|
حالي كيفن بوصفه غياب الزوج (الغربة):_
|
المصاعب والمتاعب الاقتصادية التي تمر بها مجتمعاتنا، تدفع بالكثيرين من الأزواج إلى البحث عن مصدر أوسع للرزق ، من خلال العمل في بـلاد ودول أخـرى غير بلادهم ومجتمعاتهم ، ويضطـر الكثيرون إلى السفر والاغتراب سنوات وسنوات، مما يتسبب في مشـكلات أسرية واجتماعية كثيرة .. وأعجب أشد العجب عندما أسمع أن أسـرة غاب عائلها منذ خمس سنوات ، أو عشر ، وربما أكثر من ذلك ، وكل هم الزوج جمع المال والإنفاق على الأسرة ، والأولاد ، وتوفير الرعاية المادية دون النظر إلى خطورة غيابه عن الأسرة سواء من الناحية الاجتماعية أو الناحية التربوية والنفسية بالنسبة للزوجة والأولاد . إن توفير المطالب المادية للأسـرة ، لا يمكن أن يكون بديلاً عن المطالب النفسية والجوانب التربوية ، وغياب الأب عن الأسرة يؤدي إلى متاعب يصعب علاجها، منها إحسـاس الأبناء بعدم وجود من يرعى سلوكياتهم ، أو يراقب تصـرفاتهم خصوصاً في مرحلة المراهقة والشباب ، وربما يندفع بعضهم إلى الانحراف والضياع، والأم لا تستطيع وحدها أن تقود السفينة وتربي الأبنـاء تربية سليمة ، وربما ينشأ إحساس لدى الأبناء، أن الأب وظيفته الأساسية بالنسبة لهم هي جمع المال والإنفاق ببذخ عليهم ، دون أن يحاسبهم أو يوجههم . إن الزوجة تحتاج إلى زوجها .. إلى رعايته وحنانه ، ولا يمكن أن يحـرص الزوج المغترب على اصطحاب أسرته معه في غربته .. فإن لم يستطع فعليه أن يحرص على زيارتها مرة كل نصف سنة، أو أقل من ذلك ، حتى يتيسر له العودة إلى بلده نهائياً. والزوجة العاقلة هي التي لا ترهق زوجها بمتطلبات الحياة وكمالياتها ، وتحرص على الإنفاق الرشيد ، لأن مرارة الغربة يدفع ثمنها الزوج والزوجة والأولاد، والحساب النهائي للغربة يصب في خانة الخسارة أكثر منه في خانة الأرباح.
|
|
|
|
|
|