|
|
 إلى متى يظل المسيرية قنطرة لعبور الآخرين؟!
|
إن طرح هذا السؤال استدعته الأوضاع الراهنة في ديار المسيرية والتي أصبحت منطقة صراع بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والكل يتسابق لكسب ود المسيرية وكل بحسب طريقته وكل منهما لا يهمه من المسيرية سوى استخدامهم كأداة لتنفيذ أهدافه والتي قد تتقاطع كلية مع أهداف المسيرية ومصالحهم ، ولأنني أرى أن هناك حالة من الانجرار من قبل بعض أبناء المسيرية للانحياز لأحد المعسكرين الذين أعدا بعض كوادرهم والمحسوبة على المسيرية للترويج والكسب في هذه الظروف .
أن المسيرية وعلى مدار عمر تمرد الاقليم الجنوبي منذ أنانا (1) وحتى الحركة الشعبية قد عانوا كثيرا ودفعوا ضريبة الدفاع عن نفسهم وأموالهم وأعراضهم الكثير وهم راضون بذلك ، ولكن دفع المسيرية ومنذ اعلان الانقاذ لمشروعها (الحضاري) وجهادها ضد الحركة الشعبية الغالي والنفيس تحت رايات الجهاد وإعلا كلمة الدين الا أنهم لم يتخيلوا أن يأتي يوما وتصافح فيه أيادي قادة الانقاذ تلك الأيادي التي وصمت أهلها بالكفر والفجور و الأدهى والأمر أن ذلك قد تم خصماً على حقوق المسيرية وعلى دماء جرحاهم وأرواح قتلاهم ودموع أراملهم وإيتامهم . أنقضى كل ذلك ولكن لم يتعظ المسيرية ولم يتعلموا الدرس حيث أنهم مرة أخرى يراهنون على الآخرين، فهذه المرة جاء دور الحركة الشعبية عدو الأمس لتلعب لعبتها وتحقق مصالحها والأداة المسيرية ذاتهم، ولو أن الحركة الشعبية تدرك ماذا تريد من المسيرية وبالمسيرية الا أن بعض الذين ذهبوا إلى هذا المعترك من أبناء المسيرية لم يروا من الحركة الا الامتيازات التي يمكن أن تحققها لهم بمنحهم رتب عسكرية ومبالغ مالية و(كية) في الانقاذ التي باعتهم وقلبت لهم ظهر المجن .
إن الحركة الشعبية تدرك ماذا تريد من المسيرية خلال مرحلة الست سنوات قبل الاستفتاء، فهي ومن خلال مؤتمرها للمصالحة بين الراحل جون قرنق وسلفاكير ميارديت والذي إنعقد في مدينة رمبيك قد ناقشت استراتيجيتها للمرحلة الانتقالية ، فقد أشارت هذه الاستراتيجية إلى العمل على كسب قبائل التماس (المسيرية والرزيقات) لينضموا للحركة كقبائل لا كأفراد وذلك سيضمن إنضمامهم بأرضهم ومالهم وهذا سيصب في تنفيذ سياسة الحركة في الوصول إلى خط عرض (13) _ الذي يمر عبر الأضية_ وهذه هي الحدود المفترضة لدولة جنوب السودان حسب خطة الحركة، وقد أشارت الحركة لوسائلها في كسب هذه القبائل وذلك بالاستفادة من أبناء هذه القبائل داخل الحركة وتوفير مبالغ مالية للقائد ملونق أون لكسب أمراء هذه القبائل وقيادات الدفاع الشعبي من خلال إغراء المال، ولكن الحركة لم تكتف بذلك بل أنها وعند مناقشتها لتقرير لجنة الحكم رفضت وجود أي من أبناء شمال السودان في سلطة الجنوب حتى الذين قاتلوا في صفوف الحركة من أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق ، بإستثناء ياسر عرمان ومنصور خالد وقد رأى جون قرنق أهمية وجودهم في حكومة الوحدة الوطنية (لأن منصور أكبر من حكومة الجنوب وياسر عرمان أكثر فهماً لعقلية الشمال) وهذا ما يؤكد على نية الانفصال والتي أكد عليها السيد باقان أموم في حواره المنشور في موقع سودانيز أون لاين عندما أشار إلى ان جنوب السودان ليس إقليماً في السودان وإنما شبة دولة مستقلة وقارن وضعهم بوضع امارة دبي ضمن أتحاد الأمارات العربية وذلك في محور دفاعه عن طلبهم من أمريكا إستثناء جنوب السودان من العقوبات إذا فرضت على السودان وذلك في زيارة النائب الأول لأمريكا.فهل الحركة مؤمنة بكسب المسيرية والرزيقات كخط استراتيجي بهدف وحدوية الحركة كحزب سياسي سوداني مفتوحة عضوية لكل السودانيين؟ أم كسب هذه القبائل سياسة تكتيكية لتحقيق أهداف الحركة الرامية إلى الوصول إلى خط عرض (13)؟ إن وثائق إجتماع رمبيك تجيب على هذا السؤال وذلك بالاعتراض على مقترح تولي السيد فين دينج مسئولية سياسية في إحدى الولايات حيث تم الاعتراض بحجة أن (فين قائد عسكري محنك والحركة بحاجة له في موقعه العسكري لأن مهمته العسكرية لم تنته بعد وخاصة أن للحركة حرب ثأر مع قبائل التماس من المسيرية والرزيقات لما سببوه لشمال بحر الغزال من خسائر، وأن السلام الحالي هو مع الشمال وليس مع هذه القبائل وإذا سعى الشمال لمناصرة هذه القبائل في حرب الثأر المفترضة هذه سيمزق إتفاق نيفاشا لأنه ليس بأنجيل ولا قرآن حسب ما ورد ذلك بالنص) .
من هنا نرى أن الحركة ساعية لتنفيذ ما خططت له في رمبيك وإنها تحقق نحاجاً الآن من خلال إقامة معسكراتها في الدبب والميرم في مناطق المسيرية ولا علم لي بما لها في مناطق الرزيقات ، فهذه القبائل بالنسبة لها مجرد أداة لتحقيق أجندتها ومن ثم ستكون هي ضحية هذه الأجندة ، أما المؤتمر الوطني فإنه يسعى الآن لذات الأهداف فهو بعد أن رأى معسكرات الحركة الشعبية في الدبب والميرم قد أمها العديد من الشباب وبعضهم كان من قادة الدفاع الشعبي بدأ تحركاته لتحجيم هذا العمل ومحاولة الكسب من جديد وبذات فكرة الحركة الشعبية وقد طرح فكرة تشكيل ألوية عسكرية من أبناء المسيرية وتتالت زيارات المسئولين إلى المنطقة حيث جاءها كل من وزير الدفاع ووزير الداخلية ونائب رئيس المؤتمر الوطني د.نافع علي نافع ، ومن بعدهم جاء نائب والي ولاية جنوب كردفان د.عيسى بشري وبمعيته وزير المالية بالولاية وقد مكث ثلاثة أيام في إجتماعات داخلية حيث أعلنت الصحف بعدها إنضمام (250) عنصراً من حركة شهامة إلى المؤتمر الوطني ،ومجالس مدينة المجلد تتحدث عن الملايين التي دفعت لكسب هؤلاء، والله أعلم، فهل لنا أن نتعظ وندرك ما نريد وليس ما يريده منا الآخرون ونكف على أن نصبح كخيولنا ليركبنا الآخرون للوصول إلى أهدافهم ثم ننتبه ولا نجد إلا الهوان والخسران؟ اللهم نسألك الهداية والرحمة ونسألك أن تهدنا الصراط المستقيم ،آمين.
|
|
 
|
|
|
|
kabashi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست