|
|
 الصورة الكئيبة و الإرادة الغائبة.. محجوب محمد صالح، مقال مهم
|
هذه كلمة الأستاذ محجوب محمد صالح في عموده بصحيفة الأيام ( أصوات وأصداء)
اليوم الأربعاء 8/11 و فيه إشارات مهمة بشأن أزمة دارفور.
____________________________
محجوب محمد صالح
الصورة الكئيبة .. والارادة الغائبة!
عندما يطول امد الصراع في اي بلد ويفشل اهله في حله بارادتهم الحرة وجهودهم الذاتية يقل اهتمام العالم به تدريجيا ويفتر حماس المتعاطفين وتجف مصادر التمويل وهذا هو ما حدث من قبل في الصومال وهو ما سيحدث بالنسبة لدارفور اذا استطال الصراع وتعذر حله – وقد دقع هذا الاسبوع حدثان خارجيان – احدهما في الكونغرس الامريكي والآخر في مجلس الامن – يرسلان اشارات ينبغي ان نتدبرها ويتدبرها اهل بيزنطة الذين يتحاورون في ابوجا.
تقدمت الحكومة الامريكية بمشروع اعتماد مالي بمبلغ خمسين مليون دولار لدعم بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور التي اوشكت مواردها المالية على النفاذ وكانت البعثة قد اعلنت انها تواجه ازمة مالية وان المبالغ المتبقية لها من دعم المانحين ستنفذ شهر مارس القادم وانها ان لم تجد دعما جديدا سيتعذر عليها مواصلة عملها – جاء مشروع القرار الامريكي الذي تقدمت به الحكومة الى الكونغرس ليلبي هذه الاحتياجات ولكن الكونغرس رفض منح التصديق بالاعتماد دون ابداء الاسباب – وهو نفس المجلس الذي اجاز بالامس قانون سلام دارفور!! كيف يريد الكونغرس ان يستعيد اقليم دارفور سلامه اذا كانت الاموال لا تتوفر لقوات حفظ السلام التي فرض المجتمع الدولي وجودها؟
صحيح ان الحكومة الامريكية وعدت بالبحث عن اعتمادات اخرى من بنود المعونات المختلفة لتوفيرها للاتحاد الافريقي – ولكن الواقعة تعكس بؤس الموقف عندما تصبح مصائر اي بلد رهينة بقوى خارجية ويفشل اهل البلد في حسم صراعاتهم بقدراتهم الذاتية وبارادتهم الكاملة!
اما الواقعة الثانية فقد حدثت في مجلس الامن حينما تقدم له بتقريره الدوري منسق المعونات الانسانية جان ايغلاند فقال ان مجهودات العون الانساني حققت نجاحا كبيرا في انقاذ حياة النازحين في اقليم دارفور ووفرت لهم اسباب الحياة بعد ان تقطعت بهم السبل وضاقت امامهم فرص الحياة ولكنه حذر ان كل عمليات العون الانساني في دارفور مهددة بالانهيار التام والتوقف الكامل بسبب الهجمات التي يتعرض لها العاملون في مجال الاغاثة والمخاطر الكبيرة التي تهدد حياتهم بسبب هذه الهجمات.
وهذه الواقعة الثانية تضيف بعدا جديدا للصورة الاولى وتعكس مدى الازمة التي يدخل فيها بلد تخرج قضاياه من يده ويصبح مصيره متداولا خارج حدوده – ويضطر مليونان من سكانه بسبب الحرب الاهلية ان يعيشوا في الملاجئ والملاذآت الآمنة وغير الآمنة يعيشون عالة على الدعم الاجنبي وعلى العون الاجنبي – والصورتان معا ينبغي ان يدخلا في اعتبار المتفاوضين في ابوجا – فهم يدخلون في جدل عقيم ومصائر اهلهم تبحث خارج بلادهم ومعاش اهلهم يعتمد على عون يجود به – او لا يجود به - الآخرون وأمنهم وسلامتهم تتوقف على قوات وافدة من اقطار افريقية يفترض نظريا ان يكون السودان متقدما عليها في كافة المجالات لولا هذا التدهور المريع الذي اكتنف الحياة وهي قوات تتبع لمنظمة لا تملك من امر نفسها شيئا؟ بل لا تملك المال الذي توفره لجنودها وتظل تنتظر المنح والاعانات لكي يقوموا بمهامهم في السودان!!
اذا لم تحرك كل هذه الصور البائسة اولئك المتحاورين في ابوجا وتستثير فيهم الارادة الوطنية لكي يضعوا حدا لازمة هذا الاقليم ولمعاناة اهله الذين فقدوا كل مقومات الحياة بسبب هذه الحرب اللعينة فليس هناك من تفسير لهذا الفشل سوى موت الارادة السياسية في السودان تماما.. وعلى اهل السودان ان يبحثوا عن حل لازماتهم خارج اطار هذه النخب المتصارعة والمتفاوضة في ابوجا!
موقع صحيفة " الأيام" على الإنترنت
http://www.alayaam.net/
ترى عم سيتفتق العقل السياسي السوداني لحل أزماته خارج إطار النخب المتصارعة و المتفاوضة في أبوجا؟ هل يلفتنا الكاتب العميق بذكاء،إلى ما أغفلناه، وهو دور الشارع السياسي كعنصر ضغط، و إلتقاط الجماهير زمام المبادرة حين تتهاوى النخب و تغرق في أزماتها، أم أنه مجرد"زعل و حيرة" من "أستاذ" العمود الصحفي، محجوب محمد صالح!
|
|
 
|
|
|
|
Samau'al Abusin
Adil Isaac
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست