|
التفرد
|
هو ابن عم لي أغترب منذ السبعينات ويعمل مهندساً بالخليج- نشأ نشأة ريفية ونال تعليماً عالياً
لم تنقطع صلته بالسودان وبالقرية التي نشأ فيها، فخرج من السودان و هو مشبع بالأصاله والنقاء ، لم تبطره النعمة ولم تفتنه حضارة او مدنيه فظل اصيلاً ود بلد من الطراز الرفيع.
في هذا العام وكالعادة شد الرحال لقضاء العيد بالسودان و هو يحمل ما يحمل من ما خف حمله وغلي ثمنه هدايا للأهل والاصحاب والجيران ولم ينس عربته الخاصه الجديده لزوم الزيارات والمجاملات وأداء الواجب.
وفي ثالث ايام العيد توجه بعربته الفاخرة لزيارة بعض من اهله في عيد حسين وهو في الطريق تعرض لحادث حركة عنيف احدث تلفاً كبيراً بعربته ، وكاد ان يسبب كارثه لولا عناية الله ، حيث كان الطرف الاخر الذي صدمه تلميذ يتعلم القيادة.
نزل أبن عمي من سيارته المهشمه وهو يرغي و يزبد، يكاد أن ينفجر غيظاً، واتجه مباشرة نحو السائق لتعنيفه، واذا به يفأجا بأن الصادم مستجد القيادة هو أحد اقربائه، وكان لهذا القريب فاتحة عزاء واجبة لزوج اخته الذي توفي قريباً ، فما كان من ابن عمي الا ان رفع يديه بالفاتحة، الشئ الذي اذهل من كان يجلس في المقعد الامامي بالقرب من الصادم والذي قال انه عندما شاهد هذا المنظر خيل اليه ان هولاء الناس قد اصابهم مس من الجنون فرفعوا أكفهم الي الله تعالي من هول وشدة الصدمه، التي خرجوا منها سالمين، ولم يدر بخلده ابداً ان هذا المصدوم الذي تلفت سيارته الجديدة تماماً قد ينس كل ذلك في لحظة ليقدم واجب العزاء ، يعفو ثم يطلًب العوض من الله.
هذه القصة القصيره المعبره تكشف بوضوح مدي التفرد والخصوصية التي يتمتع بها الشعب السوداني والتي يندر ان تجد لها مثيلاً في كل شعوب الارض.
فيا اخي عبد الاله ، كثيرها رايح وقليلها رايح ،،،لكن عجبتني يا ود الشيخ
اخوك سيف الدين احمد
بواسطه بنيه....
ولي قدام
|
|
|
|
|
|