|
لقد بلغ السيل الزبى! ... الطيب مصطفى..... الانتباهة
|
زفرات حرى الطيب مصطفى لقد بلغ السيل الزبى!
غ الانفعال مبلغاً عظيماً وإنني إذ اقدر دواعي هذه المشاعر الملتهبة لاطلب من الحكومة ان تصحو وتتفاعل مع مشاعر الجماهير الغاضبة المجروحة في كرامتها والباحثة عن امنها وسلامها الاجتماعي فقد بلغ السيل الزبى! اعتذر كذلك عن ورود كلمة »واحر قلباه« هكذا: »واحري« في مقدمة مقال الأمس ولعل الخطأ ناشيء عن أني امليت المقدمة بالهاتف ولم اقرأها. عندما تكتب صحيفة »سيتزن« التابعة للحركة الشعبية وتحرض بقولها »إن مقتل جندي الحركة وليم دوت نقور ليس الحادث الاول ولن يكون الاخير ما لم يلجأ الجيش الشعبي لتحرير السودان للعمل بمبدأ العين بالعين والسن بالسن« وعندما تورد الصحيفة ان خمسة من جنوب الحركة قتلوا خلال الفترة من فبراير ٦٠٠٢م حتى الحادث الاخير »اي خمسة افراد على مدى عشرة أشهر« في مناطق مختلفة من السودان منها كسلا وبحر الجبل في جنوب السودان ثم يقتل جنود الحركة الشعبية نفس العدد »خمسة من جنود الشرطة« دفعة واحدة في قلب الخرطوم في كمين نصبوه بعناية فائقة. عندما تعيد صحيفة »سيتزن« قصة اختطاف حركة تحرير السودان - جناح مناوي- لبعض افراد الشرطة في ام درمان انتقاماً من قيام الشرطة »بالهجوم عليها حسب زعم الصحيفة ثم تقول« إن حركة مناوي عملت مبدأ العين بالعين والسن بالسن« ثم تقول كذلك في صراحة مدهشة »علي الجيش الشعبي ان يتعلم كيفية التعامل مع الشرطة وفق سلوكها هي« ثم تقول »نحن ندعو مقاتلينا الا ينكسوا اسلحتهم« ثم تقول »تنبهوا يا رجال الجيش الشعبي وإلا فإن كل جنودكم سيقتلون«! عندما يزور النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب سلفاكير الجندي الجنوبي القتيل في المشرحة ويدلي ببعض التصريحات الغاضبة داخل غرفة المشرحة امام ملأ من قيادات الحركة الشعبية. »معلوم أن ذلك الجندي قد قتل في حادث عادي تشهد العاصمة امثاله يومياً بدون أدنى ضجة«! ثم عندما تسكت الحكومة كلها ولا تجد من يصدر بيان التعبير عن الاسف غير وزير الدولة للداخلية التابع للحركة الشعبية المعتدية والذي ترحم على جنود الشرطة وعلى جندي الحركة الشعبية في ذات الوقت! وعندما تصف الحكومة احداث جبل اولياء المفجعة بانها معزولة وفردية ولا تعبر عن تخطيط من أية جهة ثم عندما تقيد الشرطة المكلومة التي ينزف قلبها دماً الحادثة ضد مجهول رغم علمها الكامل بتفاصيل الحادث! عندما يحدث كل ذلك فإنه يعني اننا في أزمة بل كارثة حقيقية بل في مفصل خطير من مفاصل تاريخ هذه البلاد يعكس حالة مجنونة من الضعف والانكسار والهزيمة النفسية لا تجدي معها المعالجات... فقد استحققنا الاستبدال الذي اصاب اقوام وحضارات كثيرة وبلغنا مرحلة الاحتضار.. احتضار الامم قبل ان تزوي وتزول أو تستبدل. ترى ماذا نقول وقد بلغنا هذه الدرجة من التقهقر والاضمحلال غير »لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم«. إنها نيفاشا.. تلك الكذبة التي ملاوا بها الدنيا ضجيجا واحتفى بها المطبلون وحارقو البخور واعتبروها انجاز العصر حتى صدق كثير من المغفلين انها ستحقق السلام فإذا بها تنقل الحرب من أحراش الجنوب إلى قلب الخرطوم بل إلى أمن الخرطوم المتمثل في الشرطة حامية حمى المواطنين وأمنهم وسلامهم الاجتماعي. لطالما حذرنا من ترتيبات نيفاشا الامنية التي ادخلت جيشا حاقداً مليئاً بالمرارة ومتعطشاً ومتحرقاً للتشفي والانتقام الى قلب البلاد.. جيشاً لا يعرف غير ثقافة البندقية وشريعة الغاب.. إنها السابقة الخطيرة .. سابقة أول حادث في التاريخ البشري .. ان تجتمع في عاصمة البلاد الجيوش والمليشيات المسلحة الموغرة الصدور والمحملة بمرارات السنين! لكن إذا كانت قبيلة النعام عندنا تدري او بالاحرى تتغافل عما يجري فإن جيش »السودان الجديد« كان يعلم كل شيء عندما فرض على حين غفلة من مفاوضينا شروطه وغزا عاصمتنا بجيشه الحاقد ولطالما هدد كبارهم بان »نيفاشا ستقضي على دولة الجلابة« كما قال باقان اموم بل ان تصريحات الرجل بشأن الحزام الاسود حول الخرطوم والتي انجبت أحداث الاثنين الاسود حدثت قبل غزو قوات الحركة الشعبية للخرطوم بموجب اتفاقية نيفاشا ودخولها باسلحتها الثقيلة.. القوات التي ستشكل - بموجب نيفاشا - نصف القوات المسلحة السودانية أو الجيش القومي اذا تمخض الاستفتاء عن وحدة طوعية فهل بربكم من مستقبل أحلك من مستقبلنا ومن غفلة أكبر من ذلك؟! الحديث يطول لكني احذر مواطني الخرطوم والسودان قاطبة من نار اراها تشتعل بقوة فإما أن نهب لاخمادها وإما أن نحني رقابنا للذبح الذي ارى القوم وقد اشهروا له سكاكينهم! اما الحكومة فأمامها خيران فإما أن تقف موقفاً أقوى من موقفها من القوات الدولية وتصر على أبعاد القوات المشتركة الى خارج الخرطوم والحد من حركتها ومنع دخولها الى العاصمة ثم تعيد الامن الذي افتقدناه من جديد للمواطنين وإما أن تترجل غير مأسوف عليها! اعتذار اعتذر عن ورود كلمتي »الحيوانات« و »السفلة« في ثنايا احتجاجات القراء يوم امس على مجزرة الشرطة فقد استبد بهم الغضب
|
|
|
|
|
|