|
|
 خفايا اتفاق الشرق .. حوار فوق العادة مع الدكتورة امنة ضرار ...
|
نقلا عن صحيفة الصحاقة 10 ديسمبر العدد 4849
اتهامي بتجخفايا اتفاق أسمرا وصراعات «جبهة الشرق» على طاولة نائبة رئيسها آمنة ضرار
اوزات مالية محض افتراء ومحاولة لاغتيالي سياسياً
نعم.. بعض القيادات تتهافت على المناصب
حاورتها عبر الإنترنت من الخرطوم : ناهد سعيد
طالت إقامة الدكتورة آمنة ضرار نائبة رئيس جبهة الشرق في العاصمة الاريترية اسمرا لاكثر من العام ونصف العام عصفت باذهان الكثيرين تساؤلات حول سير انفاذ اتفاقية سلام الشرق الموقعة اخيرا بين الحكومة وجبهة الشرق، والذي يمضي ببطء وتدور خلفه صراعات وتحالفات واتهامات لا يعلم الكثيرون مسبباتها وكيف تدار جبهة الشرق التي لم تبارح قيادتها العاصمة الاريترية بعد لتطلع جماهير الشرق عن حقيقة ما يدور، وان هذا الاتفاق قد جاء لارضاء طموحاتهم وليس للقيادة كما يزعم البعض ،خاصة وأن آفة الصراعات تطل برأسها مع توقيع أى اتفاق بين الحكومة والمعارضة كما يحدث الآن لجبهة الشرق والتي يرى كثير من المراقبين بأنها محفوفة بالمخاطر لوجود تيارات عنيفةمن التغيرات تقود وتقول بأنه لا مستقبل لانفاذ سلام الشرق بعد ان وصف بأنه اتفاق مشروط لتحقيق مصالح مشتركة بين الوطني واريتريا وان انفاذه مرتبط بتطبيع العلاقات بين البلدين فكل هذه التساؤلات والاتهامات تجيب عليها الدكتورة آمنة ضرار في الحوار التالي ...
آمنة ضرار
* ما صحة الاتهامات الموجهة ضدك من بعض قيادات جبهة الشرق حول تجاوزات مالية؟
* أولاً لا بد أن أوضح بأن جبهة الشرق لم تكمل هيكلها حتى الآن أي أنها تتكوّن من القيادة الثلاثية التي تضم الرئيس السيد موسى محمد أحمد، ونائب الرئيس دكتورة آمنة صالح ضرار، والأمين العام دكتور مبروك مبارك سليم، وهذه القيادة تم انتخابها في المؤتمر التأسيسي، وكلَّفت من قبل المؤتمر بتكملة الهيكل ووضع الدستور والبرنامج السياسي. من هنا يتضح أنه في الوقت الحالي لا توجد قيادات لجبهة الشرق غير القيادة التي حددتها بالاسم.
* وماذا عن اتهامك بتجاوزات مالية من قبل هذه القيادات؟
* الاتهامات بالتجاوزات المالية هي محض افتراء الغرض منه الاغتيال السياسي، وهي حملة واضحة قصد منها إبعادي عن الترشيح للمناصب في مؤسسة الرئاسة.. ويبدو ذلك واضحاً في تصريحات البعض بأنه تم اختيار الأخ موسى محمد أحمد ليشغل منصب مساعد الرئيس. على الرغم من أن الجميع يعرف وقتها أن القيادة عندما ترفع الترشيحات والذي هو حق لقيادة الجبهة لم تفوّض الآخرين بالقيام به. فالحملة المتزامنة وبهذه الوتيرة تسعى بكل ما أوتيت من قوة لإبعاد روح المنافسة الحرة لشغل المناصب، علماً بأن الاتفاقية وكذا الدستور كلاهما يتحدثان عن تقديم عدد من المرشحين ويبقى الاختيار حق لرئيس الجمهورية. فلا يملك أي منا حق الاختيار.
* يرى كثيرون أن جبهة الشرق ليس لها مستقبل سياسي نتيجة لهيمنة روح القبيلة داخلها؟
* جبهة الشرق لها مستقبل سياسي واعد إن صدقت قيادتها وأعضاؤها في تنفيذ برنامجها السياسي دون الإلتفاف ومحاولة خداع واقصاء لأيٍّ من مكوناتها. وجبهة الشرق تعمل على أن تكون اضافة للفكر والعمل السياسي في السودان ولن تسمح بوجود لأي نعرات عنصرية إذ أنها معنية بإنسان الشرق أساساً، وبالتالي معنية بعملية التطوير والتنمية المستدامة وهي تعنى بجميع قبائل شرق السودان وتدعوهم للعمل سوياً لتطوير المنطقة حتى يتمكن إنسان الشرق من محاربة الفقر والمرض والجهل وهذا لا يتأتى دون التكاتف والعمل سوياً من أجل الجميع. وجبهة الشرق هي التطوّر والنمو الطبيعي لمؤتمر البجا والأسود الحرة.
* لكن مؤتمر البجا تنظيم ذو صبغة قبلية من اسمه؟
* إن مؤتمر البجا عندما دشّن عمله السياسي في 1958 ضم بين مؤسسيه من لا ينتمي لقبائل البجا فكان محمد البربري وعباس البربري وحمو والليثي ومحمد النيل وفضل قرافي والعشي، تكاتفوا جنباً إلى جنب مع طه بلية ومحمد مختار وموسى ابو علي وابو هدية ومحمد صالح ضرار وعبد القادر أوكير ومصطفى اونور وعمر ابو آمنة ومجذوب ابو علي وعثمان عمر المصري وعمر كشة والنظار الذين اجتمعوا لتأييد هذا الصرح من أجل تغيير الوجه الكالح للفقر والمرض والجهل. هذا يعني أن التعددية الثقافية والعرقية كانت قوة دفع لتنظيم مؤتمر البجا ولم تكن أبداً خصماً عليه، وهنا نذكر قول المؤرخ محمد أدروب بأن البجا هي أرض، وبالتالي فإن كلّ من يقطنها فهو من البجا أيا كان اسم قبيلته، فلا توجد قبيلة تسمى بجا إنما البجا شعب.. مجموعة قبائل تتقاسم الأرض والمناخ والبيئة.
* بعد توقيع اتفاق أسمرا ظهر التهافت من قبل قيادات الجبهة على المناصب؟
* صحيح إن هنالك تهافتاً من البعض على المناصب، ولكن هذا يجب ألا يكون، فالمناصب التي جاءت بها الاتفاقية هي لخدمة أهل الشرق وليس لخدمة حامليها فإن من يحمل المنصب عليه أن يعي بأنه يعني مسؤوليات قومية ومحلية تستوجب أن يكون في خدمة الأمة، إذ أن السلطة ليست لتكملة الوجاهة لدى طالبيها، وإنما لتقديم الخدمات لمن وافق أن يحمل الأمانة لمراعاة مصالحهم.
* هناك بعض القبائل التي ترى أنها ذات ثقل عددي واجتماعي وتشتكي من التهميش داخل جبهة الشرق؟
* بالرغم من أن جبهة الشرق عندما أعلنت قيامها دعت جميع القبائل في شرق السودان للإنضمام لها، وذكرت قيادات الكفاح المسلّح وقتها أنها قامت بحمل السلاح نيابة عن الآخرين غير أن الإعمار والتنمية يحتاجان لتضافر جهود الجميع عن طريق اتخاذ السلطة والحكم الرشيد مدخلين للتنمية المستدامة. من هنا فإن مشاركة الجميع في جهود البناء لن تتأتى إلا بوجودهم في السلطة أيضاً. إذ أن صناديق الاقتراع بعد أقل من عامين ستعمل على انتخاب من تراه جماهير الدائرة هو الأصلح. والأحزاب تنبني على العضوية الفردية، وكذا الانتخابات تأتي عن طريق التصويت الفردي وفرز أصوات الناخبين وهم أفراد، فإن تم إقصاء الآخر أو آخرين فكيف يمكن للجبهة استمداد القوة والمقاعد في المجلس الوطني.
* لكن مع ذلك ترى بعض القبائل أن هناك من يعمل بدأب على إقصائها من الجبهة؟
* هذا الإقصاء -إن صح- سيجهض عملاً سعينا له طيلة سنوات لإحداث تغيير سياسي ينبني على وحدة التراب السوداني وإقامة حكم فدرالي يُعنى بمصالح الولايات جميعها والحفاظ على الحكومة الاتحادية، وتأكيد رعايتها واهتمامها بمصالح الأقاليم. من هنا فإن اقصاء الآخرين كي لا يمثلوا في جبهة الشرق يؤدي بالضرورة الى ابتعادهم عن الجبهة، لن يلتفوا حولها، ولن يمنحونها أصواتهم في الانتخابات، بالتالي هذا يحدث شرخاً عميقاً في المستقبل السياسي للجبهة. لا أحد يقبل التهميش وبالتالي فإن المتضرر الوحيد من تهميش الآخرين هي جبهة الشرق وانسان الشرق وهو ما لا نريده لأهلنا. والصوت الذي يعمل حالياً على إقصاء الآخر مرة بالاتهامات ومرة بالفصل ومرة بالسباب هو صوت غير واعٍ ويعمل على تحطيم الجبهة وتفتيتها، غير إنني أود أن أؤكد بأن هذه الأصوات لن تنجح في مراميها إذ أن الناس قادرون على تحديد بوصلتهم ولن يسمح أحد بممارسة الإقصاء عليه فذاك زمان ولى. ويذهب الزبد جفاء.
* هل هنالك تحفظات من بعض العناصر داخل جبهة الشرق على الدور الأريتري؟
* داخل جبهة الشرق لا يوجد أي تحفظات، فالكل يعلم وعلى وجه الخصوص الكفاح المسلح لمؤتمر البجا والأسود الحرة أن أريتريا لعبت دوراً بارزاً في الدعم بجميع أنواعه من أرض وتدريب وسلاح وغيره بالإضافة للدعم المعنوي، ومعروف بأنه لا بد لأي تشكيلة تريد العمل المسلح أن تجد أولاً من يدعمها في هذه العملية والتي عادة تأخذ سنوات. إذاً أي تحفظات تأتي فهي من جاهل بالاحتياجات الحقيقية للنضال المسلح.
* لكن كثيرون يرون أن اتفاق الشرق ما هو إلا صفقة أمنية بين أسمرا والخرطوم؟
* هذا يذكرني بما قرأته أثناء عملية التفاوض مع الحكومة.. إذ طلع علينا أحدهم بمقال في الشبكة العنكبوتية بأن نترك وساطة أريتريا لأنه يقوم بالاتصال بدولة أجنبية، ويعني هنا غربية إذ أنها ستقوم بدور الوسيط ورعاية المفاوضات، وكان في حديثه كمن يتكَّلم عن شراء شيء متوفر في أقرب دكان في الحي، بحيث يمكنه أن يرسل طفلاً لاحضاره. لا يمكن أن تكون أسمرا هي الداعم للجبهة طوال الوقت حرباً وسلماً ثم فجأة تبرز تحفظات على دورها وهذا لا يأتي إلا مِنْ مَنْ لا يعرف إلا القليل عن الكفاح المسلح. وعموماً التاريخ يسجل الآن وستنجلي الكثير من الحقائق عن الدور الأريتري والكفاح المسلح.
* هنالك اتهامات حقيقية لاتفاقية الشرق بأنها اتفاقية أمنية أعدتها أسمرا لحماية مصالحها؟
* طبيعي أن للدول مصالح، وللشعوب مصالح وحتى الأفراد لهم مصالح. والاتفاقية تجيب عن هذا السؤال فهل ما جاء في قسمة السلطة وصندوق التنمية والإعمار والترتيبات الأمنية يمكن أن يفيد أريتريا؟ ما الذي تستفيده أريتريا من كل هذه المناصب في الدولة وعلى مختلف المستويات. ولأريتريا علاقات جيدة مع الحركة الشعبية ومع التجمع وكلاهما في شراكة مع المؤتمر الوطني في الحكم. أيهما أسهل لأريتريا أن تقوم بدور الوسيط وراعي المفاوضات، أم ترفع يدها عن جبهة الشرق دفعة واحدة وبذا تكون وصلت لأسهل الطرق في المصالحة مع الخرطوم.. الاتفاقية جاءت لمصلحة إنسان الشرق بدءاً ومنتهى وهي لو وظِّفت لخدمة انسان الشرق أي أن تتخذ وسيلة للخدمة العامة، لخدمة شعب المنطقة بما يضمن إحداث تغيير ونماء للإنسان والمنطقة. خدمة تبدأ من المحليات أي أنها فعلياً تمكين للحكم الراشد. ترى هل ستستفيد أريتريا من ذلك أم نحن في الشرق؟ هل يخدم صندوق التنمية أريتريا ام انسان الشرق؟ إنه يخدم على وجه الخصوص الإنسان البسيط في الريف. ثم ما الذي يفيد أريتريا أن يدخل جنود مؤتمر البجا والاسود الحرة في القوات النظامية بمختلف أقسامها وأنماطها؟ وما الذي ستستفيده من المقاعد التي ستخصص سنوياً في الكليات العسكرية والنظامية الأخرى؟ أليس في كل هذا تغيير لنمط حياة المهمشين في الشرق.
جبهة الشرق مقبلة على صراع حول المناصب يهدد مستقبل الاتفاقية؟
الذين هم ليسوا في قيادة جبهة الشرق هم الذين يثيرون الصراع مع أن حق الترشيح للمناصب عملية تقوم بها القيادة، كما أن الاختيار للمناصب في مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء حق لرئيس الجمهورية وجميع هذه الإجراءات واضحة في الاتفاقية وفي الدستور. إن الطبل الأجوف عادة يُحدث صوتاً عالياً لكنه يظل أجوف الفكر والرؤى. فلندع الأمور تسير سيرها الطبيعي وفقاً للاتفاقية دون محاولات تغييرها لأن ذلك يؤدي لوأدها.. وهو ما يضر بمسيرة حقوق المشاركة في السلطة والتنمية في الشرق.
* التحالفات داخل جبهة الشرق تشير إلى مخاطر حقيقية تهدد الكيان برمته؟
* وقعنا اتفاقاً مع حكومة الوحدة الوطنية واتفقنا أن ننفذ هذا الاتفاق بحسن نية وحسب الجدول الزمني المتفق عليه، ووافقنا أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ فور التوقيع عليه، وبالتالي فإن جبهة الشرق بمؤسساتها وهيآتها وكياناتها وعضويتها كافة تلتزم بالاتفاق. لذا فإن وجود تحالفات هو محض افتراء ووهم لا وجود له إلا في الذهن المريض. ولا بد من أن أشير بأننا كنا نصدر قراراتنا بالتوافق رغم أن القاعدة الأصولية هي صدور القرارات بالأغلبية. ونحن حتى الآن ما زلنا ملتزمين بالتوافق ولم نحدث أي تحالفات. ولأننا نؤمن بحق أهلنا في حياة عادلة ومعيشة هنية فإننا نملك من الصبر والحكمة ما يدفع بالاتفاقية إلى حيز التنفيذ.
* الاتفاقية تسير ببطء من المتسبب في ذلك الحكومة أم جبهة الشرق؟
* هنالك جدول زمني في الاتفاقية وهنالك العديد من البنود التي تأخرنا في تنفيذها لأننا نسعى لتكون قراراتنا بالتوافق ونخشى أن يؤدي ذلك لمزيد من التأخير. مثال على ما يفترض أن ننفذه:
1/ تعيين ممثلي جبهة الشرق في اللجنة المشتركة لتنفيذ الاتفاق.
2/ إنشاء مجلس تنسيق ولايات الشرق وتعيين ثلاثة أعضاء يمثلون الجبهة.
3/ عقد المؤتمر التشاوري لاتفاق الشرق(14/11/2006).
4/ متابعة تعديل الدستور لتضمين الاتفاق فيه.
5/ اختيار المرشحين لمؤسسة الرئاسة.
6/ اختيار المرشحين لمنصب وزير الدولة.
7/ اختيار ممثلي الجبهة في المجلس الوطني.
8/ وبقية اتفاق السلطة على المستوى الولائي والمفوضيات.
في صندوق التنمية والإعمار:
1/ متابعة إنشاء الصندوق وتعيين ممثلي الجبهة الثلاثة فيه.
2/ البدء في إعداد القوانين الخاصة بالأراضي وتنمية الموارد الطبيعية
في الترتيبات الأمنية:
1/ اللجنة العسكرية العليا كان من المفترض أن تنشأ بعد 7 أيام من توقيع الاتفاق.
2/ تحديد وتسليم الخرط الخاصة بالألغام كان يجب أن تسلم بعد 7 أيام من التوقيع.
وهكذا هنالك بنود كثيرة كان بجب أن تنفذ تقلّصت كلها وأصبح المنصب هو المؤخر لاتفاق الشرق. ما الذي يستفيده إنسان الشرق من تعطيل بنود الاتفاقية. كنت سأكون سعيدة جداً لو كان البطء من الحكومة على الأقل نجد شماعة نعلّق عليها التأخير. ولكن للأسف فإن التأخير من جانب جبهة الشرق.
* بتقديرك ما تبقى من الزمن المحدد بعام ونصف العام هل يكفي لإنزال الاتفاقية لأرض الواقع؟
* بالتأكيد أن التنمية وصندوق الإعمار يستغرقان وقتاً لإحداث تغيير في واقع الشرق لذا فإنه سيمتد لخمس سنوات. كما أن اندماج القوات وبقاءها يحتاج لوقت كما حدد في الاتفاقية. المشاركة في السلطة هي التي ستكون لفترة ما قبل الانتخابات. ثم بعد ذلك برنامجنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو الذي سيدعو الناخبين للتصويت لنا في صناديق الاقتراع. صحيح إن الفترة تعد قصيرة ولكن حتى هذه لم نستفد منها الفائدة الكاملة لأننا لم نلتزم بالجدول الزمني لتنفيذ الاتفاقية.
|
|
 
|
|
|
|
عبد المنعم سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست