البابا والمسلمون : بعيدا عن المنطقة الرمادية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 09:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2006, 04:50 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البابا والمسلمون : بعيدا عن المنطقة الرمادية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    Quote:
    عدة عبارات قالها البابا بنيديكت السادس عشر كانت كافية لإثارة عاصفة من ردود الفعل المثيرة. فعبر العالم الاسلامي كله، ضم القيادات الدينية والرؤساء والسياسيون والمثقفون اصواتهم الى الجماهير المحتجة التي أغضبتها «إهانة» غير مبررة لدينهم. ولم يطلع معظم الناس على خطاب البابا، بينما اعتمد الاخرون على ملخصات سطحية، ربط البابا، طبقا لها الاسلام بالعنف. الا ان الجميع تجمعوا وراء ما اعتبروه «إهانة لا تغتفر».

    ومهما كانت احكام هؤلاء العلماء والمثقفين، فالأمل كان في تبنيهم لمنطلق اكثر عقلانية في تعليقاتهم الانتقادية، لسببين. الاول، هو الحب المؤكد والاحترام الذي يكنه المسلمون للرسول، ومع ذلك فكلنا على وعي بكيفية استغلال بعض الجماعات او الحكومات لأزمات من هذا النوع كنوع من صمام الأمان لشعوبهم القلقة واجندتهم السياسية. وعندما يُحرم الناس من حقوقهم الاساسية ومن حريتهم في التعبير، لا يكلف الامر شئيا بالسماح لهم بالتنفيس عن غضبهم بخصوص الرسوم الكرتونية الدنماركية او لكلمات البابا.

    ثانيا، ما نشاهده هو، في الواقع، احتجاج جماعي يتميز اساسا بتدفق المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها، التي تقدم في النهاية ادلة حية على ان المسلمين لا يمكنهم المشاركة في نقاش معقول، وان العدوان اللفظي والعنف هما القاعدة وليس الاستثناء. ويتحمل المثقفون المسلمون المسؤولية الاساسية بعدم منح المصداقية لهذه اللعبة ذات النتيجة العكسية.

    ويشير البعض الى ان البابا اساء للمسلمين، وطالبوا باعتذار شخصي. وقدم البابا اعتذاره، إلا أن الاستقطاب لم يهدأ. وهناك سبب كاف لكي تشعر بالدهشة من اقتباس غامض يرجع للقرن الرابع عشر ينسب الى الامبراطور الروماني مانويل الثاني بالايولوغوس ينتقد فيه «الاعمال الشريرة» لنبي الاسلام. وفي الواقع، فإن اختيار البابا للامثلة في محاولته للربط بين العنف والإسلام تثير تساؤلات، إن لم تكن تؤدي للدهشة. والامر المثير للدهشة بنفس المستوى هو اشارته الى المفكر الظاهري الموسوعي ابن حزم (وهو شخصية محترمة، ولكن مدرسته الفكرية هامشية) لإثارة موضوع الاسلام والجنسية. ربما كانت العملية بأكملها ناقصة، وتفتقر للوضوح، وسطحية، بل وحتى عديمة الكياسة بعض الشيء، ولكن هل كانت اساءة تدفع للمطالبة باعتذار رسمي؟ هل من الحكمة او العدل بالنسبة للمسلمين الشعور بالاساءة من مضمون اقتباس ـ لمجرد ان البابا اختاره ـ بينما يتجاهلون الاسئلة اليومية التي يواجهونها في السنوات الخمس الماضية حول معنى «الجهاد» واستخدام القوة؟ البابا بنيديكت السادس عشر هو رجل عصره، والاسئلة التي يطرحها على المسلمين هي اسئلة معاصرة: أسئلة يمكن ويجب الاجابة عليها بوضوح، بوجهة نظر قوية. ففي البداية يجب علينا عدم قبول ترجمة «الجهاد» بالحرب المقدسة. وأولويتنا يجب ان تتركز على شرح مبادئ المقاومة المشروعة والاخلاقيات الاسلامية في مواقف النزاع، وليس تشجيع الناس على الاحتجاج بعنف ضد اتهامات، بأنهم يؤمنون بدين عنيف.

    ربما يكون الجانب الأكثر إثارة للإزعاج في هذه الأزمة هو ان الجدل الحقيقي الذي أطلقه البابا بنيديكت لم ينتبه اليه المعلقون، وعلى وجه الخصوص المعلقون المسلمون. في كلمته الاكاديمية تقدم البابا بأطروحة مزدوجة مصحوبة برسالتين. فقد حاول تذكير العلمانيين العقلانيين الذين يريدون تخليص عصر التنوير في الاشارة للمسيحية كمرجعية بإن تلك المرجعيات هي جزء لا يتجزأ من الهوية الاوروبية. ويصبح من المستحيل عليهم الدخول في حوار بين الاديان اذا لم يمكنهم قبول الاسس المسيحية لهويتهم. وفيما يتعلق بسؤال العقيدة والمنطق، وفي التأكيد على العلاقة المميزة بين تقاليد المنطق اليوناني والدين المسيحي، يحاول البابا تحديد اوروبية هي مسيحية من ناحية العقيدة ويونانية من ناحية المنطق الفلسفي. اما الاسلام، الذي ليس له مثل هذه العلاقة بالمنطق، يصبح غريبا عن الهوية الاوروبية التي تأسست على مثل هذا التراث. وقبل سنوات، حدد الكاردينال راتزينغر معارضته دمج تركيا في اوروبا بناء على قواعد مماثلة. فتركيا المسلمة لم تكن ولن تكون قادرة على ادعاء ثقافة اوروبية اصلية. هذا شيء مختلف، هو الاخر.

    هذه هي الرسائل المنطلقة من الاجابات، اكثر بكثير من الحديث عن الجهاد. وهذا البابا الاوروبي للغاية يدعو شعوب القارة لكي تعي الشخصية المسيحية الاساس التي لا يمكن الفرار منها لهويتهم، التي يخاطرون بفقدها. وربما تكون الرسالة مشروعة في هذه الاوقات من ازمة الهوية، ولكنها مزعجة للغاية وذات احتمالات خطيرة في الاختزال المزدوج للمنطلق التاريخي، وفي تحديد الهوية الاوروبية.

    وهذا هو، ما يجب على المسلمين، قبل كل شيء، الرد عليه، يجب عليهم تحدي قراءة لفكر التاريخ الاوروبي الذي ازيل منه دور المنطق الاسلامي، والذي جرى فيه اختزال المساهمة العربية الاسلامية الى مجرد ترجمة للاعمال العظيمة للاغريق والرومان. والذاكرة الاختيارية التي «تنسى» بسهولة المساهمة الحاسمة للمفكرين «العقلانيين» المسلمين من امثال الفارابي (القرن العاشر) وابن سينا (القرن الحادي عشر) وابن رشد (القرن الثاني عشر) والغزالي (القرن الثاني عشر) والشاطبي (القرن الثالث عشر) وابن خلدون (القرن الرابع عشر)، تعيد بناء اوروبا ليس خادعة فقط، ولكن تمارس الخداع الذاتي بخصوص ماضيها. ويجب على المسلمين اذا ما ارادوا استعادة تراثهم، ان يظهروا بطريقة معقولة وخالية من ردود الفعل العاطفية، لانهم يشاركون جوهر القيم التي تأسست عليها اوروبا والغرب.

    ولا يمكن لأوروبا والغرب الاستمرار، اذا ما استمررنا في محاولة تحديد الذات عن طريق استثناء وابعاد انفسنا، عن الاخر ـ من الاسلام ومن المسلمين ـ الذين نخشاهم. وربما ما تحتاج اليه اوروبا اليوم اكثر من أي شيء اخر، ليس الحوار مع الحضارات الاخرى، ولكن الحوار الصادق مع نفسها، ومع مظاهر الذات التي رفضت لفترات طويلة الاعتراف بها، والتي تمنعها اليوم من الاستفادة من ثراء تقاليدها الدينية والفلسفية. ويجب على اوروبا تعلم مصالحة فكرة تنوع ماضيها لكي تسيطر على تعدديتها الضرورية لمستقبلها. ان اختزالية البابا لم تفعل شيئا لمساعدة عملية الاستعادة: ولا يجب على المنطلق الانتقادي توقع اعتذار البابا، ولكن يجب عليه ان يثبت له انه علي خطأ من الناحية التاريخية والعلمية وفي النهاية الروحية. كما سيمنح المسلمين المعاصرين طريقة لمواكبة الابداعات الهائلة للمفكرين المسلمين الاوروبيين في الماضي الذين كانوا يقبلون قبل 10 قرون هويتهم الاوروبية (بدلا من هوس النقاش العميق للاندماج) والذين ساهموا فيه، واثروا بنظرتهم النقدية كلا من اوروبا والغرب ككل.
    *طارق رمضان

    * مفكر اسلامي، خدمة غلوبال فيو بوينت خاص بـ«الشرق الأوسط»

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de