هل هو صراعٌ للحضارات بين مصر والســـودان؟؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2006, 03:45 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل هو صراعٌ للحضارات بين مصر والســـودان؟؟!

    دار هذا الحوار بين كهل مثقف ومهتم بالشؤون التأريخية والسياسية والحضارية وشابٌ ســـوداني "شهـــادة عربية"... وكان هذا الحوار فرض نفسه كيلعب دورا لصراع حضاري بسيط بين تشويه للتأريخ وإثبات للوجود والحق الإسهامي في تطور الحضارة الإنسانية الذي لعبته الحصارة السودانية منذ قديم الأزل...

    وقت الجد القدرنا منو؟؟!


    الكهل: "مدينة الخرطوم كانت قبل الفتح المصري للسودان عبارة عن قرية صغيرة تتكون من عدد البيوت المبنية من القش والطين، وكانت شوارعها عبارة عن حواري ضيقة وفي حالة قذرة بسبب تراكم اكوام القمامة التي يتكاثر عليها الذباب والبعوض وكان بها عد قليل من السكان. لكن بعد الفتح (المصري) للسودان، شيد المصريون فيها عددا من المباني الحجرية التي زينوها بالحدائق والشوارع. وشملت هذه الابنية سراي الحكومة ومبني مديرية الخرطوم والمسجد والمستشفى ومعمل البارود، وترسانة السفن..
    وبذلك اصبحت الخرطوم كما اراد لها (محمد على)، نقطة ارتكاز لانطلاق مصر نحو مجاهل افريقيا، وهو ما حققه اسماعيل باشا فيما بعد الذي وصلت مصر في عهده الى التوسع حتى خط الاستواء..

    وبلغ عدد سكان الخرطوم 30 الف نسمة في عصر محمد علي باشا الكبير، وإلى جانبها أنشا المصريون مدينة "كسلا" التي اصبحت عاصمة لاقليم التاكة، كما انشا المصريون ايضا عام 1840 مدينة "فامكه" التي تقع على النيل الازرق...

    والكلام ده مقتبس من كتاب "الوجود المصري في افريقيا" للبروفيسور/ السيد يوسف نصر."..


    الشــاب: "حاقد وحاسد!!".


    الكهل: "حاقد على ايه يا حسرة؟؟؟
    على مجاعات في كل مكان غرب وشمال- وحروب بالجنوب والشرق... واستسلام وخوف من بلد كاريتريا لا يتعدى سكانه ثلاث ملايين... ومدينة كالخرطوم صورتها مجلة " لايف " بعدد لها منذ سنتين وهي تتبجح وتقول: "ننقلكم الى عصور ما قبل التاريخ."، وفي الخلفية صورة لمدينة الخرطوم وخيامها التي تأوي ملايين من ابناء الجنوب والفوار دون مأوي.

    لكن هذا منافي لضميري وافكاري , فالسودان في نظري دوما بلد يتسع حب و مودة لكل مصري واحتراما لكل المصريين!!

    فالسودان في نظري ليس كنظرة الكثيرين من العرب وغيرهم لشعبه من نظرة تنم عن اوصاف قبيحة لشعبه من اصناف: الكسل والجهل والفقر، الخ... من الصفات البذيئة!!

    بل هو شعب غير ذلك جميل روحا فريد خلقا وناطق علما وهذا ما يمثله بعض ادبائه الذي اسمع عنهم ولكني لم اقرا لهم , للاسف.

    منذ اتيت للنادي، اتيت لنا بمواضيع سخفية بكل المقاييس , تقول لنا ان السودان اصل الحضارة الفرعونية . مع انك تعرف ان الاسرات الكوشية التى حكمت طيبة - كانت ما بعد الاسرات العشرين , وهكذا تأمرنا ان ننسي اكثر من 22 عشرون اسرة , حتى نصدقكك ونقول فعلا اصل مصر من نباتا او الخرطوم,

    وتاتي لنا هنا بإسلوب بروباجندي لا يفترق عن مطنق الجعجعة الجوبلزية , وتقول لنا (الحقوا السوادن فيها مشروع ضخم , ده اكبر مشروع بالشرق الادني ولا الاوسط ولا الاقصى) وكانك مفكرنا تجار او مستثمرين حنجهز الشنط ونحجز تذاكر عشان نطير على الخرطوم...السودان على شفا عقوبات اقتصادية وتحكمها ميلشيات مسلحة وتتمتع بعدة حروب في اصقاعها المترامية، لا تنافسها بها دولة بالشرق الاوسط..

    اسلوبك رخيص... لا يختلف عن اسلوب (عبد الله خليل)، طبعا عارفه!!"...




    الشاب: "لا يختلف اثنان في العالم على امكانيات السودان الزراعية والسياحية والمعدنية والنفطية، وامتلاكه لمقومات الدولة العظمى، كما جاء في مؤتمر النادي الإقتصادي الدولي يالبرازيل، والذي جاء فيه أن 5 دول في العالم فقط لها من المقومات والامكانيات التي تجعلها دول صناعية عظمى: (الولايات المتحدة، أستراليا، روسيا، البرازيل، السودان)..

    ولذلك فإن عدم الإستقرار السياسي الذي أدى للمشاكل التي ذكرت كلها نتيجة قيام بعض الدول والأنظمة والجهات بزعزعة الإستقرار السوداني على مر العصور، حتى لا ينطلق.. وللأسف فإن بعض جيران السودان دعموا وأيدوا مثل هذه الخطوات.. وكأني بهم لا يرغبون للسودان الإنطلاق، وكأني بهم لا يرغبون للسودان لعب دوره في العالم العربي والافريقي!!


    ويعدين من الذي يملك الاسلوب البروباجندي الذي لا يخلو من الجعجعة؟؟؟؟؟

    هو في حد بيلحقكم في الجعجعة، وتكبير الأكوام؟؟!!

    حد بيلحقكم في الاعلام والبرباجاندا، إنتو لو عايزين تطلعوا الواحد بخمسة أرجل، لما عجزتم عن ذلك!!"....
                  

10-13-2006, 04:08 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل هو صراعٌ للحضارات بين مصر والســـودان؟؟! (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    الشاب: "ثم ثانيا، كان أفضل لو ذكرتنا بأفضال محمد علي باشا على مصر كذلك!!

    ألم يكن مستعمرا لمصر في الأول؟؟!

    ثم ثانيا، تمت مقاومة محمد علي في السودان أكثر من المقاومة التي لقيها في مصر!!

    ألم يقتل إسماعيل باشا (ابن محمد علي باشا) في السودان؟؟

    ألم يقتل غردون باشا؟؟

    ألم تقم الثورة المهدية (أعظم ثورة شعبية ضد مستعمر في القرن التاسع عشر) كما تم وصفها في كتاب "حرب النهر" لونستون تشرشل بـ "السيوف والسلاح الأبيض" بطرد جيش محمد علي ومن معه من السودان بالقوة وتم تأسيس دولة وطنية مدة 11 عاما (1887-189؟؟!


    وأديك معلومة يا وضاح...
    عاصمة السودان كانت في ذلك الوقت (سنَــار)!!
    وأتفق معك أن الخرطوم كانت منطقة صغيرة تسكنها بعض القبائل، ولكن اسلوبك في طرح المعلومة كان استفزازي...

    كما ولـ (محمد علي باشا) الشكر، فقد نقل العاصمة لأجمل بقعة في العالم.... (مقرن النيلين) "حيث مرج البحرين يلتقيان". في مكان أجمل من حتة يلتقوا فيها نهرين "نيل"من 3 أنهار "نيل" يكونوا نهر النيل الخــالد!!؟؟


    قتباس

    كدا بكل بساطة، بدل مبنتحاور حولها كعادته كفرصة للنبش من المصريين!!!اقتباس
    !!!!


    ما انا لي تاريخ في الحوار معاك لما نشرت مواضيع عن الفراعنة السودانيين؟؟
    ولم استفد شيئا..
    فالحوار الهدف منه الإفادة والإستفادة، وبصراحة لم أستفد أي شيئا في الحوار معك!!"....




    الكهل: "يتأكد لي دوما جهلك بالتاريخ ,وعدم معرفتك الكافية به , الى جانب ان معلومات كلها مشوشة مشوهة..


    أولا: محمد على باشا الكبير هو الجد الشرعي لكل مصري، مدرك تمام الإدراك لمصريته.. ولولاه لكنا اليوم نمتطي المعيز وتمتطينا المعيز ولا نعرف من الجامعات سوى إسمها... وليست افضاله لمصر فقط , بل على العرب و الثقافة العربية بشكل عام فهو الباعث الاول لنهضة العالم العربي فكريا وادبيا وسياسيا إلخ...


    محمد علي ليس مستعمر، صحيح انه ذو اصل (الباني-ارناؤطي) وليس تركي للعلم.... وتم اختياره من النخبة المثقفة المصرية، ثم استجلت له حكم البلاد فعليا بعد مذبحة القلعة, وبدات نهضة مصر على يده بشتئ المجلات. وكون الاسرة العلوية التي حكمت مصر حتى عام 1953..

    وللعلم جميع الاسرات الملكية كانت تتميز بالدم الاجنبي عن الدول التي تحكمها , الاسرة الهوهنتزولرنية التي حكمت بروسيا كانت وورتمبرجية , والبوربون الذين حكموا فرنسا كان في الاصل اسبان ,والفلاحين الرومانوف الذين حكموا(بيترجراد –بطرس برج) لم يكونوا ابدا من ذوى اصول روسية , وكذلك الاسرة الهابسبورجية التي حكمت فيينا والكاجرية التي حكمت ايران , عايز تاني ...


    ضحكتني... اسماعيل باشا اتقتل في السودان، سقفوا يا ولاد!!

    اسماعيل مات في اليمة التانية من المتوسط على البسفور (تسمع عن بلد اسمها اسطمبول) , هناك في اوربا..


    افتخارك بالثورة المهدية تلك , او ثورة الجهل كما اسماها سير .هربرت فيشر (ده اعظم مؤرخ بريطاني للعلم) تنم عن ايمانك بفكرة الجن الذي من الممكن ان يعاشر امراة.


    نقول ارحمنا ياخي الثورة المهدية تلك لمن لا يعلم , ببساطة واحد افتكر نفسه المهدي المنتظر , اليك ذلك المقطع:
    "لقد اثبتت الانتصارات العسكرية التي احرزها المهدي ضد حكومة القاهرة لتي كانت مشغولة بالثورة العرابية وتوابعها بمصر , أكدت لدى اتباعه ان ما حدث هو برهان من اللـه على صدقه فهو منصور , واعداه مدحورون لا محاله انه ((المهدي المنتظر للمسلمين جميعا)) واخذ السودانيين يتحدثون عن الخوارق التي يرونها , فاسم المهدي مكتوب على اوراق الشجر وعلى بيض الدجاج وفي مجتمع كالسوداني نقلت هذه المرويات والماثورات والحكايات ما لا تفعله الفلسفات وبراهينها , ولا المنطق وقضاياه, لقد افتكر محمد احمد نفسه كالرسول , فبدا يرسل الخطابات للقادة والملوك يدعوهم الي الايمان به من خديوي مصر الى امبراطور الحبشة والى اهالي مراكش ومالي وشنقيط والي سنوسي ليبيا . إلخ

    لقد اذادت الحياة الفكرية والاجتماعيه بعهده فقرا , فبعد ان بدات تتقدم احوال السودانيين بعد مقدم المصريين اليها في بدايات العشرنيات من القرن التاسع عشر , اخذ السودان بعهد المهدي يذداد فقرا ,واصبح السودان وفقا اليه فهو المهدي المنتظر (خليفة رسول اللـه)".. ده مقتبس من كتاب "جذور الفتن" لحسن صادق في مكتبة مدبولي..


    وليس لمحمد على باشا الكبير الشكر على تدشين الخرطوم فقط، بل على انه هو الذي خلق السودان..

    فالسودان لم يكن دولة بجغرافيتها الحالية كما هو الان، بل كانت تلك الاراضي مجرد سلاطين وممالك افريقية كسلطنة الفونج بالشرق والفور بالغرب والنوبة بالشمال , وبعد ان وحد المصريون تلك البلاد في حكمدارية واحدة وجعلوا العاصمة الخرطوم، ثم الحق الخديوي اسماعيل المناطق الجنوبية في بحر الغزال وجوبا ومديرية خط الاستواء للخرطوم... وهو ما اخرج السودان ككيان بحدوده المعروفة كما هي الان..


    عرفت افضال المصريين عليكم؟؟!

    وكفاية كدا عن السودان.... انتهي الدرس يا ولد، معنتش عايز اشوفك تاني . العب بعيد."!!




    الشاب: "هل تعلم انك ولشدة (بلادتك) وادعائك المعرفة ترمي بكلمات لا أدري من أين تأتي بها؟؟

    الغريب أنك تناقض معلومات موثقة ووقائع تاريخية تدرس حتى على مستوى المدارس الابتدائية.. (جتى في مناهج دول الخليج العربي)..


    قلت اسماعيل بن محمد علي مات فين؟؟

    يكفي أن أرد على كذبك بشأن اسماعيل بن محمد علي باشا....

    خد عندك المعلومة دي...

    إسماعيل بن محمد علي باشا قتل عام 1822 عندما بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها الأتراك على السودانيين إذ أن الضرائب السنوية للممتلكات كانت تقدر بنصف الثمن. فلما هدأت تلك الثورات بعد أن زاد الولاة في قسوتهم وزادوا في ضرائب الجهات الثائرة إذ أن الجزيرة زيدت ضرائبها من (35,000) ريال إلى (50,000) ريال، وكذلك أراضي قبيلة "الجعليين"..

    ولما وصل (إسماعيل باشا) إلى "شـندي" في ديسمبر 1822 وأمر (المك/ نمر) و(المك/ مساعد) بالمثول أمامه، وعند حضورهما بدأ الباشا بتأنيب المك نمر واتهامه بإثارة القلاقل ومن ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة الغرض منها تعجيزه وتحقيره (1000 أوقية ذهب، ألفي عبد زنجي من عبيده ذكر، 4 آلاف من النساء والأطفال، ألف جمل ومثلها من البقر والضأن)، واختلفت المصادر في الأعداد، لكن اتفقت في استحالة الطلب..

    رد المك باستحالة الطلب فأهانه الباشا وضربه بغليونه التركي بإساءة بالغة أمام الحاضرين، حتى أن المك رفع سيفه فأوقفه المك مساعد وتحدث إليه باللهجة الهدندوية (التي عرفوها عن طريق التجارة مع سكان البحر الأحمر)، فأبدى المك رضوخه وأظهر خضوعه بأن دعا الباشا إلى العشاء وذبح له الضأن وهيأ له الحرس وأمعن في خدمته وأخبره أن الغرامة ستدفع في صباح اليوم التالي.. أثناء ذلك كان الجعليون يطوقون الحفل بالقش من كل مكان مخبرين رجال الباشا أنها للماشية التي ستحضر، وقبيل انفضاض الحفل أطلق الجعليون النار في القش فمات إسماعيل ورجاله خنقاً وحرقاً..

    نتيجة لذلك ساءت معاملة المغتصبين أشد الإساءة حتى أنهم قتلوا في إحدى المرات (30,000) من الجعليين العزل، واستمر المك نمر في إغارته على "الدفتردار" حتى بلغت خسائر رجاله عدداً عظيما، فهاجر المك إلى حدود الحبشة حيث خطط مدينة أسماها "المتمَـة" أسوة بعاصمة الجعليين في الشمال، ومكث هناك عدة سنين حتى مات.
    استمر حكم الدفتردار العسكري للسودان واستمرت المجازر البربرية كما أن الجنود الذين لم يتسلموا مرتباتهم لمدة ثمانية أشهر بدءوا بالبطش والنهب ليجدوا متطلبات حياتهم، إلى أن ثار الرأي العام الأوروبي، فأمر (محمد علي) الدفتردار بالعودة سنة 1824 محاولة منه إنهاء الحكم العسكري وإرساء نظام إداري أكثر إنسانية...


    كما انه عند الدخول التركي عينت " سنَـار " (العاصمة الأولى لمملكة سنَـار) عاصمة للسودان إلا أن أمطارها الصيفية اضطرتهم إلى تغييرها إلى (ود مدني)، إلى أن أتى (عثمان باشا) الذي خلف الدفتردار عقب عودته إلى مصر وأعجب بالمنطقة التي (يقترن فيها النيل الأبيض بالأزرق) فبنى قلعة ووضع فيها الجند سنة 1824 واتخذها عاصمة له.. تلك كانت بداية مدينة الخرطوم التي ازدهرت وسكنها 60 ألف نصفهم من اليونانيين واللبنانيين والسوريين وبعض التجار المصريين وأعداد من الأوروبيين..


    يمكن قصدك إسماعيل حفيد محمد علي باشا؟؟!!

    عموما أديك معلومة جديدة كمان، وببـلاش!!

    أنت تقصد إسماعيل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا -خديوي مصر-.. فعلا لقد رحل إلى ايطاليا، ثم رحل فيما بعد إلى الأستانة وتوفي بها يوم 2 آذار 1895، ودفن بالقاهرة.


    شفت أنا أتحدث عن إسماعيل بن محمد علي باشـا "(ابن) وليس (حفيــد)"، الذي قتل عام 1822م!!، وانت بتتكلم عن مين؟؟
                  

10-13-2006, 04:15 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل هو صراعٌ للحضارات بين مصر والســـودان؟؟! (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    الشاب: "أما بخصوص كلماتك يا (جهلول) بشأن أصل (محمد علي باشا) وطريقة استيلائه على السلطة في مصر!!

    فلتعلم ولتتعلم مني يا (جهلول) ما سأقوله لك..

    أولا، لقد أشيع في كتب التاريخ بأن (محمد علي باشا) وأسرته من جذور "تركية وألبانية"، والحقيقة التي يجهلها الناس أن (محمد علي باشا) -مؤسس مصر وباني نهضتها المعاصرة- هو "كردي" الأصل!!

    فجذوره تعود الى مدينة "ديار بكر" -عاصمة كردستان الشمالية-، وذلك بشهادة حفيده الأمير (محمد علي) -ولي عهد الملك (فاروق) ملك مصر عام 1949-، وبشهادة أخرى من الأمير (حليم) -أحد أحفاد محمد علي باشا-.. وقد جاء ذلك في مقال بعنوان "ولي العهد حدثني عن ولي النعم..." نشر في مجلة (المصور) المصرية الشهرية الصادرة يوم (25 نوفمبر عام 1949) على (الصفحة 56) بمناسبة مرور مئة عام على وفاة مؤسس مصر الحديثة (محمد علي باشا)... فقد أجرى الأديب الكبير (عبَـاس محمود العقَــاد) الكردي الأصل حوارا صحفيا مع ولي عهد مصر آنذاك الأمير (محمد علي)، و أكد هذا الأمير وولي العهد على كردية الأسرة العلوية (أسرة محمد علي) في مصر. وقد جاء في متن المقال ما نصه:-
    "يقول عباس محمود العقاد:- "... وقال سموه في امانة العالم المحقق: لا أعلم ولا ابيح لنفسي الظن فيما لا اعلم، ولكني احدثكم بشيء قد يستغربه الكثيرون عن نشأة الأسرة العلوية (المنسوبة لمحمد علي)، فان الشائع انها نشأت على مقربة من "قـولة" في بلاد الارناؤوط (البانيا)، ولكن الذي اطلعت عليه في كتاب ألفه قاضي مصر على عهد (محمد علي) ان أصل الأسرة من "ديار بكر" في بلاد الكرد، ومنه انتقل والد محمد علي واخوانه الى "قـولة"، ثم انتقل أحد عميه الى الأستانة، ورحل عمه الثاني في طلب التجارة، وبقي والد محمد علي في قوله. وقد عزز هذه الرواية ما سمعناه منقولا عن الأمير حليم (احد احفاد محمد علي) انه كان يرجع بنشأة الأسرة الى ديار بكر في بلاد الكرد"...

    كما أن ما يعزز هذا الاعتقاد وجود الكثير من القادة العسكريين الذين خدموا مع محمد علي باشا واحفاده الذين كان اغلبيتهم من الكرد امثال (اسماعيل باشا الكاشف تيمور جد الأسرة التيمورية بمصروالتي انجبت الشاعرة عائشة التيمورية...)..


    أما بالنسبة لموضوع تولي (محمد علي) السلطة في مصر، فإن هذا لا يوضح شيئا سوى خلل بناء منظومة الدولة المصرية، لكونه من غير جنس شعبها، نظرا لأصوله الأجنبية (كمعظم حكام مصر السابقين)!!.... فالمعروف أن المؤرخين العرب دائما كانوا يطلقون على "مصـر": (( مصر أرضها لمن كلب "غلب" ))!!


    كما أن هناك خطأ يدعو للسخرية يقع فيه الجهلاء من الناس، كأمثالك يا (جهلول) بادعائهم أن (محمد علي) جاء منتخبا من شيوخ البلاد وكبرائها المصريين..

    وأقول لهؤلاء أن الوثائق التاريخية تظهر عكس هذا، فهي توضح "مؤامرة" من نوع ما مع القنصل الفرنسي (جرافيتي أو بروفيتي) كانت فاعلة في دفع (محمد علي) إلي كرسي الحكم مقابل تسهيلات مادية شخصية، تمثلت في استيلاء القنصل الفرنسي علي كميات منتقاة من الآثار المصرية والتي كون منها متحفا في "تورين" بإيطاليا (طبقا لما عرضه "هيكل" في أحاديثه علي الجزيرة الفضائية)، ووعود بتعاون مستقبلي مع الدولة الفرنسية (وهو الأمر الذي ظهر لاحقا في الانفتاح المصري علي فرنسا – البعثات العلمية والمستشارين العلميين والعسكريين وبناء المدارس المتخصصة كالهندسة والحربية وبناء الترسانة البحرية وغيرها)..

    كما وأدعوهم لأن يتسائلوا أليس من المنطقي والبديهي ألا يشغل الحاكم -إن كان قد جاء باختيار الشعب- باله بتأمين القصر والبلاد ممن يهددون سلطته.. فإن كان الشعب اختاره فعلا، فاختيار الشعب في أساسه شرعية حامية لسلطة (محمد علي)!!

    ولكننا في المقابل نرى أنه في عهد (محمد علي) اعتمد في حكمه على أربعة مبادئ رئيسية، هي:-
    1) البطش بالخصوم (مذبحة القلعة عام 1811).
    2) المكيافيلية (وخاصة مبدأ قيام الحاكم بتحطيم أولئك الذين ساعدوه أو دعموه للوصول إلي السلطة).
    3) الهيمنة علي عناصر ومؤسسات الدولة الأساسية (مثل المؤسسات في ذلك الوقت الشيوخ والتجار والعسكر) إضافة إلي تأميم الأراضي الزراعية لصالحه وأسرته..

    وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن شيوخ مصر (في ذلك الوقت) كانوا يمثلون رجال الدين والقضاة والمثقفين لأدركنا أن ما فعله (محمد علي) في العناصر الثلاث السابقة قد تكرر بصور وأشكال مختلفة في كافة المراحل التي تلته..

    4)اللعب علي المتناقضات (بدءاً من التناقضات بين القنصل البريطاني والقنصل الفرنسي إلي الخلافات بين المماليك كحكام سابقين وشيوخ البلد الوطنين – وبين التجار والمشايخ – وبين التجار ذاتهم بتميز سلعة معينة – وبين عناصر جيشه من ترك وألبان وأرمن وأكراد وأوربيون وبقايا مماليك راضخة – وبين المشايخ ذاتهم من حيث المذاهب والأصول والأنساب – وبين الأقباط والمسلمين من حيث استخدام ورقة " المعلم أو الجنرال يعقوب " في الضغط علي الأقباط لاستمالة مشاعر المسلمين وفي استقطاب الكبرات من الأقباط وأصحاب النفوذ والثروات وضمان الولاء المطلق والتام)..


    كذلك فإن تجربة (محمد علي) كانت "تغريبية" (نسبة إلي الغرب) بكليتها وعلي كافة المقاييس.. وفي ذلك يقول المؤرخ (أرنولد تويني -Arnold Twiny-): "لقد قام (محمد علي) بتطبيق منظم وممنهج للتغريب علي سكان مصر طوال مدة خمس وثلاثين عاما."!!


    كما أن الأسرة المالكة تفردت بالسيادة المطلقة علي مقدرات البلاد وأرواح العباد، ولصالح الأجناس المقربة من الترك والأرناؤوط...

    فالجبرتي مثلا يروي في " عجائب الآثار " فظائع يقشعر لها الأبدان لا مثيل لها من استباحة واستحلال لممتلكات المصريين ما يلي:-
    "لم تكن هناك حرمة مال أو عرض (لمسلم أو لغير مسلم) من غير الخاصة بمنأى عن العائلة الحاكمة وأتباعهم إلا بما شاء وتعطف كـ (النمرود) إبراهيم، وفي هذا قال الشيخ (محمد عبده): "ما الذي فعله "محمد علي"؟؟؟ لم يستطيع أن يحيي ولكن أستطاع أن يميت ويبيد."... وهذا إضافة لنظام "السخرة" الذي كان يستخدم في التجنيد الإجباري (حتي الموت ودون مدد محددة) وفي الأعمال العامة مثل شق وتطهير الترع وتقوية الشواطئ والجسور..."..

    ولنذكر بعض الأمثلة كقطوفات من تاريخ الجبرتي (عجائب الآثار في التراجم والأخبار):-
    1) بعض ما حدث بشهر ربيع الأول1226هـ: "وذهب الباشا (يقصد محمد علي) إلي الإسكندرية للإشراف علي شحن الغلال للمراكب الإنجليزية – وهناك أستدعي مشايخ وكبراء قبائل "أولاد علي" المستولين علي البحيرة وتحايل عليهم، فلما حضروا قبض عليهم وقرر عليهم أموالا عظيمة، وأرتهنهم وعوقهم وأرسل العسكر إلي قراهم ونجوعهم فنهبوا كل ما فيها من مواشي وغيره، وسبوا النساء والأولاد..".

    2) "واستهل شهر جمادى الثانية سنة 1226هـ في عشرينه خرج الباشا إلى البركة وطلب الجمال وقوافل العرب وشهل طائفة من عسكر الباشا (يقصد محمد علي) للسفر إلى السويس فاهتموا بالدخول والخروج من المدينة وطفقوا يخطفون الحمير والبغال والجمال وكل ما صادفوه من الدواب ومن وجدوه راكبًا ولو من وجهاء الناس أنزلوه عن دابته وركبوها فانقبض الناس وانكمش غالبهم عن الركوب لمصالحهم وأخفوا حميرهم وبغالهم وأقام الباشا ثلاثة أيام جهة البركة ثم ركب إلى السويس..".

    3) ومن دناءة خصاله وعدم حفظ عهده يقول الجبرتي: "وأصبح يوم السبت (بعد حادثة قتل المماليك) والنهب والقتل والقبض على المتوارين والمتخفين مستمر ويدل البعض على البعض أو يغمز عليه وركب الباشا في الضحوة ونزل من القلعة وحوله أمراؤه الكبار مشاة وأمامه الصفاشية والجاويشية بزينتهم وملابسهم الفاخرة والجميع مشاة ليس فيهم راكب سواه وهم محدقون به وأمامه وخلفه عدة وافرة والفرح والسرور بقتل المصريين ونهبهم والظفر بهم طافح من وجوههم - ومر علي (كذا وكذا ...) حتى دخل إلى بيت (الشيخ/ الشرقاوي) وجلس عنده ساعة لطيفة وكان قد التجأ إلى الشيخ شخصان من الكشاف المصرية فكلمه في شأنهما وترجى عنده في إعتاقهما من القتل وأن يؤمنهما على أنفسهما وقال له لا تفضح شيبتي يا ولدي واقبل شفاعتي واعطهما محرمة الأمان فأجابه إلى ذلك وقال له شفاعتك مقبولة ولكن نحن لا نعطي محارم وأنا أماني بالقول أو نكتب ورقة ونرسلها إليك بالأمان فاطمأن الشيخ لذلك ثم قام الباشا وركب وطلع إلى القلعة وأرسل ورقة إلى الشيخ بطلبهما فقال لهما الشيخ أن الباشا أرسل هذه الورقة يؤمنكما ويطلبكما إليه فقالا وما يفعل بذهابنا إليه فلا شك في أنه يقتلنا فقال الشيخ لا يصلح ذلك ولا يكون كيف أنه يأخذكم من بيتي ويقتلكم بعد أن قبل شفاعتي فذهبا مع الرسول فعندما وصلا إلى الحوش وهو مملوء بالقتلى وضرب الرقاب واقع في المحبوسين والمحضرين قبضوا عليهما وأدرجا في ضمنهم..".


    ومن الناحية السياسية فإنه لم يكن لأي "مصري" كبير أو صغير أي رأي في إدارة البلاد من قريب أو بعيد، فقد تخلص (محمد علي) من الزعامات الشعبية أو الأهلية (كبراء الطوائف والمهن) بالترهيب والترغيب والإقصاء البدني والمعنوي... وقد شكل مجلسا للحكومة يسمي "الديوان العالي" ومجالس ودواوين أخري أبرزها مجلس الشوري (تشكل عام1829م)، أي بعد توليته بأربعة وعشرين عاما!!... ولم تكن تلك المجالس إلا شكلا ديكوريا يتباهي بهم أمام ممثلي الدول الأجنبية ويضفي علي حكمه الاستبدادي وضعا شرعيا...

    وكانت معظم تلك المجالس ذات مهام تنفيذية لسياسات ورغبات العائلة الحاكمة، أما مجلس الشوري (المستمد أسما من الشريعة) فكان ينعقد مرة واحدة كل عام!!... ولم يكن من بين أعضائه مصري واحد!!!!!... ورغم قصوره وعجزه فقد تم حله بعد سنوات قليلة.."!!


    وأما في مجال الثقافة زمن (محمد علي)، فقد أضعف الأزهر (بإسقاط هيبة رجاله واستقطابهم أو إقصاءهم وإبعادهم عن الجماهير)، وقام بوضع "القوانين الوضعية" (قانون الفلاح مثلا)...
    واهتم بالنموذج "الفرنسي" في تثقيف طوائف منتخبة صغيرة السن تمهيدا لانسلاخها عن هويتها العربية الإسلامية...

    وكان (محمد علي) مبهورا بجماعة القناصل الأوروبية والمستشرقين -ومنهم الفرنسي (آدم فرنسوا جومار)-، وأوكل لهم رعاية وتوجيه طلاب البعثات في فرنسا، وطلاب مدرسة الألسن في مصر، وأثمر ذلك عن تكوين قاعدة حزبية متفرنجة (متفرنسة) منسلخة تماما عن الواقع المصري وطبيعة سكانه..


    ومن الناحية الاقتصادية في مصر، فإن (محمد علي) قام بـ "احتكــار" كافة موارد الدولة، فقد صادر الأراضي الزراعية ثم اقتطهعا لأفراد أسرته وحاشيته وكبار موظفيه من أكراد وشركس وأقباط وشوام، واضعا بذلك أساس "الإقطاع الزراعي".. كما أحتكر تجارة المحاصيل وتصديرها...


    أما في الصناعة فقد لجأ إلي "الإحتكار الصناعي" أو "التحجير" بتحديد المنتجات شائعة الاستخدام وإحكام الرقابة علي المنتجين لها واحتكار شراء الناتج بأسعار يحددها ثم إعادة بيعها بالإجبار (إرغام مشايخ القرى والبلدان علي الشراء) بالأسعار التي يحددها...

    ومن " المهازل " المالية التي صنعها (محمد علي) التلاعب في عملة البلاد المتداولة بتزييفها وزيادة سعر صرفها، وفي هذا يقول الجبرتي:-
    "ومنها الزيادة الفاحشة في صرف المعاملة والنقص في وزنها وعيارها وذلك أن حضرة الباشا (يقصد محمد علي) أبقى دار الضرب على ذمته وجعل خاله ناظرًا عليها وقرر لنفسه عليها في كل شهر "خمسمائة كيس" بعد أن كان شهريتها أيام نظارة (المحروقي) "خمسين كيسًا" في كل شهر، ونقصوا وزن القروش نحو النصف عن القرش المعتاد وزادوا في خلطه حتى لا يكون فيه مقدار ربعه من الفضة الخالصة ويصرف بأربعين نصفًا (أكثر من المعدل العادي)!!"!!...


    وبالنسبة للجانب الاجتماعي، فقد تحول المواطنون إلي رعايا سبايا منفصلين تماما عن السلطة الحاكمة والسلطة النافذة في أحوال البلاد..
    فقد أحاط (محمد علي) نفسه بعصبة جديدة كبديل عن "عصبة المماليك" تكونت من أفراد عائلته وحاشيته والمقربين من الترك والألبان والكرد والشركس والأرمن والأوربيين ومن الشوام المسيحيين ومن يهود متخصصين في المال والأعمال...

    حتي بعد اضطراره لتجنيد المصريين في الجيش لتحقيق طموحاته ومغامراته فقد قصر أعمالهم علي "الأعمال الوضيعة والخطيرة"، ورفض ترقيتهم إلي مقام "الضباط" المتوسط وليس العالي!!....

    فحينما طلب منه (إبراهيم باشا) ترقية يعض أبناء البلاد الذين أبلوا بلاء حسنا في حروب الشام إلي رتبة "اليوزباشي -نقيب-"، كتب إليه قائلا: "من المعلوم يا ولدي أن مثل هذا العمل سوف تترتب عليه نتائج خطيرة علي الحكم ولو بعد مئة عام..."!!


    كما أن (محمد علي) قد اشتهر بـ "مغامراته العسكرية التوسعية" التي أحسن فيها استغلال الفراغ الناشئ من ضعف مركز الخلافة العثمانية وتراخي قبضتها عن ولاياتها، وهو الأمر الذي فضحه وكشفه غزوة نابليون (1798 – 1801)، مما جعله يندفع بقوة لملء ذلك الفراغ..

    وقد ينظر إلي تلك الأعمال العسكرية (المكلفة) علي إنها أعمال وقائية وضرورية لحماية مركز الإمبراطورية المخطط لتشيدها (وهي مصر المحروسة)، ولكن إجماع المؤرخين والمحللين أسقط تلك الفرضية ووضعها في أسبابها الحقيقية، وهي "المطامع الشخصية" غافلا مصلحة البلاد و ومهملا حقوق العباد...

    وقد تحملت البلاد مغامرات "محمد علي" العسكرية بمواردها وبأرواح أبنائها دون محصلة عائد تذكر – ونلخصها نقاطها الرئيسية في الآتي:
    (أ) استعان (محمد علي) بالخبراء "الفرنسيين" في تنظيم الجيش والبحرية، وكون جيشه من الأجانب الموالين بعيدا عن أولاد البلد المصريين الذين كان ينظر إليهم علي كونهم "فلاحين غير صالحين لأعمال القتال"، ثم أضطر إلي استخدامهم كجنود بعد فشل محاولته في تشغيل العبيد الزنزج الذين سباهم في فتوحاته لبلدان افريقيا وجنوب السودان...
    وقد نجحت تجربته بحملته علي الجزيرة العربية (نجد) للقضاء علي (الوهابية) "معركة الدرعية"، الأمر الذي جعله يعتمد أخيرا على الجنود المصريين، لكن دون ترقية لمقام الضباط..

    ويحضرنا هنا ما قاله (محمد علي) للسفير الفرنسي (بوالو كومت): "لم أفعل في مصر سوي ما فعله الإنجليز في الهند، فلديهم جنود هنود تحت أمرة ضباط إنجليز، ولديّ جنود عرب تحت أمرة وسيطرة ضباط من الترك!!!.....".

    (ب) بدأ محمد علي مغامراته العسكرية لخدمة مركز الخلافة العثمانية في باديء الأمر، فقام بحملات عديدة على "ينبع" في الحجاز، و"الدرعية" في نجد حتي تمكن من التغلب علي فورة وثورة الوهابيين ودعم البيت السعودي لهم (مخافة انتشارها لباقي الولايات العربية) في الفترة من 1811 إلي 1819م...
    ثم قام بفتح "السودان" وتدعيم الخزنة العثمانية بما يزرع فيه من قطن وأفيون ونيلة)...
    ثم قام بإخماد الثورة اليونانية على الخلافة العثمانية في "المورة" عام 1824 – 1826م..

    أما بالنسبة لحماية "عقيدة الدولة وهويتها" – فالدولة لم تكن دولة "مصر" بل كانت دولة "محمد علي"... فمشروعه الذي يحلو للبعض أن يسميه "نهضويا" قد تم بعيدا عن الشخصية المصرية والعقيدة الإسلامية والهوية العربية..
                  

10-13-2006, 04:17 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل هو صراعٌ للحضارات بين مصر والســـودان؟؟! (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    الشاب: "ومن الجدير بالذكر، أن مشروع (محمد علي) كان بداية "انسلاخ" مصر عن هويتها العربية وغرس مفهوم "العلمانية والتغريب" في تربة الأرض المصرية..

    يقول (د/ فؤاد زكريا): "إن (محمد علي) هو أول علماني حقيقي في العالم العربي الحديث.".. وهو الأمر الذي أدي إلي فقد حماية الأمن القومي لمصر – ولباقي الدول العربية بالتبعية – بل ووصلت المهازل إلي استخدام (مصر) لاحقا كقاعدة لأكبر مؤامرة شهدتها الأمة العربية (مؤامرة "سيكس بيكو")..

    فقد قام الإنجليز في بدايات الحرب العالمية الأولي بإستقطاب أولاد (الشريف حسين – شريف مكة -) (عبد الله وفيصل) في مباحثات ومحادثات بمصر – علي التوازي مع الأنشطة والأعمال التي قام بها الضابط (لورانس) انطلاقا من قاعدته بمصر في العراق والشام والجزيرة العربية والتي تمخضت عن "الثورة العربية" التي ساهمت في إسقاط "الخلافة العثمانية" ونتائجها الغير متفق عليها مثل تقسيم الشام (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) وتوزيع مناطق النفوذ بين فرنسا وإنجلترا وإصدار " وعد بلفور" الشهير...

    ولم تعد "مصر" إلي مظلتها العربية إلا مع قدوم الحرب العالمية الثانية وتعالي دعاوي "القومية العربية" والدعوة إلي "مشروع جامعة الدول العربية" الذي بدأ علي يد حكومة "الوفد" المصرية (النحاس باشا)..


    ومن الغريب أن يغفل المؤرخون دور (محمد علي) في تفعيل "الحركة الصهيونية" في فلسطين. فقد ظل النشاط التبشيري محصورا مقيدا في الشام وفلسطين بسبب معارضة الخليفة العثماني من ناحية، ومن ممانعة السكان المسلمين وعدم توفر الأمن للبعثات من ناحية أخري... وبقدوم (محمد علي) وسيطرته علي الشام قام بتأمين عمل تلك الإرساليات ورفع القيود عن النشاط اليهودي، وسمح للإنجليز ببناء قنصلية لليهود ببناء "كنيس" لهم في القدس الشريف، كما سمح لجمعية يهودية إنجليزية "جمعية يهود لندن" بحرية العمل والتبشير في فلسطين... بإختصار، كانت بداية رسوخ النبتة الصهيونية الطفيلية في أرض فلسطين العربية عمليا وفعليا في عصر (محمد علي باشا)!!!


    لم تكن "مصر" بالنسبة لـ (محمد علي) سوى أرض "إقطاعية ومجموعة من الرعايا يسكنونها"، ينطبق عليها قول المؤرخين العرب:

    (( مصر أرضها لمن كلب (غلب) ))

    لذا فقد كان مشروعه الذي سمي "نهضويا" في حقيقته ليس إلا مشروعا استثماريا شخصيا له ولأسرته، جاءت بعض فوائدة بالمصادفة والتبعية ليستفيد بها الشعب المصري، مثل (إنشاء مدرسة الهندسة ومدرسة الحربية ومدرسة الألسن وبناء الترسانة البحرية وإرسال البعثات إلي فرنسا وبناء الجيش المصري وتأهيل أولاد البلد علي أعمال القتال المحترفة بالتجنيد في الجيش النظامي)..

    وما قام به (محمد علي) من تعليم وتحديث كان هامشيا غير متجذر وهو الأمر الذي أدي إلي سهولة انتكاسه وانحداره وعدم استمراره..
    - فالتعليم أرتكز علي الأجانب دون مشاركة فعلية حقيقية لأبناء البلاد لتفريخ كوادر مستقبلية تحقق الاستمرارية.
    - واختيار صغار السن لفرض التعليم المتفرنس لم يكن بغرض سهولة التهيئة وقوة الاستيعاب بقدر ما كان لسهولة قطع "جذورهم" عن أصولهم.
    - أنعدم التأهيل السياسي لأبناء الوطن – لعدم وجود مؤسسات سياسية فعلية من أصله – ولقصر تلك الأمور علي العائلة والمقربين من ترك وأمثالهم في البلاد الأوربية.
    - إنعدام التأهيل العسكري الراقي لأبناء الوطن – لقصر عمل المصريين بالجيش علي أعمال الجند التنفيذية وعدم السماح لهم بالترقية لمقام الضباط. (ويلاحظ أن إتاحة الفرصة للمصريين للالتحاق بسلك الضباط قد تم بناء علي ضغوط من حزب الوفد (لاحقا) وهو الأمر الذي أثمر عن تفريخ ضباط ثورة يوليو 1952)..


    والخلاصة ... أنه وكما قلنا، أن مشروع (محمد علي) لم يكن مصريا وطنيا أو صاحب عقيدة "إسلامية" وهوية "عربية" بل كان مشروعا شخصيا بدأ تخليقيا صناعيا منذ بدايات حكمه عام 1805 وصعد إلي قمته في أربعينات القرن التاسع عشر، ولكنه أنحدر بنهاية (محمد علي شخصيا) عام 1849م.. أي أنها كانت أقصر "دورة حياة" مشروع إمبراطوري في التاريخ (Empire Life Cycle)..



    كذلك في تناولنا لعلاقات (محمد علي) بالدول الأخرى، فإنها لم تكن أكثر من مجرد خضوع (محمد علي) للضغوط الأوربية ومنحه الأمتيازات لرجال المال والأعمال الأجانب وحرية عمل البعثات التبشيرية التي أثمرت لاحقا عن سقوط أولاده وأحفاده تحت طائلة الديون والوقوع فرائس سهلة بين أنياب الاستعمار المالي الأوربي...

    أما في "فلسـطين"، فقد نمت وتوحشت النبتة الطفيلية الصهيونية حتي استولت علي فلسطين العربية..

    وجاء في ميثاق الجمهورية الأولي عام 1962:-
    "إن (محمد علي) لم يؤمن بالحركة الشعبية المصرية التي مهدت له حكم مصر إلا بوصفها نقطة وثوب إلي مطامعه، ولقد ساق مصر وشعبها وراءه إلي مغامرات عقيمة استهدفت مصالح الفرد بتجاهله مصالح الشعب..".


    وأخيرا .. لقد تعامل (محمد علي) وأسرته مع مصر وشعبها كـ " إقطاعية خاصة ورعايا سبايا "، يوضحها حديث الخديوي (توفيق) إلي (أحمد عرابي) حينما طالبه بإصلاحات سياسية مثل إسقاط وزارة رياض باشا، وتشكيل وزارة وطنية، وقيام مجلس نيابي حديث، حين قال: "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساننا."!!!!!!!!!


    هل الشعب المصري "عبيد الإحسان" لعائلة جندي (عثماني) أميا -لم يكن متعلما-، بدأ حكمه بمغامرة وانتهت بالخسران والبهتان كنتيجة مقامرة، وحتى من جاء بعده سلك نفس المسلك وذات المنهج ولكن بثقافة فرعون وقارون وهامان..


    وكان أجدر بأهل مصر أن يقولوا بدل التمشدق بانجازات (محمد علي) الذي تعامل معهم كالسلعة التجارية الرخيصة، كان من الأجدر أن يقولوا ما قاله الفلاح المصري الشرقاوي (أحمد عرابي) في رده على الخديوي (توفيق):
    "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.."!!


    كذلك فإن دور الأوروبيين في تمهيد الطريق لحكم (محمد علي باشا) كان أشد ما يظهر من الوضوح في اتصالاته الواسعة مع الإنجليز والفرنسيين والروس.. ومن ذلك مثلاً ما قاله المؤرخ الوطني المصري الشهير (عبدالرحمن الرافعي) عن أن ابراهيم بن محمد علي باشا في حملته على معقل الوهابية في "الدرعية": "استعان بخبرة الأوروبيين في الحروب، فاصطحب معه في الحرب الوهابية طائفة من الإفرنج منهم الضابط الفرنسي (فيسيير -أحد ضباط أركان الحرب-)، وهذا أمر لم يكن مألوفاً ولا سائغا بين قواد الشرق في ذلك العهد)!!!"!!
                  

10-13-2006, 04:29 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل هو صراعٌ للحضارات بين مصر والســـودان؟؟! (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    الشاب: "لتعلم ولتتعلم أن الثورة المهدية بدأت في عام 1881، والأزمة التي سببها البطل (أحمد عرابي) كانت في عام 1882.. فأخبرني بالله عليك كيف انتصرت ثورة قامت عام 1881 نتيجة حدث قام في عام 1882؟؟!!!

    بـ(العين السحرية)؟؟!


    كما أورد لك هذه الكلمات من الكاتب المصري (يوسف الشريف) في جريدة "العـربي" الناصرية:-
    "فى هذا السياق يجدر بنا استقراء التاريخ الحديث لوادى النيل واستخلاص دروسه المستفادة، إذ بمجرد استعادة الشعب المصرى زمام المبادرة السياسية فى مواجهة الخلافة العثمانية والولاية الخديوية عبر الثورة التى تزعمها (أحمد عرابى)، سرعان ما توجهت إلى تقنين العلاقات المصرية مع السودان فى أول دستور وتجربة ديمقراطية تشهدها المنطقة العربية وإفريقيا، فان النص على تخصيص نسبة من مقاعد المجلس التشريعى لنواب السودان، تأكيدا على الندية والتكافؤ بين الشعبين، ونفى شبهة الاستعلاء أو الاستعمار فى إطار مؤسسى يرنو إلى قيام دولة "وادى النيل العربية الإسلامية" المستقلة عن الخلافة العثمانية المريضة...
    ومن المعروف أن (عرابى) وصل إلى منصب قائد الجيش المصرى عبر إسهام "الأورطة السودانية" فى ممارسة الضغوط على الخديوي (توفيق) وهى التى هددت بقتله حين احتدم الخلاف بنيه وبين عرابى حين أذعن لمطالبها، كذلك يذكرنا التاريخ برفض عرابى تنفيذ ثلاثة أوامر صادرة من الخديوي (توفيق) لتجهيز حملة عسكرية تتوجه إلى السودان لدحر "الثورة المهدية"..
    وليس مصادفة أن يتزامن اندلاع الثورة المهدية فى السودان وأن تندلع الثورة العرابية فى أعقابها، ورغم أنه لم تكن بين (المهدى) و(عرابى) ثمة تعارف سابق أو تداخل سياسى، إلا أن نهج وتوجهات الثورتين يجمع بينهما انتزاع استقلال وادى النيل من قبضة الخلافة العثمانية، وبناء نواة الدولة العربية الإسلامية عبر وحدة مصر والسودان...
    ويلاحظ أنه مع نجاح الإنجليز فى دحر "الثورة العرابية"، حتى كان انضمام جيش العرابيين تلقائيا إلى "الثورة المهدية"، وتضيع الأسلحة النارية التى مكنت طائفة الأنصار من اقتحام الخرطوم واغتيال القائد البريطانى (غوردون)، فلما جاءوا إلى (المهدى) برأس غوردون قال: "كنت أود أن تأتوا به حيا حتى أفتدى به عرابى الأسير لدى الإنجليز فى القاهرة.."!!!


    كما أنه من المعلوم للمثقف العربي والمسلم عظمة الثورة المهدية، فهي وإن لم يتم توثيق تأريخها بشكل كامل بعد، إلا أنها دائما ما تذكر ضمن أعظم ثورات العالم العربي والإسلامي في القرن التاسع عشر!!

    يكفي أنها الثورة العربية والإسلامية الوحيدة التي تحررت بقوة الســلاح الأبيض وطردت نظام حكم استعماري تركي-بريطاني-مصري!!
    يكفي أنها قتلت (غردون باشا) بعد محاصرته لمدة شهور في الخرطوم!! "بالمناسبة هل تعرف غردون باشا، ومكانته في انجلترا؟؟ هل تعلم انه بطل الاستعمار الانجليزي وبطل خمد الثورات في الصين والهند ضد المملكة البريطانية؟؟!"... وفي عام 1985 عمت لندن أجواء أضخم مناسبة وهي مرور مائة عام على مقتل غردون!!

    يكفي جدا أنها طردت المستعمر بأيد وطنية خالصة وبالقوة الفدائية من وطنها، وأسست دولة ذات نظام سياسي واداري مستقل مدة 11 عاما (1887-189!!
    ولا أعلم أن كنت أنت ### أنجزت مثل هذا الإنجاز؟؟


    أن الجلبة التي أحدثتها هذه الثورة الوطنية وصلت لندن نفسها، أتمنى أن تراجع المراجع (قبل أن تأتي لي وتصم آذاني بكلمات غبية)..

    لقد حررت الثورة المهدية بقوة السيف السودان من مستعمر تركي بإدارة بريطانية، وقاوم المقاتل السوداني جيشا يتألف من جنود بريطانيين وأتراك ومصريين ومرتزقة، فطردهم وحرر البلاد... واستمر استقلال السودان، حتى ارسال بريطانيا للقائد (كتشنر) على رأس جيش بريطاني-مصري بأحدث الأسلحة النارية (راجع تاريخ مدفع الـ "مكسـيم" Maxim) الذي عدل خصيصا لاستخدامه ضد من أسماهم المستعمر بـ"الدراويش"!!

    كما أنه شاب تأريخ الثورة المهدية مغالطات تأريخية (كالتي ترددها أنت بجهل) لتشويه تأريخها ووصفها بالهمجية انتقاما لمقتل أحد كبار قادة بريطانيا العظمى (السير غردون -Sir/ Gordon-)!!... واذا راجعت ارشيفات الصحف البريطانية وتوثيقاتها لعلمت أن لندن (وعلى مدى 3 أشهر) كانت في حالة تعبئة عامة لتقوية وتنظيم الجيش المنوط به تحرير السودان (كما أسموه) والانتقام لمقتل غردون وتأديب (الدراويش الهمج -كما سماهم الانجليز)!!


    وكنت أتمنى بدلا من أن تردد الاكاذيب ومراجع غير مأخوذ بها لدراسة الثورة المهدية أن تتبحر في المراجع الموثوقة في دراسة تأريخ ثورة عظيمة كالثورة المهدية!!


    وإليك ما قاله ونستون تشرشل في كتابه "حرب النهر"، ومقالاته عن الثورة المهدية وأنصار المهدي في صحيفة الـ "Morning Post" حينما كان مراسلا حربيا لها في صحبته لجيش بريطانيا الذي تحالف مع المرتزقة والجيش المصري للقضاء على الثورة المهدية:
    "يا لجلال الرجولة الصامدة... لم يهزموا ولكن حصدتهم آلة الحرب."
    "لقد قمنا بغزو كل مكان، الصين والهند ومصر وأرض البتان، ولكني لم أرى كهؤلاء، ولم أشهد كشجاعة وبسالة وقوة هؤلاء."...


    هل تعلم أن فرقة من فرق جيش الثورة المهدية بقيادة (عثمان دقنة) كسرت المربع البريطاني في هجومها على حامية "طوكر" حيث كان الجيش الانجليزي معسكرا... وأن كل من تشرشل والسكرتير الأداري المستر (نيوبولد) قالا: "إن مربع الجيش البريطاني لم يكسر إلا من قبل الجيش الفرنسي في حرب المائة عام، ومن قبل جيوش المهدي بقيادة عثمان دقنة!!"..


    أما بالنسبة للظروف التي ساعدت على انتصار الثورة المهدية كراهية السودانيين لحكومة الخديوي (توفيق) التي سامتهم الخسف والهوان وأرهقت كواهلهم بالضرائب، ولعل هذه السياسة للخديوي توفيق وأمورا أخرى هي أيضا التي أدت إلى اندلاع ثورة (أحمد عرابي) في مصر عام 1881م في زمن قريب من الثورة المهدوية... لذا فقد سارع السودانيون بمختلف توجهاتهم للانضمام إلى صفوف الثورة، فأصبح لها بُعد شعبي عظيم تمثل في شيوخ الطرق الصوفية وزعماء القبائل والتجار والمزارعين والرعاة وبقية فئات المجتمع آنذاك، لذا كانت ثمرة هذه الثورة الانتصار الكاسح...

    كذلك قام المهدي بإشعال أوار التصوف في قلوب السودانيين عن طريق مواعظه وخطبه النارية التي ألهبت حماستهم وصنعت منهم جنودا مخلصين يرمون بأنفسهم إلى الموت خلف من يرون فيه قائدا ملهما..

    فقد ذكر القس (أهرولد) -الذي سجن عشر سنوات في زمن الدولة المهدية عن (المهدي): "كان مظهره الخارجي قوي الجاذبية، فقد كان رجلا قوي البنية، سحنته تميل إلى السواد، ويحمل وجهه دوما ابتسامة عذبة، وأسلوبه في الحوار حلو وسلس"..

    كما روى (ونجت باشا) " مدير مخابرات الجيش المصري " عن قدراة (الإمام المهدي) الخطابية، فقال: "إن الرجال كانوا يبكون ويضربون صدورهم عند سماع كلماته المؤثرة، وحتى رفاقه من الصوفية لم يخفوا إعجابهم به، وليس في شكله ما يثير إلا عندما يبدأ الوعظ، وعندها يدرك المرء القوة الكامنة فيه التي كانت تدفع الناس لطاعته"..

    ولعل "الكاريزما" التي توفرت في شخص (المهدي) قد ساهمت في إضفاء القبول على حركته وسرعة انتشارها وتحقق القبول لها في قلوب الناس في الوقت الذي استخدمت فيه حكومة الخديوي ضباطا وموظفين أجانب في أعمال الحكومة في السودان مما أدى إلى استفزاز الكرامة السودانية، وأشعل نيران الكراهية ضد هؤلاء الذين كانوا غير مسلمين في الغالب... فكان أن انتصرت الثورة وأقامت أول كيان سياسي في السودان منذ سقوط سلطنة سنار عام 1820م على يد (محمد علي) باشا..


    لم تكن الثورة المهدية مجرد ثورة سودانية وطنية، بل كانت ثورة جذبت اليها أنظار الثوار من مختلف العالم الإسلامي يا جهلول... فقد أرسل الإمام (السنوسي) من ليبيا برجاله للمشاركة مع ثوار الإمام المهدي في حروبه.. ووفد المسلمين من نيجيريا واريتيريا والصومال..

    وانضم لها مجموعة كبيرة من المقاتلين الوهابيين الذين جائوا من الحجاز ونجد للإنضمام للثورة المهدية..

    وشارك عدد كبير من أبناء "العراق" فيها بقيادة البطل العراقي الكبير (علي الكركوكلي)!!

    وقد تحدث عنها (علي عزت بيجوفيتش) في كتبه "الإســلام وكفاح الشعوب المسلمة"، مؤكدا ومثنيا ما ذكره أحد الكتاب البريطانيين المعاصرين وهو (جود فري جانسن) في كتابه "الإسلام المسلح" واصفا الثورة المهدية في السودان بقوله: (كانت الثورة المهدية "1881 – 1898" من بدايتها حتى النهاية أنجح ثورة إسلامية ضد محتل في القرن التاسع عشر)!!


    أما بخصوص حديثك عن أن المهدي اعتقد بأنه المهدي المنتظر، فقد كانت هذه طريقة وحيدة تنجح -بغض النظر عن مصداقيتها- في تجميع القبائل المتفرقة تحت راية واحدة لمقاومة وطرد المستعمر، فقد كانت كل قبيلة تجتهد في مقاومة المستعمر بطريقتها هي وينتهي بها المطاف في مواجهة جيش دولة ويتم الانتقام منها... وقد كانت أقوى راية لتجميع السودانيين بمختلف ألوانهم وقبائلهم وجهاتهم ولهجهاتهم ولغاتهم وأعراقهم، عربهم وزنجهم هي الراية الوطنية من خلال اطار ديني... إذ كان المجتمع السوداني وقتها غارق في التشرب الصوفي، والأثر الصوفي في السودان معروف الى يومنا هذا!!

    عموما وإن اختلف السودانيين أنفسهم عن حقيقة دعوة الإمام المهدي، إلا أنهم يتفقون مع بعضهم البعض من جهة، ومع المثقفين العرب والمسلمين والأفارقة، وموثقو التأريخ المعاصر بأن "الثورة المهدية" كانت أعظم ثورة دينية وتحررية في القرن التاسع عشر!!!


    ولكن سؤالك لي اذا ما كنت عرفت أفضال المصريين علينا؟؟؟ فأقول لك حيرتنا معاك... أفضال المصريين، أم الانجليز والترك والعلويين؟؟!


    وتقول كفاية كدا عن السودان!!

    لأ لسه... من حقي أن أعرف من أراد أن يتعرف على السودان، تأريخه وحضارته وسياسته ومشاكله!!
    ومش انت اللي حتحدد لي يا جهلول كفاية ولا لأ!!".....


    الرابط:-

    http://www.nadyelfikr.com/viewthread.php?fid=2&tid=44130&page=1
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de