كليف تومسون: شاهد عيان ثورة اكتوبر الذي يدرس تاريخها بجامعة أمريكية -د. عبد الله علي ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 08:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2006, 05:14 AM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كليف تومسون: شاهد عيان ثورة اكتوبر الذي يدرس تاريخها بجامعة أمريكية -د. عبد الله علي ابراهيم

    الرأى العام

    كليف تومسون: شاهد عيان ثورة اكتوبر الذي يدرس تاريخها بجامعة أمريكية


    إذا كانت ثورة أكتوبر 1964 قد جاءت بالإضراب السياسي العام لإسقاط نظام الفريق عبود فقد يصح القول إننا نعاقبها على أيامنا هذه بالإضراب التاريخي عن بعث ذكراها ومغازيها. وأكثر ما تسمعه عنها هو الذكرى المضادة أو الذم. فعادة ما قيل إنها هي التي أفسدت الخدمة المدنية بالتطهير. وهذا هراء. وأصبح النظام الذي أطاحت به بالإجماع الصفوي السكوتي هو ثاني حكومتين أحسنتا للسودانيين. والنظام الآخر هو دولة الإنجليز. فأنظر كيف هوينا إلى هذا الدرك السخيف من قلة القيمة والهزء والعيب لا نقيم وزناً للحرية ولا نظن أننا نستحقها.

    فقد مر عيد الثورة الثاني وأربعين بلا صدى. فحتى المعارضة اختارت أن تغطي على ذكراها بتظاهرة لذكرى انقلاب رمضان 1990 الموءود. وهو حادث سياسي ( مهما قلنا عن تراجيدته ودمه المسفوك ومقابر ضحاياه المجهولة) خلافي جداً فهو مما يمكن وصفه بـ ''انقلاب المسبوق''. دبره حزب البعث العربي السوداني، كما جاء في اعترافات توالت من زعاماته مؤخراً، ليزيل النظام الديمقراطي (1985-1989) غير أن الإسلاميين كانوا أشطر. والانقلاب مهما زيناه لن يرقي لأكثر مما فعل انقلاب 19 يوليو 1971: فجيعة حزبية شيوعية غراء تطراها جريدة الميدان في ما يشبه الواجب لا الشوق..

    لقد طال إضرابنا عن فهم دلالة ثورة اكتوبر كثورة سياسية إجتماعية على بينة من تاريخها. وحصل علينا قول أحدهم إن من جهل التاريخ كان كمن يأوي إلى منزل بلا نوافذ. ولهذا صار بلدنا ضريراً يتخبط في الظلام من مس الجهل والمزاعم سوء الطوية. وأحاول مع الصديق الدكتور بدر الدين الهاشمي (وهو قسيم اهتمام طويل حميم مع أنني لم اتشرف بعد برؤيته برغم كثرة أحاديثنا واتصال رسائلنا) رعاية مشروع للتعريف بثورة أكتوبر كما كتبه شاهد عيان. وهذا الشاهد هو الدكتور كليف تومسون العميد السابق لكلية القانون ومدير معهد الدراسات الأفريقية بجامعة ويسكونسون-ماديسون.

    وكان كليف إبان اندلاع الثورة محاضراً حدثاً للقانون بجامعة الخرطوم يطرق اسمه سمعي من زملائي بالكلية من أمثال المرحوم عبد الله صالح والمرحوم الشيخ (حسب الرسول) رحمة الله والدكتور علي سليمان. ولم اتحسب وقتها لأنني سأسمع عنه ثانية من السيد عبد الحميد عبد الرحمن، طالب الدكتوراة بجامعة ويسكونسن الأمريكية، أو ألقاه شخصياً بعد نحو ثلاثين عاماً. فقد حدثني عبد الحميد في 1993 عن أستاذ بالجامعة استأجره ليترجم له في الإنجليزية مقابلات أجراها في السودان مع قادة ثورة اكتوبر وطائفة صالحة ممن شاركوا فيها. وأعجبتني همة الرجل. ثم انصرفت إلى شأني. وظللت اصطدم باسم كليف خلال قراءاتي في أدب القانون السوداني وأنا اعد كتابي عن تاريخ القضائية الذي سيصدر عن دار بريل بهولندا ونشرت أطرافا منه في كتابي ''الشريعة والحداثة''. وأعتقد أن مقالتيه عن القانون السوداني ما زالتا من أفضل ما كتب في تاريخ ذلك القانون. وحين فرغت من المخطوطة سألته أن يقرأها ويعينني في مادتها العلمية ولغتها. وكان الرجل عند حسن الظن بل بالغ. ونقول عن الرجل لين الجانب إنك تأكل وتقش يدك في طرفه. وقششت يدي في طرف كليف حين وضعت اسمه ضمن من سيقيمون المخطوطة لتعتبرني الجامعة التي أخدم فيها ضمن طاقمها المستدام. واختارته الجامعة ليعلق على المخطوطة وكتب عنها خريدة من التقريظ.

    ثم كان لقائي به في مدينتي كولمبيا بولاية ميسوري حين جاء ليلقي محاضرة بكلية القانون بجامعتنا. وكان ينوي أيضاً زيارة والدته التي تقيم بمنزل لرعاية المسنين بمدينة برانسون بولايتنا. وبرنسون مدينة ملاهي يفد اليها أهل الغرب الأمريكي الأوسط للترفيه. وتحدثت إليه خلال الزيارة عن مشروعه للكتابة عن ثورة أكتوبر السودانية. وطلبت منه أن أقرأ ما كتب إن فرغ منه. فعلمت منه إنه عاكف على اللمسات الأخيرة منه. وقد إنبني كتابه على مشاهداته وملاحظاته عن الثورة التي هبت حيث كان يدرس بجامعة الخرطوم لأربع سنوات وأخذته بروعتها في نشدانها للحرية بقوة وسحرته بطولة طلابه. فقد كان يعلمهم القانون للعدل فإذا بهم يطلبونه جهاراً نهاراً في عمل سياسي بطولي قاصد. وقد ساعده في ضبط ذاكرته التقليد الأوربي المعروف في كتابة اليوميات أو(journals) وهي أن تكتب ما مر بك في يومك من أحداث وما سمعت من أشياء قبل أن تأوي إلى نومك. وفي هذا تأمين للذاكرة من السهو والنسيان.

    ويبدو أن شهيته لتدوين وقائع هذه الثورة المدنية الأفريقية قد اخذت منه كل مأخذ. فراح يجرى مقابلات مع قادة الثورة وأفراد وقودها في سنوات 1964-1965م، ثم واصل تلك الأحاديث، التي شملت نحو 70 شخصاً، في فصل الربيع من عام 1966 ثم عاد في 1969 إلى الخرطوم ليستكمل تلك المقابلات. واستعان بالدكتور سعيد محمد أحمد المهدي والدكتور الفاتح حامد، مساعد أبحاثه، ليترجما له المقالات عن الثورة في الإنجليزية. وبدأ كتابة المخطوطة في خريف 1975 وظل يوالي الكتابة حتى ساعة لقائنا في نحو .2001

    وكان كليف خلال حديثنا مفتوناً بمولانا عبد المجيد إمام الذي قاد إضراب القضاة وشق طريقه إلى كردون البوليس على القضائية ليأمر الضابط المسئول بفض الكردون والانصراف بلغة القاضي العدل الثائر. فسألته أن يبعث لي بما كتبه عن مولانا عبد المجيد فترجمته ونشرته قبل عامين في مناسبة ذكرى الثورة. وما فرغ كليف من المخطوطة حتى استأذنته أن نترجمها للعربية وننشرها بالصورة والحرف في السودان. وكان كما كان سباقاً إلى الفضل. وقال إن الثورة هي إرث للسودانيين بشكل رئيسي ومن حقهم الإطلاع على تاريخها قبل الآخرين. وفاتحت الدكتور بدر الدين الهاشمي، وهو عالم صيدلاني ومحب للتاريخ ومترجم مجيد، أن ينهض بأمر الترجمة وقد فرغ منها. وتنتظر المخطوطة بعض التحرير والتمويل لتكون جاهزة للمشاهد والقاريء.

    وقد فاجأني كليف قبل نحو عام بقوله إنه سيقوم بتدريس كورس في القانون الأفريقي عن ثورة أكتوبر. وقد بعث لي بفكرته المكتوبة التي ستكون بأيدي الطلاب متى سجلوا للكورس. وحين تضرب أوساطنا الصفوية عن ذكرى أكتوبر وتتخبط في ظلام الغرف التي بلا نوافذ من نيفاشا حتى أسمرا يجلس نفر من طلاب جامعة ويسكونسون في المدرج يقلبون تاريخ تلك الثورة من شاهد عيان. ويظن البعض إن العلم هين وأن التاريخ غلاط أو زائد عن الحاجة. ولهذا تأخر العرب والمسلمون وتقدم غيرهم.

    وفي حديث قادم أترجم للقاريء نص مقدمة كورس كليف التعريفية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de