صلاح شعيب :حزب البعث ودعاة العروبة والمخرج القومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 11:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-23-2006, 10:28 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صلاح شعيب :حزب البعث ودعاة العروبة والمخرج القومي


    حزب البعث ودعاة العروبة والمخرج القومي

    صلاح شعيب
    [email protected]

    لايمكن نفي المكون العروبي في السودان، وهذه حقيقة موضوعية وليست إفتراضا متأملا ً، فإذا كانت اللغة العربية والتي يتحدث بها غالبية السودانيين لم تكن عاملا ثقافيا حاسما في مسائل الجدل الحضاري فإي عامل ثقافي آخر يمكن أن يكون بهذه القابلية..؟ ثم إن اللغة ليست هي مجموع الاحرف والجمل التي نشكلها كيفما نشاء، وإنما منظومة دلالية حسية تدخل في عصب التفكير والاحساس وتؤثر في نمط الحياة والسلوك ، وبهذا الاساس ــ كما نتصور ــ فإن اللغة العربية اصبحت واحدة من المعطيات الثقافية لجميع السودانيين وجنسيات اخري ، ممن ترجع أصولهم إلي بطون وأفخاذ عربية وكذلك من إرتبطت اعراقهم بالافريقية وبغيرها، مضافا إليها أن الدين الاسلامي ، ولكونه أتي إلينا قدريا، فهو يمثل موئلا حضاريا لغالبية السودانيين، وهو أيضا إنسرب إلي دواخلهم بأداة اللغة وعليه صار تيارا الاسلام والعروبة كمكسبين للثقافة السودانية في ظل عدم وجود عامل حضاري آخر يمتاز بديناميكية التطور والتفاعل الموازي، ولو إنه يصعب نفي المكون العروبي، فإنه يصعب نفي المكون الاسلامي، علي أن الحال هكذا، فإن هذا الاعتراف ينفي القول أن الظروف التاريخية لتسنيد العروبة والاسلام في المنظومات الدستورية والقانونية والادارية كان سلميا في بعض الجوانب، ولو أن الدولة - أية دولة - تحتاج ، كما هو حتمي، إلي ثقافة مهيمنة تنتصر علي الثقافات المتساكنة من أجل التكوين الاجرائي لمؤسسات الدولة، فإن الدولة السودانية بدلا من تبيئهما سلميا جعلت من الاسلام السياسي والعروبة المشفرة مركزيا شرطا لازما للحصول علي الحقوق المدنية، وإطلاقا لم تكن الثقافة الاسلامية والثقافة العربية محايدتين، في التعامل مع بقية المميزات العقدية والاثنية الاخري ، وبالتالي إهتاجت أقاليم الجنوب ودارفور وجبال النوبة للحصول علي حقوقهم المدنية وليس لنبذ الثقافة الاسلامية والمعطي الثقافي العروبي رغم غضه وغضيضه ، الجنوب نسبة لخصوصيته الدينية والثقافية ، أما دارفور وجبال النوبة نسبة لاحساسهم أن وكلاء الثقافة الاسلامية والعربية في المركز، أثناء تطبيقهم نظرية الدمج المركزي، يهمشونهم وظائفيا ويتجاوزون خصوصياتهم الثقافية التي لا تتماس مع الثقافة العربية. أقول هذا وفي ظني أن هذه الاقاليم وكذلك تيارات ليبرالية وديمقراطية تنحدر من جذور إسلامية وعربية تري أن لا شئ يجعلهم يسعون لنفي هذين المكونين وإنما ترويضهما بما يخلق ثقافة للسلام السياسي والاجتماعي المتفق عليها، وتدرك هذه الفاعيلات أن عموم عملية الاصلاح السوداني يمكن أن تتم بعد التسوية السياسية، حيث بعدها تتوفر مناخات لاعادة فهم الاسلام لا علي طريقة المركز الذي وظفه ضد الجنوب وضد تيارات من المركز، وأيضا لإعادة فهم الثقافة العربية بما يجعلها متسودنة وبما يفرغها من بعض الحمولات الايدلوجية والعرقية. وهنا يبقي الاسلام دينا يخلق التراضي والتضام القومي لا أن يكون خصما عليه. ولو تم هذا تكون الثقافة العربية مكتسبا ثقافيا يسهم في وظيفة التجسير اللغوي بين جميع مكونات المجتمع السوداني فيما يبقي الاسلام وسيلة لانفاذ قيم العدل والمساواة والتعايش السلمي.



    عليه ــ إن الشئ الذي يتفق حوله غالبية المثقفين السودانيين أن الاعتراف بالمكونين العربي والاسلامي شئ، والاحساس بمن يحافظون علي فرض هذين المكونين شئ آخر، بمعني آخر أن صفوات الجنوب ودارفور والشرق وجبال النوبة قد لايجادلون علي كون أن معطيي اللغة والاسلام هما جزء أصيل من المكتسب القومي ، بيد أن تاريخ ممارسة السلطة المركزية في حمل الثقافة الاسلامية ـ العربية لم ينبن علي أسس التسامح القومي ، وبالتالي فإن ضررا ماديا ومعنويا أصاب الهامش وإنعكس علي حيواته وإنسانه بالقدر الذي أوجد هذه الحروبات التي أخذت طابع المطالبة بتغيير التركيبة السلطوية السودانية القائمة علي دعامتي الاسلام والعروبة، وبالقدر الذي نحسه في صحائف إعترافات النخب السودانية من معظم التيارات السياسية أن الاعتماد علي المنظومة الفكرية "العربسلاموية"المخلوطة سودانويا، جر وبالا علي السودان بما يهدد وحدته أو بقائه السياسي ، او بالقدر الذي نلمسه في أدبيات الحلول التي إنبثقت من طاولة التفاوض مع الهامش والتي حوت، بغير إقتسام السلطة، تنازلات جوهرية للمركز فيما يتعلق بالتخلي علي هيمنته الادارية علي خصوصيات الهامش .



    لا أعتقد أن ما جاء عاليه لن يخلق حدا أعلي، أو قل أدني، مع دعاة فكر القومية العربية الذي يقود رسنه شقائق من حزب البعث العربي الاشتراكي، أو حتي الذين يؤمنون بالدور السياسي للسودان ثقافيا وعربيا، أللهم إلا لو أن الفكر العروبي في مصدره الاساسي ، أو حين ترجمته سودانيا، يفهم علي أن غائيته هو تجاوز الاقليات الدينية والثقافية في الدولة القطرية، وذلك أمر لا أجد له وضعا ضمن قراءتي لمؤسسي الفكر القومي أمثال ميشيل عفلق وإلياس فرح وصلاح بيطار وإنطوان سعادة وشبلي العيثمي وقسطنطين زريق، ومن الملاحظ هنا أن مؤسسي هذه المنظومة الفكرية ينحدرون من أصول إثنية تعتبر من الاقليات في الوطن العربي.



    فوقا عن ذلك إن المتتبع لمراجعات الفكر القومي العربي يري أن هناك نهضة إصلاحية لذاته جاءت من قبل عضويته النظامية أو من الليبراليين العرب أمثال الجابري وهشام شرابي ومحمد خلف الله وهشام جعيط ومحمد جابر الانصاري ، هذا بغير النقد الروائي والشعري والصحافي الذي يجد سانحته في المنتديات الفكرية والمنابر الادبية، وعلي ناحية المؤسسات لا ننسي الجهد الناقد لمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت الذي أصدر مجلدات في شأن الازمة العربية من كافة جوانبها وكذلك مركز أبن خلدون الذي يترأسه الدكتور سعدالدين ابراهيم والذي تهيأت له الفرصة لإستضافة مؤتمر الاقليات في الوطن العربي في قبرص وكان سباقا في طرح هذه القضية ، وأذكر أن الدكتور حيدر ابراهيم ساهم بدراسة رصينة في المؤتمر بلا شك أن السودان مجتمع متعدد الأعراق والثقافات.



    ويقول الدكتور الواثق كمير «إن إحدى مشاكل السودان القديم أنه كان، وما زال، يبحث عن ذاته ويطرح تساؤلات مضنية حول هويته الحقيقية، فنحن قطر عربي كما أننا قطر أفريقي، ولكن هل نحن هجين؟ هل نحن عرب أم أفارقة؟ فمن نحن؟ وحينما نفشل في تعريف هويتنا، بسبب أننا لا نبحث عنها داخل السودان ، بل نبحث عنها بالخارج،» يلوذ البعض بالعروبة وإذ يخفقون في ذلك يلجأون إلى الإسلام كعامل موّحد، بينما يصيب الإحباط البعض الآخر حال إخفاقهم في إدراك كيف يكونون عرباً بينما اقتضت مشيئة الخالق خلاف ذلك؛ فيلجأون للانفصال. أما السودان الجديد فتتساوى في الإنتماء إليه كل القوميات التي تقطنه الآن؛ وما تاريخه وتنوعه وثرواته إلاّ تراثاً مشتركاً بينها. إذن فلن يصح تعريف الهوية السودانية وفقاً لعاملين اثنين فقط «العروبة والإسلام» مع استبعاد بقية المحددات الجوهرية المتجذرة في تنوع السودان التاريخي والمعاصر. لذلك فإن عملية البناء الوطني تستوجب إمعان النظر داخل القطر واستصحاب تجارب الآخرين وصولاً لتكوين أمة سودانية متفردة. وهناك العديد من الأقطار والشعوب والأمم ممن فعل ذلك. «فقد هاجر الإنجليز إلى أمريكا وأنشأوا ثلاث عشرة مستعمرة، ولكن ظلوا كما هم ذات الإنجليز يتحدثون الإنجليزية ويدينون بالمسيحية كما اضطروا إلى محاربة إنجلترا لنيل استقلالهم. وهاهم الآن الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يدّعون أنهم إنجليز رغم تحدّثهم بالإنجليزية. الإنجليزية هي لغة أمريكا ولكن تلك البلاد هي أمريكا وليست إنجلترا. مثال آخر جيد ساقه البرتغاليون والأسبان. والأسبانية هي لغة الأرجنتين وبوليفيا وكوبا، مع ذلك يظلون نفس الدول وليس أسبانيا. وبالمثل لا يمكن الزعم بأن العربية في السودان هي لغة العرب وإنما لغة السودان وأهل السودان ».



    حقا إن التصحيح للفكر العروبي لم يقتصر علي المؤمنين بفكر العروبة فقط، وإنما وجد نقدا من مفكري التيارات اليسارية والاسلاموية والمشتغلين في الدوائر الاكاديمية ، ونذكر منهم د. محمود أمين العالم وحسن حنفي ومحمد عمارة والطيب تزيني وعبدالإله بلقزيز وصادق جلال العظم وغيرهم، والمعروف أن محاولات التفاكر حول الفكر العروبي جاءت في أعقاب خيبات الامل التي مني بها مشروع الدولة العربية لما بعد الاستقلال، ولم يكن النقد قاصرا علي الدول العربية التي تبنت فكر البعث الاشتراكي مثل العراق وسوريا واليمن الجنوبي فقط، وإنما إشتمل أمر التقويم التجربة الناصرية والتجربة الليبية وكذلك شمل النقد طبائع الممارسة الفكرية والسياسية والثقافية العربية في شقيها المعارض والنخبوي.



    علي المستوي السوداني وقفت علي إجتهادات الاساتذة عبدالعزيز حسين الصاوي ومحمد علي جادين اللذين يبذلان مجهودات فكرية متميزة لسودنة البعث السوداني ، ووقفت علي آثار الاستاذ بكري خليل وحاورت من قبل الراحل محيي الدين صابر وكذا حاورت المبدع محيي الدين فارس الذي يحتفظ برباطات عروبية منذ فترة دراسته بمصر، ولاحظت أن هناك تركيزا علي معالجة جملة القضايا السودانية ضمن مرجعية ديمقراطية ولكن من دون أن يتخلي بعض هؤلاء الاساتيذ عن النظر للمشكل السياسي السوداني بوصفه تمظهرا للفشل التاريخي للدولة في الوطن العربي، ولم أر في كتابات آخرين من البعثيين تنازلا أو تفكيكا نقديا للتضخيم الحادث في البعد الاستراتيجي للمطامع الغربية، ولعل ذلك ما جعل الموقف الرسمي لأحزاب البعث وغالبية طليعته الفكرية منسجما مع موقف الاقطار العربية في ازمة الجنوب وأخيرا دارفور، كما لم ار نقدا سودانيا لتجربتي البعث في العراق وسوريا تجاه وأد المحاولات لتحقيق المشروع الديمقراطي وإحترام الاقليات الدينية والاثنية وحقوق الانسان..إلخ، وربما تكون ظروف الارتباط التنظيمي لقادة ومفكري البعث السوداني بالبعث العراقي والسوري سببا لاتخاذ مواقف عدائية مسبقة تجاه مشكلة الجنوب والتي لم ينظر لها الحزب إلا في إطار نظرية المؤامرة برغم وضوح المشكل الجنوبي للمراقب السوداني، حيث تمحور حول حقوق المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاعتراف بخصوصيته الدينية والثقافية والعرقية.



    ولقد كنت كتبت قبل ثلاث سنوات مقالا مطولا نشر بصحيفة «الشرق الاوسط» قلت فيه ، ان السودانيين هم جماعة لا تتم قراءة ملف دولتهم، إلا عبر محاولة ناقدة لقراءة ملف الدولة القطرية العربية، التي نظر حولها الدكتور محمد جابر الأنصاري، هذه الدولة كونها تعاني المرارة في الخطو نحو حتى «الديمقراطية المتبيئة»، كما ينشدها الجابري، وتعاني الدولة نفسها أيضاً من التردد من دون الفصل بين ما هو ديني/ مقدس، وما هو دنيوي غير معصوم عن الخطأ. كذلك تعاني من قضايا التعامل مع العلمي والآخر الأجنبي، وحزمات الفساد العام المرتبط بما هو قومي. أيضاً فإن دولتهم ـ السودانيين ـ تعاني من مخلفات الاستعمار الذي ترك لافريقيا من مشاكل إثنية وإدارية وحدودية ما ينوء بثقلها الولدان. استقلالهم غير الدموي لم يفطن ضمن أشياء كثيرة إلى هذه القنابل الموقوتة، غير أن ما يبدو هو أن الذين سودنوا الوظائف الإدارية والسياسية، وظّفوا السودنة في شكل «حيكورات» أو مرابيع إنتاجية تعود لأشخاصهم بالريع والوجاهة بين الفضاءات الفسيحة للعربان و«النقرو». السودنجية في تعاملهم مع الجنوب الثقافي، اعتبروه امتداداً لفكر بني أمية. أما على جهة الجغرافي، فإنهم جعلوه فقط استثماراً في الاتجار الاقتصادي. وبالثابت لو أن سياسيي ما بعد الاستعمار وظفوا واحداً في المائة مما صرفوه لصد «حروبات الظلامات» الجنوبية، لصار الجنوب «حديث» افريقيا في التنمية السياحية مثلاً، ولبقي الشمال «آية» من التجسير ما بين «العروبوي والافريقوي»، لكن، فإن الاعتماد على رزق اليوم باليوم السياسي في معالجة المشكل السوداني كحل دماغ المتنفذين فكرانياً، ثم عمى الناشطين سياسوياً. على الصعيد نفسه، فإن العرب، وهم الذين لم يستمعوا جيداً للناشط سعد الدين إبراهيم في محاولته الاستراتيجية لدرء مشاكل الأقليات في الوطن العربي واتهموه بأنه يقبض من تحت وسادته المسماة مركز ابن خلدون، محتاجون للاتّعاظ من تجربة السودان غير المجانية، ذلك إذا كان الهدف هو خلق إمكانية دولتية واسع الرضا بها محلياً وخارجياً، وقادرة بالشكل الملائم على التعامل مع إفرازات العولمة والجينوم البشرى وسحر جينيفر لوبيز والاستنساخ وأسلحة الدمار الشامل والخلايا الجذعية.. إلخ.



    ."



    ختاماً إن ما يكبل سيرورة نشطاء البعث السوداني دون التعمق في الازمة السودانية هو إنهم في غالبهم يعتمدون مرجعية عروبية صمدة لم يشارك السودانيون، وغيرهم كثر، في صياغاتها الاولي، المشاركة التي تحقن الفكرة العروبية بخصوصية الهامش القطري، فالسودان وغيره ــ وهم كذلك ــ يعتبرون فرعا أساسيا لمركزية الثقافة العربية ، وبمثلما نقول أن مركز الخرطوم قد تغول علي حقوق الهامش، بل وفرض عليه رؤيته لما ينبغي أن يكون عليه حاله فيدراليا ــ فرضا لم يكن مثقفو الهامش قد بذروا بذرته الاولية، وأنى لهم ذلك ــ فإن المركز العربي أو الدوائر الحضارية العربية في بغدا د والقاهرة وبيروت كانت أيضا تتعامل مع بقية الاقطار العربية كهامش متلق ٍ لنتاجها الفكري، وهناك دائما مسافة إستعلائية ما بين المنتج والمتلقي.



    ولئن كانت طبيعة الثقافة العربية المسيطرة لم تراع إحتجاجا سلميا أو عنيفا لخصوصيات أقليات في دول مثل مصر والعراق وسوريا وموريتانيا والسودان فقد شهدنا كيف ان تكويشا تاما قد حدث لحقها «المعارض ــ الناقد» داخليا حتي تم عد ممارسة هذا الحق كجزء من الاستهداف لكل ماهو عروبي برغم أن مفكري النهضة كانوا كما قلنا من اصول غير عربية، هؤلاء الذين لا يظن أنهم يتحملون وزر الممارسة التي قضمت ثمر الفكرة، فالسياسي دائما، ولإنتهازيته الساحرة، يحاول تشويه جهد المثقف علي ضوء تجربته التي تتعلق باليومي ، وتتصادم مع الطارئ الاقليمي والدولي غير المفكر حوله.



    هذا الوضع المعكوس الذي أنتجته الممارسة العربية للسلطات السياسية المتحفزة بفكر القومية العربية أو بحلم الوحدة من المحيط إلي الخليج، وبتعرضه للنقد المتواصل من قبل المثقفين العرب الديمقراطيين بحثا عن اوآليات اخري لتحقيق هذا المشروع الطموح للوحدة العربية، علي غرار مشروع الوحدة الاوربية ــ لم يجد التدبير النقدي الحقيقي علي مستوي البعث السوداني السياسي، وربما لم نلحظ تغييرا أصوليا في فكره منذ الادبيات الاولي التي وجدت حظها من الشيوع بعيد إنتفاضة ابريل.

    مع التثمين أن دور البعث السوداني ، أثناء النضال ضد الشمولية المايوية كان مؤثرا وايجابيا إلا أن المسؤولية المعارضة للبعث السوداني تتضاعف في ظروف التصدع القومي الذي جرتنا إليها شمولية الانقاذ، حيث يتراكم الحراك القبائلي ويلوذ الاستثمار السياسي نحو التشرذم الجهوي، نعم تتضاعف نحو إنجاز التحول الديمقراطي من جهة ولايجاد معادلات فكرية من الجهة الاخري تجعل نفي العروبة الثقافية عن المكون السوداني امرا صعبا وغير عملي ، وفي ذات الوقت تخلق ــ هذه المعادلات الفكرية ــ الطمأنينة لدي الناشطين جهويا بأن مفهوم العروبة أبعد ما يكون عن الادلجة السياسية وأقرب إلي أن يصبح وسيلة للتجسير القومي وسط التباينات العرقية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de