|
Re: مقاطع دامية في حضرة صاحب الوفاق (Re: musadim)
|
"هذا النظام الكارثي الذي ظل يعمل جاهدا وبكل الوسائل على نشر ثقافة الهوس الديني التي تهدد بزوال كيان السودان ما لم يتوحد الجميع للتخلص منه وبناء سودان ديمقراطي يسع الجميع."
"سأحاول في هذه المساحة أن اتجنب نحر الحقيقة على النحو الذي سلكه البعض في الاكتفاء بملامسة القشور مثل مطالبة السلطات المختصة بالقبض على الجناة و حماية الصحفيين و وووو الخ و هي مطالب مشروعة لو كنا في حضرة دولة القانون لا دولة تحكمها عصابة مجرمة غير مسئولة ظلت تجلب الكوارث على أهل السودان منذ مجيئها المشئوم. إن الحماية لا يطلب توفيرها ممن يرعى هذه المجموعات التكفيرية و يمدها بأسباب الحياة و العدل لا تطلب إقامته من نظام تجاوزت جرائمه كل حد. و يمكن لهذه الجريمة أن تشكل مجرد ضربة بداية لموجة رهيبة من التقتيل إذ من المؤكد أنها قد فتحت شهية التكفيريين الذين تحتشد قائمتهم بإعداد غفيرة من المناضلين الديمقراطيين وتعود بي الذاكرة هنا إلي منتصف التسعينات حينما تحصلت و بحكم عملي الصحفي على معلومات تؤكد أن هناك مجموعات من داخل النظام قد أعدت قوائم اغتيال تحوي أسماء مئات من المثقفين السودانيين ولذلك لم أُفاجأ بصدور القوائم الأخيرة والتي شملت أسماء مثقفين تتوعدهم المجموعات التكفيرية بالقتل إذن فليس هناك جديد سوى أنها خرجت إلى العلن ."
"جرم في ساحة الجريمة المتمعن في المشهد السياسي السوداني لن يكلف نفسه كثير عناء حتى يصل إلي المجرم الحقيقي إلا وهو النظام الديكتاتوري الحاكم و الحقائق و الأدلة البينة تلجم لسان كل من يحاول القول أن مثل هذه الاتهامات تصب في جانب المزايدة السياسية. لقد أسس هذا النظام وجوده على أرضية القمع و التنكيل بالمناوئين له منذ أن استولى على السلطة في عام 1989 و ظل يبذر بذور الهوس الديني عن طريق ابلسة وتخوين كل من يقول لا ضد تسلطه و بطشه و تجويعه للشعب. و ظل هذا النظام شاهرا سلاح التكفير منذ بواكير مجيئه و إلا فماذا يعني محاولاته المستميتة و المستمرة لتصوير كل صاحب رأى آخر بأنه عدو للإسلام سوى أنه كافر يجب إراقة دمه !!"
"وبعد فشله في تدمير القوى الديمقراطية المناوئة له ها هو يطلق العنان لهذه المجموعات التكفيرية علها تكون رادعا أخيرا و السلاح الأمضى لوقف رياح الأزمات و التغيير التي تهب عليه من كل اتجاه . يحاول النظام الآن التعلق حتى بقشة التكفيريين وهو أمر يؤكد إفلاسه تماما حيث يسعى جاهدا لوضع الشعب السوداني أمام خيارين إما هو أو الفوضى التي لن يبقى معها وطن و لن ينعم فيها أحد بالأمان . وأمام هذا المسعى العبثي فإن النظام لا يهمه من يكون الضحية حتى لو كان مثل الراحل محمد طه الذي ظل يدافع عن الاتجاه الاسلاموي لهذا النظام و باستماتة و له نصيب مقدر في تبرير العنف الذي مارسه النظام و لقد ظلت صحيفته تخدم في الخط العام للنظام حتى أن الراحل نفسه قد برر للمجزرة التي أقامها النظام في بورسودان كما برر له العديد من ممارساته العدوانية ضد مختلف شرائح المجتمع السوداني."
أخي العزيز ناصر
لم أشأ أن أزيد على كلماتك الشجاعة والمصادمة كعادتها، لهذا تجدني أخذت بعضاً مما كتبت وأعدت نسخه هنا .... مقالك كله واجب النسخ، لا على هذا البوست فحسب، بل على الذاكرة الجمعية لنا نحن السودانيين المصابين منذ أمدٍ بعيد بعيد بفقر دم الذاكرة
أذكر لك جرأتك حين نشرت مقالتك "من جاء بالدبابة لا يضع الدستور" التي نشرتها في السودان وكانت ولمّا تزل صرخة حق في وجه الطغاة حيثما كانوا
حزنت لأن مقالاً مهماً كمقالك لم يجد مداخلة يتيمة تشد من ثباته، ولكن لا عليك فـ:
"ليست الكثرة من أمارات الحق، ولا القلّة من علامات الباطل" أو كما قال القاضي عبد الجبّار المعتزلي، أنقلها هنا عن اقتباس جورج طرابيشي في كتابه الأخير "هرطقات / عن الديقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية"
وسَلِم قلمُك الشجاع والمصادم
| |
|
|
|
|
|
|
|