|
|
 رجل المطار الحكيم Poem
|
هذا المطار بوابة مشرعة
فيه رجل حكيم يعرف من أنا
صفحة صفحة كان يجمعني من جواز السفر
نجمة البر علي التلة ماتت تنتظر
في مساء خافت كانت الأنجم فيه حبات لآلئ
خبرتني النجمة عن طفولتها قبل مليون عام
و تحادثتنا كثيرا
ثم ماتت في أجاج البحر
أبحرت السفينة
هذه الريح التي قد داعبتني في الشتاء
تعشق الآن الشراع
و تداعبه كما يهوي المسافر
كان رجلا عالما
يعرف البدو و أخبار الغجر
أننا لا نغرس زرعا
غير أقدام علي درب القوافل
نجمة البر المضيئة لبثت تنتظر
ثم ماتت في ثنايا الماء
و البحر انحسر
عبق الليل برائحة المواني و النساء
شهوة البحار تفهمها النساء الماجنات
و شهوة البدوي ترويها القصائد و السفر
كان يعرف من أنا
رحلة العمر تنام علي يديه
و أنا فتشت عن ذاتي كثيرا في الطريق
رحلة السنوات من مهدي
إلي موتي البطئي
غرست قاطرة الصحراء في عقلي الصور
غرست فيني الضجيج
و تجمد مشهد العالم في الخارج فجأة
صحراء و صحراء و لا شيئ هناك
غير نبتات الصحاري الناحلة
صحراء و صحراء و لا شيئ هناك
غير آثار تبقت من مواشي نافقة
ترقد الآن الجماجم و العظام
علي القبور العارية
و نحن قافلة الحديد
نحن قافلة الحياة
نزفر الدخان في رئة السماء
كان يعرف من أنا
و أنا فتشت عن ذاتي كثيرا في المساء
فتح الكون فيني كوة للمستحيل
فارتقيت إلي السماء
إرتقيت إلي النجوم
إلي النيازك و الكواكب و الشهاب
كل شيئ كان نقطة
إلا قمر الليل يرمقني بعطف أبوي
فتضيئ ابتسامته التلال المشرئبة
كان يرمقني بعطف
قرص فضة !
كان يعرفني و يعرف كل شيئ
و كنت عن نفسي غريب
حطت الطائرة في بلد بعيدة
و تجاذبني الحنين
غصت في صدر النساء الخصب بذرة
كانت الألحان تنمو في الشتاء
و شمعة العشق أضائتني قليلا ثم خفتت
شاخ جذري و انكمش
فبذرة البدوي لا تلوي علي ثمر
و لا تأبي السفر
كيف شاخت روح طفل فاحتضر
كلما وضب في صفحة العمر حقيبة !
كان يعرفني و يعرف من أنا
ترك تذكارا علي قلب الجواز
ثم ناولني الحقيقة
و مشيت ....
شتاء/2006
|
|
 
|
|
|
|
Modic
شهاب الفاتح عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست