|
|
 ضياع الوطنية بين الانتماء السالب والولاء الساذج (2)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن الغرائب ان استبدل الاسلاميون كلمة الوطن واحلوا بدلا منها مصطلح العقيدة امعانا في تخدير الشعوب ونسوا او تناسوا ان الاسلام يعني فيما يعني الاهتمام بالوطن، نعم ان يبغض العصبية لانها منتنة وما احداث فتح مكة ببعيدة عن اذهان المستنيرين. وفي خضم هذا الصراع انتأى كثير من المتعلمين والمهنيين بانفسهم واحتضنتهم رمال الخليج او ثلوج اوروربا وامريكا . تاركين الجمل ما حمل لساس يسوس. والذين لم تتح لهم الفرصة للاغتراب او الهجرة من انصاف المتعلمين وبعض الذين يعانون من امراض اجتماعية اغرقوا انفسهم في البحث عن الهوية وتفتيت الذات ومن ثم ادخلوا المجتمع في فصامية العروبة والزنوجة فصرنا اسوأ الاثنين، مما اتاح للمتنفذين من هواة التسلط ان اغذقوا على هؤلاء بالمنابر وبالاصفر الرنان او المنصب غير المستحق طالما كان هواهم بعيدا من السلطان . ومما يؤسف له ان الاستعمار فطن لطبيعة السوداني المتمردة فاوجد فيها احسن نظام اداري في مستعمراته التي لا تغيب عنها الشمس ومكن من نظام الادارة الاهلية. هذا التنظيم الاداري اتاح لهم امكانية ادارة قطر بحجم قارة متنوع الجغرافيا الطبيعية والبشرية ، فكان هناك شكل من العقد الاجتماعي رغما عن انه استعماري الا ان تناغم افراد المجتمع واحساسهم بالانتماء الوطني ادي الى توثيق عرى الروابط بينهم دون النظر لاي شكل يمكن ان يفرق بينهم من ناحية اللغة او الجنس والتي كانت سببا في خروج المستعمر من السودان نسبة للارتباط العضوي والوطني بين افراد المجتمع فكانت ثورة 1924 والتي كان من رموزها خليل فرح ذلك الرطاني الفصيح والذي كانت كلماته اكبر وقود للحركة ومن اللافت للنظر ان كل الشعراء من اقصى غرب البلاد الى شرقها من شمالها الى جنوبها مازالوا دائرين في فلكه وفي رمزيته الرائعة، ومن رموزثورة 1924 عبد الفضيل الماظ، على عبداللطيف – عل الباحثين عن الهوية يجدون ضالتهم- . استمرت ثورة 24 بشكل سياسي لا ثوري حتى توجت بمؤتمر المائدة المستديرة، ورغما عن تجاوز االحزبين لمسالة الوحدة مع مصر والاستقلال التام، الا ان ماظل عالقا بالنفوس من مكايدات ومؤامرات كان هو الاكسجين الذي تنفسته السياسة السودانية على مدى خمسة عقود
يجب ان نقر الوطن والذي هو صنيعة استعمارية الحدود يعني وحدة المصير والهدف والتاريخ المشترك وان الجميع في الهم سواء وان الولاء يجب ان يكون للوطن بعد الله، لا للشخوص ولا للاحزاب ولا للقبيلة و لا للجهة. ويجب ان نحارب جهل البسطاء وان نعمل على محو الامية المعرفية لدى اهلنا البسطاء حتى لا يستغلها مهوسوو السلطة . يجب ان نعمل على تنوير العقول. يجب ان نعمكل على ان نرتقي بمنظمات المجتمع المدني لتعمل على تحقيق رفاه المجتمع لا ان تعمل على تحقيق طموحات الساسة الشخصية . يجب ان نحارب استغلال هذه المنابر لتحقيق احلام الفاشلين مهنيا والذين ارجعو البلاد والعباد الى عصور ما قبل التنوير
يجب ان نعمل على ان تسود ثقافة الانتاج
يجب ان نعمل على تعلية قيمة ثقافة الجمال
|
|
 
|
|
|
|
د.محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست