|
السودان وطن ضائع بين حكومة فاشلة ومعارضة تبحث عن هوية (2) شيزوفرينيا الاحزاب التقليدية
|
بسم الله الر حمن الرحيم
كان الانقسام في نادي الخريجين بين مجموعتي الدرديري والفيل وتكوين ما سمي بحزبي الامة والاتحادي هو اول بدايات الانزلاق نحو التفكك . حيث آن الانقسام كان عاطفيا اكثر من كونه موضوعيا ، وظن صفوة ذلك الزمان انهم باختبائهم تحت عباءات الختمية والانصار يمكن آن يخرجوا لنا بسودان جديد !!! كتب محمد احمد محجوب في كتابه الديموقراطية في الميزان ما معناه آن اعتماد الساسة على الطائفة مرحلي حيث انهم في حوجة إلى أصوات الطائفيين الانتخابية. وبدأ السباق نحو الكرسي الذي لم تثبت دعائمه فسقط اول مرة في 17 نوفمبر وكان الحكم الاول للعسكر والذي كلن ليد حزب الامة فيه العبث الاول في تاريخ السودان الحديث آما الاتحاديون فموقفعم من حكم عبود كموقفهم من الانقاذ اليوم موقف المتفرج رغما عن انهم في الانقاذ مشاركين بجزئية المقولة سيفنا مع المعارضة وجيبنا مع الانقاذ. ولان هذه الأحزاب لم تنشأ على اساس فكري ولم يكن لها برنامج عمل آو خطط بل كانت تجمعات يربط بينها اتجاه مذهبي ديني بزعامتين اثرت آن توجه هذه الصفوة لخدمة الطائفة بدلا من آن توجه جماهير الطائفة لحماية مكتسبات الصفوة السياسية التي احتمت بهم ورغما من الحكم جاء مرة اخرى للاحزاب التقليدية بعد اكتوبر ودون جهد وعناء يذكر ، عادت المكايدات الشخصية مرة اخرى وبصورة اكثر شراسة خاصة بعد دخول لاعب جديد للساحة متمثلا في التيار المتأسلم والذي كان يعلم هشاشة حزبي الامة والاتحادي فمارس عليهم ارهابا فكريا سلاحه فيهم الاشريعة ومن يرفضها فهو كافر حلال الدم ومن من هنا ازدادت البلبلة الفكرية لأحزاب فكرها العقدي فطير فكان كبش الفداء الحزب الشيوعي وتم طرده من البرلمان ولم تدري احزابنا العجلانه انها تعجلت برحيل ديموقراطية خديج فكان الاعصار المايويى وكعادة السودانيين في استعجال النتائج حاول الحزب الشيوعي آن ينفرد بلونه الاحمر في الساحة قبل آن يشتد عود قائد الانقلاب آنذاك ( نميري) فكانت يوليو 71 وبدات حمامات الدم والتي استمرت حتى كتابة هذه الاحرف . والمأساة ليست في هذا فقط بل انها عجلت بنهاية اقوى الاحزاب الشيوعية في افريقيا والشرق الاوسط والذي كان يمكن آن يلعب دورا في الارتقاء بنهج الاحزاب التقليدية في حالة كون الصراع اليمقراطي يحتكم للدستور ويحميه قانون. وانتهت مايو بكل تاريخها وتاريخ من كانوا في زمرة معارضيها وعادت الاحزاب للحكم مرة اخرى وليتها استفادت من تاريخها الملئ بالفشل عادت بنفس ديناصوراتها وبنفس اساليب العمل التقليدي الذي تجاوزته الايام ولكن من بينها قادم رضع من ثدي الديكتاتورية العسكرية واستفاد من تجربة الاشتراكيين في الديموقراطية المركزية فانشأ تنظيما سياسيا منضبطا عضوية والتزاما ووكانت الجبهة الاسلامية التي استغلت الشعار الاسلامي واستخدمت الاساليب العصرية في مخاطبة الجماهير بالاضافة لتصديها لليسار بشراسة في اللفظ وفي اليد ، فسحبت جزء مقدر من جماهير الطائفتين في وقت لجأ فيه حزبي الامة والاتحادي الى التمترس خلف الحرس القديم تاركين الاجيال الجديدة بين فكي المتاسلمين وبقايا اليسار المهزوم داخليا، فنشأت اجيال لا مبالية ادت الى احاث فجوة في تواصل المعرفة السياسية والفكر السياسي فانقطع تاريخ السودان واختزل في مواعين ضيقة حيث آن الفعل السياسي منعدم . آن الفصامية التي يعيشها حزبي الامة والاتحادي في اولوية ايهما الطائفة ام الحزب اضرت بهم كحزبين لهما جماهير مؤمنة بهما ايمان اعمى وبالتالي اضرت بالسودان واقعدته فتلبست الجماهير التاييد الهتافي الذي ينتهي بانتهاء المسيرة. ونظرا لغياب المنهج فستظل هذه الاحزاب دائرة في فلك اللهاث وراء السلطة في ظل تغييب للجماهير التئ سئمت من الركض طوال خمسين عاما
ما الحل؟ نواصل
|
|
|
|
|
|