|
الدرما السودانية
|
(( الفن هو خندق الشعوب الأخير خندق الدفاع عن مُثل الحرية والسلام والديمقراطية والتعددية فلندافع عن هذا الخندق.. وفن الدراما على وجه الخصوص يستطيع أن يلخص الكثير من المشاعر والهموم الإنسانية وما دمنا نصون الثقافة ونحمى الإبداع فهذا دليل حي على إننا شعب حي )) لذلك أبى قلمي إلا أن يمسك بيدي ويخط هذه السطور عن الدراما السودانية . إن ما نشاهده في قناتنا الفضائية من دراما بعيد كل البعد عن الدراما التي تحمل قضية وعلاج. دراما ركيكة من كل الجوانب تصوير إضاءة صوت. وقبل أن استرسل في نقدي عن الدراما السودانية التي قُدمت في شهر رمضان الكريم قد يقول قائل من أنت حتى تحكم على الدراما السودانية بأنها دراما ركيكة وغير جيده ردى أنا لست من المتخصصين في النقد الدرامي أنا واحد من المتلقين والمشاهدين والذين تهمهم رفعة وعلو فن الدراما في بلادنا. وأنا بدوري أتسال لماذا يسكت المشاهد على هذه المهزلة التي نشاهدها على شاشة قناتنا الفضائية أم هل رفضه على هذه المهزلة هو السكوت والإحجام عن المشاهدة وهل الإحجام على المشاهدة وحده يحل القضية. صحيح ألان لم يعد هناك جمهور للمسرح ولا جمهور يتابع الدراما السودانية على التلفزيون ولكن في رأى يجب على كل شخص مهموم بالدراما أن يتكلم ويدلي بدلوه على هذا التردي الذي حصل في فن الدراما وخصوصا المشاهد المغترب الذي يدفع رسوم على هذه القناة الفضائية . إن المواضيع التي تطرقت لها درامتنا في شهر رمضان كانت بعيدة عن هموم المواطن وحتى خالية من الكوميديا الهادفة. صحيح إن هناك إشراقات وأعمال قيمة حتى المواضيع القيمة والموضوعية كانت المعالجة الدرامية لها ضعيفة وعلى سبيل المثال نبذ المجتمع لذوى الاحتياجات الخاصة هذا موضوع جيد. وكان يجب أن نعكس للمجتمع كيفية التعامل مع هولاء الموضوع قيم كما أسلفت إلا إن المعالجة الدرامية غير جيدة وهنا تكمن أزمة الدراما السودانية ولا نريد أن نقلل من اجتهاد بعض القائمين على أمر الدراما وهناك ممثلين وكتاب ومخرجين جيدين ولكن نقدنا هذا لأننا نطمح للأفضل والجيد ونريد لدرامتنا أن تكون على كل الفضائيات كما هو الحال لباقي الدول المتقدمة في هذا الفن واحسب إن أزمة الدراما تكمن في شح الإمكانيات المادية الدول المتقدمة في هذا الفن تنتج مسلسلات بملاين الجنيهات وذلك ليس عبطا إنما لعكس قيمها وتقاليدها عبر هذا الفن ويلها النص الجيد ليس لدينا سيناريست ولا كتاب متخصصون في فن الدراما ما يجرى هو اجتهاد ونشكر كل من ساهم في ارتقاء هذا الفن ولكن ما يجرى ألان هو تأليف بالتكليف وهناك أزمة حقيقة في الممثلات وتدنى الوعي وعدم نضج البيئة السينمائية في السودان من ابرز معوقات الإنتاج الدرامي إن السودان مازال يفتقر إلى معهد متخصص في السينما إذ إن معظم ممثلي الدراما التلفزيونية جاؤوا من المسرح والأعمال الدرامية السودانية ما انفكت تعانى من عدم تفريق الممثل بين طبيعة الأداء على خشبة المسرح ومتطلبات الأداء على الشاشة أما الإضاءة وذاوية التصوير والصوت فحدث ولا حرج لا يوجد ثبات في أداء الممثل وذلك يعود إلى محدودية الإنتاج الدرامي وموسميته يجب على الدولة أن تهتم بهذا الفن الذي أصبح ألان صناعة بعد أن أصبحت الدول تتنافس على إبراز قيمها وتقاليدها عبر فن الدراما وأصبح الفضاء مفتوحا ويجب على السودان أن يلج هذا الفضاء والسودان غنى بموروثاته وتعدد ثقافاته في الختام إذا كنت قد أبرزت الجانب السلبي فان هناك جانب ايجابي وأعمال قيمة لاقت القبول والاستحسان وهناك أيضا ممثلين جيدين ولكنني أبرزت الجانب السلبي لكي يعتدل المسار وذلك لحبي لفن الدراما ولان كل سوداني يريد أن يري درامتنا السودانية على كل القنوات الفضائية ولاننى مؤمن( بان شعبا غير قادر على الإبداع غير جدير بالحياة) والمبدعين كُثر في بلادي .
|
|
|
|
|
|