|
عفوا مولانا الميرغني !!!
|
أربعة ايام فقط تفصل بيننا وبين اجتماع المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي بالقاهرة الذي دعا له مولانا السيد محمد عثمان الميرغني .ولست ادري ان كانت اجندة الاجتماع قد تحددت ام لا .لكن الراجح عندي ان الهدف الرئيس من الاجتماع هو تسويق عودة مولانا الميرغني للسودان.
الميرغني نفسه مهد لعودته في تصريحات ادلى بها للفضائية السودانية كانت مثار دهشة الجميع اذ قال ان عودته مرهونة باحراز تقدم في قضية دارفور التي كلفه الرئيس البشير بمتابعتها . التصريحات ايضا استبق بها الميرغني اجتماع القاهرة وقطع بها الطريق على الذين كانوا ياملون في ان يتخذ المؤتمر قرارا واضحا وصريحا بالخروج من الحكومة ،خاصة وان مشاركة الحزب فيها صورية .وقد شكا الميرغني نفسه لطوب الارض من ان الحكومة ترفض تطبيق بنود اتفاق القاهرة وان الرئيس البشير نفسه تجاهل عن عمد ذكر الاتفاق في افتتاح الدورة الحالية للبرلمان .اذن ماهو الجديد ولماذا هذه المواقف المزدوجة والمائعة التي لا تشبه الحزب الاتحادي الديمقراطي.
الميرغني ليس مطلوبا منه ان يكون موفدا للبشير او " مرسالا له " وهو على رأس اكبر الاحزاب السودانية على الاطلاق . كما انه ليس مطلوبا منه ان يسوق مبررات النظام البلهاء في رفض القوات الدولية في دارفور وتشبيه دخولها بانه سيحول السودان الى عراق اخر ،كل هذا ليس مطلوبا منه بل المطلوب منه- بعد ان القى سلاحه " وحل " قوات الفتح " التي فشل مفاوضوه في اتفاق القاهرة في ايجاد وضعية لها باستيعاب افرادها في الاجهزة النظامية وحجر على مفاوضي التجمع التحدث عنها -،المطلوب منه شرف الموقف المعارض لحزب لاقى قادته ربهم وهم في سجون العسكر وعاد بعضهم الى الوطن في توابيت ولكنهم لم يخذلوا جماهيرهم ابدا .وقد تهيأت للميرغني فرصة ان ياتي بما لم يات به اولئك القادة الابرار الاطهار لكن الرأي الواحد والاعتداد به والقراءة الخاطئة للخارطة السياسية والابتعاد عن نبض الشارع والجماهير جعل الميرغني يتخبط ويقود الحزب الى حيث يريد هو لا الى ما تريد الجماهير.
وحسنا فعل الاستاذ سيد احمد الحسين نائب الامين العام للحزب الذي اعلن في تصريحات له رفضه الذهاب للقاهرة وقرر مع مجموعة من الاتحاديين الذين يتوزعون في عدة فصائل وبعدة مسميات تصميمهم على عقد مؤتمرات الحزب القاعدية مرورا من الاحياء والقرى والمدن وانتهاءا بمؤتمر عام ينتخب فيه الاتحاديون قيادة لهم.
الاتحاديون الان في مفترق طرق وازمة حقيقية تستوجب وقوفهم بصلابة امام محاولات تطويع ارادتهم وتمييع قضيتهم الوطنية والزج بهم في معركة ليست معركتهم . وفي تقديري ان القيادات التي اجتمعت بالخرطوم امامها فرصة تاريخية ان صدقت نواياها وحزبت امرها لقيادة هذا الحزب الكبير ،اما اذا تهاونت وركنت لاغراءات الميرغني وترهيبه فعلى الحزب السلام!!
* الزين قرافي
|
|
|
|
|
|