دمعة شوق
ذو النون بشري
كان هدية الفصول الي دنيانا.. ولد كالربيع واستقر خضرة.. وعبيرآ.. ونشرآ طيبا في دواخلنا..
العميري ذلك الصوت الذي ملأنا فرحة ودهشة.. الصوت الذي تمرد علي الأبعاد.. والموازين.. والمحدودية.. والقرار والجواب.. وانطلق حرآ يغرد علي الافنان.. والغصون.. أخذ من الكاشف عبقرية الصوت.. ومن حسن عطية رنين الذهب.. ومن مني الخير نعومة المخمل.. طفل الحياة الذي يحرقه الظمأ فيعب من ينابيع الجمال ويزداد ظمأ.. وعطشآ.. صوفي الفن المعذب بالحنان.
يتشكل صوته الريان الاخضر فيصبح لقمة في فم الجائع.. وضرعآ يدر حليبآ دسما للطفل الصغير.. ومهادآ ومأوي.. وقنبلة حارقة في يد الثائر الكادح.. سمق كسنابل القمح الموشحة بلون الذهب.. يغني من قلبه الخفاق بالمحبة لبنوت الحلة العامرة.. ويبشرنهن بالعديل والزين.. ويتنبأ برحيله الخاطف ويوصيهن بمسح الدمعة الحراقة وفتح البيبان والطاقة للشمس القادمة من عتمة الظلام..وللأمل الطري الراقد علي شغاف القلوب كالندي يستقبل قبلات الفجر وهو علي ثغور الزهور.
العميري لمحة برقت كالوميض وانطفأت.. ولكن نورها ملأ رحاب الحياة وأبي ان يتلاشي.. وعاش يهبنا الدفء والأمل.. ملأ ثغورنا بالابتسامة.. والضحكة البريئة الصافية..
وعاد فملأ العيون بالدموع الحارة الممضة
كانت فرحتنا به اكبر من حجم قلوبنا.. واصبحت دموعنا عليه أكبر من حجم عيوننا.. سنظل نبحث عن عميري الراحل جسدآ المقيم فنآ وعطاءآ.. في بريق النجوم.. وفي انين الطمبور.. في نواح القماري.. في دموع الخريف.. في تنفس الربيع.. في ضحكة الفجر.. في تبر الأصيل.. في دماء الغروب.. انه فينا نبض الاحاسيس وخفقة القلوب.. وشهقة النفوس.. وحنين الارواح.. وزفرة الحزن.
ادهشنا بحضوره
وادهشنا برحيله
وسنظل نسأل عن عميري النغم الشارد اذ ما الليل غشاه السكون