����� �������� ���

يوميات شاعر متهالك

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل

������ �����

������ � ������� ����

������ �����

����� �������

���������� ����

����� �������

Latest News Press Releases

���� ��������

���������

�������

����� ������� ������� ��������� ������ ������� ������� ����� ������
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بدرالدين شنا(بدرالدين شنا)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2003, 11:05 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوميات شاعر متهالك

    يوما وما وانا اتصفح في منتدى الاروق العربية
    وجدت هذا الرجل المبدع ينزف هذا الالق
    وهي منشورة تحت اسم فارس



    شاعرٍ متهالك

    (1)

    أقف الآن عند نقطةٍ وحيدةٍ تحاولُ الالتصاقَ بإرهاصاتِ بوح ٍ مغامر ٍ في ظلِّ لوعةٍ خرافيةٍ باختصارِ المسافةِ المائلةِ عن ، والى الحلم .
    هاأنذا أحمل مُهمَلَ أشيائي المبعثرةِ ما بيني وبين بوابةٍ للحلمِ الصاعدِ الى أسفل منازلٍ للقمر المتثائب خلف نافذتي المفتوحة ، وقد أضمرتُ في داخلي أن أتدحرج على صدره كبرتقالةٍ راشدة ، وأن أرصد بريق عينيه في مرآةٍ مقعرة ومجوفة لأرى من خلالها أحلامه الناعسة وهي تستدفئ بشهي لحظةٍ مختالةٍ فاتنة .
    هاأنذا الآن أتقوقعُ وأنفرجُ في داخل بوصلةٍ غامضة ، يشير عقربها المتسكع على ظهرها كغجريةٍ راقصةٍ الى خاصرتي الموبوءة بالحلم العابث في داخلي كالأرملة المجنونة .
    هاأنذا إذاً أبدأ رحلة ً لشهقةٍ صاخبةٍ تعتمل أصداءها في فؤادي كالحمى القاتلة ، ترتجف لها أطرافُ أحلامي المتآكلة ، وترتعش أوردة اللحظة الهاربةِ من عنفوان بوحها المغامر .
    هي نقطة ٌ ليست وحيدة ، وقد ضمت الى صدرها أفنان ظلي ، وأزاهير وجعي ، فباتت مفتونة بالخطو المتسارع أسفل نافذتي المشرعة


    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:05 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:07 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:06 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:01 AM)

                  

04-23-2003, 11:12 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    3/9/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (2)

    لم تمهلني بواباتُ الريح لأرتدي معطف الشتاء القارس ، وبدوتُ بثوب نومي كمهرج ٍ بليدٍ لا يجيدُ تسلية جمهورهِ المتعطشِ لابتسامةٍ واحدة .
    كنتُ شقياً كطفل ، عبثياً كطفل ، مغامراً كطفل ، وكنت أجمع ألعاب الأطفال التي أصادفها وأخبئها تحت سريري ، وأظلُّ أنظر اليها بين الحين والآخر ، كان دم الطفولة مواصلاً جريانه في أوردتي رغم ثلاثينيتي البائسة .
    وتحرجني ساره ذات التسع سنين وهي تبحث عن لعبتها ، وتكتشف طفولتي المتأخرة .
    رويداً يا ابنتي ، يوماً ما سأحدثكِ عن بوابات الريح ، والقمر المتثائب خلف نافذتي ولوعتي المجنونة . سأحدثكِ عن ليلٍ يربض على صدري وهاجسٍ يعشقُ ظلي من الوريد الى الوريد .
    سأخبرك عن خيامي التي نصبتها على الماء ، وعن شجر البرتقال الذي يتسلق قامتي كل مساء .
    يوماً ما سأحدثكِ عن أحلام الليمون ، وعن السنبلة العرجاء ، فلا تعجبي يا ابنتي خذي لعبتكِ الآن وانصرفي


    (عدل بواسطة هدهد on 04-24-2003, 01:58 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:09 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:16 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:04 AM)

                  

04-24-2003, 00:52 AM

محمد حلا
<aمحمد حلا
تاريخ التسجيل: 04-14-2003
مجموع المشاركات: 1060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    كم انت رائع ومدهش يا هدهد
                  

04-24-2003, 01:49 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    انك دوما تصنع عالما من الفرح والدهشة عليك الحلة الجديدة كلها مش انت كاتب هذه الكلمات المدهشة ؟؟؟ ولا ازيع السر
                  

04-24-2003, 01:00 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: ابنوس)




    *******************
    4/9/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (3)

    كنتُ أشعلُ الصمت ميمماً بوحي لقيثارةٍ قديمة تتكئ على الجدار . ويخذلني صوتي وهو يهربُ أمامي وخلفي كرجلٍ معتوه .
    شعرت بالحزن الشديد ، وأنا أرى كل الكونِ وكأنه بدأ يتخلقُ من جديدٍ متجاوزاً معالم صورتي وهويتي ، مما أجبرني على الدخولِ في تحدياتٍ هلاميةٍ وميتافيزيقيائيةٍ لأصل الى وجهٍ يشبه وجهي ولو من بعيد .
    غامرتُ بنشر أشرعتي رغم الضباب الذي يخفي محيط عيني وكامل قامتي ، ووزعت ارصفتي وخرائط مدني على نجماتٍ تضيء في سماء أحلامي المتعثرة .
    لم تمهلني بواباتُ الريح لأصعد على صدر موجةٍ عاتيةٍ تخترق القلبَ من أقصاه الى أقصاه . لم تمهلني لأغني .
    بدأتُ في رسم ظلي ، متفائلاً بصديقتي الشمس ، ومتوجساً من غيمةٍ ترقب خشوع انتظاري ، رأيتها وهي تقلبُ تقويم جسدي ، وتتربصُ لفراغات عيني متحينةً لوقتٍ تخبو فيه ظلالي ، فتقرئني .
    لم تمهلني الريح ، لأغني ، وأغني .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-24-2003, 02:00 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:11 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:30 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:05 AM)

                  

04-24-2003, 01:12 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    5/9/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (4)

    لن أعود أدراج بوحي ، وسأظلّ قابعاً خلف صورتي المعلقة حتى أختنقُ أو يختنق الجدار . سأمارسُ عليه همجيتي المهذبة حتى يذوب .
    أجل ، يوماً ما ، سيذوبُ الجدار ، وعندها سأحمله في آنية حزني ، وأصبه في المحيط . أو أفرغه في جوف صهيوني ٍ لعين .
    رباه يا الهي ، متى ستندقُّ هذه اللوثة المتعفنة ؟؟ .
    أحمل الآن حطب مهجتي لأعتقه بنور الشمس ، وبذكرى لحظةٍ هزّت القلب ، سيكون رائعاً هذا الحطب المعتق . سأهديه لأبي ليزرعه أشجاراً تقاومُ مواسم الغبار . أو أهديه لصديقي ليملأ به مزهريته الفارغة .
    لن أحتار في حطب مهجتي المعتق ، حتى لو وضعته سلـَّماً لعاشق ٍوعشيقة . وربما سأبيعه في مزادٍ علني في سوق الأفئدة الحزينة .
    لن أحتار فيه ، ومليونُ مكلوم ٍسيشتريه . لن أحتار ، حتى لو طرزته على شال قصيدةٍ مجروحة ، أو وضعته بصمة ًعاشرة على شماغ ِشاعر ٍمطاردٍ منبوذ .
    لن أحتار ، فالريح لن تمهلني ، حتى يذوبَ الجدار .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:13 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:33 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:06 AM)

                  

04-24-2003, 02:03 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    6/9/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (5)

    أتدحرجُ من أسفل الى أعلى غير مبالٍ بتلك الجاذبية وكأني بذلك استسلم لغوغائيةٍ بليدة ٍتجوس في داخلي كالكرة الزئبقية ، تلك المتنافرةُ المتماسكة .
    أجل ربما أنا كذلك ، متنافرٌ متماسك ، متوحدٌ متهالك ، أهربُ من ظلي الى الشمس وأهرب من الشمس الى غيمةٍ مغامرة تهوى جنون الريح وعبث العاصفة .
    أقفُ على بُعد أنملةٍ من نجمة ، وأستدير ، مُشغلاً روحي بليل القصيدة البهيم ، وأهيمُ في سماءٍ من ورق ، بحثاً عن صفحةٍ بيضاء ، أرسم عليها ما علق في ذاكرتي لوجهي القديم .
    ما كنت أصدقُ أنني أنسى وجهي ، حتى رأيته مرةً في المرآة لا يشبهني ، كان مختلفاً ، اختفت منه أشياءٌ كثيرة ، وظهرتْ عليه تقاسيمٌ جديدة ، حدثتني يومها نفسي ، لربما سرق أحدٌ ما وجهي ، وتخيلتُ عصابة ًهمجية تقوم بسرقة الوجوه وتخبئها في مكان ٍ ما أو ربما ترتديها كالأقنعة .
    قضيتُ وقتاً طويلاً أبحثُ فيه عن وجهي ، متوقعاً أن أصادفه يوماً ، مرمياً تحت نافذة ، أو معلقاً بغصن شجرة ، أو أن أجد أحداً ما يرتديه ، مدعياً ملكيته ، فأحاربه وأنتزعه منه بالقوة .
    اقتنعتُ أخيراً وبعد طول بحث ، أنني أنسى وجهي أو أتناساه ، وربما أهرب منه أحياناً لأجده مختبئاً خلف قصيدة ، أو لوحةٍ جديدة ، وأحياناً لا أجده .
    هل رأى أحدٌ منكم وجهي ؟؟ .


    ***********************

    7/9/2002



    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (6)

    يحيطُ بي القلق ، كإحاطة السوار بالمعصم ، وشيءٌ ما لا أدريه ولا أعرفُ كنهه يمور في داخلي كالأمواج المضطربة ، شيءٌ ما يجول في أعماقي كالرهبة الجائرة كاللحظة المحمومة ، كالصخب العارم حتى الغثيان .
    أجهل هذا الشعور المتهالك حتى الفناء . أجهل هذا الوقت المتصاعد في داخلي كالفيروس القاتل . ربما أنا خائف ، تتملكني خشية الانتظار من مجهول ٍأشعر بتربصه الدائم . ربما ، ربما ، هناك أشياءٌ كثيرة .
    تلك عقدة ٌ قديمة ، قد لازمتني أمد الدهر ، تبدَّل الكونُ ولم تتبدل ، بقيتْ تربض على صدري وتنمو على وجعي كالجرح الذي يتسع ، والعمر الذي يزيد .
    لن آبه الآن بها ، فلي موعدٌ مع قصيدةٍ غاضبة لا تهوى الانتظار . سأفقأ بها عين خوفي وقلقي حتى أشعر بالانتصار ، ولو للحظةٍ يتيمة .
    عذراً ، سمّيتُ نفسي شاعراً ، وأنا منه بريء ، فقد سمتني القصيدة وسممتني بهواها القاتل المجنون ، وجلست بحضن عشقي لها ترتبُ حزني ، وتسرد على مسمعي حكاياتها المملة .
    هي القصيدة ، وليست سواها تلك اللحظة المحمومة ، وذلك الصخب العارم حتى الغثيان ، وحتى حدود الجنون .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:15 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:34 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:07 AM)

                  

04-24-2003, 03:02 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    8/9/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (7)

    غفوتُ على بارق ٍمن هجير ، بعد أن أجهدني ظمأ أحلامي ، وأتعبتني لوعة تجتاحني كالشهب المحرقة . حدقتُ في السماء القريبة ، كأني أراها للمرة الأولى
    وبدأتُ أتشكلُ بالغيم متخيلاً قصصاً عديدة ، فتارةً أكون سحابة ً غاضبة ، ومرة ً باسمة ، وأخرى كفارس ٍشجاع ، وهو يحلم بالحبيبة البعيدة .
    يومها كنتُ أصدقُ أحلام الغيم ، متشبثاً بسحابةٍ تحملني هنا وهناك ، لأوزع ملامح صورتي على المرابع السحيقة في الكون الشاسع . كنتُ أتجاوز أحلامي برسم تقاسيم وجهي في سقف السماء . تلك كانت هواية ًقديمة ، عدتُ بعدها لرسم أحلامي على الرمل ، ومن يومها لم يفارقني السؤال – هل أخطأتُ بتصديقي أحلام الغيم القديمة ؟ .
    كثيراً ما أكتشف غوايتي ، وأنا أتهالك في حزني وهزائمي . وأفتقد الغيم في كل مرة ٍأفقد فيها ملامح وجهي وصورتي ، لكنّ الغيم ماعاد صديقي ، أو أنني فقدتُ مقدرتي في تشكيل أحلامي بسقف السماء .
    اذاً أصبح الرمل موطن أحلامي الوحيد ، بعد أن تخلت السماء عني . هاأنذا الآن أرضٌ جدباء مجهولة ، يحتويها الفراغ الرهيبُ من كل صوبٍ واتجاه .
    هاأنذا الآن فارغٌ حتى من ظلي ، أبحث عني في الفراغ بلا جدوى . رباه ، عادت الدنيا فراغ ٌ في فراغ .
    كم أفتقدكَ أيها الغيم .


    *********************
    12/9/2002



    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    8

    ما كنتُ لأعبر خطاً ضئيلاً بين الواقع والمجهول ، وليس في الحسبان تجاوز الحلم الى مدارات التحقق والوجود ، وغير ممكن ٍأبداً أن أختصر المسافة بيني وبين القادم البعيد أو القريب . هكذا كنت ، وهكذا سأكون .
    بحثتُ عنه كي يبحث عني ، ونلتقي على بوح الطين في لحظات الجلاء النادر في عمق أرواحنا . أخذ بيدي بعد أن أسرج خيل خياله ، موجهاً بصري وبصيرتي لأفق ٍيتدلى من خيوط الشمس ، ليعلن لي سرّ الوهج المتلألئ في عينيه ، ويقول لي بلكنة حلمه الغريب ، سنحفر خندقاً تحت أفق الشمس المتدلي .
    كنتُ غريباً أصدقُ غرابة أحلامه ، وأتجاهلُ وجعَ غربتي بيني وبينه . حاولت الاختصار بكل ما أمكنني لأعبر له واليه في نقطة اكتمال ٍفريدة ، نقطة الدهشة الممكنة والمستحيلة . تلك النقطة الهادئة حتى صخب الصمت ، والمجلجلة حتى الانفجار . إنها الدهشة الغير ، والغير الدهشة .
    حملتهُ أو حملني على قوالبَ متعامدة على مهجة القلب ، وأفرغنا من فراغ أحلامنا بعض البوح المغامر والمقامر حتى الانتحار البليد ، لتحفنا لحظتها المأمولة ، وتفاجئنا شهقتها المجنونة ، ونمضي في غمار انفلاتها المضيء كنجمة ٍوحيدة تعبر في سماء التعب المتشظي في أعماقنا ، كالوهلة المجيدة .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-24-2003, 03:07 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:18 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:36 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:09 AM)

                  

04-24-2003, 04:07 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    13/9/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (9)

    هي لحظة ٌأعود اليها لأتنفس عبير أيامٍ مضتْ . أعود اليها كالهارب من الصقيع ليحتمي بجذوة نار الذاكرة . ما غيرها الذاكرة ، تحتلني من الوريد الى الوريد كلما أرهقتني صورتي المتعبة .
    أقفُ أمامها متهالكاً حتى أخمص وجهي الشاحب ، وقد أخذته رمادية ظلي ، وأخفته في عرين حزنه الصاخب ، وطوته كالجريدة الفاشلة المهملة .
    أقف أمامها كاليتيم ، أسألها هجعة ًللوجع المترب بالمسافة الخانقة . أسألها خبز أحلامي المتعثرة ، وحلوى أيامي المتناثرة على رصيف هواجسي المتآكلة .
    كنتُ أرصد بوحها الرحيم ، المنتشر على سقف حزني كأوراق الخريف . وأدخل في طقس أوهامها كالصحاري المقفرة ، أحلم بمزن انهمارها واشتعالها لأعود من جديد ، وتهتز أغصانُ مهجتي المتفحمة .
    ما سواها الذاكرة ، رغم ثقبها العنيد ، تقفل أبوابَ غربتي ، لأنهض كالعنقاء من رماد التعب المتشبث بأجنحتي ، وأحلق في سماوات انعتاقي وحريتي .
    رغم ثقبها المائل على مرايا انكساراتي ، تميل عليّ بأثداء البقايا من بوح وجهي القديم ، لأعود ..... لأعود ...... .


    ***********************


    14/9/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (10)

    أفتح بوابة ًللشمس ، ونافذة ًللعصافير ، وأقفلُ المساحات المتبقية لاتساع الجرح .
    أعلنُ هدنة ًمفتوحة بين المد والجزر ، وأستبيح موجة ًمراهقة ًتشغلُ مهجة القلب وأبدأ الترقب والعد ، من فاتحة الأسئلة الى رحم العجز الموبوء في الرد .
    أنهض من سبات الحلم ، معلقاً بأوردة الشوارع المنسية في مدن الأمس . وأخطفُ لحظة ًهاربة من وطن المجهول المرتقب ، لأمارس فيها عبثيتي المتأخرة .
    أفعل أشياء كثيرة لأتفادى ليل المسافة ، وأمنح ظلي فرصة ًتلو أخرى ليقترب منيَ أكثرَ وأكثر .
    هكذا أفعلُ ولا أفعل ، كلما بادر السؤال بنشر أجنحة الغربة والحيرة . وكلما برقتْ في عين أيامي لهفتهُ المريرة ، لاقتناص اللحظة الحالمة الأخيرة .
    هكذا أفتتح أزمنة ً أخرى لمواسم السنابل ، وأمكنة ًجديدة ًلاشتعالات المساء .
    ليس بعد ، مازال في القادم وقته الأجمل ، لأبدأ الغناء ، رغم الغبار المتطفل على نافذتي ، ورغم الهجير الصاخب ، وويلات الريح المجنونة .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:19 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:37 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:10 AM)

                  

04-24-2003, 05:46 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    هدهد
    ياصديقي
    هو الهروب!!
    هل حقا هو شاعر متهالك
    لا اظن
    ربما نحن

    وتلك خطورة الحروف
    وارهاق اللغة

    سلام قطعت نفسنا شوية شوية

    لك اقصي الود
    عبدالله جعفر
                  

04-24-2003, 06:31 PM

abdelgafar.saeed
<aabdelgafar.saeed
تاريخ التسجيل: 04-17-2003
مجموع المشاركات: 505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: Abdalla Gaafar)

    هدهد
    لمادا يظل شاعرك المتهالك
    كما القوس المشدود
    فى انحناءة السماء
    عند نهاية الافق ؟
    .... هدا النزيف
    هكدا تنثال
    وتجعلنا نلهث
    يومياتك تقول الكثير
                  

04-25-2003, 06:06 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: abdelgafar.saeed)


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (11)

    أغرق في بحر قطرةٍ من ألم ، وأتمدد في ظلّ نخلةٍ من جرح ، وأعلو حتى أمتزج بغيم لوعتي ، وأسقط حتى يعلق قشر البرتقال بقامتي ، وأتحلل الى أسئلةٍ رمادية تراودني على فراغات مهجتي . الآن وحدي ، وكلُّ شيءٍ يلتصق بي .
    كل شيءٍ أقرب لي من جسدي ، محنطٌ أنا في انفعالاتي وثوراتي الهادئة حتى هدوء الموت .
    المح ظلي في سراب المرايا ، يعاكس نجمة ً تغزل ضوئها المثقوب بلحن نشيدي ، وابتهالات شوقي العارم حتى الجنون . ( هكذا أكونُ أو لا أكون ) .
    ليس لي من غفوة صبري على عين ٍتحاكي ثورتي الشاحبة الا انفعالات الدموع ، والحزن يدفعها كالطفلة التائهة ، أو الشاعر المهزوم .
    لستُ أخفي شعوري بقسوة الهزيمة ، عند آخر بوح ٍتصبب له جبيني ، وانثنت قامتي كغصن زيتون ٍ، ووردة ٍطائفية . لستُ أخفيه ، وقد تصاعد كالدخان الكثيف ليملأ سماء أحلامي المخملية ، ويحجبَ أفق انتصاراتي الهلامية .
    آهٍ ، أيتها القصيدة الغجرية ، أقفُ الآن بين يديك ، وأنا مجرد شاعر ٍ هلامي ٍ قد عصفتْ به مليونُ هزيمة . فافتحي ذراعيك ِلعاشق ٍمهزوم ٍمحنط .

    ************************
    17/9/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (12)

    على حدود النظر ، وقفتْ صورة ٌأخرى للحلم القديم ، صورة ٌمزيفة ، تكتنفها الثقوب ، وترتعُ على جسدها الهش المتآكل ديدانُ الهزائم ، وفيروسات الخذلان والغربة والهروب .
    حدقتُ في تقاسيمها وتجاويف الزمن العابث في خلجاتها ، وتأملتُ أطياف الخيبة التي تكسو قامتها ، والندب الطاغية على ملامح هيئتها ، واعترتني قشعريرة الاكتشاف المذهل المبكي ، وهي تشبهني الى حد التطابق الرهيب .
    كانت صورة الحلم القديم ، وجهه المزيف ، وأحلامه المثقوبة من الوريد الى الوريد . لم تخدعني تلك الصورة أكثر من خداعي لها ، ومكري عليها وأنا أستدير لها ، متنكراً ، متجاهلاً وقفتها البليدة ، وأقول في داخلي هامساً وصارخاً لها – يا أنا ، أنا لستُ أنا .
    تركتُها وحيدة ، كليلها الطويل . تركتها خلفي تنادي ، بزيفها تنادي ، بثقوبها بتآكلها ، بهزائمها ، بغربتها وخيبتها ، تنادي

    (عدل بواسطة هدهد on 04-25-2003, 09:21 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:41 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:11 AM)

                  

04-25-2003, 09:25 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)


    18/9/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (13)

    أتجاسرُ على خطوي المائل قليلاً عن قرص الشمس ، لأبث فيه صدى لوعتي ، وأقرأ عليه بعضاً من نهج الروح ، معتصماً ببريق مهجتي ، ووميض أحلامي .
    أخلد برهة ًتحت فيء مغامرتي لهذا البوح ، التقط شيئاً من أنفاس جنوني ، أتنشقها عميقاً كالخارج من تحت الماء ، أو كالداخل فيه .
    أهدأ حتى أعتاد السطح أو يعتادني ، لأبدأ رحلة ًأخرى بنفس الخطو المائل قليلاً عن قرص الشمس ، محاولاً أن لا يسبقني تمرد ظلي لثورتي البيضاء غير المعلنة
    فينشرُ فيها صخبه العارم ، وظلاله المضطربة .
    من فرط بوحي قد أجدني فجأة ًملتحفاً بجنون الريح ، وغيمة ٌصغيرة تنامُ على ساعدي . وقد أجدني معلقاً بساق دوار الشمس ، وقد بدا متثائباً ، مللاً من طول هذا البوح . فأهربُ الى نجمةٍ تشبه الوطن ، أخبئ فيها بعض أحلامي وأنام .
    هناك ، خلف قمرٍ لم يصعد بعد على ظهر الدنيا ، أقف وحيداً ، حتى من ظلي ، حتى من جسدي ، حتى من هذا البوح المتهالك .

    *********************
    20/9/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (14)

    أيّ واحدٍ منهم أنت يا قلبي ؟ . أراك تبدو أكبرَ من حجمك ، وأصغر من حجمي .
    لماذا أنت أكثرُ عمراً مني ، هل لأن أشياءكَ تشيبُ قبلي ، وتتركني للشوق الهرمِ يعبث بما تبقى من مهجتي ؟ .
    لماذا أنت مختلفٌ عني ، لا تشبهني ، هل لأنك دوماً تعصاني وتقهرني ؟ .
    مسكينٌ أيها القلبُ الشقي ، تعيش عمرك خالياً مني ، كأنك لستَ لي ، وكل ما فيك يخصني وحدي . وحيداً ، تعاني بكور انطفاءاتك ، ووحشة عزلتك ، ومرارة جرحك . أواه عليك ، مكسورٌ حتى آخرك ، حتى أخمص نبضك .
    مسكينٌ أيها الشقي ، أدمنتَ ليل أحزانك وغربتك ، ماذا عساني أقولُ لك ، وقد تناسيتني حتى نسيتك ، وهجرتني حتى تنكرتُ لك ، وعبثتَ بي حتى قتلتُك .
    مسكينٌ أنت ، لم تعرف الا هزائمَ شوقي ، وانتحارات غيابي ، ومسكينٌ أنا ، لم أعرف سوى نزف جراحك ، وموت أحلامك .
    ماذا عساني أقول لك ؟
    لن أقول شيئاً ، سأصمت ، وقد ودعتني ، لتحيا بدوني ، وأموتُ بدونك .
    لن أقول شيئاً ، سأصمت ، وأصمت ، وأصمت .

    *********************
    22/9/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (15)

    أقبعُ الآن خلف بوصلتي العتيقة ، أنفض الغبار المتراكم على كل الجهات الأصلية والفرعية ، محاولاً إيجادَ جهةٍ أخرى لهذا البوح المتهالك .
    جهة أخرى تبقى في معزل ٍعن تطفّل الغبار ، وبعيدة عن انقسام الجهات عليها ومن حولها . جهة ٌ تتمرد على بوصلتي ، وتفصحُ عن رمادية وجهي .
    أريدها مستقيمةً الى الجرح ، عمودية ًالى الانكسار ، مصوبة ًالى عين النزف .
    أريدها ملتوية ًالى القلب ، متعرجة ًالى الروح ، متثنية ًالى ردهة البوح .
    جهة ٌأخرى متعامدة ٌعلى نبض الحلم ، لتختصر نحوه انفلات المسافة العمياء ، وتوقفَ التأرجحَ العنيد في وميضه المتقطع ، وبريقه المتنقل بين الجهات .
    أريدها كالسهم ، تخترق ليل الغربة البهيم ، وتجرح الظلام المنتشر في مرايا الألم.
    أريدها عيناً ، تقرأ سرمدية التعب المتشظي ، وتفكُّ طلاسم الوجع المتخفي في دهاليز الروح .
    جهة ٌ تحتلني ، من بحر هواجسي الى نهر انفعالاتي الخامدة ، ومن أرض غيابي الى سماء مهجتي الثائرة .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:42 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:13 AM)

                  

04-26-2003, 12:04 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)




    24/9/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (16)

    تتقنُ عزلتي تخدير الألم الأهوج ، العابثِ في داخلي كالفيروس القاتل . وتتفنن في إلغاء مجلداته وملفاته المقرؤة منها والمخفية . وتصبح العزلة محركاً للبحث عن اصداراتٍ جديدة لأي مضادٍ لتلك الفيروسات الخطيرة .
    وحيداً الا مني ، ومن ابتهالاتي الخافتة ، أمضي متسربلاً جذوة اشتعالاتٍ غامضة لأبقى معتكفاً في لحظةٍ واحدة ، لحظة مدٍ وجزر ، تقدمٍ وانحسار ، تقوقعٍ وانتشار
    وأظلُّ بخطوي الضئيل المائل قليلاً عن قرص الشمس ، أسيرُ نحوي بثباتٍ لا تغريه أزمنة التهافت والتهاوي والانقسام .
    لا أنفكُّ محاولاً جمع شتات قامتي من بوابات الريح ، سانداً هيكلها المتهالك بجداريات البوح واجباريات الهمس اللذيذ .
    أغوص عميقاً في أعماق وحدتي ، لألمس لبَّ ذاتي ، وجوهر الأنا المهمل في تجلياتي الحميمة ، وتوجساتي السقيمة ، وحافزٌ يدفعني للغوص أكثر وأكثر ، حتى انعدام الجاذبية ما بيني وبيني .
    وحيداً الا مني ، ومن صلاتي ، ومن بؤرة ضوءٍ وحيدة ، سأمضي ، وأمضي .

    **********************
    26/9/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (17)

    تتقاذفني هجعة الحلم ونتوءات الأمل الضئيل ، رغم انشطارات الهاجس المستبد المفعم بالقلق ، والموشوم بالجرح العنيد .
    ألمحُ العطش الفاجع يمارس غوغائية مذهلة وانفلاتاً عجيب . وتطغى صورة السراب المدهش لتملأ الأفق البعيد ، بل والقريب .
    هكذا تبدو الحياة أحيانا ، أضيق من حلم ٍصغير ، وأوسعُ من فاجعةٍ عظيمة .
    أنظرُ حولي ، لا أرى الا الفراغ الجامح يحتويني ، ويلصق على جسدي الهش المتآكل صورته العابسة ، ووجهه البائس البغيض .
    فراغٌ يتصببُ مساحاتٍ جوفاء ، لا لون لها ولا طعم َ ولا رائحة ، ولا تشبه الماء ، بل تشبه الظمأ الغائص في العروق . مساحاتٌ خالية ٌ رتيبة ٌ مملة ، تعتنقُ الألم الغارق في بحر التعب ، وويلات الوجع الصاخب حد الجنون .
    هجعة الحلم لا تكفي لكل هذا العطش الظالم والطاغي على قامةٍ آيلةٍ للسقوط .
    رباه ، كم قامةٍ ستسقط ُ في هذا الخريف المخيف ؟ وكم ستنتظرُ الربيع ؟؟ .

    *********************
    28/9/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    18

    اسحب ياهذا نصلك من قاع صدري ، لأعود حراً من قيد جراحي ، وأغلال نزفي .
    دعني أبدأ لو مرةً مشوار بوحي لوحدي ، دعني أمرق من خلالي لأفتتح المواسم الغائبة عني ، دعني أهمس للسنابل النائمة على كتفي والقي عليها نشيدي الحزين
    دعني أخطو في دهاليز روحي كي أجدني ، دعني أفقأ عين هزائمي لأعلن نفسي .
    جرجر نصلك هذا من بقايا وجعي ، وبوح تهالكي ، وانشطارات تعبي .
    دعني أنظر من نافذتي ، لأختصر المدى ، وأعتصر المسافة الممتدة الى لون وجهي .
    من زمن ٍغابر ٍللشوق العابر في دمي ، والعابث في مهجتي ، وأنا أصقلُ لحظة ً واحدة لاحتفالات اللقاء ، وأروضُ وقتي لانبلاج فجر ٍ مختلف ، وأوغلتُ في حمى انتظاراتي حتى أقفل النهارُ وغاب . لم يدع لقامتي ولو لحظة ًيتيمة ً لتخرج من أسر انكساراتها المريرة ، وترقى الى سماء الجبين .
    اسحب نصلك هذا ، ودعني ، أبدأ الآن مني ، مني أنا .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-26-2003, 12:07 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 01:45 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:15 AM)

                  

04-27-2003, 01:04 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)


    30/9/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (19)

    آن لي نشر أشرعتي على جسد القمر المختبئ خلف هضاب القلب ، وآن لي أن أتوحد في عين المسافة المثقلة بالشوق والمفعمة بالحنين ، وآن لي أن أتواجد دوماً على سطح الماء العامر بابتهاجات المهجة المفتونة بالهجير .
    آن لي أن أصعد بابتهالاتي الى سماء الوجع الضارب في أتون اللحظة الهاربة ، وأن أغمد سيف انتصاراتي المزعومة في كبد المساء الحزين .
    آن لي أن أبدو أكثر مما أبدو ، أطول قليلاً ، وأكثر ذكاءاً ، وأغزر تجربة ، وأسرع فهماً ، وأوسع انتشاراً ، وأعمق معنىً ، وأعلى قامة ً، وأشدُّ قوة ً ، حتى يتأكد ظليَ المهزومُ من صدق انتصاراتي ، ويعاود التصاقه بي والسير في خطواتي
    ويرتاح لو ساعة ً من تعب الهروب المزمن الطويل .
    آن لي أن أخلد الى ظلي ، حتى تتزود روحي من فيء ظلاله ، وتبدأ التحليق من جديد .
    هكذا ، سنغمر اللحظة المدهشة معاً ، نفتق برهتها ببوحنا معاً ، ونجرح فجرها بضوئنا القليل .
    هكذا ..... ، ولكن .
    غداً ، ستقول لكنُ هذه ، ستقولُ كل ما لا نريد .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:17 AM)

                  

04-27-2003, 02:18 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)





    2/10/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (20)

    لن أسألَ عن مواعيدي التي ذبلت في صيف الانتظار الطويل ، ولن ألحَّ على نيل اعتباراتي المهملة في سلال السنين ، ولن أبحث عن دفتر أحلامي الضائع مني ، ولا عن قلمي المكسور .
    سأظل هكذا ، أفقد أشيائي ، شيئاً ، شيئاً ، حلماً ، حلماً ، عاماً ، عمراً ، شارعاً ، مدينة ً ، حبيبة ً ، وطناً ، وطناً ، وطناً ، وطناً . لن أهتم كثيراً حتى لو أدمى مهجتي فراقـُها ، ولن أهتم حتى لو أماتني حزني عليها ، ولن أهتم حتى لو صمت قلبي حسرة ًوكمداً عليها ، لن أهتم ، لن أهتم .
    لم يبق فيَّ شيءٌ يهتم ، متناثرٌ ، متهالكٌ ، مُتعبٌ ، متعبٌ ، متعبْ . رباه يا خالقي ماذا بقي ، رباهُ لطفاً ، نحن قومٌ يقرئُنا الموتُ في كل يوم ٍألف مرة .
    سأصمتُ الآن ، وأقرأ الفاتحة .
    صمتْ .
    صمتْ .
    صمتْ .

    (عدل بواسطة هدهد on 04-27-2003, 02:46 PM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:18 AM)

                  

04-27-2003, 02:36 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    اها



    انا منصتون





    ثم ماذا



    يعطيك عافية الجميع
                  

04-27-2003, 09:52 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: فتحي البحيري)





    4/10/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (21)

    غابوا عني ، وبقيتُ وحيداً ، أقرأ بقايا غبارهم في ذاكرة الشوارع ، وشوارع الذاكرة . حملتُ ما تناثر من فتات صورهم ، وهربتُ الى فيء روحي ، يظلني دمعٌ أهوج ، متربعٌ على صدر وجهي ، وحسرة ٌمريرة ، تعبرني كالسهم ، تلون خارطة حزني وألمي .
    تقاذفتني أمواج تعبي ، في بحر الغربة المتلاطم ، لتقذفني أخيراً الى شاطئٍ مهجور لأجد نفسي ملقىً على رمل وحدتي ، عابثاً بالطين ، أرسم تارة ًعليه وجهي ، وتارة ًأمحو ، وتارة ً أخرى يلاحقني الموج ، فيغرقُ كل الرمل .
    هل سأنزعُ ولو متأخراً جداً فتيل انشطار الحزن الصاخب ، والوجع الذائب في دمي ويعلو وجهي خارجاً من قمقم غياباته ، وأظفرُ بلحظةٍ متقدمةٍ ومتمردةٍ على هاجس هذا الموت البارد ؟ .
    هل سألاحق يوماً وجوه الذين قد غابوا ، داعياً بقايا صورهم ، للمشاركة في احتفالات الذاكرة قبل فناءها المترقب كل حين ؟ .
    هل سيقدِّرُ أولئك الغائبون حينها نحيب تهالكي ، وجنون بوحي ، ولوثة الحلم الرابض في أوردتي ، وهاجس التعب المثقل بالأنين ؟ .
    هل سيمكثون طويلاً ، ليقرءوا عمر انطفاءاتي المديد ؟ .
    ليتني كنت أدري ، ليتني . لكنني ، لا أظن .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:19 AM)

                  

04-28-2003, 02:55 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)


    7/10/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (22)

    أتجرأ اللحظة على فتنة القلق ، لأفاجئها في غمرة انتشارها المذهل ، بسؤالي الغريب نوعاً ما ؛ من يكون غريق الضوء ، وما علاقتي به ، ومن أين جاء ؟ .
    تلك لوحة ٌكنت قد رسمتها ، قبل أن تفاجئني وتفجعني أخبار الصباح . وكنت قبل أن أسلم عيني لهدأة نوم ٍقصيرةٍ جداً ، أتسائلُ قلقاً ، هل سيخطف الضوءُ
    أحداً ما ؟ وما علاقة الغريق ، ويده المودعة من خلال الماء ، بذلك الضوء الذي يملأ الأفق ؟ . وما علاقة اللوحة بأخبار الصباح ؟ .
    ستلومني الأسئلة الكثيرة التي أغوص فيها ، وهي تحملق في وجهي بحثاً عن إجابة ، أو أدنى رد . ستلومني كثيراً ، وأنا أغرس المزيد منها في كل يوم .
    هل هو الموت ، ورهبته المنتشية ، ووقوفه الصامت كالجدار ، تلك الوقفة الرهيبة والمهيبة ، والتي تغري العديد من الأسئلة الباعثة على المزيد من القلق والخوف والترقب والانتظار ؟؟ .
    أيكون الموت في رهبة ظله حافزاً للخلق والإبداع والإصرار على الحياة ، ومن ثمَّ وبشكلٍ طردي ومتصاعد ، قد يتولد لدينا نوعٌ متشعبٌ من التماهي في صوره وإشكالياته الى حد الالتصاق المباشر أو غير المباشر فيه . والذي يجعلنا في لحظةٍ لا نملك تفاصيلها ، نصل الى فك غموضه ، والبوح بأسراره ، واكتشاف عالمه القريب البعيد ، والعادي الغريب ، والبسيط المعقد .
    أقول ، ربما ، والله أعلم .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:21 AM)

                  

04-28-2003, 07:41 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)




    10/10/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (23)

    أحملُ ما تناثر من أوراق أمسياتي الحالمة والمؤلمة ، وما خطته أنامل أيامي على سطح غيبي الذي قد تبدى ، متجاهلاً رعشة الأماني العارية تحت سقف المجهول المختبئ والمتأهب للحظتي القادمة .
    لا أملك شيئاً ، سوى أن أهزّ النور المنفلت من وقته الليلكي ، ليسّاقط كالثمار الناضجة على أرض أحلامي ، وأعشاب أمنياتي ، لتعبث به العاصفة المقبلة .
    لا أملكُ شيئاً ، سوى أن أختبئ خلف ظلي ، وأنتظر فجأة قدومه ، وعيني على فتات بريق ٍيحطُّ ويعلو كالكرة ، تتقاذفها أقدام انفعالاتي وثوراتي الهادئة .
    آآهٍ ، لو أتمدد أكثر ، لأملأ تلك المساحات الجوفاء ، والفراغات العبثية ، ولو أتوحد أكثر ، لأنشر جسدي على سطح النور المنبثق عبر أثير أحلامي التائهة .
    آآهٍ ، لو لم أكن متهالكاً الى هذا الحد ، لأشبعتُ الروح مداً يمتد ، وشددتُ بلوعة بوحي ، أنهاراً من حلمي المنهد .
    آآهٍ ، لو أملك أكثرَ من هذا الرد .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:23 AM)

                  

04-29-2003, 04:07 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)





    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (24)

    كانت كالشيء العابر . عبرَتْ ، الا مني . وقفتْ تنسجُ خطوتَها ، زمناً في ردهة وجعي ، أحملها قدراً في قدري ، حلماً يأبى أن يعبرني ، درباً يعشق أبوابي .
    الا مني ، لم تتجاوزني ، ظلتْ بعضاً من بعضي ، كلاًّ من كلي ، انتحلتني رغماً عني ، سكنتني ، أخلتْ جميع أشيائي واحتلتني ، أرضاً وسماءاً ، قمراً ، شمساً ، ماءاً وهواءاً ، بحراً ، براً ، جسداً وظلاً ، حلتْ بدلاً من كوني المنفي ، وعبرتْ ،
    الا مني ، لم تعبر ، لم تخرج من ذاكرتي .
    كانت ، الا عندي ، بقيتْ في رحم بقائي ، تحيا بحياتي ، يوماً ، شهراً ، عاماً ، عمراً أزهى من عمري ، أكثر ألقاً ، بل زمناً يتعدى زمني .
    كانت كالشيء العابر ، عبرتْ دوني ، تركتني الا منها ، الا مني ، الا من شيءٍ في شيئي ، عبرتْ ، الا من ذكرى ، لا تعبر ، لم تعبر ، لن تعبر .
    هناك ، أو هنا ، مازالت ، مازلت ، لها أرتبُ وجهي ، لم أسأل عنها ، ولن أسأل ، يكفيها حزني ، لكن ، لا ، لا يكفيني .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:25 AM)

                  

05-01-2003, 11:14 PM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)



    هدهد الجميل
    هل تهالك الشاعر فيك
    ام لماذا توقفت ؟


                  

05-01-2003, 11:29 PM

zumrawi
<azumrawi
تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 3

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    اسال ايضا معك ياخواض
    هل تهالك الشاعر فى امين
    اعلم انه لا وسانه سيعود
    بالكلام الممتطى كشهوة الروح
                  

05-02-2003, 07:33 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    up
                  

05-03-2003, 08:24 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: ابنوس)

    شكراً جميلا لكل الذين احبهم





    15/10/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (25)

    أرقبُ وقتاً آخذاً في التصاعد الى غمرة بوحي بانفلاتٍ عجيب . يهوي نحوي بظلاله المفعمة بالسواد ، والمشبعة بالجفاف الرهيب .
    ألمح ظله العابث في الزوايا ، متنقلاً على وجوه المرايا ، متسرباً من ثنايا المجهول والمنتظر . في كل مكان ، تعصف رائحته المريرة ، تضع بصمتها الغريبة على ملامح الأشياء ، في انتظار القراءة الأخيرة .
    ربما هو هاجسٌ حافلٌ بالقلق ، يغطي أروقة اللحظة المرتقبة ، في ارتباكٍ يفضح النشوة الحاضرة ، وارتعاشٍ واجمٍ لصخب المهجة الحالمة .
    بل هو الخريف ، خريف التساقط والانتهاء ، خريف التماهي والتناهي ، بل هو التهالك حتى الإغماء ، والتآكل حتى الغثيان المميت .
    لا شيء يساعد على الاختباء ، أو الهروب المقيت ، لا شيء هناك أو هنا ، يعلن الوقفة الصامدة ، بل وهلة ً صامتة ، تسبق لحظة الانفجار .
    إنه الخذلان المهين ، والتخاذل الباعث على الهزيمة ، انه الغيب ، يضع حداً لتمادي الغرور ، ويثقب ذاكرة الإنسان . انه النسيان .

    **********************
    17/10/2002

    __________________
    استدرنا .. واستدارت الشمس
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (26)

    لا تفتنّي أيها الغيم المتستر على خيبتي ، فلن أرتدي خوذة المنتصر ، وقد انتشرت على جسدي ثقوب هزائمي ، وارتدَت روحي بذلة المتقهقر .
    لن تغويني شمسٌ تراود جبيني ، ولن تخدعني أنجمٌ تتبنى ثورتي أو أغصان زيتوني . أنا الساعة أبدو مختلف ، أكثر انعتاقاً في تلمس جرحي ، وأشد تمسكاً باعتناق الحلم ، بل إنني قد عزمت أن أقرأ وجهي على مرأى من عيون الحزن .
    أنا مختلف ، رغم الرتابة المتمردة والخانقة ، واللحظة الجوفاء الفارغة . سأصدق ذلك ، رغم الزيف المتشدد والمتطرف ، ورغم التعب الإرهابي المتعجرف .
    أجل سأصدق ذلك ، نكاية ً بالزمن العاري ، والوقت المتخاذل المتهالك . وقد أزمعتُ التصدي ، لتشابه الوجع المتردي ، وفاجعة الوهم المتخفي ، في موازين الحقيقة .
    هكذا ، أمنح وقتاً آخراً لتجدد السنابل ، حتى تصعدَ سقفَ جمجمتي ، وتفتتح الصبوحات النائمة على كتفي ، ولن تفتني بعدُ أيها الغيم ، فأنا الآن أمتشق ظهر تلك العاصفة .

    **************************
    19/10/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (27)

    مقنَّعٌ ، أتخفّى خلف حطامي ، خلف الظلام الذي يهشِّمُ أجزائي ، خلف البقايا من فتافيت أحلامي وأيامي ، خلف انكساراتي ومراراتي وويلاتي .
    مقنعٌ ، أندسُّ في عيني ، كي لا أراني ، أو ألمح ظلي . مقنعٌ كلي ، في كل أشيائي قلبي وشارعي ومرآتي .
    هكذا أمضي ، مجهولاً ، منزوعاً ، حتى مني ، ومن همي وأحزاني . هكذا أمضي موزعاً ، منقسماً ، مختلفاً بعضي على بعضي .
    لا أحد سواي ، يعرفني ويجهلني ، يقبَلني وينكرني ، يوماً ألملمُ أشيائي ، ويوماً أبعثرني ، ويوماً غيري يسكنني .
    هكذا أمضي ولا أمضي ، أتأففُ مني ، منشقاً على نفسي ، متمرداً ، أحبني وأكرهني ، أهربُ مني وألحقني .
    مقنّعٌ في صباباتي ، حماقاتي ، صواباتي وأخطائي . أتستر على نفسي مني ، أنكر ذنبي وحسناتي ، أتجاهلني ، وأعلمُ أني ولا أني .
    مقنّعٌ ، حتى ساعة أبدو مكتملاً ، ألقاني ولا ألقاني .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:27 AM)

                  

05-03-2003, 11:05 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)


    21/10/2002


    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    28

    أحلامي شابتْ ، ظلتْ دهراً فوق طاولتي ، ترقصُ دون هوادة ، كفتاةٍ غجرية . كلَّتْ ، ملَّتْ ، تعبتْ ، هرمتْ ، حتى أضحتْ كعجوزٍ خرِفتْ ، وانسلتْ الى مخدعها ، وحيدة ، كئيبة ، حزينة ، تعصرها حسرةُ أيامٍ ذهبتْ واندثرتْ .
    آهِ يا أحلامي العجوز ، لو جازَ لي أو يجوز ، لقلتُ انتحرَتْ ، تركَت على طاولتي ، نظارتها السميكة ، أقلامها القديمة ، ورقاً أصفراً قاتم اللون ، وعصاها الخشبية ، وانتحرَتْ . آهٍ لها ، من يأبهُ الآن بها ، أو تغريه لحظتها الرمادية ، ووقتها الشاحب المتجعد ؟ .
    هكذا أضحتْ أحلامي ، بعد أن تقوَّسَ عودُها ، وتدنَّى جبينها ، وتهالكتْ أيامها ، هكذا أضحت ، بنظرتها المتكسرة ، تحدقُ في الثرى ، فوق الثرى ، تحت الثرى ، تخطُّ بعصاها الرمل ، تحاول رسم ظِلالها ، بما تبقَّى في ذاكرتها المثقوبة .
    ...........
    الآن وحيدة ، خلف نافذتها الوحيدة ، وبابها الوحيد المغلق ، وبنظرةٍ تبدو بعيدة ، ترقبُ المدى المحترقْ .

    ************************
    23/10/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (29)

    شارعٌ رمادي ، ضوءٌ منسكبٌ بآخر الطريق ، بابٌ يشبهُ بابي ، هناك منعطفٌ الى القلب ، لطالما وقفَتْ فيه الذكريات ، وهي تسرّحُ تفاصيلها الصغيرة ، بمشط أيامها ولياليها الغابرات .
    لحظةً يا زمن ، أندلقُ فيها كالماء ، أتدلى فيها كالرشاء ، أدخل في ظلام دهاليزها وأقبيتها ، أتلمسُ بعضي كالأرملة العمياء . لحظةً مجوفة ، أقذف فيها طلاسم جسدي المهترئ ، وأرتب وجعي المتنقل والمتغلغل ، وأسرح فيها كالراعي ، أتفقد شياه ذاكرتي ، وعشب أحلامي .
    لحظةً يا زمن ، أعود فيها اليَّ مني ، أكبحُ بعضاً من أيامي التي تسبقني ، وأستظلُّ مؤقتاً بوهم حضورها ، وزيف غيابها ، وأقلق هدأتها الأبدية بقامة ظلي، سأغمرها بدفء حزني ، وأطرح في ثناياها بعض تعبي ، سأجرها قهراً الى مرآتي لأقرأها وتقرأني .
    لحظةً ، أحتفلُ فيها بسابق عمري ، سألونها ، وأزينها ، وأطيبها بعطري ، سأعانقها وأضمها حتى يسقط دمعي .

    ***********************
    25/10/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (30)

    لولا يقيني أنهنَّ بشر ، لقلتُ ملائكة . أصواتهن ، نظراتهن ، وقفاتهنّ الصامدة والصامتة ، تشير الى أكثر وأعلى من إنسان ، وأقل قليلاً من معنى ملَك .
    أجل ، كنّ كذلك ، وهنّ يعبرنَ الى عيني ، كالضوء ، كالوهج الباسق ، كالشهب ، كالأنجم الثاقبة ، ويتجاوزنَ الى مهجتي ، كالتسبيح ، كاللحظة الخاشعة .
    البارحة ، صعدنَ الى السماء ، حملنَ أنوارهنَّ المتلألئة ، وصعدنْ ، وتركنَ جذوةً للحزن ، تعصف في قلبي ، حبراً ودموع ، فبتُّ ليلي أنشدُ :

    ( موتٌ هنا / موتٌ هناك / يا للخيارِ الأوحدِ / موتٌ وموتْ .
    أحلامهنْ / بيتٌ وشارعْ / ومآذنٌ بين المنازلْ / واللهُ أكبر .
    ذاتَ النقابْ / يا خولة َالزمنِ الضريرْ / تلكَ التي قد أقسمَتْ أن لا تعود / وقفَتْ بجوفِ ظلامهمْ / تدعو الإله / يا ربِّ لا ، لا تنجني / كيف النجاة بلا وطن / ولمَا النجاة ) .

    هنَّ صعدن ، وهبط العالمُ من عيني ، حتى القاع ، حتى القاع .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:30 AM)

                  

05-04-2003, 10:43 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)


    27/10/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (31)

    تخذلني أشواقي ، وهي توغلُ في نرجسيتها العفوية ، وتتهادى على مسرح فؤادي بأدوارها البليدة ، متقمصة ًرجعية ًعبثية ، وتقدمية ًبلهاء .
    هي لا تجيدُ الحديث ، إلا بأنانيةٍ بغيضةٍ حمقاء ، وقولٍ مفعم ٍبالغرورِ العفِنْ . نزقٌ يتنزّى على كاهل قامتي الآيلةِ للسقوطِ الفاضحِ حدَّ الجريمةِ الشنعاء . قامتي المتعبة ، قامتي الملونةُ بأطياف الوجع السرمدي ، والمصلوبةُ على أعمدة الفجيعة المدهشة ، والمرسومةُ على الجدران الرمادية ، وأرصفةِ المدائن المثقوبة . تلك المدائنُ الهاويةُ الى قاع الرماد ، والمسحوقةُ كالبارودِ في جوف بندقيةٍ قديمة .
    أنانية ، لن تملّ الحديثَ عن تهالكها في تهالكٍ متصاعدٍ ، يزيدُ من تخاذلها وخذلانها ، ويحثها على انفلات وحدتها ، وخصوصيتها ، ورهبة الحلم القابع في ظلال أوردتها .
    تلك أشواقي النرجسية ، لا ترى وجهَها إلا في مرآتها المتكسرة ، والمتناثرة على بساط أوجاعها ، وهزائمها ، وانكساراتها المريرة . ولا تلمحُ ظلَّها إلا على صفحةِ ماءِ هروبها ، وشفقِ سماءِ انفعالاتها ، وثوراتها الهادئة ، والمستسلمة .


    29/10/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (32)

    مُتعَبٌ أنا ، متعبٌ لأكتمل . أحاول عبثاً لملمتي ، أتساقطُ ورقة ًورقة ، في خريف أحلامي وأيامي . عبءٌ أنا على نفسي المتعبة ، والمثقلة بهواجسي ، والعاجزة عن رسم وجهي وظلي .
    متعبٌ لأكتملَ في داخلي ، صوتي يجرحُ صوتي ، يدي تفتكُ بيدي ، كلي يهجم على بعضي ، أنتظرني فلا أجيء ، إلا ساعة أرحل ، ولا أرحل ، أبقى وحدي دوني ، ولا شيء معي .
    متعبٌ لأكتمل في خارجي ، أتخبَّطُ في خياراتي ، أتضاربُ معي ، أناقضني ، وأسعى في معارضتي ، أمحو حرفي ، أكسر قلمي ، وأقلبُ طاولتي .
    متعبٌ ، ولا شيءَ ينقذني مني ، تتساقط بعض أجزائي ، تمشي خلفي ، تصوبُ سهماً الى ظهري ، أحملها على رأسي ، تثقب جمجمتي وذاكرتي ، أضعها في جيبي ، تقلقني ، تفتشني ، تعبث في ثوبي .
    متعبٌ ، أصرخُ ولا أسمعني ، أمامي تتقافز لغتي ، تهرب مني ، تقفُ في وجهي ، تشتمني ، ترسمني مقلوباً ، أو مشنوقاً الى ظلي .
    لغتي تأباني ، آهٍ من لغةٍ تتجاهلني ، تأبى أن تكتب حزني .
    متعبٌ أنا ، متعبٌ لأكتمل .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:33 AM)

                  

05-04-2003, 12:55 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)



    30/10/2002
    ]
    ]يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (33)

    مدائنٌ هاربة أو متهربة أو مهرَّبة ، تلك المدائنُ الصامتة أو المتصنتة ، تلك التي تتمدد أو تنكمش ، مدن الصقيع ، مالها باب ، سوى باب الهروب الوحيد المغلق . مدنٌ ، الداخل فيها مفقود ، والخارجُ منها مولود . مدائنُ الموت المعلّب ، والسحق المنمق ، والأسر الجميل المهذّبْ .
    مدن العقول المشنوقة بشوارعها وأرصفتها ، والمخنوقة بأبوابها ونوافذها ، مدن الأجساد الضائعة ، والقلوب الخاضعة ، مدن الشرفات المهزومة ، والجدران المكلومة ، مدنٌ ، لا رأسية ولا أفقية ، بل تحتية أو سفلية .
    مدنٌ مثقوبة ، كل ما فيها أجوفٌ فارغ ، من أول شارع ، حتى البر ، حتى البحر ، حتى الهواء الفاسد القاتل .
    مدنٌ لا وجه لها ، مفتوحة ٌمغلقة ، مقبلة ٌمدبرة ، من أين أتيتها لا تجدها ، القادم اليها راحل ، والمهاجر منها زائل ، والساكن فيها مختلٌّ أو مجنون . مدنٌ كانت ولا تكون ، كلا ، أبداً ، ولن تكون .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:35 AM)

                  

05-04-2003, 05:37 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)





    1/11/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (34)

    قلقٌ ممتدٌ على طول الطريق ، من القلب الى القلب ، من العقل الى العقل ، من الجسد المجهد ، حتى الجسد الخائر المقعد .
    قلقٌ ، قلق ، نمشي يمشي ، نجري يجري ، نصعدُ يصعد ، نهبط يهبط ، حتى حين ننام ، يتدثرُ في مآقينا ، في أفواهنا ، في عيون أطفالنا ، ولا ينام ، يظلُّ عابثاً في أحلامنا ، أضغاثنا ، رؤانا وهواجسنا ، وحين نفيق ، نجده أمامنا ، في كل مكان ،
    يلهو على وجه الساعة ، يتدلى من عقاربها ، يصرخُ ، يضحك ، يعبث بالوقت ، يقدمهُ دقيقتين ، ويؤخره ثلاث ، ننظرُ في المرآة ، نراه ، يحدق فينا ، يقفز على الفرشاة ، ينغرسُ بين أسنانا ، أسوداً كالسوس ، باهتاً كالبؤس .
    تتعثر فيه الأقدام ، وهي تخطو مرتبكة ، يصبح لونه أحمراً ، بلون الإشارةِ البلهاء ثقيلة الظل والدم ، يتمدد كالمسافة العجفاء ، مزعجاً ، كأبواق السيارات ، متصاعداً كالعدادات ، متجمهراً كالأوراق والملفات ، وفصول الطلاب والطالبات .
    في كل مكان ، يحاصرنا ، كالهواء ، كالسماء ، كالإسفلت وأعمدة الإنارة ، كالمارة كالأبواب والأسوار ، كالأسرار ، كالجرائد المتكدسة ، وعناوين الأخبار .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:37 AM)

                  

05-04-2003, 11:55 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)


    3/11/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (35)

    هانحن نعود اليك ، وتعود الينا ، كنا ننتظرك ، نترقب عودتك المنيرة ، نقف على حافة الدنيا ، وهامش الحياة ، نلوح لك بأيدينا ، وجوانحنا ، ونسألك الرجوع .
    هاأنت الليلة أمامنا ، بقامتك الشامخة ، وروحانيتك المهللة ، بصلاتك ، وتراويحك
    وتسبيحاتك ، بأجرك ، وكرمك ، وفضلك ، تهل علينا بنورك الوضاء ، وشمسك الساطعة ، وقمرك البديع المتلألئ ، وقد غطى بضوئه كل السماء .
    إيهٍ يا رمضان ، طالت غيبتك ، وتأخرت إطلالتك ، أهاكذا تقوى على هجرنا ، واحتمال بعدك عنا ، إيهٍ يا رمضان ، هل ستعرفنا الآن ، تغيرنا كثيراً من بعدك ، وجوهنا ، ملامحنا ، قلوبنا ، عقولنا ، لم تبق الا أسمائنا ، تذكرنا بنا ، ونستدل بها علينا .
    أهلاً بك ، ملايين الأفئدة تنتظرك ، هيا تعال ، اسكن هنا ، بيننا ، في منازلنا ، في عيوننا ، في مدننا وقرانا ، هيا املأنا ، املأ هوائنا ، سماءنا ، فضاءنا ، برنا وبحرنا ، هيا اعتمرنا ، احتلنا ، استولي على كل أشيائنا ، التحم بنا ، ادخل في ثنايا أجسادنا ، دهاليز أرواحنا .
    هيا يا رمضان ، تعال الآن ، إنا نحتاجك أكثر ، أكثر من كل عام

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:40 AM)

                  

05-05-2003, 00:00 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)



    5/11/2002

    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (36)

    تذوبُ في داخلي لوعتي المشرعة لعصف الهجير ، تتمددُ شيئاً فشيئاً ، حتى تندلقَ من فمي ، كلسان حرباء ، أو أفعى جائعة ، أتحسسُ به همسَ أحزاني ، وصدى تعبي ، ومهجتي الحائرة .
    أبدو كدميةٍ بليدة ، في ظل روحي المتربة ، بآلامي ، والمتشكلة ، بهواجس أحلامي ، والملونة ، بفاقع أوهامي . دمية ٌحمقاء ، تتطفلُ على غربتي ، تعبثُ في ظلالها الموشومة ، برجيع آهاتي ، وملامح حريتي .
    وحيداً هناك ، أقفُ كالنسر المجروح على جمجمتي ، أنقر سنبلة جبيني ، أتساقطُ حَباً وثماراً على كاهلي ، أنبتُ في جسدي من جسدي ، أنغرسُ في وجهي كنخلة ، أتفرع في روحي كوردة ، أنهمر من عيني كنهر ، أروي عطش حزني ، وجفاف مدامعي .
    كالنسر المجروح ، مللتُ جثثَ أحلامي من حولي ، وروائحها العفنة ، سأنقر رأسي ، سأثقب ضعفي ، قررتُ أخيراً أن أجرح جرحي ، وأحيا على دمي .

    ***********************
    6/11/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (37)

    محتاجٌ جداً لأن أقرأ وجهي كل مساء ، أن أتتبع أثر تقاسيمه وتعرجاته ، أن أتذوق ملح أديم أحلامه وآلامه .
    محتاجٌ أن أتصفح صفحة عيني ، أن أتطفل بين سوادها وبياضها ، أن أتعلق في أهدابها ، وأتدثر بجفنها ، وأغوص عميقاً في بحر صمتها .
    أحتاج كثيراً أن ألون وجهي بخضاب أسئلتي ، أن أمرق في تفاصيله الرمادية ، وحكاياته العفوية ، ونبوءاته الوهمية . محتاجٌ أن أعبث فوقه كالأطفال ، وأرسم لوحاتٍ مجنونة ، وخربشاتٍ عبثية .
    محتاجٌ أن أتملى فيه وأتأمل ، أن أتملقه وأحدق فيه ، أن أعلن غضبي ورضاي منه وعليه ، أن أحشر في مسامه دهشتي ، وأخبئ في خلاياه ثورتي ، وأدس في تجاعيده انفعالاتي وهدأتي .
    محتاجٌ أن أفتح أبوابه ، وأشرع نوافذه للهواء ، حتى لا يبدو كالحجرة الخانقة ، والمكان المختنق بأنفاسه الملوثة والفاسدة .
    محتاجٌ أن أقرأه كل مساء ، حتى لا تتمدد بعض ثوراته الخامدة ، وتعلو سحنته كالبركان الهائج ، والحمم المتمردة.

    *************************
    7/11/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    38
    لا تتعدى كونها مجرد طلاسم ، تلك الأشياء التي لا تخبرك عن نفسها ، الا بقدر
    ما تخفيه عنك أو أكثر . هي دوماً في نفور من حقيقة وجودها ، ووجود حقيقتها ، تأبى أن تعلن نفسها ، أو يعلنها أحد ، تفضل أن تبقى مجرد طلاسم ، لا كينونة لها الا في عالمها الخفي ، والسري جداً جداً .
    هي أمامك ، ولا تملك أن تراها ، خلفك ، وتعجز أن تستدير اليها ، وهي أعلاك ، وتحجبها عنك قوةٌ خفية ، وعندما تحاول رؤيتها أسفل منك ، تسحر بصرك بتموهاتها العجيبة .
    هي في كل مكانٍ من حولك ، يتساوى فيها القرب والبعد ، الحقيقة والوهم ، الظل والخيال ، الواقع والمحال . ليستْ لغزاً نبحث له عن حل ، أو سؤالاً نحاول الإجابة عليه ، هي مجرد طلاسم ، تعيش بقدر ما تموت ، وتظهر بقدر ما تختفي .
    هناك ، ولا مكان لها ، وفي لحظتك ، ولا زمان لها ، حاضرةً غائبة ، وثابتة ًمنفية تملكها وأنت فاقدٌ لها ، تشعر باحتوائها ، وأنت جدُّ عنها بعيدٌ بعيد .

    *************************
    9/11/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (39)

    حافية ، كلماتٌ حافية ، تقدم حرفاً ، وتؤخر حرف ، تكادُ تهلك من رمضاء المعاني وصحاري الجمل المتهالكة . عباراتٌ ذائبة ، في هجير الكلام ، الضارب في أتون اللغة المسلوقة ، وحَر القول في صيف الحديث الطويل المرهق .
    كلماتٌ تجفف عرقها ، بمناديل الهروب والعزلة . تنزل عارية ًالى الأفواه ، تتسلق الألسنة الملتهبة ، وتعرض مفاتنَ حرفها ، على اشتعال الورق .
    ليلة ٌحمراء ، في ليل الكتابة ، ترقص فيه اللغة ، على طبول الأحرف المنتشية ، ودفوف الكلمات الغجرية . مسرحٌ كبير ، تصعد فوقه العبارات ، لتؤدي أدوارها الكئيبة ، ونصوصها الممسوخة .
    كلماتٌ متآكلة ، جسدها رخوٌ هش ، تتساقط منه أعضاؤها ، حرفاً حرف ، ومعنىً معنى ، كلماتٌ بلا ظل ، يسفُّهُ رمل السقوط ، وثرى الهروب ، وتعبث في ثقوبه ريح اللغة المهزومة ، وعواصف الكلم الجريح .
    حروفٌ بها شبقٌ للنهاية المظلمة ، والموت على يد الكلمة الموبوءة بالحمى .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 00:01 AM)
    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 02:41 AM)

                  

05-05-2003, 00:37 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    هد هد

    اصلك ما بتخيب املى فيك

    كل يوم وانا بين المشغوليات والاشياء الاخرى

    اؤجل قراءة شاعرك المتهالك ، لليوم الاخضر

    وها انت ذا ،

    تدلق بحيرة من فحيح

    على ابيض الورق


    شكرا

    سا جىء ثانية ، و"اتتفن" فى رمل هذا المكان ، واقرا حتى "اتنسى"..... فتهالكه يكفى لتوازن العالم
                  

05-05-2003, 00:52 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: Tumadir)

    شكراً تماضر
    ايتها البنت الضريح

    تعرفي طليتي في وقت غريب جدا
    وقد تبقيت حلقة واحدة والاخيرة
    وكنت احس بالخنقة وربكة التصرف
    انزلها اليوم ولا انتظر
    الوقت يداهمني
    وقد يطول غيابي عن البورد في الاسابيع القادمة

    اه كم انا مرتبك
    من الحلقة الاخيرة
    ومن غيبتي الطويلة
                  

05-05-2003, 11:26 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)




    الاخيرة


    10/11/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (40)

    عصفتْ بخيل خيالي بوارقٌ ورعود ، وتثنت صفائح قولي طائعة ًومرغمة ، وغدوتُ في مهامه فعلي ، أحنفٌ وكسير ، يجرني رجف مطيتي لرافع ٍوخافض .
    ما بالي ، أهجنُ قامتي بعزيزٍ وذليل ، وأشرعُ في غياهب مدلجات الأمور ، وأرتق رقاع جسدي ليكتمل ، وتهالك بوحي ليثور .
    ماضٍ أنا في خطابي وخطبي ، لا مبالٍ بسفاسفٍ وخطوب ، تعتريني كبوة ظلي ، ونفرة الوقت الرهين ، فأعود ، مراهناً بحُرّ دمائي ، وصافنات المعاني والوعود .
    يمرح الوجع في مرمدات العيون ، تستشف البرءَ من حدقاتها ، وتستلهم النظر الحديد ، حتى ترى ما لا يُرى ، وتثقب الخافيَ من غيبها ، بهاجسها الرقيب .
    هكذا كنت وأكون ، كلما توارت في المدى مهجتي ، وبهجة الحلم المسجى على أوردتي ، وكلما غالتْ في بعدها مهاجع الأمل الوحيد . هكذا أنزو بهمي عن براثن السقطة الفاجعة ، والنزلة الموجعة ، وأظفر من ظلال لوعتي ، لو بالأقل القليل .

                  

05-05-2003, 11:29 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)




    الاخيرة


    10/11/2002
    يومياتُ شاعرٍ متهالك
    (40)

    عصفتْ بخيل خيالي بوارقٌ ورعود ، وتثنت صفائح قولي طائعة ًومرغمة ، وغدوتُ في مهامه فعلي ، أحنفٌ وكسير ، يجرني رجف مطيتي لرافع ٍوخافض .
    ما بالي ، أهجنُ قامتي بعزيزٍ وذليل ، وأشرعُ في غياهب مدلجات الأمور ، وأرتق رقاع جسدي ليكتمل ، وتهالك بوحي ليثور .
    ماضٍ أنا في خطابي وخطبي ، لا مبالٍ بسفاسفٍ وخطوب ، تعتريني كبوة ظلي ، ونفرة الوقت الرهين ، فأعود ، مراهناً بحُرّ دمائي ، وصافنات المعاني والوعود .
    يمرح الوجع في مرمدات العيون ، تستشف البرءَ من حدقاتها ، وتستلهم النظر الحديد ، حتى ترى ما لا يُرى ، وتثقب الخافيَ من غيبها ، بهاجسها الرقيب .
    هكذا كنت وأكون ، كلما توارت في المدى مهجتي ، وبهجة الحلم المسجى على أوردتي ، وكلما غالتْ في بعدها مهاجع الأمل الوحيد . هكذا أنزو بهمي عن براثن السقطة الفاجعة ، والنزلة الموجعة ، وأظفر من ظلال لوعتي ، لو بالأقل القليل .

    (عدل بواسطة هدهد on 05-05-2003, 11:30 PM)

                  

09-08-2003, 06:56 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    حنين ياليل
                  

09-08-2003, 08:35 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    وبما انك يا صديقي تعرف اني ابّالي .. وبي رعشة جنونية للماء دعني اقول .. ان يومياتك تركتني كالبدوي الذي تبقت بسعنه جرعة ماء واحدة وامامه مسافة طويلة من المسير عبر تلال الصحراء العطشانة .. وكلما فكر في شرب الجرعة الاخيرة يتوقف ليقيس المسافة التي امامه فيجدها اطول من التي عبرها فيحتمل عطشه ويواصل السير .. لذلك حتى الان لم اقرأ الحلقة الاخيرة من يوميات هذا الشاعر .. وامر عليها واقيس المسافة .. فأجدني مؤجلا قرائتها .. و (واو) بعيدة ولم يعثر حتى الان عليها احد .. اذن لن اتركني في الصحراء بعد نهاية يومياتك فدعني اجعل حلقتك الاخيرة ( واو ) التي نبحث عنها مع ابراهيم الكوني
    لك ودي ووينك هل ابتلعتك تلك المدينة القاهرة
                  

09-09-2003, 09:39 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    UP
                  

09-09-2003, 10:08 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: الجندرية)

    عزت
    هنا يقف المنشار حين يواجه
    عيناً في الخشب
    الجندرية
    فوقات فوق راسي
                  

10-14-2003, 12:36 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    UP
    من اجل الصديق العزيز جداً
                  

10-15-2003, 05:29 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات شاعر متهالك (Re: هدهد)

    هاي هدهد
    نصوص جميلة أحب هذا النوع فيه ملمس القطيفة الآثمة!
    وقتي شحيح فاما احفظ كلام المتهالك في الfavorites
    أو أرفعه الى أعلى وقد اخترت الاثنين هكذا أنا دائما
    أفسد لعبة الخيارات!
    لك خالص الود ياعريس
    مصطفى مدثر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de