د.عبدالوهاب الأفندي... لا عقلانية الرد الإسلامي (الصحافة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2006, 02:37 AM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.عبدالوهاب الأفندي... لا عقلانية الرد الإسلامي (الصحافة)

    لا عقلانية الرد الإسلامي قد تؤكد بعض اتهامات البابا للمسلمين

    * في حديث لنائب المرشد العام للإخوان المسلمين تعليقاً على الاعتذار الذي صدر عن البابا بينيديكت السادس عشر الأحد الماضي عن تصريحاته السابقة التي أغضبت المسلمين، قال نائب المرشد إن اعتذار البابا غير كافٍ، وأن عليه أن يتقدم باعتذار واضح وصريح للمسلمين، وأن يسحب انتقاداته للإسلام، وأن يعلن للعالم بأن الإسلام دين سلام يؤيد التعايش بين الأديان وينبذ العنف. ونسي أن يضيف إن عليه أيضاً أن ينطق بالشهادتين ويعلن إسلامه، ويدعو كل الكاثوليك لاعتناق الملة المحمدية. ولم يكن هذا الموقف منعزلاً، بل هناك مطالب مماثلة من قيادات إسلامية كثيرة، إضافة إلى ما تشهده شوارع المدن الإسلامية من أعمال تظاهر واحتجاج لا تعكس صورة حسنة للإسلام، بل تظهره على أنه دين متشنج لا يتقبل النقد والحوار. وكان من الأفضل أن يتولى الرد على تصريحات البابا عقلاء الأمة وعلماؤها، بعد أن يكونوا درسوا مزاعم زعيم الكنيسة الكاثوليكية بدقة وعناية، وإلا فإن انتقادات البابا للإسلام بأنه دين لا عقلاني، تجد التصديق والتأكيد من ردود الأفعال غير العقلانية وغير المدروسة من النوع الذي نشاهده اليوم.
    * من الواضح أن معظم من تصدوا لتصريحات البابا، بمن في ذلك كثير من العلماء، لم يقرأوا بدقة محاضرته التي ألقاها يوم الثلاثاء الماضي في جامعة ريغنسبيرغ بألمانيا، وإلا لأدركوا أن الاقتباس المنسوب إلى الامبراطور مانويل الثاني والذي اتهم فيه نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام بأنه لم يأتِ إلا بما هو شرير ولا إنساني حين دعا إلى نشر الإسلام بالقوة، هذا الاقتباس هو أهون ما جاء في انتقادات البابا للإسلام. فالبابا يستخدم هذا الاقتباس ليصل إلى نتيجة أخرى، هي أن الإسلام عقيدة خالية من العقلانية. وينطلق البابا من هذا الاستنتاج ليقول إن الحداثة الغربية العلمانية هي عقلانية رافضة للعقيدة، فيما يمتدح المسيحية بأنها تجمع الحسنيين، لأنها وحدت منذ نشأتها بين العقلانية الإغريقية والعقيدة التوراتية الشرقية. ويضيف البابا «وهذا لب أطروحته» إن التقاء المسيحية مع العقلانية الإغريقية لم يكن مصادفة، لأن القديس بولس كان قد رأى رؤيا دعته إلى التوجه إلى بلاد اليونان. ويعترف البابا بأن العقيدة المسيحية قد تعرضت لشيء من التحريف بالتأثير الإغريقي، خاصة فيما يتعلق بالترجمات غير الدقيقة للنصوص، ولكنه يرفض بشدة المطالبات المتكررة بتنقية العقيدة المسيحية من هذه الشوائب، ويرى أن امتزاج العقيدة المسيحية بالفكر الإغريقي، أصبح عماد هوية أوروبا الجديدة، وأن المحافظة على هذا التمازج هو محافظة على صلب العقيدة المسيحية.
    * في عقده للمقابلة بين الإسلام والمسيحية، يستشهد البابا بكاتب ومرجع واحد، وهو ثيودور خوري، الذي اقتبس بدوره من المستشرق الفرنسي أرنالديز، ليؤكد أن مقولة الامبراطور البيزنطي بأن ما يرفضه العقل مخالف لطبيعة الله تعتبر من البديهيات عند الإمبراطور الإغريقي، ولكنها غريبة على العقل الإسلامي الذي يرى أن الله تعالى مطلق الإرادة لا يقيده العقل ولا غيره. ويورد البابا آراءً منسوبة لابن حزم «الذي ورد اسمه خطأ في نص المحاضرة المنشور» تقول بأن الله تعالى غير ملزم حتى بالعهود التي يقطعها على نفسه، كما أنه ليس ملزماً بأن يكشف لنا الحقيقة. ويخلص البابا من هذا إلى أن الإسلام يرفض العقلانية.
    * هذا التناول يعكس الضحالة الاستشراقية في أبشع صورها، بدءاً بالاستشهاد بمقولات ابن حزم باعتباره يمثل المرجعية في العقيدة الإسلامية، رغم أن مذهبه الظاهري لا يدين به أحد ولم يكن له أتباع كثر في يوم من الأيام، وانتهاءً بالخلط الفاضح بين مستويات التناول. على سبيل المثال، فإن الحديث عما يجوز ولا يجوز في حقه تعالى هو من قبيل التأملات النظرية، ولا يعكس ما ألزم به تعالى نفسه فعلاً فيما أخبرنا به الوحي. فالقرآن والحديث حافلان بالنصوص المحكمة التي تؤكد أن الله تعالي لا يأمر بالفحشاء ولا بالشر، كما أنه تعالى حرم الظلم على نفسه. الإسلام قدم نفسه على أنه دين العقلانية في جوهر نصوصه، مثل التمييز بينه وبين الأديان السماوية السابقة بأنه أحل الطيبات وحرَّم الخبائث، أي أنه لا توجد فيه محرمات من الطيبات لمجرد العقوبة، كما كان حال اليهود، كما أنه دين معجزته هي نص يخاطب العقل. ومهما يكن فإن المسلمين في إجماع بأن الإنسان ملزم بفعل الخير واتباع العقل، مما يجعل الحديث عن الانفصام بين الدين الإسلامي والعقل على أساس تأملات ابن حزم وتهويمات الأشاعرة خارج الموضوع تماماً. فما يجوز أو لا يجوز في حقه تعالى لا ينطبق على العباد.
    * الخلاصة التي ينتهي إليها البابا، بعد الاحتفال بعقلانية الدين المسيحي وهويته الأوروبية، هي توجيه الدعوة للعقلانية العلمانية المهيمنة على أوروبا حالياً، لأن تفتح أبوابها للعقيدة وأن تستنير بنورها، لأن العقلانية المجردة غير قادرة بزعمه على تزويد الإنسانية ببوصلة أخلاقية. فالعقلانية يجب ألا تصم آذانها عن الاستماع إلى صوت الإيمان، لأن الاستماع إلى تجارب وبصائر الأديان العظيمة عامة والمسيحية خاصة تمثل إضافة مهمة للمعرفة، بينما الإعراض عنها هو تضييق لمجال العقل. فالعقل المهتدي بنور الإيمان هو الطريق إلى حوار الثقافات، والأساس الذي ينبغي أن يقوم هذا الحوار على أساسه.
    إذن بالنظر إلى مجمل محاضرة البابا، نجد أن جوهرها هو دعوة للعقل الحديث لتقبل الحوار مع أهل الإيمان، وهي دعوة لا يستطيع عقلاء المسلمين إلا مشاركته فيها. أما مقدمته حول الإسلام فتحتوي على جملة من المغالطات لا يمكن الرد عليها بالمظاهرات والاحتجاجات، وإنما تحتاج إلى مؤسسات علمية من الوزن الثقيل نفتقدها للأسف. ولا شك أن إهمال الرد العلمي المدروس والاكتفاء بنشاط الشوارع، فإنه يمثل كارثة مزدوجة، لأنه يعطي الانطباع بصحة الاتهامات، بينما يشكل أساساً لاتهامات جديدة للمسلمين بالغوغائية والتصرفات اللاعقلانية. فلا يمكن أن يتفجر الشارع الإسلامي في مظاهرات وأعمال عنف في كل مرة يستهدف فيها الإسلام بقول أو فعل، في حين لا توجد مؤسسات رسمية او شعبية تتعامل مع هذه التحديات بعقلانية وفعالية. فكما أن الحكومات تركت الدفاع عن البلدان للجماعات غير المنضبطة، فأصبح الإسلام يوصم بالإرهاب، فإن تخلي المؤسسات العلمية والدينية عن الدفاع عن العقيدة وإيكال ذلك إلى جهاديي الشوارع، سيجعل الإسلام في نظر الكثيرين قرين الغوغائية.
    من جهة أخرى فإن حوار الأديان والتعايش بينها، لا يعني الاتفاق حول العقائد. فلا يخفى أن المسيحيين واليهود لا يؤمنون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا صحة الإسلام، مما يجعل التلميح الذي ورد في محاضرة البابا إلى أن القرآن هو من تأليف النبي أمراً عادياً في عرفهم. ولا يمكن مطالبة الآخرين بالتخلي عن عقائدهم كشرط للحوار. والمعروف أن المرء لا يبلغ موقعاً مثل رئاسة الكنيسة الكاثوليكية لو كان يؤمن بالمساواة بين الأديان، بل إنه لا بد أن يكون أبلى أحسن البلاء في الدفاع عن العقيدة وانتقاد منافسيها، وهذا أيضاً أمر مشروع.
    * سياسياً فإن الإصرار على إذلال رئيس الكنيسة الكاثوليكية وعدم قبول اعتذاره غير المباشر «وهو أمر كبير عندهم، لأن البابا في عقيدة الكاثوليك معصوم لا يخطئ» يعني افتعال معركة نحن في غنى عنها مع الكاثوليك في العالم، وهم اليوم - خاصة في مناطق مثل أميركا اللاتينية- من أقرب الناس إلى المسلمين. وهناك فرق كبير بين افتعال معركة مع صحيفة أو حكومة، وإذكاء صراع مع طائفة دينية لها أتباع كثر في عالمنا العربي والإسلامي.
    * لكل هذا فإنه من الحكمة أن يقوم العلماء بتهدئة الشارع الإسلامي، وأن يقبلوا اعتذار البابا، حيث من الواضح أنه لم يقصد بحديثه خلق عداوة مع المسلمين، وأن ينتقل الحوار حول هذه القضية الخلافية إلى الكواليس والمؤسسات العلمية، وأن يتولى أمره أهل العلم بمعزل عن الانفعالات والتحركات الغاضبة التي تضر بسمعة وصورة الإسلام والمسلمين، مهما بدا للبعض أن لها مردوداً حسناً على المدى القصير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de