هذا المقال المترجم في سودانايل.. القلوب والعقول والدولارات.. للنقاش والتعليق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2006, 06:57 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا المقال المترجم في سودانايل.. القلوب والعقول والدولارات.. للنقاش والتعليق


    تحية طيبة للجميع
    لفت نظري هذا المقال المترجم في سودانايل..

    لاحظت أن المترجم قد أخطأ في ترجمة العنوان..
    In an Unseen Front in the War on Terrorism, America is Spending Millions...To Change the Very Face of Islam
    وقد ترجمها الكاتب إلى:
    "امريكا تنفق الملايين في جبهة غير مرئية في الحرب ضد الاسلام .. لتغيير وجه الاسلام "!!
    وهذا تغيير شديد لمعنى العنوان..
    ويبدو أن المترجم قد تبرع من عنده بإضافة علامة التعجب..
    كما أنه ترجم رأس العنوان بطريقة فيها تصرف [ليس خطأ ولكنه مجاف للترجمة الحرفية]..
    فرأس العنوان يقول:
    Hearts, Minds, and Dollars
    والترجمة تقول:
    معركة الدولار لكسب القلوب والعقول

    المقال في نسخته الأصلية يمكن قراءته هنا:
    http://ics.leeds.ac.uk/papers/vp01.cfm?outfit=pmt&reque...lder=2027&paper=2283
    وسأقوم بإثباته هنا أيضا في المداخلة القادمة


    سأقوم بنقل المقال بنفس طريقة الإخراج اللونية التي ظهر بها في سودانايل..
    وشكرا
    ياسر



    Last Update 22 اكتوبر, 2006 12:23:22 AM

    معركة الدولار لكسب القلوب والعقول

    "امريكا تنفق الملايين في جبهة غير مرئية في الحرب ضد الاسلام .. لتغيير وجه الاسلام "!!

    بقلم ديفيد اي كابلان (يواس نيوز)

    ترجمة الدكتور عباس محمد حسن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    [email protected]

    (اهداء خارج المقال :الي زعمائنا الأفاضل والمشتغلين بالشأن العام ..والي الذين قرؤا هذا المقال في صيغته الأصلية والي الذين لم يتمكنوا من ذلك .. هذا مقال يلخص في تركيز شديد أهم ملامح تطور استراتيجية الولايات المتحدة تجاه العالم الأسلامي منذ 11/9 وكيف يفكرون وينقبون ويفككون ثم يركبون ..ان المهم هو اخضاع ما جاء في المقال الي فعالية الدراسة وكشف واستنطاق وتفسير احتمالات ما يحويه دون هواجس أو أوهام ومقارنته بما جاء في خطاب الرئيس الامريكي بوش في الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا ثم استخلاص ملامح الاستراتيجية المناسبة وتطويرها علي ضوء مواقف ومفاهيم كل منا ... ) فالي المقال :



    بينما تتواصل مناورات الحرب فإن حرب وسائل الاتصالات الاستراتجية تعد حرباً استثنائية فريدة في رأي رعاتها وخبرائها.

    ففي يوليو عام 2003م اجتمع "اللاعبون" الأساسيون لكسب (حرب الأفكار ضد الإرهاب) في " جامعة الدفاع الوطني " في واشنطون دي سي. الذين كان من بينهم مسؤولو ادارة الازمات من البيت الأبيض والدبلوماسيون من وزارة الخارجية وأخصائيو البنتاجون في العمليات والمهمات النفسية (السايكلوجية).

    إن نصر واشنطون السريع على جيش صدام حسين لم يهديء العداء المتنامي الجياش ضد الولايات المتحدة الأمريكية في الخارج (ما وراء البحار) فعلى امتداد العالم الإسلامي بما في ذلك الدول الحليفة للولايات المتحدة مثل اندونيسيا، والأردن فقد أظهرت إستفتاءات الرأي أن اسامة بن لادن يمثل الشخصة الأكثر مصداقية من جورج دبليو بوش.

    لقد اجتاحت الجماهير الغاضبة والمحتجة المعادية للولايات المتحدة مجموعة من الدول الاسلامية كما تعرض للقتل طلاب مناصرون للديمقراطية في إيران كما أعتبر الإرهابيون العراقيون أبطالاً وطنيين.

    إن أمام قيادات العمل الحكومي للعلاقات والإعلام في الولايات المتحدة مهمة صعبة ورهيبة .. هي تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي وتعزيز اقامة ديمقراطية مستقرة في العراق ولكن وبشكل مفاجيء عند منتصف الطريق توقفت لعبة الحرب. وكما يقول احد المشاركين في ذلك العمل فقد فشل وأصاب الأخفاق بشكل كامل ذلك السيناريوالمقترح بحيث اصبح واضحا انه لا فائدة من الاستمرار فيه كما اشار آخرون إلى أن المشاكل التي احاطت بذلك العمل كانت مرآة صادقة لما اشارت اليه العديد من الدراسات من ان الاخفاق كان قد أصاب اهم جبهات الحرب ضد الارهاب الا وهي الحرب لكسب القلوب والعقول فلم يكن هناك مسؤولون مكلفون بهذا العمل تحديداً ولم تكن هناك استراتيجية قومية زيادة علي الافتقار الواضح للموارد.. فمن وكالة الاستخبارات الامريكية الى وزارة الخارجية فقد تقوض وانهار مع انهيار الشيوعية ما كان يوما من الايام من وسائل الولايات المتحدة الامريكية الهائلة للنفوذ والتأثير على العدو ولبث الخطاب الامريكي وكما قال مارك جنزبيرج السفير السابق للولايات المتحدة في المغرب : "في معركة الأفكار فنحن عزلاء ومنزوعي السلاح".

    ولكن اليوم تعود الولايات المتحدة مجدداً للقتال في تلك المعركة . فبعد عثرات وأخطاء متكررة منذ هجوم 11/9 باشرت الولايات المتحدة حملة سياسية لا هوادة فيها وغير مسبوقة ولا مثيل لها منذ ذروة الحرب الباردة امتدت من اتيام العمليات السيكولوجية الحديثة وعمليات وكالة المخابرات الامريكية السرية الى التمويل العلني لوسائل الاعلام والمفكرين ومراكزالفكر فان واشنطن لم تتورع عن ضخ عشرات الملايين من الدولارات لحملات التأثير ليس على المجتمعات الاسلامية فقط بل على الاسلام نفسه. لقد تكشف ذلك الجهد غير المعلن من خلال ما قامت به مجلة يو اس نيوز خلال 4 شهور من التحقيقات ومن خلال أكثر من مائة مقابلة ولقاء واستعراض لمجموعة من التقارير والمذكرات الداخلية.

    وبينما يقول بعض المسئولين الامريكيين انهم يحذرون من جرهم الى معركة دينية ثيولوجية يقول الكثيرون غيرهم " أن امريكا لا يمكن لها بعد الآن ان تجلس متنحية على الرصيف بينما يحارب الراديكاليون والمعتدلون معركة مستقبل دين مسيس له ما يزيد عن البليون من الاتباع". وكانت النتيجة هي جهد استتثنائي ومتنامي من اجل النفوذ والتأثير على مايصفه المسؤلون بحركة الاصلاح الاسلامي.

    وقد كان من ضمن ما توصلت اليه المجلة ان البيت الأبيض قد أجاز خطة استراتيجية جديدة "سرية" علي امتداد العالم الاسلامي وتشير تلك الخطة ولاول مرة الى أن الولايات المتحدة الامريكية لديها مصلحة امنية قومية في التأثير على ما يحدث داخل "الاسلام"... وبسبب ان امريكا -كما يقول احد المسئولين ذات فعالية ونشاط مدمر ومكروه في العالم الاسلامي فان تلك الخطة تدعو الى الاستعانة بجهة ثالثة للعمل من خلالها مثل: الدول الاسلامية المعتدلة والمؤسسات وجماعات الاصلاح لإعلاء وتعزيز القيم المشتركة للديمقراطية وحقوق المرأة والتسامح.

    كما قامت واشنطن وفيما يزيد عن "24" دولة بتمويل برامج اذاعية وعروض تلفزيونية اسلامية ومقررات مدارس اسلامية و"خزانات" الفكر الاسلامي وورش عمل وحلقات دراسية سياسية وبرامج اخرى تعزز وتعلى من الاسلام المعتدل كما تم الحصول علي المساعدات (الامريكية) الفدرالية لتجديد وترميم المساجد وانقاذ والمحافظة على مخطوطات القرآن "الكريم" الاثرية وحتى بناء مدارس اسلامية. هذا الانغماس والمشاركة الواسعة لما يخص مجالات تتعلق بالاسلام اثارت بعض التساؤلات عن مدى شرعية هذا التمويل على ضوء الخط الدستوري الفاصل بين الكنيسة والدين في الولايات المتحدة .

    لقد قامت وكالة الاستخبارات المركزية باحياء وتنشيط المشاريع ذات النشاط السري والتي ساعدت في يوم ما على كسب الحرب الباردة وذلك باستهداف وسائل الاعلام الاسلامية والزعماء الدينيين والاحزاب السياسية. ان الوكالة تتلقى مزيداً من الأموال والعناصر البشرية والادوات لمساعدتها في التأثير على المجتمعات الاسلامية كما قال احد كبار مسئولي الاستخبارات ، كما تقوم الوكالة بممارسة تكتيكات من ضمنها العمل مع الجماعات الاسلامية المتشددة التي تخالف وتعادي تنظيم القاعدة وشن حملات سرية لتشويه والتشكيك في اكثر المتحمسين عداء لامريكا.

    وعلى الرغم من هذا النشاط الجياش فقد ظلت محاولات واشنطون لكسب معركة القلوب والعقول مشوشة حيث قام اعضاء في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بكتابة ما يزيد عن مائة اقتراح تتضمن ما يمكن عمله ضد الدعاية الاسلامية والنشاط السياسي الاسلامي ولكن كما تقول المصادر لم تجد ولا واحدة منها حظها من التنفيذ. ولاصلاح هذا الوضع فقد قام البيت الابيض بخلق وظيفة جديدة هي وظيفة نائب مستشار الأمن القومي لوسائل الاتصال الاستراتيجية والتوسع العالمي.

    لقد جاء تنامي الجهد لكسب القلوب والعقول وسط علامات وأحداث يسودها التفاؤل وذلك من خلال سلسلة الانتخابات الناجحة التي اجريت في الشرق الأوسط وموجة السخط والاحتجاج ضد سوريا في لبنان. تلك الاحداث عززت آمال ادارة بوش تجاه المنطقة ولكن بعض خبراء الارهاب في العالم الاسلامي يقولون ان المشاكل التي يجب مواجهتها عميقة الجذور ولربما تفاقمت وزادت سوءا بدل ان تتحسن. وفي تقرير شهر ديسمبر(2004) المستند الى معلومات وكالة الاستخبارات الامريكية تنبأ مجلس الأمن القومي بأن كتل العاطلين عن العمل والشباب المستلب في العالم العربي سوف تزيد وتضخم اعداد اولئك الشباب الذين يتعرضون للتجنيد من قبل الارهابيين ....

    وبينما يبدي التمرد المسلح في العراق بعض اشارات الوهن والضعف الا ان العداء للأمريكيين الآن يصل الى كل الفئات والطبقات في العالم الإسلامي. فالاشاعات مثل ان جنود الولايات المتحدة يأخذون اعضاء من اجساد القتلى العراقيين او أن واشنطن قد سببت اعصار تسونامي لقتل المسلمين تظهر حتى في وسائل الاعلام العربية الكبرى. كما أن اشرطة فيديو الموسيقى الماهرة للمجاهدين وديسكات التجنيد تباع بنشاط وسرعة في شوارع عواصم العالم العربي كما أن كثيراً من زعماء المنطقة يؤمنون بان امريكا في حالة حرب مع العالم الاسلامي أو حتى في حالة حرب مع الاسلام نفسه كما يشير الى ذلك تقرير شهر مارس والذي اعد بواسطة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والذي ختم تقريره بقوله:" ان العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب قد وصلت الي ادنى مستوى لها منذ اجيال". أن اساليب الرد "الامريكي" على ذلك متعددة فبينما تتضمن اساليب وكالة المخابرات المركزية العمليات السرية بما في ذلك (الضغط) والتأثير السياسي والدعاية فان البنتاجون يستخدم أساليب العمليات السيكولوجية "النفسية" او محاولات التأثير الاستراتيجي كما تستخدم وزارة الخارجية اساليب الدبلوماسية العامة (او ما يمكن تسميته بالديبلوماسية الشعبية اي الموجهة الي عامة الناس). فالجميع يسعون لاستخدام كل وسائل الإعلام للتأثير والشرح والحث والتحفيز تجاه اصدقاء وأعداء امريكا بالخارج.

    ولكن الكثير من تلك الاساليب والأدوات قد هجرت واصابها الاهمال كما تعرض الكثير منها الى الخلاف والجدال خاصة على ضوء ما تكشف حديثاً من أن مسئولي الادارة قد نشروا ووزعوا اشرطة فيديو تحوي تقارير اخبارية مزيفة وملفقة كما تم شراء (كتاب اعمدة) صحفيين للقيام بدعم وتأييد سياسات الولايات المتحدة. أما بالنسبة للذين يجاهدون "ويقاتلون" في الصفوف الاولى ضد الارهاب فان النصر في حرب الافكار والاساليب والادوات المناسبة لخوضها تشكل أهمية قصوى. أما كيف اعيد استخدام هذه الادوات وما تفعله واشنطون بها فانه يشكل قصة بدأت فصولها منذ نصف قرن وفي اوج عصر شيوعية السوفيت.

    فعند ذروة الحرب الباردة اقامت حكومة الولايات المتحدة شبكة حول العالم تضم خبراء الدعاية والاعلان وخبراء العلاقات و "الشئون العامة" والفنانين "مدفوعي الرواتب والمكافآت" . كما وظفت وكالة الاعلام الامريكية المئات من اخصائي الاعلام في الخارج وانتجت ما يكفي من الافلام لمنافسة استديوهات هوليود الرئيسية في صنع والترويج لصورة امريكا الخيرة وصورة الشيوعية الشريرة. كما كانت هناك المراكز الثقافية والمكتبات العامة التي تديرها وكالة الاعلام في العواصم الاجنبية وكانت هناك أيضا منح فولبرايت التعليمية والبرامج التبادلية من وزارة الخارجية بالاضافة الى اذاعة اوروبا الحرة وراديو الحرية والرواتب والمكافآت السرية التي دفعتها وكالة المخابرات المركزية لشراء ولاء اخلاص احزاب سياسية بالكامل في ايطاليا واليابان ... كما انفقت الاموال السرية على الصحفيين والاكاديميين وزعماء العمال المتعاطفين والمؤيدين!!.

    ولكن منذ أواخر الستينات وعندما بدأ فضح وكشف فساد تلك الاعتمادات والتمويلات المالية تقلصت واختصرت كثير من البرامج السرية. ومع الانهيار الداخلي للشيوعية بدأ الكونغرس الامريكي في البحث عن "جائزة السلام" وذلك بشطب ما تبقى من برامج النفوذ الامريكي "للحد من المنصرفات". ومع قناعة المحافظين بأن وكالة الاعلام الامريكية ماهي الا بقية من بقايا الحرب الباردة فقد اجبروا في عام 1999م إدارة كلينتون لتقليص الوكالة ودمجها داخل وزارة الخارجية مع تسريح مئات العاملين فيها او احالتهم للمعاش وتقليص هيئات الدبلوماسية العامة بحوالي 40% واغلقت المكتبات الأمريكية بالخارج بينما خفضت البرامج التبادلية والاذاعات الخارجية الى الثلث ... وهكذا وعلي ضوء ذلك وبينما كان طيارو القاعدة يحومون بطائراتهم المخطوفة فوق مانهاتن كانت حكومة الولايات المتحدة قد تخلت عن السيطرة على ادارة الترويج لصورة الولايات المتحدة في الخارج الى مخرجي افلام هوليود وموسيقي الراب.

    بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر بدأ المسئولون بالولايات المتحدة في التفكير حول كيفية ايصال رسالتهم للخارج. كانت طالبان بالرغم من تخلفهم يحرزون نجاحاً دعائياً حتي ان الكثيرين في العالم الاسلامي رفضوا تصديق ان العرب كانوا خلف تلك الهجمات على مباني البنتاجون ومركز التجارة العالمي.. وللرد على ذلك فقد تم انشاء مراكز اعلامية متعاونة في واشنطن ولندن واسلام اباد في الباكستان ولكن تلك المراكز ركزت بشكل كبير على الأخبار العاجلة واطفاء نيران سلسلة من الاخبار "المعادية" المتواصلة على مدار 24 ساعة فيما لم تشهد له الحرب الباردة مثيلاً أبداً. ولم تترك محاولات التصدي لوسائل الاعلام العالمية بما فيها قناة الجزيرة العربية – المشاغبة والمثيرة – لم تترك وقتاً لصياغة استراتيجية تتجه الى جذور الارهاب "الاسلامي " .

    ولقد توصل البيت الابيض الى ان نزع واقتلاع تلك الجذور هو مهمة تناسب وكالة المخابرات المركزية. لذا اصدر الرئيس الامريكي بوش بعد اسابيع من احداث 11/9 موجهات الأمن القومي السرية أعطى بموجبها لوكالة المخابرات المركزية تفويضاً مطلقاً"كارت بلانش" لشن حرب على نطاق العالم كله ضد تنظيم القاعدة وكان من ضمن النشاطات التي فوض أمرها للوكالة: الحرب السياسية والدعائية ولكن عندما وصل الأمر الى حملات التأثير والنفوذ فقد وجدت الوكالة ان قسم خدماتها السرية ميتاً لاحياة فيه كما يقول رؤل مارك قبريشت – رجل المباحث السرية بالشرق الاوسط -. فقد تقلص قسم الاعلام "التأثير والنفوذ" في وكالة المخابرات المركزية والذي كان يوظف المئات الى قسم لا يحوي سوى حوالي الـ 20 موظفاً عند نهاية العام 2001 كما افادت مصادر مجلة يواس نيوز. وكما قال احد قدامي موظفي الوكالة "بأنه لم يتبقى بالوكالة سوى اصول ثمينة قليلة فقط" . وعندما زار هذه الوحدة بعض الزوار من الخارج لم تقابلهم فعلياً سوى امرأة تتوكأ على جهاز لمساعدتها على السير.

    في البنتاجون تساءل كبار المسئولين لماذا لم يتم القيام بعمل أكثرمن هذا؟. صحيح ان الوحدات السيكولوجية العسكرية ادارت محطات راديو وتلفزيون تبث عبر الفضاء والقت بملايين الكتيبات والبيانات على الدول ووزعت كل شئ من الكتب الهزلية الى الطائرات الورقية العملاقة للسيطرة على العقول. ولكن كان لديهم مهارات ضعيفة ازاء كيفية مواجهة الحركة العالمية للاسلام المتشدد والمقاتل وكرد فعل لذلك فقد نظم القادة العسكريون النشاط الخاص بهم وذلك بتكوين مكتب جديد للنفوذ والتأثير الاستراتيجي لحمل عبء شن حرب اعلامية ضد الارهاب الاسلامي والايديولوجية التي يتستر خلفها تنظيم القاعدة. ولكن ازاء ما الحقته به التقارير المضللة التي اتهمته بنشر المعلومات الكاذبة فقد اضطر هذا المكتب لإغلاق ابوابه بعد اربعة شهور فقط.

    أما في وزارة الخارجية فقد اصابت حرب الافكار نجاحاً افضل قليلاً. فقد قام كولن باول وزير الخارجية الامريكي "السابق" بتوظيف تشارلوت بيرز التي كانت الوحيدة التي تبوأت منصب رئيس وكالتين من افضل 10 وكالات للدعاية والاعلان على نطاق العالم وذلك لإدارة علم الدبلوماسية العامة وقد وصفت تشارلوت بيرز فيما بعد هذه الوكالة وما كان يحيط بها من اجواء بأنها كانت بارعة وذكية في التعامل مع الحكومات ولكنها خجولة وبطيئة الحركة في التوجه الى الجماهير (او العامة) والاسوأ من ذلك فقد وجدت بيرز ان من تبقي من موظفي وكالة الاعلام الامريكية جماعة متدنية المعنويات ومرتبكة ومنتشرة بين بيروقراطية لا تهتم بما يقومون به الا قليلاً. كما لم يكن هناك اموال كثيرة فقد كانت ميزانيتها السنوية تساوي ما يصرفه البنتاجون في يوم واحد.وبالرغم من كلمات البيت الابيض حول كسب حرب الافكار والعقول فقد كان ذلك مما يصعب الاقتناع به حتى بالنسبة لواحدة من كبار قادة الدعايةوالاعلان في العالم كتشارلوت بيرز . وقد اخبرت بيرز مجلة يواس نيوز بأن ما كان مطلوبا من العاملين هو التعامل مع قيم غير مدركة وغير مادية مثل العواطف والدين والثقة وهذا ما لم يكن سهلاً عليهم.

    ولقد أنفقت بيرز ما كان لديها من موارد واعتمادات مالية في مشروع قيادي هو عرض لقطات ومقتطفات تلفزيونية تصورة حياة المسلمين الامريكيين ... وبينما تعرضت بيرز لنقد الصحافة ففي الواقع وكما اثبتت الدراسات فقد كان لذلك المشروع تأثيراً حسناً عند المسلمين في خارج الولايات المتحدة.. ولكن بعد 18 شهراً فقد كان ما واجهته بيرز يكفي لانسحابها في مارس 2003م اي في الوقت الذي كان فيه جنود الولايات المتحدة يتحركون صوب العراق.

    أما بالنسبة لملايين المسلمين فقد كان اسقاط واشنطن لصدام تأكيداً لصورة امبريالية رسمها اسوأ اعداء الولايات المتحدة وهي : صورة امريكا التي تغزو وتحتل دولة عربية غنية بالنفط وتزدري وتتحدى العالم وتساعد اسرائيل على حساب الفلسطينيين وتدعو للديمقراطية ولكن تعتمد على قادة مسيطريين علي امتداد العلم الاسلامي . ومهما كان موقف الشخص من حرب العراق فمن الواضح ان واشنطون باتت تحتاج الى عمل افضل لتبليغ رسالتها .. وتراكمت الشكاوي في البيت الأبيض تنبه الى أنه في الصراع من اجل كسب معركة العقول والقلوب فالواضح انه ليس لأمريكا استراتيجية محددة ولا موارد واضحة لاكمال هذه المهمة . لقد القى عبء فرز "وتصنيف" عناصر تلك المعركةعلى مجلس الامن القومي المكلف بالتنسيق بين اجهزة الأمن القومي الحكومية المنتشرة والمتعددة والتي تعمل تحت اشراف مستشارة الأمن القومي في ذلك الوقت كوندوليزا رايس. كون المسؤلون في منتصف 2002 لجنتين مترابطتين ومتداخلتين تضم في اعضائها اكبر خبراء الحكومة في شن حرب الافكار. اللجنة الأولى لـ "الاتصالات الاستراتيجية" وتختص بالتركيز علي الدبلوماسية العامة واللجنة الأخرى لـ " الاعلام الاستراتيجي " التي أنشأت بموجب مذكرة "سرية" وتتولى النشاطات السرية ولكن لم يصب النجاح الباهر عمل اي منهما. فقد حاول العاملون في المخططات السرية ان تكون قفزة البداية هي هجوم اعلامي يشوه ويشكك في منظمة القاعدة وحلفائها... كان ارنولدابراهام، احد الموظفين ، يدير هيئة صممت لمجابهة الدعاية الاسلامية وفي ورقة قدمت العالم الماضي " لكلية الحرب القومية " كتب ابراهام أن مجموعته وضعت تصوراً لـ 50 وضعاً مختلفاً مع اقتراح سبل العمل المناسبة لكل منها ولكن بالرغم من مضمون المحتوي الايجابي لذلك فانه لم ينشط للعمل الفعلي سوى عدد لا يتجاوز اصابع اليد. وقد تخطى عدد اوراق الاقتراحات المقدمة الـ 100، كما افاد مصدر، الا ان الرؤوساء لم يتعاملوا مع اي من تلك الاقتراحات بجدية. وكان من ضمن تلك الافكار المقترحة استخدام الموسيقى و" الهزليات " والشعر والانترنيت لتوصيل الرؤية الامريكية للعالم العربي.

    أما مصير لجنة الاتصالات الاسترايجية التابعة لمجلس الامن القومي فقد كان أسوأ. فإزاء تكليفه بصياغة استراتيجية قومية للدبلوماسية العامة التقت المجموعة عدة مرات ولكنها تفككت وانهارت بسبب غياب القيادة وكان آخر اجتماعاتها قبل 18 شهراً. وبالعودة الى وزارة الخارجية فقد تولت السفيرة مارجريت توتويلر رئاسة الدبلوماسية العامة. ولكنها امضت فقط ستة أشهر في موقعها وفي يونيو من السنة الماضية اصبح الموقع خالياً مرة أخرى. بل يمكن القول انه عند نهاية فترة رئاسة بوش الاولى كان هذا الموقع يعاني من غياب اي قيادي يملؤه لفترة تعادل نصف فترة الادارة.

    لماذا هذا الافتقار الى الاولويات ؟؟؟... لقد حظيت بالتأكيد بنصيب الأسد تلك الحروب الدامية في افغانستان والعراق .. بل كان كبار مسؤولي الادارة متحمسين في العلن فقد صرح الرجل الثاني في البنتاجون بول ولفوويتز في عام 2002 "انها معركة من أجل كسب الأفكار ومعركة من اجل كسب العقول" كماوافقت كندوليزا رايس بعد عام على ذلك حين قالت:" لكسب الحرب ضد الارهاب يجب كسب حرب الأفكار".. ولكن العاملين تحت هؤلاء الكبار كانوا يرون – رغم تلك التصريحات - غياب الاهتمام الأكيد.. وكما قال بحزن احد الموظفين متحدثاً عن كبار المسؤولين على مستوى الوزراء: "انهم لم يشيروا الى أن ذلك يشكل أولوية لأنهم لم يدركوا ذلك".

    وبالاضافة الي ذلك فهناك اسباب اخرى فقد عانت محاولات صياغة استراتيجية قومية من تكرار الفشل. فصانعوا السياسة لم يتفقوا حتي على الهدف:" هل هو الارهاب العالمي أم التشدد الاسلامي". ام اسبابها الجذرية وهي: (الفقر والتمويل السعودي وسياسات الولايات المتحدة التي أسيئ فهمها) أم شئ آخر. أما اجتماعات الهيئات المرتبطة بالموضوع فقد كانت اجتماعات مؤلمة كما يتذكر أحد المشاركين قائلا :" لم نستطع توضيح اي الطرق نسلك لذا فقد ازيح الموضوع". كما كان هناك عامل آخر هو عامل الدين فقد كان تتبع وترصد والسعي خلف جذور الاسلام الأصولي سيجر واشنطون الى معارك تدخل فيها المساجد ورجالات الدين والكتاب المقدس ( ويعني بذلك القران الكريم ) – كما جادل البعض – وهو ما كان سيؤدي الى موقف مناوئ ل200 سنة من علاقات الدين مع الكنيسة في الولايات المتحدة. وكان محتما أن تحتدم معارك في الساحة . كما تقاطعت حرب الافكار مع الخطوط "النظيفة" لمسئوليات البيروقراطية في واشنطن. بينما في البنتاجون و مجلس الامن القومي كان موظفو العلاقات العامة ينظرون بحذر الى موظفي العمليات السيكولوجية الذين قالوا بأن الدبلوماسية العامة والعلاقات الصحفية والعمليات السيكلوجية ينبغي توحيدها تحت استراتيجية اعلامية موحدة.

    أما مخضرمي (اي قدامي محاربي) البيت الأبيض اصحاب الحملات السياسية الصارمة فقد كانت وجهة نظرهم تتمثل في خطة قصيرة الأمد تتلخص في الإدارة والسيطرة على والتحكم في الاخبار. بينما تصور البعض الآخر أن ذلك يحتاج الى اجيال واجيال لتثبيته وترسيخه. وكنتيجة لتلك الاراء المتباينة وعند منتصف 2004 أي بعد حوالي 3 سنوات من احداث 11/9 فقد بقيت الحكومة بدون مسؤول يتولى أمر كسب حرب الافكار وبدون استراتيجية لكسبها.

    وفي صيف ذلك العام أخبر محققوا مكتب المحاسبة الحكومي الكونغرس انهم وجدوا موظفي الدبلوماسية العامة بدون قيادة وان القسم يعاني من نقص في موظفي وخبراء اللغات والاعلام.. فقد كان جميع الذين يدركون ما يحدث ويحسون بذلك وبدون استثناء يشتكون ويصرخون، كما اوضح احد المصادر المطلعة. ولكن وسط ذلك الظلام الدامس فان بعض النقاط "أو المواضع" قد انبعثت مضيئة ... فقد ساعدت عاصفة النقد المتنامي من الكونغرس والصحف في الحصول على تمويل ضخم لتعزيز الدبلوماسية العامة وبرامج المساعدات الخارجية واطلقت الادارة مبادرات رئيسية جديدة في مجال البث الخارجي حيث انطلق بث راديو سوا وهي محطة لموسيقى البوب والاخبار عام 2002 ومحطة الحرة وهي شبكة اخبار تلفزيونية عام 2004م كلتاهما موجهتان للمستمع والمشاهد العربي. كما حصلت كل من وحدة النفوذ والتاثيرالاستراتيجي التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية ومجموعة العمليات السيكولوجية التابعة للبنتاجون على زيادة كبيرة في تمويلها.

    ولكن الاختراق المفاجئ جاء أخيراً في الصيف الماضي كما تقول بعض المصادر، عندما بدأ مجلس الأمن القومي في تنقيح وتجديد الاستراتيجية القومية للبيت الأبيض لمحاربة الارهاب. ففي عام 2003م نشر المسؤولون وفي وقت مبكر نسخة علنية من تلك الوثيقة المنقحة ولكن كانت هناك نسخة كاملة سرية "مصنفة" تتضمن ملاحق تتعامل مع الاهداف الرئيسية ومن ضمنها ما يخص تمويل الارهاب وكسب حرب الافكار حيث اعاد المسؤولون كتابة الفصل الخاص بالافكار بلغة جديدة وواضحة وجريئة وصيغت لتشكل استراتيجية تدعى " التغلغل داخل العالم الاسلامي". هدفها تقوية سيطرة المعتدلين في العالم الاسلامي حيث تعترف الخطة بأن الأداء الامريكي في الوصول اليهم كان ضعيفاً وتذهب خطوة كبيرة أبعد من ذلك بذكرها ان الولايات المتحدة وحلفائها لديهم مصلحة أمنية قومية ليس فقط فيما يحدث في العالم الاسلامي ولكن بما يحدث " داخل الاسلام" نفسه وذلك حسب ما أوردته ثلاثة مصادر اطلعت على الوثيقة. وتمضي الوثيقة قائلة انه بسبب ان امريكا لديها قدرة محدودة لما يمكن ان تفعله ازاء أي صراع ديني (بموجب دستورها وقوانينها) فيجب على امريكا أن تعتمد على شركاء اخرين يشاطرونها قيم الديمقراطية وحقوق المرأة والتسامح .. ومن بين هؤلاء الشركاء: الدول الاسلامية الحليفة ومؤسسات خاصة والمجموعات غير الربحية.

    وبعد ان صدق عليها الرئيس بوش فقد وضعت استراتيجية " التغلغل داخل العالم الاسلامي " موضع التنفيذ من قبل كل اجهزة الحكومة .. ولكنها اثارت ايضا جدلاً فقد قال احد المسؤولين :" لقد كانت الحرب الباردة سهلة اذ كانت صراعاً ضد ايدلويجية سياسية ملحدة. ولكن هذه الحرب الآن ذات عنصر ثيولوجي ان ذلك يدخل الى لب الايمان الامريكي بعدم العبث بالحريات الدينية" .. فهل لدينا اي سلطة للتأثير على هذا الجدال؟ يظهر أن الاجابة حتى الآن بنعم حيث تقول زينو باران محلله الارهاب في مركز نيكسون وممن نصحوا باعتماد هذه الاستراتيجية "عليك القيام بذلك بهدوء. عليك أن توفر المال وان تخلق الاجواء السياسية التي تمكن المسلمين المعتدلين من تنظيم انفسهم وطبع ونشر واذاعة وبث اعمالهم" كما تضيف باران، وهي خبيرة في شئون الاسلام في وسط آسيا، " إن مأزق أمريكا يكمن في ان التحدي الايديلوجيي هذه الايام يأتي في شكل اسلام ديني مقاتل مفعم بأهدافه السياسية وله مراسيمه وجيوشه". وتستمر لتقول:" ان الدين ليس من المواضيع المريحة التي يحبذ صانعو السياسة الامريكية مناقشتها ولكننا لا نتكلم عن الدين بل عن جماعات ذات ايديولوجية فاشية".

    وعند صياغة استراتيجيتهم تلك فان المسؤولين في الولايات المتحدة استصحبوا معهم صفحات من كتاب مناورات الحرب الباردة حول مبدأ "فرق تسد". لقد كان واحداً من اعظم نجاحات العصر هو كيف ساعدت واشنطن في ابعاد الاشتراكيين المعتدلين عن المتشددين الشيوعيين خارج الولايات المتحدة. وكما قال بيتر رودمان مساعد هنرى كيسنجر والذي يشغل الآن منصب مساعد وزير الدفاع في البنتاجون لشؤون الأمن الدولي:" هذا هو نمط تفكيرنا .. وهذا ما نتحدث عنه طول الوقت" ... كما لم يتورع المسئولون عن الثناء العلني على البرامج الممولة مثل المنح و"الهبات" القومية من اجل الديمقراطية والتي قدمت ملايين الدولارات لاوكرانيا وغيرها من الدول التي تسعى لتصبح ذات نظام ديمقراطي.

    لقد برز دور المملكة العربية السعودية مراراً وتكراراً اثناء مناقشة الاستراتيجية الجديدة – كما اشارت المصادر – فقد صرفت السعودية الغنية بثروتها البترولية الضخمة حوالي 75 بليون دولار منذ عام 1975م لنشر مذهبها الديني الأصولي المتشدد المسمى الوهابية على نطاق العالم. فقد مولت انشاء مئات المساجد والمدارس والمراكز الاسلامية في الخارج ناشرة لهذا المذهب الاسلامي الغامض والذي كان يقوم على نطاق واسع بالدعوة الى الشك وعدم الثقة في غير المسلمين ومعاداة السامية وتوجهاته المشابهة لما كان يسود في القرون الوسطى تجاه المرأة .. وقد مولت السعودية الجمعيات الخيرية ومنظمات الاغاثة المتورطة في مساعدة حركات الجهاد في ما يقرب من 20 دولة. ويقول المسؤولون السعوديون "الان" انهم اتخذوا اجراءات صارمة ضد المتشددين غير ان الاستراتيجيين بالولايات المتحدة يودون رؤية اعطاء فرصة أكبر للجماعات الاسلامية المعتدلة والاقل اصولية. وكما يتنبأ أحد المسؤولين المطلعين:" ربما يأتي الاصلاح من خارج العالم العربي. انظروا الى ما يحيط بالعالم العربي .. من هنا سيأتي التغيير ..." كما يجري الترويج لأحد الحلول وهو : تقديم دعم الولايات المتحدة للإصلاحيين المرتبطين بالطرق الصوفية وهي فرع متسامح من جماعات الاسلام.

    وهناك ايضا استراتيجية اخرى يجري متابعتها وهي ان تتم مصالحة الشخصيات الاسلامية الراديكالية التي تتجنب العنف. وياتي على رأس هؤلاء جماعة الأخوان المسلمين وهي الجماعة الاسلامية البارزة التي تأسست عام 1928 وتضم الآن عشرات الآلاف من الأتباع على نطاق العالم. وكثير من جماعة الأخوان وخاصة في مصر والاردن على خلاف حاد مع تنظيم القاعدة وكما يقول ميلت بيرون الذي عمل لمدة 30 سنة مع وكالة الاستخبارات المركزية بما في ذلك العمل لمدة طويلة داخل المجتمعات المسلمة:" انني اضمن انك لو ذهبت الى بعض نقاط التماس غير الملائمة في العالم الاسلامي فسوف تجد ترحيباً أكثر مما تتصور". وعلى الأرجح فان جماعة الاخوان المسلمين تشكل جزءا من الحل اكثر مما هي جزء من المشكلة.. وكما أفادت مصادر فإن ضباطاً من مخابرات الولايات المتحدة اجتمعوا ليس فقط مع جماعة الاخوان المسلمين بل مع اعضاء في جماعة ديونابي في باكستان التي شكلت اصوليتها مدرسة طالبان والهمت جيش اعضاء تنظيم القاعدة .. كما ان رجال الدين المتعاونين ساعدوا في "اسقاط" الفتاوي التي كانت تنادي بالجهاد ضد الامريكيين كما اقنعت المقاتلين الذي تم اعتقالهم بشجب العنف – هذه الارتباطات والصلات "الحساسة" قد ادت الى اختراق مهم واحد على الأقل وهو: التمكن من اعتقال عضو القاعدة محمد نعيم نورخان في شهر يوليو في باكستان والذي وجد في جهاز الكمبيوتر الذي يملكه ملفات مراقبة لسوق الاوراق المالية بنيويورك والبنك الدولي وغيرها من الاهداف المالية .. كما ادى القاء القبض على خان الى اعتقال الكثيرين في لندن. وكما قال احد المسؤولين :"ان هذه الصلات والارتباطات من مفاتيح الحل المؤكدة "

    ان انبثاق استراتيجية " التغلغل داخل العالم الاسلامي " والتي تشكل خط المواجهة الامامي لجنود حرب الافكار ربما تكون اخيراً قد بدأت مسيرتها وبالرغم من بطء البداية الا أن وكالة المخابرات المركزية قد حصلت على زيادة دراماتيكية في المال والرجال والامكانيات... وبالرغم مما يقوله البعض من أنها تفتقر الى مقاربة متكاملة وموحدة لمحاربة " جذور الارهاب الاسلامي"، فان بعض مراكز وكالة المخابرات المركزية بالخارج "ما وراء البحار" قد حققت تحركاً شجاعاً ومبتكراً وحيوياً مثل انفاق الاموال لتشكيل واعادة تاهيل المقاتلين المتشددين والوعاظ المعاديين "للولايات المتحدة الأمريكية والمجندين وكما يشرح احد المسؤولين المتقاعدين: "اذا وجدت الملا عمر في احد اركان الشارع فما عليك إلا أن تنصب الملا برادلي في الركن الآخر من الشارع لابطال مفعوله وتحييده" أما في الحالات الخطيرة الجادة -وكما يقول- فانه يتم القبض على المجندين واخضاعهم للاستجواب.

    كما أنشأ العاملون بالاستخبارات مواقع جهادية زائفة في شبكة الانترنت مستهدفين وسائل الاعلام العربية ولكن تم ذلك بحذر شديد ...اذ ان هذه الايام ليست كأيام الحرب الباردة فنشر الدعاية في عصر الانترنت يمكن ان يؤدي الى نشر هجوم مضاد ينتهي بقصص ترتد وتملء وسائل الاعلام في الولايات المتحدة نفسها. كما ان الحصول على ضباط ولغويين موهوبين ما يزال يشكل معضله ذادتها سوء" استنزاف حرب العراق وكما تقول النكتة التي يرويها احد الجواسيس ( لدينا في العراق 300 عنصر 400 منهم يستعدون للعودة واربعمائة قد عادوا للتو) ... وواقعياً فان هذا العدد يشكل كل موظفي الخدمة السرية في الخارج" لما وراء البحار".

    ويظل المحللون في رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية في نشاط دائم .. لقد انشأ مكتب بحث قضايا (مسائل) عبر الحدود القومية تابع لمكتب وكالة المخابرات المركزية انشأ فريق الاعلام و"التأثير" العالمي لتجميع وتقييم اهداف الولايات المتحدة الرئيسية واستضاف "هذا الفريق" مؤتمر الدبلوماسية العامة في فبراير والذي ركز على استراتيجيات التأثير و"النفوذ" في ستة دول حسب أجندة الاجتماع هي الصين ومصر، وفرنسا، واندونيسيا، ونيجيريا، وفنزويلا.

    وتحت رعاية وكالة المخابرات المركزية سيتم عقد سلسلة من مؤتمرات التأثير المعلوماتي وذلك بدعوة اعظم الخبراء في هذا المجال لاستكشاف كيفية مكافحة الاستخدام الارهابي للانترنت كما ان وكالة المخابرات المركزية ليست هي الوحيدة في الانطلاقة الجديدة لكسب معركة القلوب والعقول. فالذيادة المطردة للاعتمادات المالية منذ 11/9 رفعت معدل الانفاق على الدبلوماسية العامة أكثر من 40% منذ 11/9 لتصل الى مبلغ 1.3 بليون دولار والمزيد في الطريق كما احرزت خدمات البث الجديدة باللغة العربية – اي راديو سوا ومحطة تلفزيون الحرة – بعض النجاح، فبالرغم من وابل الشكوى من المنتقدين فاذاعة راديو سوا التي تقدم موسيقى البوب وتتخللها اذاعة نشرات الاخبار قد اصبحت من اكثر المحطات شعبية في الشرق الاوسط. وعلى الرغم من اختلاف التقديرات إلا أن المسح الذي اجرته إي سي نيلسين في العام الماضي اثبت ان محطة الحرة التلفزيونية وبعد 6 أشهر فقط من انطلاقها تشاهد من قبل ما بين 20-33% من مشاهدي الاقمار الصناعية في مجموعة من الدول العربية الرئيسية – وهناك مبادرات لايصال بث الحرة الى متحدثي العربية في اوروبا وزيادة البث باللغة الفارسية لايران وزيادة البرامج باللغات الرئيسية الأخرى.

    الكثير من جنود المجابهة والمصادمة في حرب امريكا الجديدة –أي حرب الافكار – ليسوا من وكالة المخابرات المركزية او وزارة الخارجية بل هم من وكالة غير مشهورة هي وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة. ففي خلال 3سنوات بعد11/9 ارتفع الانفاق من التمويل الحكومي للمساعدات الخارجية الى ثلاثة اضعاف فوصل الى ما يزيدعن 21 بليون دولار وقد تم توجيه أكثر من نصف ذلك المبلغ الى العالم الاسلامي.. وبموازاة المساعدات التقليدية للزراعة والتعليم والتي كانت قد حركت عوامل التغير في الاتحاد السوفيتي السابق – تتم المساعدة في تدريب المنظمات السياسية وتمويل وسائل الاعلام الخاصة كما وتذهب وبشكل متزايد هذه المنح والهبات الى الجماعات الاسلامية.

    لقد كشفت السجلات التي أخذت من وزارة الخارجية ومكتب وكالة التنمية الدولية في الولايات المتحدة وغيرها عن اعداد كبيرة ملفته للنظر من المشاريع الاسلامية التي مولت باموال دافع الضرائب الامريكي منذ 11/9 تغطي 24 دولة وفي 9 دول منها دعم التمويل الامريكي ترميم وتجديد اماكن اسلامية مقدسة تتضمن مساجد تاريخية أثرية في مصر وباكستان وتركمانستان... وفي كيرغستان ساعد التمويل المقدم من السفارة هناك في تجديد وترميم مزار "ضريح" صوفي مقدس. وفي اوزباكستان ذهبت الاموال لصيانة والمحافظة على المخطوطات الاسلامية الأثرية والتي تتضمن 20 مخطوطة للقرآن (الكريم) بعضها يرجع الى القرن الحادي عشر وفي بنقلاديش يقوم مكتب وكالة التنمية الدولية بتدريب ائمة المساجد حول قضايا التنمية. وفي مدغشقر فقد قامت السفارة هناك برعاية مهرجانات لمنافسات رياضية بين المساجد. كما جرى تمويل وسائل اعلام من كل نوع : أي من ترجمة الكتب الى محطات الراديو والتلفزيون فيما لا يقل عن 6 دول. وكثيراً ما لاتحتاج تقديم المساعدة الى التقدم بمشروع اسلامي واضح ومحدد كما يحدث فيما يطلق عليه المتحمسون (المناصرون) اسم muppet diplomacy.

    لقد اصبح برنامج " افتح يا سمسم " في نسخته العربية من أكثر العروض التلفزيونية شعبية في التلفزيون المصري حيث يقدم البرنامج اضافة الى دروس تعليم القراءة والكتابة والعادات الصحية فانه يركز على قيم التسامح الديني. ومن ضمن المساندين الرئيسيين لهذا البرنامج مكتب وكالة التنمية الدولية الذي يساعد في اخراج نسخة عربية كاملة هذا العام.

    ولا يبدو هذا الجهد اكثر وضوحاً في بلد مثل ما هو في اندونيسيا أكبر دولة اسلامية يسكنها 240مليون نسمة ومع أنها معقل للاسلام المعتدل الا أن ذلك لم يمنع ميلاد جماعات اسلامية متطرفة عديدة بما في ذلك فرع تنظيم القاعدة المسمى "جماعة اسلامية"، المتهم بتفجيرات 2002 في بالي والتي تسببت في قتل 202 شخص.

    ومن وراء الكواليس "او من خلف الستار" يقوم مكتب وكالة التنمية الدولية التابع للولايات المتحدة بالمساعدة في تمويل اكثر من 30 مؤسسة اسلامية في دولة "أندونيسيا"... ومن ضمن تلك المشاريع : منتجات اعلامية وورش عمل للوعاظ واصلاح المناهج الدراسية من المدارس الريفية الى الجامعات الاسلامية .كما ان احد برامج الحوار حول الاسلام والتسامح ينقل ويذاع ويرسل الى محطات الاذاعة في 40 مدينة كما يرسل لينشر في عمود اسبوعي على أكثر من 100 صحيفة كما تتضمن قائمة المساعدات والمنح: المفكرين الاسلاميين الذين يشرفون علي بحوث دراسية او اكاديمية تظهر توافق الاسلام الليبرالي مع الديمقراطية وحقوق الانسان.

    ان الهبات الامريكية ليست سرية ولكنها -كما قال احد المسؤولين – تقدم باسلوب بارع وماهر.اذ ان اي علاقة تظهر بالتمويل الامريكي يمكن أن تشكل بداية النهاية لأي مشروع في مثل هذه المناطق المتفجرة وتعرض للخطر اولئك الذين يعملون فيها. وفي الواقع فان حماية وسلامة العاملين بوكالة التنمية الدولية هو عنصر أدي الى أن تعتمد الوكالة على استخدام مواطني تلك الدول . ففي باكستان حيث كانت الوكالة توظف المئات فانه ليس بها الآن سوى 24 شخصا . وحتى عندما تود وكالة التنمية الدولية ان تحظى بشرف او فضل ما تقدمه فان العواطف المعادية للولايات المتحدة تجعل من ذلك امراً بالغ الصعوبة... ففي احدى زيارات لجنة من وزارة الخارجية خاصة بالدبلوماسية العامة للقاهرة فقد تكرر ابلاغ الزائرين الامريكيين بمدى امتنان المصريين لليابانيين الذين قاموا ببناء دار الاوبرا المصرية ومع ذلك يبدو انهم كانوا غافلين عن حقيقة ان مصر هي ثاني أكبر متلقى للمساعدات الامريكية – والتي تقدر بـ 2 بليون دولار سنوياً – وان الولايات المتحدة مولت نظام شبكة المياه النظيفة والصرف الصحي والكهرباء في القاهرة كما انقذ التمويل الامريكي اقدم مسجد بنى عام 642 ميلادية من الدمار بواسطة المياه ومع ذلك فقد كان المسؤولون المصريون غير راغبين في وضع علامة وكالة التنمية الدولية الامريكية ذات اللون الأحمر والابيض والأزرق خارج مبنى الوكالة.

    وقد اضطر رؤساء الوكالة -يملؤهم الاحباط- الى انشاء فرق الدبلوماسية العامة (الشعبية) التابعة لهم وقريباً سيتم الحاق خبراء اعلاميين بجميع بعثات الوكالة.

    وبالنسبة لكل القلقين من الاجيال الجديدة للمجاهدين وما يمكن عمله ازاء "المدارس" – اي المدارس الدينية التقليدية- فان ذلك يشكل اهتماماً متزايداً وكبيراً. ففي تقريرها النهائي في العام الماضي فان لجنة 11/9 وصفت تلك المدارس بأنها "حاضنة التشدد العنيف". وفي احد دراسات البنك الدولي فقد اشارت الدراسة الى ان عدد طلاب تلك المدارس في باكستان وحدها يبلغ حوالي 500.000 (اي نصف مليون طالب) ولمواجهة هذه المشكلة فان المسؤولين الامريكيين يستخدمون عدة تكتيكات "مختلفة" ولعل اكثر المشاريع مدعاة للدهشة هو في يوغندا التي تأوى اقلية كبيرة من المسلمين. فقد اعلنت العام الماضي السفارة الامريكية هناك أنها تمول انشاء 3 مدارس اسلامية ابتدائية – وكما علق ساخراً أحد محللي الارهاب قائلا :" أننا ننغمس في اعمال المدارس". وفي القرن الافريقي المجاور فان العسكريين الامريكيين يديرون برنامجاً نموذجياً يهدف الى كسب "القلوب والعقول" عن طريق المنافسة المباشرة للمدارس الدينية حيث يقوم الضباط العسكريون بجمع معلومات استخباراتية عن المكان الذي يخطط المقاتلون المتشددون لاقامة مدرسة دينية فيه ثم يقومون هم باستهداف تلك المنطقة وبناء مدارس عامة جديدة مع اقامة مشاريع البني التحتية - وذلك كما اخبر مجلة يواس نيوز اللواء بحري ساموئيل هيلاند.

    كما يعمل مسؤولون في الولايات المتحدة الامريكية بهدوء ومن خلال طرف ثالث لتدريب مدرسي المدارس الدينية لاضافة الرياضيات والعلوم والصحة والتعريف بحقوق المواطنين وواجباتهم الى مقرراتهم الدراسية. أما اكثر المشاريع طموحا فهي في الباكستان حيث تبلغ "الحساسية" ضد امريكا ذروتها وحيث تكفى المزاعم بان الولايات المتحدة تمول مدرسة ما حتى يسحب الآباء ابناءهم فوراً من تلك المدارس -كما يقول موظفوا وكالة التنمية الدولية.- كما أن الوكالة تعمل من خلال مؤسسات خاصة ومن خلال وزارة التعليم الباكستانية لمشروع يطلق عليه اسم "المدرسة النموذجية" والذي يتضمن في النهاية انشاء حوالي الألف مدرسة. أن رسم خط فاصل لمدى هذا التداخل والارتباط يبدو صعباً. ففي شهر يناير اصدرت السفارة الامريكية امراً بالايقاف الفوري لمشروع عقد يقدر بمليون دولار لتوفير أجهزة اتصال بالانترنت لعشرات المدارس الدينية والمدارس الأخرى في اكثر الولايات المضطربة في باكستان... وكان السبب هو اعتقال مقاتل اعتقد بطريق الخطأ ان له علاقة باحدى هذه المدارس.

    إن دولارات دافع الضرائب الامريكي تذهب الى محطات الاذاعة الاسلامية ومحطات التلفزيون الاسلامية والمدارس الاسلامية والمساجد والنصب التذكارية فليس عجيباً ازاء هذا ان يجد بعض المسئولين ان هذه الاستراتيجية مثيرة للجدل ولكن بعض موظفي وكالة التنمية الدولية يجادلون بأنه ما داموا يقدمون المساعدة لجميع المجموعات وان تلك المنح والهبات تذهب الى نشاطات مدنية "وليست دينية" فانه مسموح لهم قانونا بتمويل المنظمات الدينية. وكما يقول جفرى قريكو المتحدث باسم الوكالة مشيراً الى التعديل الاول الخاص بفصل الكنيسة عن الدولة :" اننا نشيد مشاريعنا لتتوافق مع مواد مجموعة القوانين المبنية علي "قانون" السوابق.." ولكن بعض خبراء القانون يتساءلون عما إذا كان ازدياد تورط امريكا مع الاسلام "والجماعات الدينية" قانوني؟ علماً بأن المحاكم الامريكية قد حكمت "سابقا" بأن اموال دافع الضرائب الامريكي يجب ألا تستخدم لدعم اومساعدة "الدين" . وقد قال هيرمان شوارتز استاذ القانون الدستوري بالجامعة الامريكية "بالنسبة لنا فان هذا العمل ربما ليس دستورياً"، ففي عام 1991م فان شوارتز واتحاد الحريات الدينية كان قد كسب قضية ضد الوكالة لايقافها عن تمويل 20 مدرسة كاثولوكية ويهودية في الخارج "ما وراء البحار" ولكن شوارتز يضيف: "كان ذلك منذ امد بعيد ولست ادري ان كان اي شخص يمكن أن يؤيد مثل هذه الدعوى الان ".

    لقد تغير الزمن . أن كبار مسؤولي الدولة في الولايات المتحدة مقتنعون الآن بأن العدو الايدلوجي الاكبر هو "جماعات " الاسلام الراديكالي "المتطرف المسيس" وان امريكا وحلفائها لا تستطيع الوقوف موقف المتفرج. وقد ظهر الشهر الماضي آخر الدلائل على مشاركة الادارة في شن حرب الافكار حيث اختار وعين الرئيس مستشاره للاعلام كارين هقز ليكون الرئيس الجديد للدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية. وبالرغم من افتقاره الى الخبرة الخارجية الواسعة فان هقز قد احضر معه مهارات الاتصالات والعلاقات المجربة وبنفس القدر من الأهمية صلته المباشرة مع "الرئيس" والجهات العليا . كما اجبر البيت الأبيض للاعلان عن وظيفة جديدة في مجلس الامن القومي وهي وظيفة نائب مستشار الأمن القومي لوسائل الاتصال الاستراتيجية والتوسع العالمي. ومهمته هي تحريك البيروقراطية للقيام بنشاطات ابعد مدي "من قيودها المعروفة".

    إن تزايد الاهتمام والتركيز لكسب تلك المعركة قد اعطت ثمارها "أو آتت أكلها" كما يبدو ... ففي اقتراع للرأي للاندونيسيين اجرى الشهر الماضي بعد المساعدات والاعانات التي قدمت في اعقاب اعصار تسونامي والتي كانت بقيادة وتحت اشراف جيش الولايات المتحدة فقد اشارت نتيجة الاقتراع الى أن كراهية الولايات المتحدة قد انخفضت من 83% الى 54% وبالمقابل فقد انخفض التأييد لبن لادن الى النصف- غير انه من الحماقة الاعتقاد بأن الطريق سهل وميسور. ان مخضرمي (قدامي محاربي ) معركة الاعلام يقولون ان ما يصرف حتى الآن يعتبر غير كاف .. بينما اشارت دراسة جديدة لمكتب المحاسبة الحكومي (الامريكي) الى مشاكل متعددة تواجه استراتيجية الدبلوماسية العامة. فقد اخبرت باتريشيا هاريسون مساعدة الوزير بالوكالة -والتي سبقت هقز في المنصب –لمجلة يواس نيوز انها كانت تحس في بعض الاحيان وكأنها الملك الاغريقي سيسيف (صاحب الاسطورة المشهورة) الذي عوقب بان يظل الي الابد يدفع بقطعة صخر الي قمة تل شاهق ما تلبث ان تسقط منحدرة للقاع ليعاود دفعها للاعلا مرة اخري في عمل (عبثي) لا نهاية له ..

    ان الدرس الذي يجب على واشنطون ان تتعلمه، كما تقول هاريسون، يعود الى ايام الحرب الباردة وهو : "ان ما يجري في العالم مهم وأن امريكا بحاجة الى أن تتدخل و يجب الا تعلن الانتصار ابداً"، كما حذرت هاريسون قائلة:" يجب الا تعلن بأن ذلك نهاية التاريخ وان تذهب لدارك لتستريح – ان المهمة يجب ان تتابع وان يستمر رفع الحجر الى أعلا فأعلا .. ولكي نستمر في الاستثمار يجب ان نستمر في الاتصال (والتواصل) ".

    انتهي المقال الذي نشر في مجلة يواس نيوز اند ويرلد ريبورت بتاريخ 25/4/2005

    4/25/05

    Hearts, Minds, and Dollars

    In an Unseen Front in the War on Terrorism, America is Spending Millions...To Change the Very Face of Islam

    By David E. Kaplan



    ويمكن تلخيص أهم ما ورد فيه علي النحو التالي :

    تقوية سيطرة المعتدلين في العالم الاسلامي

    الاعتماد علي شركاء من الدول الاسلامية الحليفة ومؤسسات خاصة ومجموعات غير ربحية

    توفير المال وكل ما يلزم لخلق الاجواء السياسية التي تمكن المسلمين المعتدلين من تنظيم انفسهم وطبع ونشر واذاعة وبث اعمالهم وافكارهم

    مصالحة الشخصيات الاسلامية الراديكالية التي تتجنب العنف وعلي رأسها جماعة "الاخوان المسلمين"

    استغلال شبكة الانترنيت والمعلوماتية ضد الاستغلال الارهابي لنفس الشبكة

    الزيادة المطردة للاعتمادات المالية للانفاق علي الدبلوماسية العامة(الشعبية) وكل عناصرها من مكتبات عامة ومراكز ثقافية وبرامج التبادل التعليمي والثقافي والانفاق علي وسائل الاعلام المختلفة

    زيادة التمويل لوكالة التنمية الدولية الامريكية لتمكينها من الانفاق علي تدريب المنظمات السياسية ووسائل الاعلام الخاصة وزيادة المنح والهبات للجماعات الاسلامية المعتدلة

    تمويل اعمال الترميم والتجديد والصيانة واعادة التاهيل للاماكن الاسلامية والمخطوطات الاثرية مع رعاية المنافسات الرياضية (وغيرها) وتمويل وسائل الاعلام الاسلامية من الكتب وحتي محطات الراديو والتلفزيون

    تقديم الهبات السرية باسلوب ماهر وذكي للمشروعات الاسلامية مثل اقامة المدارس النموذجية (في البلاد الاسلامية) بالاتفاق مع وزارات التعليم وبعض المؤسسات الخاصة في تلك البلاد .. الخ

    وربما فسرت لنا هذه الاستراتيجية ما نراه الان من مظاهر سياسات الولايات المتحدة التي تبدو لنا كثيرة التناقض !!!

    ترجمة الدكتور عباس محمد حسن

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 10-22-2006, 06:59 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de