|
|
 المهدي لمجلةفلسطينية:النظام يرفض الأممية في دارفور خوفا من تعرض مسؤليين لإجراءات المحكمةالدولية
|
غزة-دنيا الوطن-حمادة حمادة
كان في ضيافة مجلة الديمقراطي لهذا العدد ضيف عزيز من جمهورية السودان الشقيقة وهو الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي السوداني والذي تولى رئاسة الوزراء في السودان لفترتين .
الصادق فتح قلبه لمراسل مجلة الديمقراطي في غزة والذي أجرى حواره عبر الهاتف, وقد قال المهدي أن التدخل الدولي في السودان هو نتيجة لأخطاء النظام الحاكم وان حضور القوات الدولية هو لسد ثغرات لعلاج مشاكل خلقها هذا النظام ، مؤكداً دعمه لوجود قوات دولية في السودان, لكن قوات من دول عربية وأفريقية وليست دولاً استعمارية.
وشدد المهدي بأن الجامعه العربية تلعب دور هامشي ولم تقم بدور حاسم في أي قضية من قضايا السودان، مؤكداً على أن كل اجتماعات الجامعه شكلية لا تثمن ولا تغني من جوع, وهو الأمر الذي يعكس حالة التراجع العربي المشترك, وأطلق المهدي على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لقب "فارس بلا جواد" قائلا عنه انه يمتلك حماسا وطاقات, لكن بدون فعل .
وفيما يلي نص الحوار :
دار فور بين الأزمة المحلية و الدولية
ـ ما هو تعليقكم على قرار مجلس الأمن القاضي بنشر قوات دولية في دافور؟
القوات الدولية أصلا موجودة في السودان حسب القرار 1590 , هي موجودة لمراقبة اتفاقية السلام و الوضع في دافور , هي تقوم بمراقبة وقف اطلاق النار وحماية المدنيين وحماية المنظمات الإسلامية للإغاثة, ويقوم بها الاتحاد الأفريقي بموجب القرار 1556 .
و بعد عام من قيام الاتحاد الأفريقي بهذه المهمة اتضح انه لا يستطيع أن يواصل, خصوصا انه لا يجد تمويل من الاتحاد الافريقي لقواته , حيث أن 90 % من تمويلة الحالي ياتي من مصادر هي النيتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي, وهم لا يجدون مصدر تمويل افريقي أو عربي ولذلك سوف يلغون مهمة قواتهم في دارفور في سبتمبر 2006 .
نتيجة لهذا الموقف وحيث أن الأمر يتطلب قيام طرف ثالث بمراقبة الأوضاع هناك لان القوات السودانية طرف في النزاع وهي جزء منه, أصبح لا بديل من طرف ثالث اخر وهذا ما تم إقراره بواسطة مجلس الأمن, الذي قضى بموجب القرار 1706 وجوب وجود قوات أمنية لمراقبة الأوضاع في دارفور. ونحن نرى كل هذا التدخل الدولي في السودان هو نتيجة لإخطاء النظام الحاكم وان حضور هذه القوات هو لسد ثغرات لعلاج مشاكل خلقها هذا النظام, و مع ذلك نعتبر أن وجود قوات دولية في السوان ينبغي أن لا يشمل قوات من جهات ذات اجندات خاصة مثل القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية ( الدول الاستعمارية) , بل ينبغي أن تكون القوات من جهات عربية وافريقية وآسيوية وأوروبية ومن بلدان اسكندينافية وليس من دول استعمارية هذا ما رأيناه وأقريناه وإعلاناه.
ـ ألا ترى إصرار أمريكي على ارسال القوات الدولية في ظل وجود قوات افريقية يمكن دعمها ومساندتها بدل القرار الاخير والخاص بالقوات الدولية ؟
القوات الأفريقية أصلا لم يعد لها دور و90 % من تمويلها أتى من مصادر امريكة وأوروبية, وهى لا تستطيع الآن المواصلة نظرا لعدم وجود التمويل, لذلك لا بد من وجود بديل عنها, ومن الممكن أن يكون البديل قوات افريقية وآسيوية وعربية وأوروبية اسكندينافية .
ـ إذا أنت ضد القرار الحالي ؟
أنا لست ضد القرار انا مع القرار، نحن نعتقد أن القرار ضروري, من سيحفظ الأمن في دافور ان لم يوجد قوات دولية.
ـ البعض يعتبر وجود هذه القوات تدخل دولي في السودان وبداية لتقسيم السودان ؟
أصلا التدخل الدولي موجود, الآن يوجد في السودان عشر آلاف أجنبي.
ـ هل تعتقد وجود امكانية مشاركة قوات عربية ضمن القوات الدولية ؟
نعم , أصلا العرب جزء من الامم المتحدة, ونحن نريد لقوات الأمم المتحدة أن تأتي من مصادر غير استعمارية, فنحن لا نريد أي مشاركة لدول استعمارية ضمن تلك القوات في دافور.
ـ هل ترى مصلحة للولايات المتحدة في هذا القرار ؟
الولايات المتحدة مضغوطة جدا لان هناك الراي العام في الغرب يتابع ما يحدث في دافور, حيث وجود أزمة إنسانية وجرائم حرب, لقد ارتكبت جرائم حرب ضد الانسانية وذهبت لجنة دولية محايدة وحققت في هذا الموضوع واكدت وجود جرائم حرب وجرائم إنسانية, كما أن هناك خطر على المدنيين وهناك مخاطر كثيرة . هناك اضطراب في الأمن حيث بدأت تنسحب منظمات الاغاثة وهي المتعمد عليها لإطعام أجزاء كبيرة من سكان دافور, لذا هناك ضغط قوي جدا في الرأي العام الغربي لضرورة القيام بالمهام الإنسانية هذه . و أنا اعتقد أن هذا السبب الرئيسي في أن مجلس الامن و ليس أمريكا وحدها من اتخذ قرار مجلس الأمن, أمريكا تشوه الموقف ولكن امريكا ليست وحدها, أولا في القرار 1679هذا صدر باجماع مجلس الامن والقرار 176 صدر باغلبية 12 مع ان 3 امتنعوا عن التصويت.
ـ لماذا الحكومة تعارض وجود هذه القوات ؟
الحكومة عندها أسباب أخرى أنها تخشى زيادة الوجود الدولي في السودان, هذا الوجود سوف يساهم في تعرض مسؤليين كبار في الدولة لاجراءات المحكمة الجزائية الدولية, وهذا بوجود قرار 1593 وهذا القرار ادان الحكم السوداني لانه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية واحال عدد من المسؤلين للمحاكمة بالمحكمة الجزائية الدولية,هم يخشون من اثار هذا القرار.
حول جامعة الدول العربية
ـ هل تعيين الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسي مبعوث خاص عن الجامعة يمكن أن يساعد لحل هذه الازمة ؟.
الجامعة تلعب دور هامشي ولم تقدم قوات ولم تقدم أموال ولم تقم بدور حاسم في أي قضية من قضايا السودان .
ـ ما هو الحل من وجهة نظرك ؟
الحل أن يكون هناك إرادة عربية مشتركة, وعمل عربي مشترك, فلا يعقل أن تبقى كل هذه الدول بحجمها ووزنها وامكانياتها متفرجة على كل القضايا الإقليمية, لان هذه القضايا سوف تأتي بأضرار لكل العرب.
ـ هل ترى أن ما حصل للسودان كان بسبب العجز العربي الكبير ؟
نعم , أقول أن الجامعة العربية العامل المشترك للأمة العربية الآن هي صفر, ونتيجة لذلك تمددت الارادات الدولية, والارادات الدولية هي التي تتحرك الآن في الفضاء العربي والفضاء العربي صفر الآن, حتى عندما تحصل اجتماعات تكون شكلية لا تثمن ولا تغني من جوع, وهذا يعكس حالة التراجع العربي المشترك, وكما قلت السيد عمر موسى عنده حماس وطاقات ولكنه فارس بلا جواد .
ـ ماذا عن قرارات القمة العربية ؟
لا يمكن تنفيذها الآن بسبب حالة التراجع العربي الضعيف .
قضايا سودانية
ـ يمر السودان بأزمة اقتصادية خانقة ما هي أبرز معالمها وماذا فعلت الحكومة من أجل الحد من ارتفاع الأسعار؟
الحكومة هي المسئولة عن هذه الأزمة, لأنها تصرف المال باولويات خاطئة, هناك فساد يبدد المال, هناك محسوبيات واعفاءات ضريبة وجمركية في صفوف لانصارها ومؤيديها, هناك صرف سياسي لصالح الحزب الحاكم , هناك صرف عسكري وامني كانما الحكومة تحارب الشعب, وهناك صرف دبلوماسي خطا, فالسودان لا يوجد لديه قدرات ليعقد مؤتمرين قمة في سنة واحدة القمة العربية والقمة الأفريقية ويصرف عليها ملايين الدولارات, الحكومة تصرف المال على أساس سياسي ودبلوماسي, وهذا طبعا على حساب التنمية والخدمات المقدمة لجمهور المواطنين , وحتى ما حدث في البلاد من زياد في ايرادات الحكومة بسبب ارتفاع أسعار النفط لم يفد شيئا , حيث بددت الأموال لان الصرف غير المسؤول يؤدي إلى ضياع أي إيرادات موجودة.
ما هو تأثير الفيضان على السودان ؟
اثر على وضع كثير من المزارع بانه غرقها وحطم كثير من البيوت في مناطق كثيرة في السودان في الخرطوم ومنطقة السمان ومناطق مختلفة في السودان, فكان الفيضان وقد قضى على كثير من املاك المواطنين وعلى كثير من مزارع على مناطق شاطئية.
السودان والقضية الفلسطينية
ـ البعض يرى أن ما يحدث في السودان من ضغط دولي بسبب مساندتها للقضية الفلسطينية ؟
هذا كلام غير صحيح, مشاكل الحكومة السودانية كما يقول المثل " على نفسها جنت براقش " الحكومة السودانية هي التي ارتكبت هذه الأخطاء, هي التي عقدت الموضوع في دافور وهي التي حولت النزاع في الجنوب من نزاع محدود إلى حرب دينية, هي التي عزلت الشعب السوداني واستتقطبته ضدها, وهي خلقت المناخ الذي أدى إلى نارين , نار التمزيق حيث تتعرض البلاد إلى تمزيق, ونار التندويل حيث البلد تتعرض إلى تدويل .
قبل هذا النظام كانت موجودة حكومة كنت ارأسها أنا, الولايات المتحدة لم تكن راضية عنها لأننا كنا نناصر القضية الفلسطينية اكثر من هذه الحكومة, وكنا مستقلين في قرارنا, ولكن لم تستطع الولايات المتحدة مع ذلك أن تفعل شيئا, لأننا كنا نحكم برضى الناس ونشر الحريات, ونحمي حقوق الانسان فما استطاعت الولايات المتحدة مع غضبها من حكومتي أن تفعل شيئا, ولكنها الآن لان الحكومة مرتكبة هذه الأخطاء وجدت مداخل, والأمريكان عندهم أهداف سواء في حكومتي أو في الحكومة الحالية, وسيكون عندهم أهداف باستمرار, ولكن الأخطاء التي ترتكبها الحكومة هي التي تعطي المنافذ لاصحاب الاجندات الأجنبية للنيل من السودان .
كلمة لأصحاب المعالي
ـ ما هي كلمتك للرؤساء العرب ؟
أقول أن الجامعة وقفت متفرجة في أزمة العراق, متفرجة في أزمة فلسطين, ومتفرجة في أزمة الصومال, ومتفرجة في أزمة السودان, وهي إن قامت بادوار تكون ادوار شبه هامشية. وهذا يعني أنها كمنظمة لا تقوم بأي دور, وهذا برأيي ليست مسئولية الأمين العام, برأيي مسؤولية النظام العربي المشترك الذي أصبح دوره هامشي, بل وليس له أي دور .
|
|
 
|
|
|
|
فتحي البحيري
محمد عادل
عبدالمنعم خيرالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست