدواء، وتزيد فيها معدلات الفناء الإنساني بشكل مريع.. بل إلى جعل ذلك التدخل مطلبا يكاد يجمع عليه السودانيون أنفسهم، وإن ظلت بعض الأحزاب المعارضة تنادي بحل سوداني يلعب فيه المجتمع الدولي كمراقب فقط.. أما الحكومة فقد استمرت تنكر وجود كارثة وتستنكر التدخل الخارجي في المسألة.. باول وعنان جمعهما في السودان يومان زار البلاد تزامنا مع احتفالات النظام بعيد انقلابه كل من كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الذي جاء في 28 يونيو وغادر البلاد في 30 يونيو، وزار كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الأمريكية في 29 يونيو وحتى 3 يوليو الجاري.. كانت الزيارتان منصبتين على مسألة دارفور. كانت رسالة وزير الخارجية الأمريكي للحكومة السودانية قصيرة ومتعلقة بنزع السلاح من الجنجويد في جدول زمني محدد وإغاثة النازحين، كما اقتصرت زيارته على لقاء المسئولين بالحكومة وزيارة معسكرات النازحين في شمال دارفور، ثم مقابلة زعماء القبائل في دارفور.. وقد ووجه السيد باول بنقد من الأحزاب الديمقراطية في السودان فأمريكا التي تزعم أنها رسول ديمقراطية في العالم لا تعترف أو تسعى للالتقاء بالقوى الديمقراطية ولكن تلاقي الناس على أسس قبلية. حزب الأمة مثلا هو الحزب الأكبر في دارفور بدليل نيله حوالي 85% من مقاعد الإقليم في آخر انتخابات عامة حرة إبان الفترة الديمقراطية عام 1986م ، ولكن السيد باول لم يطلب ملاقاته ولا غيره من الأحزاب، وكانت النتيجة أن ثلاثة من الخمسة الذين طلب ملاقاتهم على أسس قبلية هم من حزب الأمة، بينما رفض أحدهم وهو الدكتور آدم موسى مادبو (نائب رئيس حزب الأمة) أن يلتقي بباول على أسس قبلية وأوفد غيره من قبيلة الرزيقات في جنوب دارفور. وقد واجه السيد باول نقدا من رئيس الحزب وجهه من منبر "ندوة الأربعاء" الأسبوعية بقوله: " لم يطلب السيد كولن باول مقابلتنا ولا مقابلة القوى السياسية في البلاد بل طلب مقابلة أبناء الإقليم بصفتهم القبلية. مرة أخرى يتضح الموقف الأمريكي الذي فيه حديث عن الديمقراطية فوق رؤوس القوى الديمقراطية. هذا يطعن في مصداقية المشروع الديمقراطي الأمريكي". الشاهد أن الدور الأمريكي بعد زيارة باول في مسألة دارفور سار يتسارع بخطى ربما تسابق أجواء الانتخابات الرئاسية الوشيكة في الولايات المتحدة وتضع في عينها تراجع مرشحها الحالي في استطلاعات الرأي.. وقد بادرت بتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يضع أمر العقوبات على السودان ويثير قضية مليشيا الجنجويد في هذا الملف. وفي يوم الجمعة 9 يوليو ناقش مجلس الأمن بالفعل مسألة دارفور وفرض العقوبات على الجنجويد إذا لم تستجب لها الحكومة خلال شهر تتعرض هي بالمثل للعقوبات. وقد قدم الأوربيون داخل المجلس مقترحا بحظر السلاح في كامل السودان. وهي تحركات تتم برغم رفض حكومة السودان لها باعتبارها محض تجن، وتتواصل برغم استياء الحركات التي تحمل السلاح منها باعتبارها تركز على النواحي الإنسانية والإغاثية في المسألة وتنسى المسألة السياسية أس الداء. الإعلان بين عنان والنظام أما السيد كوفي عنان فقد بقى مدة أطول في السودان والتقى بكافة المسئولين وسعى للقاء بالقوى السياسية والشعبية علاوة على زيارته لمعسكرات النازحين بدافور. وقد بدا السيد عنان غاضبا مما يحدث في دارفور ولكن وقبل مغادرته للبلاد وقع على إعلان مشترك بين حكومة السودان والأمم المتحدة. احتوى الإعلان على ديباجة تؤكد الاهتمام بالوضع القاتم في دارفور وضرورة التعاون لإزالته، كما احتوى على عدد من المهام تلقى على عاتق الأمم المتحدة فيما يخص: الإغاثة الإنسانية- الإسراع في مساعدة تطوير قوات مراقبة لوقف إطلاق النار من الاتحاد الأفريقي- الاستمرار في المساعدة في الوساطة للحل في الجنوب ودارفور- والالتزام وفقا لقرارات مجلس الأمن بالمساعدة في تنفيذ الاتفاقيات التي يتم الوصول إليها في جنوب السودان ودارفور. كما احتوى الإعلان المشترك على قائمة من المطلوبات من حكومة السودان: - مطلوبات إنسانية تقتضي: تعليق كافة القيود على العاملين الإنسانيين والأذن بحرية تحركهم عبر دارفور- السماح بتسجيل منظمات طوعية مؤقتة للعمل في دارفور- تعليق كافة القيود على استيراد واستعمال المواد والمساعدات الإغاثية. - فيما يتعلق بحقوق الإنسان: إنهاء الحصانة على القوات المنتهكة للحقوق- إجراء تحقيق فوري في كافة حالات الانتهاك- توفير الإمكانيات اللازمة للجنة تقصي الحقائق المستقلة وتنفيذ توصياتها- مقاضاة المنتهكين- السماح بوجود مراقبين لحقوق الإنسان- تكوين نظام عادل يحترم التقاليد المحلية ويسمح للنساء المظلومات بالانتصاف. - وفيما يتعلق بالأمن: نشر قوات بوليسية قادرة وقوية في كافة مناطق النازحين ومناطق الهجوم المتوقع- تدريب قوات الشرطة على قوانين حقوق الإنسان وتنصيبهم حماة عليها- التأكد من عدم وجود أية مليشيات حول معسكرات النازحين- البدء فورا في نزع سلاح الجنجويد وكافة القوات المتفلتة- الإسراع في إعادة بناء الثقة لدى المتأثرين بالحرب، وألا تتم أية إعادة للنازحين لأوطانهم إلا طوعيا. - وحول الحل السياسي للنزاع في دارفور: استئناف محادثات السلام في دارفور بأسرع ما يمكن للوصول لحل سلمي يوافق عليه جميع أطراف النزاع- وبما أن السلام في درافور مطلوب للسلام في الجنوب، على الحكومة الترحيب بدور المجتمع الدولي في المساعدة في تنفيذ الاتفاق النهائي للسلام في دارفور. وحول آليات تنفيذ الإعلان، اتفق الطرفان على تكوين آلية مشتركة عالية المستوى للمتابعة والتطوير ورفع التقارير الدورية حول تقدم عملية التنفيذ للاتفاق. مطلوبات لإكمال الإعلان إن الأسئلة المطروحة حول هذا الاتفاق كثيرة أولها حول الإطار الزمني المطروح لتنفيذ الاتفاق.. فالحالة الإنسانية في دارفور يلعب فيها الزمن أدوارا حاسمة.. ولكن أهم ما يمكن أن يعاب على هذه الضغوط الهامة والمطلوبة من لاعبين هامين في المجتمع الدولي أنها تجاوزت مطلبين هامين عاجلين لا يمكن لعمليات الإغاثة الإنسانية أو الاستقرار الأمني أو المحاسبة على الجرائم أو الحل السلمي المزمع أن تتم بدونهما وهما: أولا: الإصلاح الإداري: فبالأجهزة الإدارية الموجودة حاليا وبالمسئولين الذين ساهموا في تعقيد المشكلة بشكل كارثي، فإن أي اتجاه للحل السلمي ستقابله مشاكل انعدام ثقة. ثانيا: الخط الإعلامي: فالخط الإعلامي الحكومي الآن مضلل وتقع فريسته أغلب الصحف المحلية، وحتى تلك التي تحتفظ لنفسها بخط مستقل عن الحكومة مثل جريدة "الأيام" فإنها تجد مضايقات من الأمن ذلك أن موضوع دارفور من موضوعات التدخلات الأمنية في الصحف داخل السودان. أجهزة الإعلام الأبلغ أثرا والأكثر انتشارا مثل التلفزيون والراديو هي أجهزة مملوكة للدولة وتلعب دورها المرسوم بالتعتيم على القضية وإظهارها على غير حقيقتها.. إن استنفار المنظمات الطوعية للعمل في دارفور ومحاولة تلافي الكارثة الإنسانية المحققة بقدر المستطاع لا يمكن أن تتم في ظل إعلام يشكك في مصداقية التقارير حول ما يحدث في دارفور ويحاول أن يقول أنه لا توجد في دارفور أية مشكلة تسترعي الالتفات. إن الاهتمام الدولي بقضية دارفور على رأسه الآن قمم دولية بدليل زيارتي باول وعنان. أما إقليميا فقد أعطى الاتحاد الأفريقي للمسألة اهتماما ومساحة أقل في بحث القضية، ولم يخرج بموقف واضح يدين ما يجري في دارفور الشيء الذي اعترض عليه الأديب النيجيري صاحب النوبل "وول سوينكا". إن مساعدة الاتحاد الأفريقي للسودانيين في قضية دارفور أسفرت عن 300 جندي يرسلون لمراقبة وقف إطلاق النار في دارفور كإقليم بحجم فرنسا كلها.. بل إن الاتحاد يبحث الآن إمكانية أن تشمل مهمة ذلك العدد أيضا حفظ الأمن في معسكرات النازحين.. وهو عدد غير متصور أن يكون أمام أعداد القوات والمليشيات الموجودة وسلاحها المهول سوى شمعة تضيء لشمس الظهر!. الاتحاد الأفريقي يحاول الآن التوسط في القضية وجمع الأطراف المتحاربة للحوار، وها هي حركة العدل والمساواة تصرح برفضها فكرة الاقتصار على الاتحاد الأفريقي بل تريد حضورا دوليا أوسع.. وبعد زيارة باول وعنان، فإن الخرطوم استقبلت وزير خارجية ألمانيا يوشكا فيشر الذي أعربت بلاده عن قلقها فيما يخص دارفور ، وهي الآن تستعد لزيارة وزير خارجية فرنسا ميشال بارنييه في نهاية الشهر.. من جانب آخر هددت بريطانيا باستخدام عقوبات على السودان السودان في حال عدم تعاونه في حل المشكلة، متناغمة مع الاتجاه الأمريكي المشار إليه. ماذا بعد؟ والآن.. وقد حاولنا عكس بعض ما يدور في دارفور.. فإن الجميع داخل السودان وداخل الأقاليم الإفريقية والعربية والإسلامية وفي العالم مطالبون بالعمل بشتى الطرق على تلافي الكارثة الإنسانية في دارفور.. والدفع من أجل الحل السلمي للقضية وعقد المؤتمر القومي الجامع المقترح في أسرع وقت. لقد كانت اتفاقيات السلام في نيفاشا تمرينا له إيجابياته وسلبياته، ولعل أكبر تلك السلبيات هو أن الوجود الأجنبي كان أكثر من مسهل للحوار، بل إنه تجاوز أحيانا حتى درجة التحكيم ليصير (كما حدث في مسألة أبيي) المنظّر الرئيسي للقضية بحيث وقع الطرفان المفاوضان على المقترح المقدم من الوسيط الأمريكي حول أبيي بدون أي تعديل ولا تحوير بل بدون حتى سحب الجملة التي تقول أنه مقترح مقدم من السناتور جون دانفورث من هامش الاتفاق.. والمطلع على تلك الاتفاقية يرى فيها الاتجاه الأمريكي الواضح في التعامل مع السودان كمحض تجمع قبلي (حيث يتم اختزال أبيي في قبيلتي الدينكا نجوك والمسيرية)، هذا مع وجود القبلية داخل نسيج وطني وحزبي وطائفي وجهوي وفئوي فريد لا يمكن الارتداد عنه للقبلية المحضة التي تصور بها أمريكا السودان الآن. نعم ينبغي أن يكون السودانيون أسرع من الإيقاع الدولي –بالأحرى الغربي- الذي تحركه المأساة الإنسانية ويسعى لحلها حسب فهم قاصر للوضع السوداني يشجعه التراخي الوطني على الاعتداد بأفكاره غير الناضجة ومحاولة فرضها على رؤوس شعب متقاعس. بيد أنه لا تحفظ حول نفرة العالم من أجل الكارثة الإنسانية والإغاثة في دارفور.. النفرة التي ينبغي أن يكون لنا كسودانيين فيها نصيب الأسد. وتبقى في النفس حسرة.. لأنه حتى إن تكاتف الجميع لدرء الجوع والمرض وإيقاف نزيف الدم.. كيف يا ترى سنوقف نزيف الثقة بين قبائلنا وجماعاتنا، وكيف نعيد النسيج الاجتماعي الذي خرب كل ذلك الخراب؟
11 يوليو 2004
رباح الصادق
مراجع: - د. آدم الزين محمد نحو تجاوز حالة الاحتراب في دارفور: المدخل التنموي يوليو 2003 - إفادات شفوية من مسئولي المعسكرات وبعض النازحين في كل من معسكر أبو شوك (الفاشر)- أردمتا (الجنينة) في 23-25 يونيو 2004. - إفادات شفوية من أشخاص بالإقليم مسئولين ومواطنين عاديين في زيارة ميدانية للإقليم. - سودانايل – مجلة سودانية على الإنترنت. - صحف عربية ومحلية. 1- Darfur Humanitarian Profile, Office of UN resident and Humanitarian coordinator for the Sudan, 1 April 2004. 2- Prospects for Peace in Sudan, Justice Africa, 5 Jul 2004. 3- Sudan: At the mercy of killers- destruction of villages in Darfur, Amnesty International, 2 July 2004.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Raja)
|
Quote: روت لي صحفية بريطانية ذهبت إلى دارفور في اغسطس الماضي أشياء غاية في الحرج (لا يمكن حتى كتابتها هنا) عما تفعله نساء بعض المناطق لحماية انفسهن من الاغتصاب.. وقالت انها نفسها كانت خائفة لأن الجميع أكد لها انه قد تصبح ضحية أحدهم او مجموعتهم.. ولم تخف الارتياح الذي شعرت به عند مغادرتها لتلك المنطقة.. وقالت بالحرف: إذا كنت انا زائرة ومعي رفقة للحماية شعرت بهذا الخوف.. فماذا عن النساء اللأئي يعشن فيها بطريقة متواصلة وبغياب الحماية..؟
|
الحبيبة رجاء وبرضو يغالطون و يصرون على ان ما يحدث محض تلفيق و تضخيم اعلامي وعجبا لهؤلاء القوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Esameldin Abdelrahman)
|
Quote: وهكذا الموقف يكون احياناً اكبر بكثير من الكلمات، لقد تأكد لي ان ما جرى في دارفور سيظل جُرحاً غائراً في الوجدان لمدة طويلة، هذا اذا لم يتم استغلاله فيصبح جرحاً مؤبداً. نعم لم يكن الاغتصاب سياسة حكومة. وقد يكون جزءاًً من ثقافة الحرب في تلك المنطقة كما قالت ممثلة منظمة العفو الدولية، ليس هذا فحسب فقد لا يكون بالضخامة التي عكس بها ولكنه من المؤكد انه ليس بالقليل. وقد تكون هنالك سوابق له، اي بعبارة اخرى قد تكون هنالك حروبات محلية حدثت من قبل وحدث فيها اغتصاب. ولكن هذا الاخير اصبح امراً متلفزاً دخل البيوت، خدش المشاعر والحياء العام |
أخي الحبيب عصام الدين عبدالرحمن اسمح لى ان اعقب على نقطتين رايتهما من الاهمية بحيث استحقتا الوقوف عندهمافى مقال الاستاذ عبداللطيف البوني اولا ان ما يحدث بدارفور من تجاوزات و انتهاكات لا ينتظر الاستغلال كي يصبح جرحا غائرا فهو كذلك بالفعل وثانيا ان الازمة ليست فى جرح مشاعر المشاهدين او خدش الحياء العام للجمهور المسالة اكبر من ذلك بكثير و جوهرها ان النظام عليه ان يعترف ان هنالك ماساة حقيقية بدارفور كما ان عليه ان يغير الياته المرتكزة على رمي ما يحدث على شماعة الغرب فتلك حجة مستهلكة فنحن فى عصر المعلومة و الشفافية و التعامل مع هكذا امور بتعتيم و مداراة لن يجدي مع شكرى لك عصام على الاهتمام برفد البوست بالرؤى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
الاخت لنا تحية تناول جيد ومدلولاته تغوص جذورها عميقا عمق ماساتنا ومصيبتنا, تلك المدعوة رجاء لا تمثل الا مسخ مشوه ظل يتناسل وبتسلل ليتسلق اكتاف الغلابة, يتاجر بقضاياهم, يقدمهم قرابين في محراب نزواته, ثم يسفههم ان انبثوا ببنت شفة, وكيف لا وهو الذي امتلك ناصية البلاغة واصبح ملكامتوجا في مجتمع الزيف.
Quote: التى فرضت عليها السياسة فى ذلك الوقت ان تضع غشاوة على قلبها |
Quote: لتفاجئها رجاء -المالكة لزمام كلماتها دائما |
Quote: ولكن تبا لانعدام الضمير السياسي |
انك با اختي لنا تشخصين وتحددين الداء ولكن اين الدواء, ياترى كم مسخ مشوه بتسلل بين صفوفنا, ان المصيبة يا اختي الكريمة ان امثال رجاء كثر, وليسوا وقف على الجبهة الاسلامية, فكم وكم مثل حواء وكم وكم وكم من اطفال شهداء على الجانب الاخر حيث العتمة يئنون في معسكرات اللجوء, بسبب هؤلاء المزيفين الذين اخذوا منهم كل شيء وادارو لهم الظهر, الم اقل لك ان ماساتنا عميقة, ااسف للاسنطراد الممل ولكن بتشخيصك هذا قد نكات جرحايبدو انه لن يندمل طالما ان هناك امثال رجاء متربصون لسرقة احلام البسطاء مثلناليبنون مجدا على حساب احزاننا بعد ان داسو على جماجم شهدائنا. يا ترى كبف نقضي علي اي مسخ مشوه بتسلل بيننا ؟ خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: خالد عمار)
|
Quote: تلك المدعوة رجاء لا تمثل الا مسخ مشوه ظل يتناسل وبتسلل ليتسلق اكتاف الغلابة, يتاجر بقضاياهم, يقدمهم قرابين في محراب نزواته, ثم يسفههم ان انبثوا ببنت شفة, |
اخي الحبيب خالد عمار اذا راجعت وصف عادل اسحق اعلاه لحركات رجاء و سكناتها ابان الحلقة لتبينت مقدار توفيقك فى كلماتك التى ذكرتها فقد كانت تنظر لحواء وكأنها-اى حواء - لا تنتمي للجنس البشرى بل وكانها لا تستحق الاحترام على كلماتها لك شكرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
Dear Lana you have said
Quote: فرق كبيــــــــــــر بين من يتحدث عن الالم و من يتالم فعلا |
yes I feel the pain, Hawa crises touched me deeply, the same story in the same time, with diffrent names and victims on the defrent stage. that will explian your comment on what I have wrote
[QUOTEQuote: ]اذا راجعت وصف عادل اسحق اعلاه لحركات رجاء و سكناتها ابان الحلقة لتبينت مقدار توفيقك فى كلماتك التى ذكرتها فقد كانت تنظر لحواء وكأنها-اى حواء - لا تنتمي للجنس البشرى بل وكانها لا تستحق الاحترام على كلماتها.
These ghosts share the lack of credibility and the feeling of the superiority thus they act the same way when dealing with other people whom consider by them ignorant and their slogan is use and abuse. Unfortunately these opportunists still fool around among the innocents some of them by the name of the God and the other by the name of New Sudan or under the humanitarian umbrella. Ready to take advantages at the expense of our people to reach their own goals, they doesn’t care what ever the consequences, since they are still there under focus, yesterday the Blue Nile and South Sudan today Darfur, tomorrow might be Beja, on their way they are victimizing the innocents and if any one say why or no then he will be treated as Hawa. As I said to you dear Lana they are still fool around, everywhere you can find them even here in this board. I appreciate the efforts that you have done to bring this sensitive issue to the members and the readers attention and keep going for more smart initiatives Khalid
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: خالد عمار)
|
فعلا خالد ليس من يتحدث عن الالم كالمتالم فعلا وابسط مثال اذا حدثت لاحدنا مشكلة ارقته مهما حكاها لاحدهم لن يوفق الا فى نقل تصور قريب جدا لحالته -اى صاحب المشكلة- لكنه ابدا لن يجعل مستمعه يحس كاحساسه بالضبط انا مثلا لم اذهب لدارفور فى حياتى شاهدت حواء عبر التلفاز وعبر كيبورد انيق جدا وصفت ما شاهدته لكنى اكون كاذبة لو قلت اننى نقلت وصفا-ولو قريب-لحالة تلك الصابرة الصامدة لانها من اكتوت بالنيران نار عدم الامن ونار التشرد ونار الاغتصاب ونار انتهاك الآدمية ونار الجوع ونار اللاوطن لذلك اصررت على ان من يصف ليس كمن عاش الماساة ولذلك اصر على ان تناول بعض المثقفين لمأساة دارفور اقل كثيرا من المأمول ولك تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: وزير العدل يكشف اعتقال متهمين بالاغتصاب
رفع الحصانة عن 10 عسكريين تمهيداً لمحاكمتهم بارتكاب جرائم في دارفور
بدء محاكمة المتهمين في "مؤامرة" مارس بالخرطوم
وزير العدل
البيان:
أعلن علي محمد عثمان ياسين وزير العدل السوداني ان الجهات المعنية رفعت الحصانة عن 10 من أفراد القوات النظامية في دارفور بعد ان ضبط بعضهم متلبساً بارتكاب جرائم تندرج تحت قوانين انتهاك حقوق الانسان، ولوجود بينات مبدئية تجاه البعض الآخر. وفضل ياسين في تصريحات صحفية عدم الخوض في تحديد القوى النظامية التي ينتمي اليها المتهمون أو رتبهم.
وقال ان العشرة سيقدمون لمحاكمة عادلة بعد أن اصدر اللواء عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية ممثل رئيس الجمهورية قرارات، بصفته الاخيرة، قرارات برفع الحصانات. وأوضح ياسين ان هذه المحاكمات تنسق مع الاتفاقات الموقعة بين الحكومة والامم المتحدة التي تطالب في احد بنودها رفع الحصانات عن الأشخاص المتورطين في انتهاك حقوق الانسان بدارفور.
وأكد الوزير السوداني انه تسلم تقارير اللجان التي شكلها مؤخراً للتحقيق في ادعاءات الاغتصاب. وقال ان تقارير اللجان موضوعية واشارت الى وجود مبالغات في الروايات المتعلقة بهذه الجريمة، كما ثبت أن هناك سوء فهم لمعنى الاغتصاب ولكن تم إلقاء القبض على من ثبت انهم ارتكبوا هذه الجريمة بالفعل، وهم عدد مقدر وسيقدمون للمحاكمة. ووعد ياسين بأن تتعاون وزارة العدل كممثل عدلي للحكومة مع اللجنة التي قرر مجلس الأمن تكوينها لتقصي الحقائق. وقال سنقدم للجنة المساعدات المطلوبة وسياستنا هي التعاون مع المجتمع الدولي.
--------------------------------------------------------------------------------
نقلا عن سودانايل بتاريخ 24/9/2004 |
ولاحظى الجزئية دى يا اشراقة:
Quote: وقال ان تقارير اللجان موضوعية واشارت الى وجود مبالغات في الروايات المتعلقة بهذه الجريمة، كما ثبت أن هناك سوء فهم لمعنى الاغتصاب |
والاندرلاين من عندى و كمان معاهو سؤال : كيف يعنى سوء فهم لمعنى الاغتصاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولا تعليق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
العزيزة لنا تحية مرة ثانية نعم ان تناول المثقفين اقل كثيرا من المامول, وسيظل بعيدا عن المامول, فقد كتبت من قبل في سودانايل ان بعض المؤسسات والافراد الاجانب اضحت/و اكثر تخصصا في شئوننا مننا, لانهم لا ينظرون الي الاشياء من خلال فرضيات مسبقة ولانهم بنوا جسور من الثفة بينهم وبين مستهدفيهم مكنتهم من التواصل معهم فانظري وتاملي في كتابات اليكس دي وال عن السودان بعد لانقاذ وخاصة عن النوبة ستجديها اعمق وادق مما يكتبه دهاقنة مفكرينا ومتقفين وان كتبوا مجمتعين, واذا نظرت الي كتابات البروفيسور ويندي جيمس عن قبائل التماس الاثيوبية السودانية تكاد تجزمين انها عاشت الدهر كله بينهم, لماذا لان هؤلاء الذين ذكرتهم وغيرهم امثال روجر ونتر وفابريس ويسمان عندما ارادو ان ان يكتبوا ذهبوا هناك الي ارض الحدث وابتكروا ادوات للتواصل بينهم وبين المستهدفين ببحوثهم وتقاريرهم ومن ثم انتجوا لغة مشتركة للتخاطب والتفاهم مهما كانت نوعيتها او مفرداتها الا انها عمقت الصلة وسببت الارتباح في نفوس من يكتبون عنهم لذلك فهم عندما يكتبون يستطيعون ان يلفتوا نظر المجتمع الدولي وتصبح كتاباتهم مرجعا حتى لمثقفينا.. وللمقارنة يكفيك توجيه سؤال احراجي واحد فقط لنماذج كثيرة تكتب هنا عن قضايا مراة او حقوق انسان وتبادر باطلاق الدعوات ماذا تعرف عن الذين تتكلم باسمهم؟ هل زرتهم لتعرف حقيقة اوضاعهم؟ فلن تجدي اجابة قاطعة وان وجدتيها فانها ماخوذة من الهيومان رايتس وووتش او اغاثة الطفولة البريطانية وعندما تبادر انسانة مهمومة بقضايا اهلها وتزورهم وتحاول تلمس معاناتهم بدلا من حوارها والاستفادة من مبادرتها يسالونها عن ماذا لو تم اغتصابها هي ايضا.. ثم يولولون عندما تكتب منظمة او صحفي/ة عن الماساة يملاون الدنيا ضجيجا بذلك اصبحت الجهات الخارجية التي لا تملك من ادوات التواصل مع ابناء شعبنا ما يملكه مثقفينامن تلك الادوات هم الذين يحركون الاحداث ويستطيعون تحريكها. لذلك فان كل الاحاديث والعناوين الكبيرة مثل السودان الجديد والوحدة في التنوع وووو.ستظل احاديث وشعارات معزولة يلوكها مثقفينا في منابرهم ويتبادلون الافكار حولها وكل يتبارى في حزلقة وفذلكة لا يفك طلاسمها سواهم لذلك فان اهلنا غير معنيين بها وليسوا على استعداد للدخول في دروس عصر لفهمها, فهنيئا لمثقفينا بسبارتوكس وامل دنقل وعذرا لك يا علي عبداللطيف الذي تكتب عنك وثورتك باحثة قادمة من فاس الما وراها ناس ليصبح كتابها مرجعا لنا وعذرا يا حواء فان اعتدى عليك اوغاد تم تجييشهم وحشدهم فلا غرابة فان وعي الامة الجماعي يغبشه الانتهازيين الذين لا هم لهم ان يكونوا في قلب المشهد حتى وان كان على حسابك. خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: خالد عمار)
|
Quote: فقد كتبت من قبل في سودانايل ان بعض المؤسسات والافراد الاجانب اضحت/و اكثر تخصصا في شئوننا مننا, لانهم لا ينظرون الي الاشياء من خلال فرضيات مسبقة ولانهم بنوا جسور من الثفة بينهم وبين مستهدفيهم مكنتهم من التواصل معهم |
اخي الحبيب خالد لئن استطاع اولئك النفر -افرادا ،منظمات او جماعات -من الوصول الى مستهدفيهم فليس فى احايين كثيرة بسبب انهم اكثر جدية او اهتماما فقط ،ولكن لان المنظمات تستطيع احراج النظام و الحكومة بدليل تواجدها الفاعل فى دارفور اذكر مثلا ابان زيارة الامام الصادق المهدي لدارفور قلصت الحكومة مدة الزيارة ليومين فقط وذلك طبعا ليس لاجل عيون المهدي او خوفا على حياته بل خوفا من المزيد من افتضاح امرها وكشف عورتها و سوئتها التى ابانتها ماساة دارفور البشير بالحرف الواحد قال للصحفيين:"لو تيم كورة لعب فى دارفور مع تيم آخر فممنوع ايراد الخبر فى الصحف" ان ما يتوفر للاجانب احيانا بفعل الضغط الدولي لا يتوفر للسودانيين ،ولك ان تحلل و تستنتج التهافت الذى سيكون عليه النظام بعد فوز بوش بعد ان تمطى و تمدد ذلك النظام املا فى انفراج قادم قد تجلبه معها رياح التغيير السياسي "الكيرية" والى المزيد من الحوار فى الغد تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: خالد عمار)
|
Quote: اوضحان هؤلاء البسطاء لايوجدون في المنتطق التي تسيطر علبها الحكومة وانما في مناطق تسيطر عليها حركات ثورية سودانية او في معسكرات اللجوء في دول مجاورة فان اراد اي من كان الوصول اليهم فهو يستطيع ذلك.
|
اخي الحبيب خالد كنت عام 1998 فى اسمرة وتعرفت عن قرب للصعوبات التى تواجه المعارضة العسكرية و السياسية وعملهم احيانا فى ظروف غاية فى القسوة لدرجة تجعل الحكم بسلبية مطلقة على عدم وصول البعض احيانا للبسطاء بدون النظر للاطار العام الذى يعمل فيه هذا البعض و ما يلاقونه من مصاعب شيئا مجحفا لا تنس اخي خالد ان الحركات المسلحة-وكان من بينها جيش الامة للتحرير-كانت مطالبة بادارة المناطق المحررة بامكانيات دولة و ذلك مستحيل لقصور الامكانيات المادية و العملية وتلك احد اهم الصعوبات التى واجهت كل الاجنحة العسكرية للاحزاب و الحركات الثورية ولك التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
الاخت لنا تحية وانا كنت موجودا في المناطق المحررة في منطقة مينزا جنوب النيل الازرق منذ 1997 وحتي 2001 وزارنا في منطقة مينزا اليكس دي وال ومكث معنا اسوعين وبعده روجر ونتر الذي قضى ثلاثة اسابيع اما الكاتب والباحث الفرنسي فابريس ويسمان فقد قضى سبعة اشهر من بينها اشهر الخريف وما ادراك ما الخريف في تلك الادغال اما من احزاب المعارضة الاخرى لم يزرنا سوى الاخ مهدي داوود الخليفة فهل ان اراد يزونا مثلا د. حيدر ابراهيم او غيره من اكاديميينا ومثقفينا كانوا سيجدون صعوبة لا اعتقد ذلك بل بحكم تجربتي كانو سيجدون كل عون من الجميع وسيرحب بهم اهلناهناك وستكون كتاباتهم اكثرعمقا ومصداقية وتاثيرا.. للاسف ان مثقفينا تنعدم فيهم روح المبادرة ودائما تفاجاهم الاحداث او بالاحرى يفاجاهم ابناء شعبنابها مثل الذي يجري في دارفور الان وذلك لانهم عزلو انفسهم واختاروا ان يجلسوا في مقاعد المتفرجين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: خالد عمار)
|
Quote: للاسف ان مثقفينا تنعدم فيهم روح المبادرة ودائما تفاجاهم الاحداث او بالاحرى يفاجاهم ابناء شعبنابها مثل الذي يجري في دارفور |
اخي الحبيب خالد اتفق معك فى ان بعض مثقفينا يغردون خارج السرب و لكن ما فعلته رجاء خليفة ليس تغريدا خارج السرب و حسب انماجريمة سياسية و انسانية فهى لم تكتف بغض الطرف عن ما يحدث فى دارفور من كوارث بل و غالطت ليس شاهدة عيان وانما ضحية صاحبة حق ومطلب ولو ان مثقفينا قصروا احيانا فالتاريخ نحفظ لهم قول الحق و مناهضة هذا النظام بالكلمة و الراى وتحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
*نقلا عن جريدة الصحافة ************************ بيننا رباح الصادق على هامش ورشة حقوق الإنسان والحقوق الثقافية والسلام ومكافحة العنصرية أيام في دارفــور في إطار مشروع نشر ثقافة حقوق الإنسان الذي تنفذه أمانة الثقافة والإعلام بهيئة شئون الأنصار بالتعاون مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف، ذهبت ضمن وفد أمانة الثقافة والإعلام لتنظيم وإقامة ورشة تدريبية حول حقوق الإنسان والحقوق الثقافية والسلام ومكافحة العنصرية في مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، جرت فعالياتها داخل مباني اتحاد مزارعي ولاية جنوب دارفور، وذلك بالتنسيق مع الهيئة بنيالا، وبالتعاون مع مركز السلام وتنمية المجتمع بجامعة نيالا في الفترة من 28- 31 أكتوبر 2004م. استهدفت الدورة قيادات الأنصار بالمدينة حيث تم تدريب 48 منهم رجالا ونساء على رأسهم أمين الهيئة بجنوب دارفور الأستاذ عبد الرحمن الساير وأعضاء المكتب التنفيذي للهيئة بنيالا ومنهم الأستاذ حامد سعد الذي هو في ذات الآن أمين عام حزب الأمة بجنوب دارفور. اشتملت الدورة على محاضرات حول حقوق الإنسان العالمية (الصكوك والآليات)، وركزت على اتفاقية مناهضة العنصرية، وإعلان مؤتمر ديربان العالمي حول مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب والذي انعقد في أغسطس/ سبتمبر 2001م مختتما أعماله قبل ثلاثة أيام فقط من أحداث الحادي عشر من سبتمبر الفاجعة، وإعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي والذي صدر عن الجمعية العامة لليونسكو بعد حوالي شهرين من تلك الأحداث وكان في أحد جوانبه متأثرا بها كما جاء في البيان الصحفي الصادر عن "يونسكوبرس"، إضافة لمفاهيم ثقافة السلام العالمية ومهارات فض النزاعات، باعتبارها أهم المحاور في الأدبيات العالمية التي تعمل على تعزيز حقوق الإنسان والحقوق الثقافية وتأكيد التنوع الثقافي ومكافحة العنصرية وتعزيز ثقافة السلام. وهي بلا شك مادة مهمة في إقليم يعاني من اقتتال ينبع من صراع على الموارد وعلى السلطة السياسية، وتبدو فيه بشكل جلي الأبعاد الثقافية وتؤججه النعرات العنصرية. احتوت الدورة أيضا على محاضرات خاصة بالأدب الأنصاري المتعلق بهذه المفاهيم، وصحبها برنامج مسائي مصاحب ركز على مفاهيم المرأة في الإسلام والمرأة في المهدية لأن مسألة المرأة كانت أكثر ما أثار تحفظات المشاركين بالورشة لدى الحديث عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من منظور إسلامي، من جانب آخر، لأن الخبرة العالمية صارت تبلور يقينا جديدا بان المجتمعات التي تضطهد النساء هي مجتمعات تسود فيها ثقافة الحرب ويسهل فيها حمل السلاح.. كما اشتمل البرنامج المسائي أيضا على محاضرات ثقافية أخرى، ثم اختتمت الورشة تزامنا مع إفطار جماعي واحتفال بذكرى 17 رمضان تاريخ واقعة بدر الكبرى في صدر الإسلام، وواقعة الجزيرة أبا الأولى في صدر الدعوة المهدية. إننا اليوم نتجاذب أطراف الأفكار حول تلك الدورة التدريبية، وحول الأوضاع في نيالا خاصة وفي دارفور الحبيبة عامة، وقد قضينا فيها خمسة أيام ليست بالقطع كافية للإحاطة بالحقائق ولكنها موحية.. ولعل أبلغ مشاهد الدورة وأكثرها دفعا للتأمل، مشهد جلسة مفاوضات السلام. فقد قام مدرب المادة حول السلام وفض النزاعات الأستاذ صابر آدم حسن، من مركز السلام وتنمية المجتمع بمدينة نيالا، قام بعمل أنموذج تدريبي للمتدربين قسمهم إلى أربع مجموعات: مجموعة الحكومة، ومجموعة المعارضة (حاملو السلاح)، ومجموعة دولة الوساطة (نيجريا) ومجموعة المراقبين الدوليين.. وكان المدهش، ونحن في مدينة يقال أنها تعاني من هجمات المعارضة حتى على معسكرات النازحين كما حدث في معسكر كلمى في الأسابيع الماضية، كان من المدهش الإحجام البالغ من المشاركين في الانتماء لمجموعة الحكومة والتكالب على مجموعة المعارضة، بل لقد كان مما يسبب الصدمة، فالرسالة الأولى للورشة كانت إقناع جميع قيادات الهيئة باعتبارهم قادة مجتمعيين أقدر على مخاطبة القواعد، بعدم جدوى رفع السلاح في حل القضايا ودوره في تعقيدها وفي نسف المجتمعات التي تعيش حربا والأثمان الباهظة في الأرواح وفي الأموال وفي السلام الاجتماعي، فحاملو السلاح مهما حققوا من مكاسب هي شخصية أو محصورة بين شرائح محددة لا يمكن أن تضمد جراح التمزق والتشرد والتقتيل.. كان الأمل أن يكون التكالب هو على دور الوسطاء والمراقبين، هذا هو منبع الصدمة.. وللصدمة أيضا مستتبعات.. فذلك يعني أن كره سياسات "الإنقاذ" فاق كل كره وزاد على كل فكرة موضوعية.. فالجمهور المستهدف في الورشة لم يكن متناسقا إثنيا.. وهو ينتمي دينيا إلى جهة وقفت تنشد التوسط بين المتنازعين وتؤكد على عدم الانحياز وعدم الانجراف وراء صيحات الحرب من الطرفين، وهي هيئة شئون الأنصار.. والأدهى وأمر، ونحن نتحدث عن ضرورة سعينا الحثيث لوقف الحرب وإشاعة السلام، علق أحد المتدربين بأن هذه الحكومة تريد أن تقصي الجميع وتستهدف الأنصار بالذات في الولاية، ولا مصلحة لنا أن نساعدها في تحقيق الاستقرار.!. ويظهر كم يؤدي الغبن والتهميش بالناس إلى مثل تلك الرؤى المدمرة.. حكومة "الإنقاذ" عليها أن تعيد حساباتها، وعليها أن تدرك أن الإعلام المضلل لن يضلل الناس بل سينقلب عليها كرها ربما نسف في حدته سلام الوطن أجمع. المشهد الثاني في نيالا الذي يستحق مداولته فيما بيننا هو حالة المعسكرات التي تزداد أعدادها كل يوم، والمنظمات العاملة في الإغاثة وأكثرها أجنبية، بل إن القسم الداخلي في مطار الخرطوم امتلأ بكافة الجنسيات من العاملين في المنظمات الذاهبين للغوث في دارفور شمالها أو غربها أو جنوبها.. إن أعداد النازحين التي تتزايد بمعدلات جنونية هي الدليل على حالة الفزع الذي يعم الإقليم.. وإن كانت ولاية جنوب دارفور أقل في عدد النازحين قبل أشهر معدودة فإنها تشهد تزايدا مضطردا.. معسكر كلمى، معسكر السريف.. ومعسكرات أخرى تضمها المدينة تسمع فيها عن قصص غريبة من مأساة الإنسان السوداني في دارفور. مشهد آخر هو حال سكان المدينة والحرب تحاصر مدينتهم فيقفز فيها سعر جالون الوقود إلى عشرين ألف جنيه سوداني أي ما يقارب خمسة أضعاف السعر المفروض.. وسعر جوال السكر إلى 140 ألف جنيه سوداني أي ما يقارب الضعف، وهكذا.. هؤلاء هم الذين إذا سألتهم كيف الحال يقولون لك: بخير والحمد لله. فإن عشت بينهم ما وجدت بينهم إلا معدما بسبب الغلاء، ومكلوما بفقد حبيب أو قريب في تلك الحرب اللعينة. المشهد الأخير، هو إشارة لحلقة "للنساء فقط" حول حالات الاغتصاب الجماعي في دارفور وبثت عبر قناة الجزيرة وأعيد بثها مع العذاب الذي فيها كرة ثانية في مطلع هذا الشهر. كانت الحلقة تبث مباشرة من القاهرة وشاركت فيها الدكتورة رجاء حسن خليفة عضوة المجلس الوطني وعضوة الحزب الحاكم المؤتمر الوطني ورئيسة الاتحاد العام للمرأة السودانية، والسيدة بديكيت غودوريو عضوة منظمة العفو الدولية، وشاركت فيها عبر الأقمار الصناعية من نيويورك السيدة راضية عشوري عضوة مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة. كما كان شارك في الحلقة بعض لاجئي مصر من دارفور ووجد في الاستديو منهم إحدى الضحايا (حواء محمدين آدم).. لقد تناقلت أقلام كثيرة على الإنترنت ذلك اللقاء المشين وكيف كان إنكار الأستاذة رجاء لحوادث الاغتصاب بل واتهامها للضحايا بالغرض السياسي أو اللهاث وراء الكرت الأخضر الأمريكي، كيف كان مؤذيا لأي حس إنساني سليم.. ولعل السؤال الأهم لها ولذلك المسئول الذي قال تحت سمعنا جميعا أنه لم تحرق سوى قرية واحدة في درافور، ولكافة ذوي المناصب والألقاب في حكومتنا التي ستسأل أمام المولى عن الإنسان بل والشاة والعير، لماذا لا يقفون لحظة صدق إنساني وحيدة يسألون ربما كان فيما يقال ولو نسبة ضئيلة من الحقيقة.. ؟! إننا سنصدق وسنطمئن لو قال الواحد فيهم أو قالت الواحدة: إن الاعتداء على المدنيين جريمة بالغة، ونحن على استعداد للتحقيق الصادق في كافة البلاغات حولها. وليكن - بعد التحقيق- ليكن بعده ما يشاءون من تكذيب.. ولكن الأستاذة رجاء قالت بعد السرد المريع الذي قدمته حواء لما تم لها ولرفيقتها ولأخريات من أقربائها وأشارت لما حدث لطالبات مدرسة الطويلة الثانوية، بعد ذلك السرد قالت الأستاذة رجاء: "إن ما ذكرته إن صح يسوءنا نحن كنساء ونحن في اتحاد المرأة كما ذكرت قمنا بحملة توعية بحقوق الإنسان لعضويتنا من دارفور حتى لا يتعرض النساء يعني لأمثال هذا يعني" وهذه الفقرة منقولة بالنص من موقع الجزيرة.. هل إن صح ما قالته حواء يسوءهن فقط كنساء؟ إنه والله لما يفطر الإنسانية جمعاء. وهل حواء أو غيرها محتاجات ليبصرن بحقوق الإنسان حتى لا يتعرضن للانتهاكات؟ بل المجرمون الذين يقومون بتلك الجرائم هم الذين يستحقون العقاب الأقصى، ومخالطوهم أو مجمل الذكور المشتركين في الحرب هم المحتاجون للتبصير بحقوق الإنسان عامة وبجرعات استبشاع للعنف ضد المرأة بكافة صوره، ولا يعقل أن تكون هنالك امرأة واحدة محتاجة لأن تتعلم حقها الإنساني وتذكر ببشاعة العدوان عليها.. إن المجهودات التي قام بها اتحاد عام المرأة كما قالت رئيسته هي من باب تحصيل الحاصل بل أبلغ ضلالا.. كيف توعي الضحية وتترك الجلاد، توصي الحمل وتطلق للذئاب العنان؟ ومجهودات تعليم حقوق الإنسان التي لا يصحبها أي جهد للتعزيز أو لكبح جماح الانتهاكات هي مدخل للغبن والمرارة ومزيد من الانتهاكات، فليكفوا أيديهن عن مثل تلك التوعية ومثلنا السوداني يقول "الواعي ما بوصوه" والنساء واعيات جدا بمدى فداحة مثل تلك الانتهاكات.. وجملة القول أننا نريد اليوم قبل الغد آلية للتظلم وللتحقيق حول كافة الانتهاكات لقانون الحرب ولحقوق الإنسان في دارفور. وأخيرا، لقد بادرت صحيفة الصحافة بحملة لمساعدة أهل دارفور، ليس فقط في المدن التي هي أكثر أمانا وأقل عرضة لويلات الحرب، بل لكافة أنحاء الإقليم الذي حرقت فيه مئات القرى -خاصة في غرب دارفور- وطمرت الآبار وقطعت الأشجار وجفت موارد الحياة.. إننا محتاجون أن نعلي تعاطفنا مع الأهل في دارفور. محتاجون أن ندفع كافة المنغمسين في هذه الحرب لأن يضعوا السلاح بأقرب وقت. ومحتاجون أن نخاطب الحكومة المسئولة الأولى عن وقف هذه المأساة الإنسانية أن تترك اللعب على الحبال، واستراتيجية انتظار يوم يموت البعير أو الفقير أو الأمير، لأنها لم تجد من قبل ولن تجدي فتيلا. وليبق ما بيننا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رجاء خليفة رئيسة اتحاد المرأة فى للنساء فقط:عندما تفرض السياسة غشاوة ال (Re: lana mahdi)
|
Sudanese Rape Victims Find Justice Blind to Plight
By Emily Wax Washington Post Foreign Service Monday, November 8, 2004; Page A01
OTASH, Sudan -- The breeze ruffled Katuma Abdullah Adam's green scarf as the sheik and his helpers slowly poured water over her head. Once, twice, three times they repeated the ritual as the pregnant 15-year-old wept in shame.
"You can now enter paradise," the sheik said, ushering Katuma inside a dark hut so her swollen body could also be washed, along with her nose and mouth, as a symbolic cleansing of the sin she had suffered.
To the family of Katuma, who was raped and impregnated by an Arab militia fighter five months ago in the war-torn region of Darfur, this shamanistic cure was the only form of redemption available in a situation where legal justice is elusive, officials are embarrassed to discuss rape and the chances of catching and prosecuting attackers are next to none.
While a ritual bath cannot substitute for a court of law, according to Sudanese culture it may help mitigate the negative long-term social effects of rape -- the public ostracism of the victim, her devaluation as a future bride and the lifelong stigma that will fall on any child born of the crime.
According to the United Nations and human rights groups, thousands of women have been raped by gunmen in the course of a 20-month conflict that pits African rebel groups against Sudanese troops and pro-government Arab militias known as the Janjaweed. The United Nations says more than 70,000 people have died.
In August and September, the French medical charity Doctors Without Borders reported that it had treated 123 cases of rape in South Darfur, at least 100 of which occurred during attacks on villages by armed men. Victims said they were assaulted at gunpoint and in some cases gang-raped.
Despite widespread documentation of the rapes by international groups and promises by the government to investigate and prosecute rape cases, sexual violence remains a low official priority. Sudanese society ostracizes rape victims and associates them with deep shame.
There is also little public trust in the police and the courts, because Janjaweed militiamen accused of the crimes are seen as backed by the government.
A recent report by Amnesty International, the London-based human rights group, called rape "a weapon of war in Darfur," often accompanied by racial insults, whipping, undressing and public sexual acts as a form of humiliation. To the Arab Janjaweed, attacking African women is seen as a way to mortify African rebel groups, the report said.
Many women have also reported being told by rapists that they wanted to produce Arab babies and weaken African tribal lines.
Amnesty International documented hundreds of rape cases and described the horrific long-term social consequences for the women. But U.N. officials and others said international pressure had done little to make local officials address the plight of women who are victims of rape, as well as resulting health problems and pregnancies.
"The government as a whole is in denial about the scale and the severity of the problems," said Louise Arbour, the U.N. high commissioner for human rights, who visited Darfur in late September. "Cases where attempts are made by women to report to the police are disbelieved, or in any event, no further action is taken on their report."
On a recent trip to South Darfur, U.S. Reps. Jesse L. Jackson Jr. (D-Ill.) and Jim Kolbe (R-Ariz.) visited camps in the region and were told they would see a "rape tent," where victims could report the crimes. When they arrived at the designated camp, however, there was no such tent. Refugees said there never had been one.
Jackson shook his head and said: "These guys are professional sugarcoaters. What are we going to do about this?"
Abdullal Abu Bakar, who works for the government and runs the camp, winked conspiratorially and laughed, partly from embarrassment. "There was not a single case, I tell you," he said. "That's why we closed the tent.' "
Innocence Lost
Katuma Adam still sees the men in her nightmares. It was late May, the height of the rainy season, when the Janjaweed gunmen attacked her village in North Darfur. One of them grabbed her. His hand slipped under her dress.
"He pushed into me and it was hurting me very much," she recounted recently, after the ritual washing in a shelter built of sticks and rags, inside a camp for victims of violence in Darfur. "I had no strength. I just shut my eyes."
Afterward, she said, she was covered in blood and crying. "I felt very, very thirsty and in shock." She was not yet 15.
There was nowhere Katuma could turn for help -- no counseling services, no legal aid offices, no sympathetic law enforcement agency. Darfur, a region engulfed by human crisis and flooded with refugees, barely has a functioning police force or justice system.
For weeks after the attack, Katuma remained sequestered in her hut, her head pillowed on a pile of rocks. She stayed inside even through the thick afternoon heat, too ashamed to emerge and seek shade under a tree like others in the camp. She said her legs felt like stone and her mind was numb with depression. She worried constantly about her child's future, and her own.
"I will never find love," she said after the cleansing ceremony. "Will this washing help me find a husband?" Katuma and her mother, Aisha Bakhet Adam, consented to be identified by name.
Aisha Adam, 43, a sturdy widow with six children, has no time for melancholy musings. She is on a mission. Every day, she listens to radio reports about the war. She knows that many people have died and many more have been displaced. And she knows that in four months, her daughter will give birth to a child of the Janjaweed.
Aisha Adam has few illusions about the chances of proving the rapist's guilt. What she needs is evidence of her daughter's innocence, a way to convince potential suitors and their families that she did not ask to be raped. A police report or a court case would be ideal, she said, but she had no idea how to approach the government.
After thinking it over, she decided the water ritual might help reduce her daughter's shame and protect her unborn child from becoming a social outcast.
So on a recent day, the mother crawled out of her waist-high hut, doffed an orange head scarf and oversize sunglasses and trudged purposefully along the footpaths of this garbage-strewn camp until she found Adam Abdul Karim, a local sheik, waiting in a food line. She told him she needed his help.
"I don't think the government will ever catch this man, and I don't think my daughter will ever mend her heart unless we do something now," she told him. "I am very ashamed, [but] I am trying to hide my embarrassment and help my daughter. Right now, we are alone with this problem."
Karim consulted a sheaf of ragged notes and suggested he perform the ritual washing. It was a custom normally applied in local African tribes when a woman's husband died or she gave birth to a child out of wedlock. This would be the first time at this camp, Karim said, that it would be used to exonerate a victim of sexual violence.
"She is unclean, touched by her enemy," he said. "This is one option we can try."
Officials See No Evil
The government of Sudan says it takes rape seriously, and its officials say they are making a sincere effort to address the problem. Under sharia, or Islamic law, rape is viewed as a serious crime; the penalty is 10 years in jail and 100 lashes.
Recently, the government also suspended a law requiring women to report a rape to the police before they can receive medical help. Nevertheless, there remains a widespread belief among senior officials that the victims are fabricating their stories.
That is not our culture," said Hussein Ibrahim, a minister with the government's Humanitarian Affairs Commission. "It's just impossible and all half-truths. Okay, maybe there are one case or two cases, like anywhere, like in the United States or Britain. But they are not widespread."
But medical workers and human rights activists said they have been dismayed and angered by official suggestions that rape victims are making up sensational stories. Even as children are being born from militia rapes, they said, not a single arrest has been made or a single case brought to court since the war began.
"I don't think it's fair to say the women are fabricating this," Arbour said during a recent visit to Khartoum, the capital. "I would find it very, very bizarre that the women would lie, considering the shame they receive for saying they are raped. There are very severe levels of sexual violence here that are not being properly addressed."
Arbour said she saw no evidence of a government rape-inquiry commission that had been promised, and that despite making appointments, she was unable to locate anyone from the commission.
Inside Katuma's hut, the sheik's female helpers washed her back, her face, her nostrils, her mouth. They emptied pitchers down her left side, then her right. Water dripped from her entire body and tears ran down her cheeks. She stood in a muddy pool of water.
"I don't want this," the pregnant girl mumbled. "I want to lie down." Already shy, she dreaded being stared at, having people know. She did not want her picture taken, did not want to go outdoors, and said she might just remain in the camp forever.
Outside, a cluster of ragged children peered through holes in the straw walls, dying of curiosity. They pressed in so hard they nearly knocked over her hut.
In the gloom, Karim supervised the work and nodded in satisfaction. But still, he said, Katuma's life would be hard.
"The man will want a virgin wife without a baby first," he explained. "Maybe, years from now, people will understand she was hurt in war by the enemy and is now clean. But it would be better if the courts and the government could . . . set an example that it was okay and it wasn't the fault of the women. Even a few arrests would help."
| |
|
|
|
|
|
|
| |