الأجندة الخفية وراء زيارة (البابا) لتركيا

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2006, 05:15 AM

علي اسماعيل العتباني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأجندة الخفية وراء زيارة (البابا) لتركيا

    الأجندة الخفية وراء زيارة (البابا) لتركيا

    هل هي نواة لمشروع الشرق الأوسط «الأكبر» وليس «الكبير»؟!

    ... ثلاث إيماءات في زيارة البابا بندكت.. وللسياسة ضروراتها

    قصتا «محمد أوغلو وسرحان بشارة» متشابهتان!!

    زيارة بندكت السادس عشر خفضت شعبية أردوغان

    --------------------------------------------------------------------------------

    ... نعلم ان البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار تركيا العام 1989م.. إلتقى ببابا المسيحيين الأرثوذكس الاتراك.. وكانت زيارته تلك فاتحة زياراته للعالم الإسلامي كالمغرب وتونس وسوريا والسودان ومجمل أفريقيا والعالم الثالث.

    ولم تنل زيارات البابا يوحنا بولس الثاني حظها من الأهمية في ذلك الوقت لأنه كان وقتها مشغولاً بحركة (تضامن) المسيحية (Soldarity Movement) التي برزت في (بولندا) ودعمها (البابا) وكان يترأسها (ليش فاليسا) أدت إلى الإطاحة بالنظام الشيوعي في بولندا.. ثم قادت في النهاية إلى تفكيك الشيوعية ودول الاتحاد السويتي مع بروز حرب افغانستان ، وتصدي المجاهدين الافغان للجيش الأحمر.. ولذلك لم تكن اجندة البابا يوحنا الثاني وقتها واضحة تجاه الإسلام وتجاه تركيا.. كما ان البابا يوحنا كان أول (بابا) في التاريخ يقوم بزيارة مسجد إسلامي عندما قام في العام 1982م بزيارة المسجد الأموي في دمشق. M


    --------------------------------------------------------------------------------

    ثم جاء البابا بندكت السادس عشر الحالي وكونه (بابا) (ألمانياً) أدى إلى تساؤلات كبيرة حول كيف يستطيع ان يقود الكنيسة خصوصاً وانه طاعن في السن وجامد في الناحية (اللا هوتية) وكانت آراؤه نحو العالم والدين الإسلامي سلبية.. بل أنه حينما كان كاردينالاً وعمره آنذاك (70) عاماً والآن عمره (79) عاماً، صرح بأنه ضد دخول تركيا للاتحاد الأوروبي لأن تركيا نقيض لكل ما هو أوروبي، ونقيض للحضارة المسيحية الأوروبية وأنها وريثة للدولة العثمانية التي انهكت الدولة البيزنطية وطردت المسيحية من القسطنطينية أو اسطنبول الحالية ، قبل عشرة قرون بل تمددت حتى وقفت جيوشها على حدود (يينا).

    كما نعلم أن الدوائر التي تريد ان تضرب اسفيناً بين تركيا والغرب.. وبين الضمير التركي والضمير الأوروبي.. هي وراء محاولة إلصاق تهمة محاولة اغتيال البابا السابق يوحنا بولس الثاني بالاتراك ، فمحمد أوغلو الذي اطلق الرصاص على البابا تركي الأصل.. ورغم أن البابا السابق عفا عنه بعد ان قضى في السجن «15» عاماً إلا أنه مازال يقبع في السجن ومازالت دوافعه لإطلاق الرصاص على (البابا) مجهولة.ولا ندري كيف نجح في ذلك رغم ان البابا كان يحرسه «20» ألف شرطي ويلبس درعاً واقياً من الرصاص. ولذلك نقول إن تلك الحادثة كانت اشبه بقضية سرحان بشارة الفلسطيني الذي اطلق كذلك الرصاص على روبرت كنيدي فأرداه قتيلاً . ولا تزال القضيتان يحيط بهما الكتمان.

    ثلاثة أهداف

    ومن المؤكد أن أيادي اليهود الصهاينة وراءهما.. فكما كان القصد من الثانية ضرب اسفين بين القضية الفلسطينية والضمير الأمريكي.. كان القصد من محاولة أوغلو ضرب اسفين بين العلاقات التركية والأوروبية وتحصين الضمير الأوروبي ضد تركيا ومحاولات دخولها إلى منظومة الاتحاد الأوروبي. ويمكن القول إن أهداف زيارة البابا بندكت السادس عشر تتلخص في ثلاثة اهداف.

    الهدف الأول.. هو ايجاد نوع من التنسيق أو الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية بآفاقها العالمية البابوية وبين الكنيسة الارثوذكسية التركية ورفعها إلى مكان علي حتى تتصيد قيادة الارثوذكس على مستوى العالم في محاولة للالتفاف على الكنيسة الارثوذكسية الروسية.. ذلك اننا نعلم ان أهم مكونات الارثوذكس على مستوى العالم هم الارثوذكس الروس الذين يتجاوزون الـ (80) مليوناً من البشر يليهم الارثوذكس في اثيوبيا الذي يزيدون على الـ (20) مليوناً من البشر والارثوذكس في منطقة أوروبا الوسطى صربيا وغيرها كذلك يزيدون عن الـ (20) مليوناً من البشر.. والارثوذكس في مصر حوالى (5) ملايين بينما الارثوذكس في تركيا لا يزيدون عن (100) الف نسمة. ولعل إسرائيل وأمريكا ودهاقنة السياسة الامريكية يرون ان هذه الاقليات هي المرشحة لضعضعة الاوضاع في العالم الإسلامي.. وهي المرشحة لأن تكون نواة لمشروع الشرق الأوسط الأكبر وليس فقط الكبير الذي سقط في الشام ولبنان .. وان هذه الاقليات هي التي قوضت صرح الخلافة العثمانية بمشاركة ودعم من اليهود.. ولذلك قد تكون خير معين لمواجهة المد الإسلامي في العالم.

    زواج كاثوليكي - ارثوذكسي

    ولذلك أراد البابا بندكت السادس عشر ان يخلق حالة من الزواج (الكاثوليكي - الارثوذكسي).. خصوصاً وان الرابط اللاهوتي لايفرقهم إلاّ في مسألة تعريف (الألوهية) حيث ان اليعاقبة أو الارثوذكس يرون ان (المسيح) طبيعة إلهية واحدة.. بينما الكاثوليك وحسب مجمع (خليدونيا) يرون ان للمسيح طبيعتين ، إحداهما إلهية والاخرى بشرية. ولكن هذا الخلاف اللاهوتي غير مهم الآن لأنهم متفقون في قضايا كثيرة كمنع الاجهاض وعدم زواج القساوسة وتحريم الزواج المثلي ويتفقون أيضاً في كثير من القضايا اللاهوتية الأخرى.. بينما نجد أن البروتستانت ابعدوا النجعة حيث أباحوا الاجهاض والشذوذ الجنسي والزواج المثلي وزواج القساوسة، وما عاد هناك أي رابط بينهم وبين الكاثوليك.

    ولذلك بالنسبة للكاثوليك المحافظين والبابا هذا منهم ، فإن أولوية الحوار هي مع الارثوذكس ،واولوية المواجهة هي مع المسلمين حتى لاينفرط عقد الكاثوليك في العالم الإسلامي وهذا هو الهدف الأول والخفي لهذه الزيارة.

    أما الهدف الثاني فهو مربوط بالأول ،وهو تقوية التيارات العلمانية في تركيا والتأكيد على حراسة الجيش للنظام العلماني الاتاتوركي حتى يصير مدداً للكنيسة الكاثوليكية في تصديها لحركة المد والبعث الإسلامي.. وقد برز ذلك في ثلاث ايماءات.. الأولى في زيارة البابا بنفسه لقبر مؤسس تركيا الحديثة (اتاتورك) علماً بأن تركيا كانت حليفة لألمانيا في الحرب العالمية الثانية ،ورغم ان البابا لايريد ان يفتح هذه الصفحة لأنها ستذكره (بالهولوكست) وستذكره بألمانيته ومشاركته في صباه في طلائع الشبيبة النازية.. ولكن يبدو ان للسياسة ضروراتها.

    إيماءات

    أما الإيماءة الثانية فإن فرنسا التي تعد القوة الكاثوليكية الأولى كانت قد مهدت لهذه الزيارة من الناحية السياسية حينما اقر البرلمان الفرنسي بإرتكاب تركيا جرائم ومذابح ضد الأرمن وعليها ان تعتذر لهم.. مما يعني ان تدفع لهم التعويضات وان تعطيهم وضعاً مميزاً في المجتمع وان يتم ابتزاز الشعب التركي بذات الطريقة التي يبتز بها اليهود ألمانيا.

    لذلك وفي إطار هذه الخلفية التي خلقتها فرنسا من الناحية السياسية تأتي الخلفية الروحية حينما يذهب البابا بنفسه ليزور الأرمن في شخص بابا الكنيسة الارثوذكسية التركية ،ويحاول أن يبوئهم الريادة والقيادة على كل الارثوذكس على مستوى العالم.. مما سيجعل الارثوذكس نخبة حاكمة ولها (يتو) سياسي وروحي على النظام التركي. رغم أن نسبة الارثوذكس في تركيا لايزيدون عن (2%) ويقدرون ما بين (100 - 120) ألف شخص.

    والثالثة في هذه الزيارة له بعدان.. الأول يتعلق بأن البابا يريد ان يعطي رسالة للاتراك أنه ليس ضدهم رغم انه عندما كان كاردينالاً صرح بأن تركيا يجب أن لا تدخل منظومة الاتحاد الأوروبي، والآن فمن الواضح ان (البابا) يلبس لكل زمان لبوسه - فهو قد ذهب إلى تركيا ليتكلم عن الحوار وأن الإسلام دين محبة ورحمة ويدخل المسجد الأزرق ويرفض حتى أن يقوم بايماءة كنسية في مسجد (أيا صوفيا). الذي افتتحه القائد محمد الفاتح في العام 1853م بعد أن اشتراه من الكنيسة الارثوذكسية حوله إلى مسجد ، لايمانه بحديث النبي صلوات الله عليه وسلامه الذي يقول (لتفتحن القسطنطينية. فلنعم الأمير اميرها ولنعم الجند ذاك الجند) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

    وكرد فعل لبرنامج رحلة البابا المتضمن الدخول إلى ايا صوفيا قام الاتراك بالاعتصام في اياصوفيا وحولوها إلى مسجد رغم انه حول إلى متحف ومنعت فيه الصلاة.

    ]تسجيل نقطتين

    ورغم ان البابا في رحلته هذه قدم تنازلين.. ورغم انه لم يعتذر عن اساءته للإسلام عندما قال إن رسول الإسلام لم يأت بجديد إنما أتى بكل ما هو شر ومخالف للانسانية.. ولكنه تحدث عن أن الاسلام دين رحمة ومحبة وحاول ان يجامل المسلمين بزيارته إلى مسجد السلطان أحمد الأزرق الذي بُني قبل مائتي عام. ولكن نقول إن البابا سجل نقطتين على تركيا في هذه الزيارة هما.. ان زيارته هذه كان من المقرر ان تجري في نوفمبر 2005م لأنها كانت في الأصل مقدمة من البابا (بارتليميوث) بابا الكنيسة الارثوذكسية التركية ولكن الرئيس أحمد سيزار رئيس جمهورية تركيا رأى انه كرئيس دولة يجب ان يقدم بنفسه الدعوة للبابا واشترط ان تؤجل لمدة عام وفعلاً تم ذلك. وزيارة البابا لتركيا تُعد خامس رحلة له خارج الفاتيكان وأول رحلة له خارج أوروبا وأول رحلة له للعالم الإسلامي.

    والأمر الثاني أنه أجبر رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان على تغيير برنامج زيارته إلى (لاتفيا) لحضور اجتماعات رؤساء دول الناتو.. فأرجأ ذلك في آخر لحظة واستقبل البابا عند سلم الطائرة مما أدى إلى إنخفاض شعبيته.

    ورغم هاتين النقطتين التي سجلهما البابا على تركيا فإن زيارة (البابا) أدت إلى ميلاد وتنامي شعور إسلامي كبير في تركيا حتى أن جامعة (البسفور) عندما أجرت دراسة لقياسات الرأى وجدت أن نسبة الاتراك الذين يعتبرون انهم مسلمون أولاً ثم اتراك ثانياً ارتفعت من (25%) العام 1999م إلى (45%) في العام 2006م مع زيارة البابا. رغم ان المرتديات للحجاب انخفضت نسبتهن من (15%) إلى (11%).. وان الذين يؤمنون بأنه لا بد ان تكون هناك احزاب ذات برنامج ديني انخفضت كذلك من (25%) إلى (15%) حسب قياس الرأى هذا.. وهذا يثير سؤالاً جوهرياً.. هل حزب العدالة والتنمية حزب إسلامي أو حركة إسلامية؟!.. فنحن نعرف مثلاً ان برنامج الحركات الإسلامية في مصر (الإسلام هو الحل) وأن البرنامج العام للحركات الإسلامية هو الدستور الإسلامي وأسلمة الدولة. ولكن يمكن القول إن تركيا التي حظيت بجيش علماني ويحرس دستوراً علمانياً.. وان هذا الجيش العلماني اطاح من قبل بأربع حكومات فقط لأنها كانت ذات توجهات ليبرالية وتريد فقط منح المسلمين بعض الحريات في عامل (اللحية) وارتداء الزي التركي القديم والحجاب وغيرها.

    تحالفات

    برزت في هذا الجو الحركات الإسلامية وهي تتهيب ان تستفز النخب العلمانية خصوصاً وان تركيا فيها يهود (الدونما) وفيها اليهود الذين يقبضون على مقاليد الأمور.. وأن تركيا جزء من حلف الناتو ، ولها علاقات استراتيجية مع إسرائيل.

    فلذلك عندما برز حزب العدالة برز وهو يتكون من ثلاثة تيارات رئيسية.. التيار الإسلامي المنقسم بين حزب السعادة واربكان.. والتيار القومي الذي يريد ان يرجع للقومية التركية والتقاليد والتاريخ التركي بما في ذلك التاريخ العثماني.. والتيار الليبرالي الذي يريد باسم الديمقراطية ان يمنح حتى المسلمين الحريات وعلى الاقل يساويهم في مسألة الحريات مع الارثوذكس واليهود.. وتحالفت هذه التيارات وكسبت الوجود الثقافي للمسلمين الذي تمثله الحركات الصوفية.. حيث ان الطريقة (النقشبندية) و(المولوية) هما أكبر الطرق في تركيا.. وكذلك هناك حزب النور أو (نورستان) وهو مجموعة قوية ولها دعوة وافكارها قومية.. وكلها تعتبر مدداً لحزب العدالة والتنمية.. ولكن كل هذه الحركات الصوفية ليس لها برنامج سياسي وإنما تهتم بالرمزيات والإيماءات والحريات والتعليم الديني وبناء المساجد والخلاوى ووضع المرأة وغيرها.

    إذاً يمكن القول إنه تجمع إسلامي ذو طبيعة خاصة وليس تجمعاً حول برنامج سياسي إسلامي باعتباره لايزال يحتفظ بعلاقات تركيا مع إسرائيل ومع الناتو ، كما أن هدفه الأول هو دخول الاتحاد الأوروبي.. وهذا يستدعي حواراً ونقاشاً كبيراً بين الإسلاميين ، أيهما أولى لتركيا دخولها للنادي الأوروبي أم البقاء في النادي الإسلامي؟

    لأنها إذا دخلت النادي الأوروبي فستكون في ذيل قائمة دول اتحاده.. أما إذا بقيت في النادي الإسلامي فستتصدى لهموم وقضايا هذا النادي المتفاعلة وستكون على قمة سنام دوله.

    ولكن البعض يعتقد ان هذا مجرد (تكتيك) لأن دخول النادي الاوروبي مهم لتركيا حيث يتيح لها ان تأخذ بالتقانة الأوروبية ومعالم التحديث الغربي وتتقوى وتتزود بعلوم العصر التي تمكنها بأن تصبح دولة عظمى.

    بينما إذا بقيت في النادي الإسلامي فانها ستبوء بمشاكله وباعبائه كما ان النادي الإسلامي نفسه لن يكون لها رصيد.. وإنما سيكون عليها عبئاً تمثله القضايا الفلسطينية والعراقية والافغانية والسودانية وغيرها.

    دبلوماسية اردوغان

    ومهما يكن فان حزب العدالة رفض منذ البداية ان يكون طرفاً في الحرب على العراق.. ولكن مهما يكن فإن سياسة ودبلوماسية الطيب اردوغان مفهومة لكثير من القادة والحركات الإسلامية، ويعتقدون انه رجل المرحلة الذي يهيئ تركيا للمرحلة الانتقالية التي يمكن ان تبرز فيها حركة إسلامية جديدة رغم ان تركيا دولة غير ناطقة بالعربية.

    الأجندة الخفية

    وكل دولة غير ناطقة بالعربية يكون الإسلام فيها عاطفة. وأهم شخصية برزت في تركيا هي شخصية جلال الدين الرومي (رجل غونيا) الذي كان يشعر بالفارسية وكان عماد العقل التركي والفارسي في ايران بعد مرحلة الطراز العثماني. لكننا نقول إن الاجندة الخفية الثلاث لزيارة البابا ورغم خطورتها ورغم انها جاءت في ظل ملابسات دقيقة ورغم الاوضاع المتردية في كثير من اجزاء العالم الإسلامي إلاّ أن ردود الفعل تفيد ان تركيا في طريقها إلى أن تصبح جزءاً من النادي الإسلامي وان ايماءة الاتحاد الاوروبي الاخيرة بتأجيله للمفاوضات مع تركيا واشتراطه عليها ان تفتح موانئها أمام السفن والاسطول القبرصي اليوناني فهذا يعد اساءة لتركيا المجروحة، وتعلم ان قبرص التركية مقاطعة وعليها حصار اقتصادي من الاتحاد الاوروبي منذ عشرين عاماً.. واشتراط رفع الحصار هذا برفع الحظر على السفن القبرصية اليونانية فيه عدم اكتراث الاتحاد الاوروبي لمسألة الحوار مع تركيا في الانضمام إلى منظومته.

    وعندما جرى الاستفتاء حول القبول بلوائح الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالحريات وافقت عليها الاقلية التركية ورفضتها الاغلبية اليونانية.. ولكنه كذلك فإن الاتحاد الاوروبي لايزال موالياً لقبرص اليونانية ،وهذه ليست قضية سهلة فهي في عقل كل تركي لأن الحرب اليونانية والعداء التاريخي بين الاغاريق والاتراك موجود في كل بيت وعقل تركي.

    دولة درجة أولى

    لذلك فإننا نعتقد ان هذه الموروثات الثقافية القديمة ستؤدي إلى ردة فعل لتعود تركيا إلى ناديها الإسلامي وستتخلص من القبضة اليهودية ، وستعيد ترتيب علاقاتها الخارجية ،وتنسحب من (الناتو) وستعلم انه لا الناتو ولا الاتحاد الاوروبي يؤهلانها لامتيازات التقانة الأوروبية والحضارة الأوروبية.. وانها ستظل في أوروبا دولة من الدرجة الثانية.. وخير لها ان تصبح في منظومة العالم الإسلامي دولة من الدرجة الأولى من ان تصبح دولة من الدرجة الثانية وذيلاً في النادي الأوروبي، والله أعلم.

                  

12-10-2006, 10:01 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأجندة الخفية وراء زيارة (البابا) لتركيا (Re: علي اسماعيل العتباني)

    أخي على
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بلا شك أن المقال به تحليل وافي وأيضاً كنت قبل عام في اسطنبول التي تعودت زيارتها على فترات متقطعة ولكن ما لفت النظر هو الآتي:
    1) أن هناك صحوة إسلامية نتجت أيضاً من شعور الأتراك بأنهم وقفوا في باب الأتحاد الأوروبي بغية الإنضمام إليه وهم يواجهون بوضع العراقيل والعقبات من قبل الإتحاد مما ولد فيهم الشعور بالغضب لأنهم قاموا بسد كل الذرائع التي تحول دون الإنضمام ولكن يفاجئون من بشروط جديدة تعجيزية فأدركو أن المشكلة تكمن في أنهم مسلمون رغم رعلمانيتهم الأتاتوركية.
    2) ولّّد هذا الشعور في نفوس الأتراك نزعة الجنوح إلى البحث عن الجذور فأوروبا بإتحادها النصراني لا مكان فيه لتركيا فكان عليهم البحث واللجوء إلى هويتهم العقدية .. وأن هذه النظرة الإقصائية الدينية أدرك معها الأتراك أن أوروبا لن تقبل بهم إلا إذا تحولوا للنصرانية.
    3) زيارة الحبر الأعظم للنصارى بعدما كال للمسلمين وكاد لهم يتحرك نحو تركيا حيث أنه معقل المذهب الأورثودكسي فهو يحاول في خطوة أولي توحيد النصارى على مختلف مذاهبهم تحيناً للإنقلاب وهو أقوى هذه المرة لأنه واجه نقداً على إستحياء من الأوثودكس القبط والعرب عامة لهجومه الأول ، أما تغير لهجته في إسطنبول فبرأيي أنه تكتيك مرحلى لإستصحاب الأورثودكس للإستقواء بهم في تصريحاته القادمة التي بدون أدنى شك ستكون أقوى وأعنف وأفتك وأكثر شراسة .. إن هذه الزيارة هي بنج موضعي لتنويم المسلمين والعرب عامة.
    4) تركيا حاولت الدخول للإتحاد الأوروبي عن طريق أمريكا وإسرائيل لعلاقتيهما مع أوروبا ولكن لم يتحقق لتركيا ما أرادت وبعد أن أقامة صفقات هامة مع الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين ظناً منها أن إسرائيل هي بوابتها للإتحاد الأوروبي ولذا عندما لم تنجح في هذا المنحى كان المشهد هو فتور الزخم الذي كانت تتسم به هذه العلاقة التي إستفادت منها إسرائيل أولاً وأخيراً ولأن أوروبا تدرك جيداً مدى التوتر الذي خلقته إسرائيل في المنطقة فأصبحت تعالج المشاكل التي تخلقها لها إسرائيل وتتعارض مع مصالح أوروبا في العالم العربي ناهيك عن أن يكون لها أيضاً كلمة مرجحة لدخول تركيا الإتحاد الأوروبي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de