حسنا فعل تلفزيون السودان.. أمس الأول.. إذ استضاف الدكتور حسن الترابي في برنامج (الخط الساخن).. وبدا وكأن التلفزيون يحاول تحت إدارته الجديدة مسح الخطوط الحمراء التي كانت تكبل حرياته في القطاع السياسي بالتحديد.. ورغم أن د. الترابي اجتهد كثيرا في توضيح أفكاره حول الحرية وحقوق الإنسان وسعة الصدر السياسي واحتمال الآخر.. ونجابة المنهج والحكم الرشيد.. وكان حديثه في جانبه النظري أكثر من رائع.. إلا أن الدكتور الترابي يبدو دائما كطالب يحاول حل الامتحان بعد جمع الأوراق.. الفترة الواقعة بين بيان (العميد) عمر البشير في صباح 30 من يونيو ..1989 وبيان (الفريق) عمر البشير قبيل منتصف ليل 12 ديسمبر ..1999 كانت هي زمن الامتحان الذي أتيح فيه للدكتور الترابي أن يثبت بالعمل لا بالقول كل نظرياته.. لكنها بالتحديد كانت الفترة التي حطمت حقوق الإنسان السوداني.. وجعلت من مشروع السلطة (بلدوزر) ضخماً يدمر قيم العدل والحرية والمساواة والتعايش.. وتقديم نموذج دولة إسلامية مكسور الضمير.. ولئن أكد الترابي الآن على معارضته الحاسمة للمنهج السلطوي الذي ما زالت الإنقاذ تدين به.. لكنه هو الوالد الشرعي الذي من صلبه ولد هذا المنهج.. ولم يفعل تلاميذه من بعده أكثر من نجابة التقليد... يستطيع نموذج الحكم الذي قدمه الترابي - وسار عليه بكل همة من بعده تلاميذه - أن يدق المنصة بكل فخر ويتحدث عن استخراج البترول وتصديره.. واختراق اقتصادي.. وقفزة في قطاع الاتصالات.. وبضعة طرق قومية.. وسد مروي.. ومشروعات تنمية أخرى.. لكن ما أن ينتهي آخر سطر في قائمة (المادي) ويتحول الحديث إلى قائمة (الأخلاقي).. حقوق الإنسان وحرياته.. العدل والمساواة.. صحوة الضمير المدني وكبح الفساد المالي والإداري.. حتى يرتد إليك البصرُ خاسئا وهو حسير.. وكأن الإسلام ما كان إلا غطاء العين الذي به تقبل الشعوب حكم سادتها.. أو السوط الذي به (تُقبلُ) حذاء جلادها.. الدولة الإسلامية في السودان الآن.. تحرسها قبضة ممسكة بزناد البندقية.. تخشى على نفسها حتى من مجرد (ندوة مفتوحة) في مكان عام.. ترتعد فرائصها من مظاهرة ولو كانت لعزل لا يملكون غير صياح.. تستشيط غضبا من مقال في صحيفة.. فتصادرها.. وتخشى على نفسها حتى من عضوية حزبها إذا نطقوا بغير الرأي الأول والأخير.. دولة تفترض أن نصف رأيك.. في فوهة بندقيتك.. استبدلت جهاد الرأي.. أن تقنع الناس بالحجة والرأي.. بجهاد كبت الرأي.. أن تسكت الأفواه وتعتقل الضمير.. حتى جاء زمن صار فيه النفاق أقوى مؤهلات البقاء الوظيفي.. على قدر أهل النفاق تُؤتى المراتب.. والصادق مع نفسه.. عدو نفسه.. يسقط تلقائيا ے- كتفاحة نيوتن - بفعل الجاذبية. لو كان الإسلام رجلا.. لفتح بلاغا بموجب المادة (159) من القانون الجنائي.. اشانة السمعة..!!
10-18-2006, 02:44 AM
ناصر البطل
ناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806
Quote: الفترة الواقعة بين بيان (العميد) عمر البشير في صباح 30 من يونيو ..1989 وبيان (الفريق) عمر البشير قبيل منتصف ليل 12 ديسمبر ..1999 كانت هي زمن الامتحان الذي أتيح فيه للدكتور الترابي أن يثبت بالعمل لا بالقول كل نظرياته.. لكنها بالتحديد كانت الفترة التي حطمت حقوق الإنسان السوداني.. وجعلت من مشروع السلطة (بلدوزر) ضخماً يدمر قيم العدل والحرية والمساواة والتعايش.. وتقديم نموذج دولة إسلامية مكسور الضمير..
Quote: ولئن أكد الترابي الآن على معارضته الحاسمة للمنهج السلطوي الذي ما زالت الإنقاذ تدين به.. لكنه هو الوالد الشرعي الذي من صلبه ولد هذا المنهج.. ولم يفعل تلاميذه من بعده أكثر من نجابة التقليد...
Quote: لكن ما أن ينتهي آخر سطر في قائمة (المادي) ويتحول الحديث إلى قائمة (الأخلاقي).. حقوق الإنسان وحرياته.. العدل والمساواة.. صحوة الضمير المدني وكبح الفساد المالي والإداري.. حتى يرتد إليك البصرُ خاسئا وهو حسير.. وكأن الإسلام ما كان إلا غطاء العين الذي به تقبل الشعوب حكم سادتها.. أو السوط الذي به (تُقبلُ) حذاء جلادها..
Quote: الدولة الإسلامية في السودان الآن.. تحرسها قبضة ممسكة بزناد البندقية.. تخشى على نفسها حتى من مجرد (ندوة مفتوحة) في مكان عام.. ترتعد فرائصها من مظاهرة ولو كانت لعزل لا يملكون غير صياح.. تستشيط غضبا من مقال في صحيفة.. فتصادرها.. وتخشى على نفسها حتى من عضوية حزبها إذا نطقوا بغير الرأي الأول والأخير.. دولة تفترض أن نصف رأيك.. في فوهة بندقيتك.. استبدلت جهاد الرأي.. أن تقنع الناس بالحجة والرأي.. بجهاد كبت الرأي.. أن تسكت الأفواه وتعتقل الضمير.. حتى جاء زمن صار فيه النفاق أقوى مؤهلات البقاء الوظيفي.. على قدر أهل النفاق تُؤتى المراتب.. والصادق مع نفسه.. عدو نفسه.. يسقط تلقائيا ے- كتفاحة نيوتن - بفعل الجاذبية.
10-18-2006, 03:03 AM
ناصر البطل
ناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806
Quote: لو كان الإسلام رجلا.. لفتح بلاغا بموجب المادة (159) من القانون الجنائي.. اشانة السمعة..!!
و كأن حال لسانه يقول ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد انا اشهد لك يوم القيامه يا عثمان فأنا أيضا واحد من الذين اصبحوا ما أن اسمع أحدهم يصيح (الله أكبر) حتي تجدني أتلفت يمينا ويسارا و في قلبي ضيق هؤلاء أوصلونا مرحله ما عدنا نفرق بين الإسلام كإسلام و الإسلام كتجاره باسمه هؤلاء اذلوا كلمة الله (الله أكبر) و تاجروا بها حتي أصبح سماعها تضيق له القلوب هؤلاء ملة ضلوا و اضلوا كلما قرأت القران علمت أنهم يقودوننا إلي الجحيم لينطبق قول الله فينا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة