|
|
 الربح والخسارة - مغترب عاد للوطن قريبا
|
أبا جهينة عيل صبري عن الجلد
ولم يبق لي صبر على ها البلد
عودة للمجتمع السوداني العظيم
عدنا للوطن القيثارة الحالمة والمنارة السامقة رغم كل شيء !!!
فوائد جمة جنيتها شخصيا من هذه العودة الميمونة بإذن الله تعالى 0
كان السلف الصالح يذمون ركوب البحر لأجل الرزق ويطلبونه في أوطانهم
وإنما يركبون البحرلأجل العلم والأدب ما نسميه اليوم بالتأهيل العلمي ورفع القدرات المهنية
أما إذا ضيق عليهم فلا بأس أن يضربوا في أرض الله الواسعة 0
قلت لصديقي بعودتي حصلت فوائد عديدة من أمامي بالسودان وجنيت الكثير من خلفي بالخليج
ومما جنيت من نبذي للمهجر :-
- إسترحت من هواجس الإغتراب بكل ما فيها من أوجاع ( إجازات الأولاد ، صرائب المغتربين ، عمر الإغتراب المجهول ، حصيلة الإغتراب وضياع العمر إلخ )0
- إدراك الوالدين أو أحدهما والتملي برؤيتهم ومجالستهم وقضاء حوائجهم عن كثب 0
- التخلص من مصيبة السهر الكثير على عادة الناس في المهاجر وضياغ حرمة الليل الذي هو لباس وقيام ولالوب وهلمجرا 0
- التخلص مما يسمى بالإستراحات وما فيها من تكلف وترهات وسهر وفسق ومضيعات ، والناس تتفاوت في الرؤية ولا حرج على أحد في مثل ظروفهم وضغوضهم0
- الراحة من تعب الأسواق ومتاهة البحث عن قطع ملابس الأولاد 0
- التخلص من مجالس – كسر الرقبة – المحصورة بين جدار الحجر والزمن بما فيها من تكلف وغيبة وهلمجرا 0
- الإنفكاك من أزمة الكفلاء وتعب القلب المرتبط بالتعامل معهم وعدم توانيهم في المساس بالأجنبي وعدم مراعاة شعوره واللآمبالاة في التلويح بكلمة تفنيش ونحوها من الجهالات كقولهم تعال ، أبغاك إلخ بشكل ممجوج وسافر عند فتح باب مكتبه أو عند دخوله بعد توسط النهار وهو يمر عبر العاملين الذين بذلوا الكثير منذ الصباح الباكر وهو يشخر في غرفة نومه وهذا على سبيل التعميم لا الحصر إذ منهم قلة فضلاء نبلاء 0
- التخلص من لذعات وضربات المواطنين الذين لا يهمهم شعور الأجنبي أو كرامته ووصفه لنا بالكسل ولو كنا نبالغ في العطاء كما ونوعا ويكاد ينهار العمل في غيابنا ، ومحاصرة عيالنا في المدارس معا والتأفف منهم علنا والسخرية ولو أمام معلميهم وهذه مهذلة تطول 0وإعتقاد الكثير منهم أننا ناكل لحوم البشر في أدغالنا الأفريقية وتصريح بعضهم بهذا المعتقد علنا وقد سمعنا ذلك للأسف 0وذهب بعضهم بعيدا بقوله : العلم لو ينفع كان نفع الزولات !!!
- إستواء الهموم وتراكم الغموم وإنعكاساتها السالبة على الفكر والذكر والإطلاع والحياة الطبيعية الهادئة المنتجة الفاعلة 0وهذا نذر يسير من كثير 0
- وحتى هؤلاء الذين إنتقدناهم عدنا لنذكر فضائلهم ومحاسنهم فالله ما أضاعهم ولا جعلهم عوجا على كل حال ولنا عودة لذكر فضائل السعوديين في موضوع منفصل 0
- ومما كسبناه بالعودة :-
- العودة للمجتمع السوداني العظيم ذلكم النبع الصافي الذي استخلصه لنا الأجداد والأسلاف من بين فرث الثقافات ودمها لبنا خالصا للشاربين 0
- في مدة قصيرة يجد المرء راحة عظيمة بمخالطة هذا الشعب الطيب الأبي الصابر المبدع الغني بجميل الأعراف وبهي الأخلاق والشيم 0
- السياسة عرض والإنحراف مرض والأصل باق إلى الأبد 0
- مجلسة أهل الفضل والشرف والمروءة بدءا بالسيدة فاطمة بت الشريف الأمين ود الشريف يوسف الهندي بفداسي ومن الأشياخ الشيخ العركي ويس ود الأذان بمدني والجيلي بطابت وتلودي بود عبد العزيز ومن المنشدين عبد الله الحبر بمنزله بود البخيت بأم درمان وغيرهم الكثير وذلك في مدة قصيرة 0
وبمجالستهم ترتفع الأرواح وتنشط الأبدان بالطاعة وهم خلفاء رسل الله في الأزمان 0
- زيارة القري والمناطق خلال مناسبات الأفراح والأتراح وتحقق عمق غور مجتمعاتنا وثرائها وكونها معامل الرجال ومحاضن سمح الخلال 0
- طول مجالسة الوالدين وصحبتهم وحصول السعادة الغامرة بذلك لا سيما بعد فقدها زمانا طويلا
- التمتع بالوطن بصرف النظر عن عوج حكامه وضيمهم فلو أغضبك إنفلات ميزان العدل والمساواة أعجبك إباء الرئيس وكرامته المنقطعة النظير في التعامل مع قوى الإستكبار والإستعمار ومحاولتهم الماكرة بالتدخل في ديار المسلمين والمطالبين بالتدخل نشكوهم لله ورسوله لإنطماس بصائرهم وهوان إيمانهم ولا دعوى لهم مع موالاة أعداء مولاهم !!! 0
- الشعور بالرضاء من كل نقطة عرق تقطر في بلادك لأي خدمة تقدمها مقابل خسارتها وعدم تقديرها في المهاجر 0
- جنة الإنشاد الديني وتعظيم جاه المصطفى التي تجتاح البلاد ويتفيأ ظلالها الجميع حتى فرقاء السياسة والسلاح 0
- حفظ حرمة الأوقات – الليل ليل والنهار نهار ، فلا يضيع على الراغب قيام الليل والطواف على الأهل تفقدا وتصبيحا 0
- متعة حلقات القرآن والإنشاد الديني وليالي الذكر وملاقاة الوفود والقبائل 0
- إدراك الأعياد ومواسم رمضان التعبدية الرائعة 0
- الشعور بأن المجتمع السوداني هو أفضل مجتمع مسلم على وجه الأرض حين ترى كل مؤسسات
العبادة وشعائرها وفضائلها حية نابضة ، مساجد ، زيارة مرضى ، تشييع جنائز ، نفير ، أجاويد
نجدة ، موالد إلخ 0
- وهذا ايضا نذر يسير ويكفي القليل عن الكثير 000000
أما مصائب الوطن فأترك الكلام فيها لغيري من الخبراء بها ود قاسم وغيره وقد قالوا فيها مالم يقله مالك في الخمر 0 ومنها مرور شهور عدة منذ مجيىء للوطن بحثا عن وظيفة أعطيها وتعطيني ولا زلت تائها بلا دليل وصرت في هم نفسي بعد أن جئت بظن عظيم وصل لحد التفكير في فتح مكتب توطين العائدين على الأقل قبيلة الماليين والمحاسبين فوجدت البلد بها معيار واحد لا ثاني له : إن لم تجد من يتبني قضيتك فاحذم حقائبك وأرمي بنفسك إلى الأبد في مستنقع الإغنراب !!!! رب سلم سلم 0
- دعونا نتفق أن جمال الوطن وعظمته ليست رهينة برسن القادة وحيفهم ، ومرارة الإغتراب وآفته ليست حياة تطاق إلى الأبد 0
ولندع باقي المداد للمداخلات إن وجدت تفيد وتستفيد
والسلام
0
|
|
 
|
|
|
|
الرشيد حسن خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست