|
|
 سبدرات :ليس من حق الشعب أن يعلم: طرد برونك شأن حكومي خالص
|
سبدرات :ليس من حق الشعب أن يعلم: طرد برونك شأن حكومي خالص .
10.11.06 - 05:57:18
ليس من حق الشعب ان يعلم :طـــرد برونـــك شــــأن حكومـــي خــــالص
"السودانى"
انهارت محاولات الصحفيين في انتزاع معلومات تتصل بالمبعوث السابق للأمم المتحدة يان برونك، بعد تدخل وزير الحكم الاتحادي عبد الباسط سبدرات، افتراضاً منه أن بقاء برونك من عدمه أو سماح الحكومة له بلملمة أمتعته أو حرمانه من الخطوة شأن يخص الحكومة وحدها ولا يهم الرأي العام، متهماً في ذات السياق الصحف بالسعي للحصول على المعلومة لذاتها وليست للقارئ ووجد حديث الرجل مساندة من وزير الخارجية د. لام أكول.
أنفض اجتماع اللجنة النتفيذية لاتفاقية سلام دارفور برئاسة نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه والذي آلت بموجبه قيادة ملف الاتصال بالفصائل غير الموقعة الى مدير جهاز الأمن والمخابرات اللواء صلاح عبد الله وانتشرنا نحن الصحفيين لمباشرة مهامنا للإلمام بفحوى الاجتماع وتحين الفرصة للحصول على معلومات أخرى أبرزها آنذاك الموقف الحكومي الرسمي من طلب الأمم المتحدة بالسماح لمبعوث الأمم المتحدة يان برونك العودة الى الخرطوم للملمة أغراضه الشخصية فبادرت (السوداني) بسؤال وزير الخارجية عن الأمر وقبل ان ينطق بكلمة قطع حديثنا وزير الحكم الاتحادي بلهجة حادة احتجاجاً على السؤال قائلاً (ان تسمح الحكومة لبرونك بجمع امتعته وللا يخليها المعلومة تفيد الشعب السوداني في شنو) وأردف (انتو المستفيدين من المعلومة وليس القارئ) وزاد (يعني الراجل قادم عشان يلملم حاجاتو حَنقوليه لا) (بالله يا جماعة انشغلوا بي حاجات تهم القارئ).
وأخرجنا من حالة الذهول التي انتابتنا بسبب حديث الوزير صوت د. لام أكول الذي ردد نفس العبارات وتساءل ماهي الفائدة التي يجنيها الشعب من بقاء برونك أو طرده، فانسحبنا من ساحة الجدل بعد ان قدمنا دفوعات احتراماً للمناصب ولكن ببقى يقين بأن الحكومة لا تضع في حساباتها عند اصدار القرار الرأي العام وان صورة الشعب في عقليتها لم تصل مرحلة الارتقاء لمتابعة أحداث المبعوث الأممي الذي تسعى منظومته لنشر قوات منها على أرض دارفور فضلاً عن الانخراط نحو التحول الديمقراطي، لم يحدث أي تغيير ايجابي في العلاقة بين السلطة والصحافة إذ أن الأولى لا زالت تتعامل مع الأخيرة بمنطلقين: العداء أو الوسيلة تلك التصنيفات أطلقها زعيم حزب الأمة المعارض لـ (السوداني) وأبدى استياءه من تجاوز الحكومة للرأي العام.
والحكومة (في رأي المهدي) تتجاهل بشكل واضح الشق الثاني في حكومة الوحدة الوطنية والقوى السياسية المشاركة فكيف لا تتجاهل الرأي العام وبشأن العلاقة بين السلطة والصحافة أكد المهدي ان الحكومة تتعامل مع الصحف على أنها عدو تجمع العدة لمحاربته أو وسيلة لعكس الجانب الحسن فيها وعلى صعيد مماثل اتهم وزير رئاسة مجلس الوزراء الحكومة بالسعي لشق الرأي العام من خلال انفرادها بالقرارات واستشارة أفراد بعينهم بمنأى عن الحركة الشعبية والقوى السياسية ولا تسعى لخلق اجماع لقراراتها يوحد الشعب وقال الوزير إن الحكومة المتضررة الوحيدة من الخطوة لأنها ستعيش في حالة صراع دائم ولفت دينق ألور الانتباه الى ان الحركة الشعبية ملت ممارسات المؤتمر الوطني ولكنها تشعر بأهمية تعديل الأوضاع وفي نفس الوقت تواجه صعوبات لتحقيق مرماها لعدم مساندة القوى السياسية المشاركة لها والتي فضلت الصمت على ابداء الرأي وصوب رئيس التحرير السابق لصحيفة الأضواء سيلاً من الانتقادات للحكومة مؤكداً ان تعاملها مع الصحف والرأي العام لم تنفك عن العقلية الشمولية وتتحرك نحوهما من منطق أبوي ووصائي وتعتقد ان الشعب يجب ألا يفهم ولا يعرف إلا ما تريده ان يعرف ويفهم وقال: هذا هو المدخل الأساسي الذي يتم به تغييب المشاركة الشعبية وحجب الجماهير والرأي العام عن عملية صنع القرار لتصبح الجماهير عبارة عن متلقي للقرار في مراحله النهائية بعد مناقشته وطبخه واعداده في دوائر السلطة السياسية التي تحتكر الحكمة والفهم والعلم أو هكذا يظنون. وأكد فيصل محمد صالح ان عودة برونك الى الخرطوم في عرف الصحافة المستقلة انها تتابع قضية تشغل الرأي العام لأكثر من عشرة أيام وبالنسبة للمسؤول السياسي لا يرغب في الحديث عنها من نفس الفهم الشمولي الرامي لجعل الصحافة تتبنى رؤيته وتستجيب لطلبه وتنفذ أوامره وأضاف: إن هذا الفهم السائد يحد الصحافة من التقدم بأي مبادرة وأنه لا خيار أمامها غير التجاوب والانصياع لمبادرات الجهاز التنفيذي وفي ظل هذه الظروف من الطبيعي ان يعتقد كثير من المسؤولين ان لهم الحق في تحديد الأولويات.
وشن رئيس تحرير الصحافة عادل الباز هجوماً على تعامل الحكومة مع الرأي العام واتفق مع فيصل محمد صالح في ان الطرق التي تتبعها الحكومة في اصدار القرار لا تعكس احترامها للرأي العام وضرب مثلاً لما أشار بأنها تصدر قرارات بلا حيثيات مثل قرار زيادة أسعار المواد البترولية وكان بامكانها ان تستبق الخطوة بحوار يقيها الانتقادات التي صاحبت القرار الذي صدر بصورة مفاجئة وأحياناً تكون الحيثيات متوفرة وتحتاج الى قرار أو انها اصدرت قراراً لا تنفذه المؤسسات بحسبان عدم رغبتها فيها ونموذج لذلك الجبايات. وأكد الباز ان التناقض بين اصدار قرار بلا حيثيات وحيثيات بلا قرار مضر بصورة الحكومة في ذهن الرأي العام ويستشف منه ان الحكومة لا تضع وزناً حقيقياً للرأي العام وأضاف الباز لـ (السوداني) في ظل المعادلة المتناقضة تبحث الحكومة عن تجميل صورتها عبر الصحف وفي ذات الوقت تمارس أعمالاً بعكس ذلك وتأتي النتائج مرتبكة تنعكس سلباً على مجمل الأداء الاعلامي داخلياً وخارجياً وأبرز الباز ان السلطة مهمومة بتمكين نفسها بالسيطرة على أدوات صناعة الرأي العام ومشغولة بالسيطرة على أكبر الكيانات فبها مثل مجلس الصحافة وتهتم بقانون الصحافة ولكنها تتأرجح بين تعديل القوانين وهمها الأكبر في السيطرة على وسائل الاعلام ومن أساليبها التي تتبعها محاربة الصحف بالسيطرة على المعلومة والتحكم في الاعلان الحكومي الى جانب الأدوات الأمنية لتقييد وتكبيل الصحف.
أمس الأول اعتذر مني أركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية ورئيس السلطة الانتقالية في دارفور لشعب دارفور عن سنوات الحرب التي عاشها وصنفت الخطوة على أنها مدخل معنوي مهم لتجسيد الخطوات العملية التالية فهل يا ترى يا أستاذ سبدرات الاعتذار يفيد شعب دارفور وهل نشر قوات دولية في المنطقة أمر يخصه أم لا؟.
وإذا عاد برونك الى الخرطوم بعد الاقتناع بالشروط التي وضعتها الخارجية حينها سنكتب للقارئ لا تقرأ هذا الخبر لأنه وقف على الحكومة.
تقـــــــرير: ذكرى محي الدين
|
|
 
|
|
|
|
Ahmed Mohamedain
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست