|
أكتوبر, طائر الرماد
|
اليوم تمر الذكرى الثانية و الأربعون لثورة اكتوبر الظافرة, لم تمر مياه كثيرة تحت جسر السياسة السودانية (بحسابات الإنجاز لا بحساب الحدث و الحراك), فبركة و مستنقع السياسة ظل فى ركوده و لم يبارح خانة العام 1956 عام جلاء المستعمر عن الأرض السودانية. اليوم و بعد مرور كل هذه السنوات(العجاف) يقف السودان قاب قوسين أو أدنى من كارثة التفتت و التلاشى بسبب السياسات الرعناء التى و بدلاً من أن تجلب للمواطن الرفاه و الإستقرار, جلبت له البؤس و الشقاء و شبح الفرقة و الشتات. إثنان و أربعون عاماً و الأحزاب السياسية, الطائفية منها و العقائدية عجزت تماماً عن إيجاد صيغة لوقف التردى و الخراب و الإتجاه بالبلد وجهة تقود إلى مخرج من نفق الدوائر الشريرة المظلم و التى لا تكاد تبدأ إلآ حيث إنتهت فى رتابة قاتلة مملة مما دفع بالمواطن المسكين إلى حالة من اللامبآلاة بما يجرى على (واق واق) الأرض السياسية, فسيان عنده إن حكم زيد أم عبيد ما همّ ذلك لأن المعاناة و مزيد الشقاء و المحن قادم لا محالة, من بزّة العسكرى أم من جبة (المدنى) أو من بدلة(إشتراكية) الملكى. لم تكن أكتوبر صنيعة الأحزاب السياسية السودانية, هذا ما أكده لاحقاً الحالة التى آلت إليها الثورة و نارها لم تخمد بعد, فإن كان هذا(الإبن) إبن القوى السياسية حقاً لكانت قد رعته, علًمته و طورته و دفعت به إلى أعلى علّيين لكنه لم يخرج من (صلبها), بل خرج من صلب و بؤس الملايين المسحوقة التى كانت تحلم بوطن معآفى, وطن (خيّر ديمقراطى) تصان فيه كرامة الفرد و تحفظ فيه حقوقه و حقوق أبنائه فى حياة كريمة و مستقبل واعد. إثنان و أربعون عاماً قد مرّت دون إضافة حرف واحد إلى صحيفة الوطن, بل على العكس فقد تلطّخت صفحته و صار (عزيز القوم) الذى ذلّه أهله, و صار مضرب الأمثال فى كل ما هو قبيح و مؤسف. إثنان و أربعون عاماً عجافاً فهل من معتبر؟؟ هل من (نبىّ) يرفع عنّا (كفر) الجوع...البؤس و المرض !! و قبل هذا و ذاك شبح الفرقة و التشتت و الضياع. هل من؟؟؟!!!!.
|
|
|
|
|
|