|
دليل الدرجات الجامعية السودانية في التاريخ: قراءة سريعة فى كتاب جدبد للبروفيسور ميمونة ميرغنى ح
|
دليل الدرجات الجامعية السودانية في التاريخ: إنجاز غير مسبوق
صدر مؤخرا في طباعة أنيقة دليل الدرجات الجامعية السودانية المجازة في التاريخ مع مستخلصات الرسائل، من إعداد البروفيسور ميمونة ميرغنى حمزة و الدكتور ايمن كمال أمين السيد الأستاذان في كلية الآداب بجامعة النيلين. صدر الدليل الذي تولت طباعته مطابع العملة في 212 صفحة. يستعرض الكتاب حوالي 400 رسالة (ماجستير و دكتوراة) منحت بواسطة أقسام التاريخ في الجامعات السودانية منذ عام 1970م، كما تم أيضا عرض بعض الرسائل التي أجيزت في جامعات أجنبية. نود ان نسجل أدناه بعض انطباعات و ملاحظات. 1. يكتسب الدليل أهمية كبيرة خصوصا في ظل انعدام فرص النشر للرسائل الجامعية، و فقر المكتبات الجامعية و غياب المؤلفات السودانية عن شبكة الانترنيت، إضافة لافتقار بلادنا للمكتبة الوطنية التي تلزم الناشرين بإيداع نسخ مما ينشرون. فبالتالي ربما تمثل هذه الدلائل الببليوقرافية المصدر الوحيد لمعرفة اتجاهات التأليف في التاريخ، و في غيره من المجالات. 2. يلاحظ ان التاريخ القديم للسودان، بما فيه الممالك المسيحية، لم يحظى بتغطية كافية. ربما يعود هذا ا لقلة المتخصصين في هذه الفترة أو لقلة المصادر و المراجع. بعض الجهات ربما تفسر هذا النقص كاتجاه لتغليب هوية معينة للبلاد. نعتقد ان محاولة سد النقص في هذا الجانب ضرورية. يمكن اللجؤ، مثلا، لابتعاث بعض الدارسين للخارج. 3. نلاحظ غلبة التأليف باللغة العربية مع ان معظم وثائق تاريخنا الحديث و المعاصر كتبت بغير العربية (اللغة الإنجليزية أيام الحكم الثنائي واللغة التركية أيام كان السودان تابعا للحكم العثماني) حيث توجد مجموعات ضخمة من وثائق تاريخنا في بريطانيا و تركيا وقد تقف اللغة حجر عثرة أمام شباب الباحثين ممن تلقوا دراستهم الجامعية الأولى بالعربية. اعرف ان مستوى اللغة الإنجليزية في جامعاتنا يعانى من التدهور حتى في الكليات التي لا تزال تدرس بها، لكن يمكن، مثلا، إلزام (و تحفيز) مساعدي التدريس في أقسام التاريخ بتقديم ترجمة كاملة لرسائلهم إلى الإنجليزية مما قد يشجعهم فيما بعد على إعداد بحوث تاريخية بهذه اللغة. 4. نلاحظ غلبة الجوانب السياسية في موضوعات الرسائل، مع إهمال شبه تام للجوانب الاجتماعية و ما يتصل بحياة الناس العاديين اليومية. بعض هذه الجوانب تكتسب أهمية خاصة. مثلا دراسة جماعة الزبالعة أو جماعة الهمباتة ربما تقدم إضاءة لجذور العنف في مجتمعنا (الذي يعتقد البعض خطا انه ظاهرة طارئة أو مستوردة). و تغيب أيضا دراسة تاريخ العلوم و بعض المؤسسات ذات الأثر الكبير في حاضرنا. مثلا، لا أجد رسالة واحدة عن الجيش السوداني (تعود جذوره إلى أكثر من 150 سنة)، و لا عن جامعة الخرطوم. من المؤكد ان التاريخ "غير السياسي" ربما تمت بعض التغطية له في غير أقسام التاريخ، مثلا تاريخ الخدمات الصحية في كلية الطب و كذا تاريخ الفنون في كلية الفنون....الخ، مما قد يستحسن معه إضافة ملحق للكتاب يتضمن الرسائل الجامعية في التاريخ المجازة في غير أقسام التاريخ. 5. و هناك بحوث التخرج على مستوى طلاب البكالوريوس. فبعضها على مستوى رفيع و بعضها يتناول موضوعات غير تقليدية. في مكتبة جامعة الأحفاد، مثلا، توجد بحوت تخرج تناولت كثير من الجوانب الاجتماعية. 6. و غير الرسائل الجامعية يوجد كم معتبر من التأليف التاريخي (كتب، دراسات علمية في مجلات علمية محكمة.....الخ)، و كثير منه غير متاح للقراء بل و غير معروف حتى لبعض المختصين، لذا فان وجود دليل ببليوقرافى لمجمل الدراسات التاريخية في بلادنا مهم جدا للفت أنظار المهتمين بها. 7. تعانى المكتبة السودانية من انعدام أو قلة وجود مذكرات الساسة و غيرهم من صانعي الأحداث في كافة المجالات. للأسف مضى إلى رحاب ربهم زعماء و ساسة في وزن الإمام عبد الرحمن و السيد على الميرغنى والزعيم الازهرى دون ان يكتبوا حرفا واحدا عن تجاربهم. و الأمر أحيانا يبدو اقرب إلى اللامبالاة الضارة حين يترك سياسي في مقام عبد اللة خليل اتهاما كبيرا كتسليم الحكم لعسكر 17 نوفمبر دون ان يدافع عن نفسه بكلمة. لا أدرى ان كان ممكنا التعويض بعض الشيء عن غياب مذكرات الكبار بتوجيه بعض الطلاب بإعداد رسائلهم للدراسات العليا عن الجوانب المختلفة من حياتهم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دليل الدرجات الجامعية السودانية في التاريخ: قراءة سريعة فى كتاب جدبد للبروفيسور ميمونة ميرغ (Re: عوض محمد احمد)
|
.Quote: نلاحظ غلبة الجوانب السياسية في موضوعات الرسائل، مع إهمال شبه تام للجوانب الاجتماعية و ما يتصل بحياة الناس العاديين اليومية. بعض هذه الجوانب تكتسب أهمية خاصة. مثلا دراسة جماعة الزبالعة أو جماعة الهمباتة ربما تقدم إضاءة لجذور العنف في مجتمعنا (الذي يعتقد البعض خطا انه ظاهرة طارئة أو مستوردة). و تغيب أيضا دراسة تاريخ العلوم و بعض المؤسسات ذات الأثر الكبير في حاضرنا. مثلا، لا أجد رسالة واحدة عن الجيش السوداني (تعود جذوره إلى أكثر من 150 سنة)، و لا عن جامعة الخرطوم. من المؤكد ان التاريخ "غير السياسي" ربما تمت بعض التغطية له في غير أقسام التاريخ، مثلا تاريخ الخدمات الصحية في كلية الطب و كذا تاريخ الفنون في كلية الفنون....الخ، مما قد يستحسن معه إضافة ملحق للكتاب يتضمن الرسائل الجامعية في التاريخ المجازة في غير أقسام التاريخ. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دليل الدرجات الجامعية السودانية في التاريخ: قراءة سريعة فى كتاب جدبد للبروفيسور ميمونة ميرغ (Re: عوض محمد احمد)
|
Quote: يلاحظ ان التاريخ القديم للسودان، بما فيه الممالك المسيحية، لم يحظى بتغطية كافية. ربما يعود هذا ا لقلة المتخصصين في هذه الفترة أو لقلة المصادر و المراجع. بعض الجهات ربما تفسر هذا النقص كاتجاه لتغليب هوية معينة للبلاد. نعتقد ان محاولة سد النقص في هذا الجانب ضرورية. يمكن اللجؤ، مثلا، لابتعاث بعض الدارسين للخارج. |
الاخ عوض تحياتي تماما كما ذكرت فمصادر تاريخ السودان عامة قليلة ، و نادرة تلك المصادر التي تناولت الفترة قبل المسيحية ، و حتي تلك المصادر التي تناولتها هي دراسات اولية للتاريخ لم تخضع للنقد و التصحيح الكافي بعد و يلزمها حيادية الدراسة و الموضوعية الكافية و التدقيق ( اقصد فرضية التبعية الازلية لوادي النيل لمصر ) ، و حتي الجزء الحديث من تاريخنا لا يعتمد كثيرا علي المصادر العلمية و الوثائق بقدر اعتماده علي الروايات المنقولة شفاهه الشبيهه بمصادر طبقات ود ضيف الله و لا يخفي علي احد ضعف المصادر الشفهية . نحتاج الي اعادة بحوث في التاريخ السوداني قبل المسحية ، و دراسات اعمق للمجتمع خلال الفترة المسحية من تاريخنا كالتي قام بها الاب جولياني . نحتاج الي اعادة ترتيب تاريخ السودان بعد دخول الاسلام و التخلص من فرضية الامير العربي الذي تزوج بنت السلطان السوداني و استفاد من نظام الوراثة الاموي و كون امارته العربية الاسلامية التي تكاد تتكرر في جميع قصص و حكايات نشأة الامارات و الدويلات الاسلامية بعد الفترة النوبية .
| |
|
|
|
|
|
|
|