|
السفير البلدوزر !
|
زفرات حرى الطيب مصطفى السفير البلدوزر ! أقولها مجدداً إن تنصيب السفير عبد المحمود عبدالحليم على رأس بعثة السودان في الأمم المتحدة بنيويورك يعتبر في رأيي أهم وأعظم قرار تعيين يتخذ خلال هذا العام بل والعام السابق فوكر الشيطان الأمريكي يحتاج إلى البلدوزر عبد المحمود الذي يجيد العمل الدبلوماسي بكل أشكاله بما في ذلك القدرة على مد إصبعه - عند اللزوم- في وجه محدثه وكما قلت في مقال سابق إنني شهدت بعيني رأسي خلال معركة خضناها في مقر منظمة الوحدة الافريقية بأديس أبابا في بداية التسعينات كيف كان لأصبع عبدالمحمود دوره الحاسم في كسب المعركة! عندما قرأت عن اسقاط مشروع القرار الأمريكي الأخير في مجلس الأمن لم أندهش كثيراً كما لم أندهش من تصريحات البلدوزر التي كذّب فيها المندوب الأمريكي المتغطرس جون بولتون حينما قال ذلك الطاغية إن الحكومة السودانية اعتذرت عن تقديمها لمذكرة حذرت فيها خمسين دولة من الاشتراك في القوات الدولية وصدقوني أنه ما من أحد يستطيع الآن في هذا العالم المرعوب أن يكلم المندوب الأمريكي ذا الشارب الكث الذي لا أظن أنه قد »اعتمره« على وجهه، على خلاف بني وطنه وجلدته، بالصدفة ! ما من بلد يحتاج الآن إلى استعادة كرامته المهدرة على مستوى العالم مثل السودان ولقد قلناها مراراً إن أمريكا التي لا تحترم غير الأقوياء لا تجدي معها الدبولماسية الناعمة التي جربناها طويلاً وقدمنا في إطارها تنازلات وضعت السودان في حقل من الألغام نتمرغ في رمضائه صباح مساء. للأسف فإن سفارتنا في واشنطن ستكون مهيضة الجناح لأن سفيرها الجديد التابع للحركة الشعبية لن يكون في واقع الأمر سفيراً للسودان فهلا تم اختيار نائب للسفير بقوة البلدوزر عبد المحمود حتى يسد الفراغ الناشئ عن »غياب« السفيرالذي سيتفرغ لشؤون الحركة الشعبية وللتذمر والشكوى من سلوك الحكومة التي يفترض أنه يمثلها ؟! عجائب السفير النيجيري ! السفير النيجيري بالخرطوم حشر أنفه فيما لا يعنيه حين أدلى لصحيفة »سيتيزن« الجنوبية بتاريخ 2006/10/5 بتصريحات احتفت بها الصحيفة في صدر صفحتها الأولى كونها تتسق مع خطها العلماني العنصري المساند للحركة الشعبية لتحرير السودان. السفير سليمان داهيرو والذي يبدو من اسمه أنه مسلم طالب في الخبر الذي أخذ عنوان »مزج الدين بالسياسة عبارة عن خلطة مميتة« بفصل الدين عن الدولة في علمانية تحسده عليها الحركة الشعبية ! لو كان الرجل عالماً لاعتبرناه اجتهاداً فقهياً أو قل تأييداً لرأي فقهي حتى ولو كان مرجوحاً لكن علم الرجل بالقضية التي تعرض لها لا يختلف عن علم راعي الضأن بتقانة الأقمار الصناعية ! فضلاً عن ذلك فإن هذه القضية السياسية ظلت محل خلاف في الساحة أفضى إلى حرب طاحنة ولذلك فإن تدخل السفير وادلائه برأي فيها يعتبر تدخلاً سافراً في شأن لا علاقة له بعمله وتجاوزاً لمهمته. المرجو من هذا السفير وغيره من السفراء الأجانب من الآن فصاعداً أن يكفوا عن الخوض فيما لا يعنيهم. لجنة المشير سوار الذهب أقولها مجدداً إنه لا حل لمشكلة دارفور ومشاكل السودان الحالية إلا بتوحيد الجبهة الداخلية ولذلك أترقب بتفاؤل كبير تحركات لجنة المشير سوار الذهب واللواء عثمان عبدالله وفي نفس الوقت أشعربالرعب من مجرد التفكير في إجهاض هذه المبادرة التي تقدم طوق النجاة للسودان وعلى من يعطّل هذه المبادرة من القوى السياسية أن يتحمل المسؤولية كاملة وأن يعلَن عن موقفه على رؤوس الأشهاد ورجائي أن تركز اللجنة على جمع الصف الوطني الشمالي ولا تبعثر جهودها في محاولة الجمع بين المتنافرين خاصة من أصحاب الأيدي المغلولة ممن ينفذون أجندة خارجية يسددون بموجبها فواتير مستحقة لقوى خارجية أخرى فمجرد نجاح اللجنة في التقريب بين القوى الوطنية الشمالية وإدراجها في حكومة وحدة وطنية حقيقية حتى ولو بدون الحركات المسلحة يعتبر نقلة كبرى ستؤدي إلى نتائج إيجابية ترغم العالم على التعاطي معها وعلى الحكومة أن تكون أحرص القوى الوطنية على الوصول إلى هذه الغاية للخروج من هذه المشكلة الكبرى وفي سبيل ذلك عليها أن تستجيب لكل ما يطلب إليها مهما بدا في ظاهره تضحية كبيرة فالأمر يحتاج إلى حسم وعزم من السيدالرئيس بصفة خاصة
|
|
|
|
|
|