قرأنا فى كتاب المطالعة بالمرحلة الابتدائية ان راعى الغنم ابراهيم درج على خداع اهل القرية كل يوم بصياحه المتكرر(هجم النمر)و عندما يهرع اهل القرية لانقاذه يكتشفون ان الامر محض كذب و ضحك على عقولهم!! و قد تكرر هذا الامر حتى كان اليوم الذى هجم فيه النمر بالفعل, و عندما رفع عقيرته بالصياح(هجم النمر..هجم النمر)لم يعيروه اهتماما و كانت النتيجة ان فتك به النمر!الدعوة الى توحيد الجبهة الداخلية و جمع الصف الوطنى دعوة مطلوبة و مرغوبة من كل افراد الشعب السودانى و ليس هنالك من يرفض هذه الدعوة فأى انسان عاقل يدرك ان المخرج الوحيد من المصائب التى تحيط بالوطن يكمن فى اشراك الجميع فى عملية الحل و ادارة الامور, لا ان تنفرد بها (قلة) من الناس و هذه الدعوة ليست وليدة اليوم فقد ظلت احزاب المعارضة بكل اطيافها تطلق هذه الدعوة و تنادى بعقد المؤتمر الجامع الذى يجمع كل اهل السودان و لا يستثنى احدا حتى يتمكن الشعب السودانى بكل فصائله و شرائحه من مناقشة كافة القضايا التى تعوق خطوات هذا البلد و يضع لها الحلول التى ترضى الجميع, و لكن حزب المؤتمر الوطنى هو الذى يظل يتجاهل هذه الدعوات المتكررة بل يرفضها انطلاقا من مخاوفه من ان جمع الصف الوطنى من مالاته الحتمية, تفكيك(دولة حزبهم) و تحويلها الى (دولة كل الشعب) و من بديهيات هذا الاتجاه تجريدهم من امتيازاتهم و سلطاتهم المطلقة و المثل الشعبى يقول (سلطة للساق و لا مال للخناق) و لكن المثل لم يخبرنا ما يحدث عندما يجتمع (الاثنان معا). الدعوة التى انطلقت بقيادة المشير سوار الدهب هى دعوة مقبولة من حيث المبدأ وهى كما اسلفنا ما ظل ينادى بها كل الوطنيين على امتداد هذا البلد و لكن ما يثير شكوكنا هو ان السلطة درجت على اطلاق مثل هذه الدعوة كلما اشتد عليها الخناق من قبل المجتمع الدولى و قد كان اخرها الدور الذى قام به الدكتور مصطفى عثمان و قد كتبنا فى حينه و قلنا ان الامر مجرد (فهلوة سياسية)و هاهو احد قادتهم النافذين يتطوع و يؤكد شكوكنا تجاه نواياهم من اطلاق الدعوة الاخيرة لجمع الصف الوطنى بقوله الواضح و الصريح بأن (المؤتمر الجامع حلم و سراب) و قد كانوا قبل ايام قليلة يؤكدون انهم (يباركون) خطوات هيئة جمع الصف الوطنى و لكن ماذا كانوا يقصدون (بجمع الصف الوطنى)؟ربما يقصدون به (اصطفاف)كل الاحزاب خلفهم؟. لقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك ان دعوات توحيد الجبهة الداخلية ما عادت تعنى الا (مواقف تكتيكية) يلجأ اليها المؤتمر الوطنى (كلما المت به بلية) و لذلك فلن يعيرهم الشعب اهتماما اذا صرخوا مرة اخرى (هجـــــــم النمــــــــر)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة