أخي صلاح، ديوانان من الشعر أهديتنيهوما، والإهداء منك جاء من قبل حسن الظن بي وجعلني أتساءل عن كيف يعطي الفقير الغني؟!... والإهداء أخافني حين قرأته وسأشرك القاريء العزيز فيما كتب هذا الأمدرماني المسكون بحب أمدرمانه حتى النخاع:ـ
بكل مـودة أهــدي وعشــمي أن يــأتي كلامي مستـطابا فما إستحسنت منه فذاك فضلٌ وعفواً للضحالــة والرتـا وماإستقبحت دعه فذاك حـظي وسل مولاك يلهمني الصوابا أخي صلاح، كما كنت دائماً أستعيد قول السلف حين قالوا الشعراء أربع( شاعر يجري ولا يُجرى معه ، وشاعر ضائع وسط المعمعة وشاعر تستحق أن تسمعه وشاعر لا تستحي من أن تصفعه). وبالطبع ما إخترته عنواناً لهذه الرسالة هما موقعيك بين الشعراء الأربعة ولكنني شعرت بضآلتي وجرأتي في أن أخوض في الكتابة عم من هو في قامتك ومقدرتك على صناعة الشعر وإختيار قوافيه... فشعرت بروح القاريء المحب للشعر بأني أمام شاعر سبر غور المعلقات السبع أو العشر ونهل من معين قوافي الأدب الجاهلي والعباسي والحديث فإذا بي أجد نفسي أمام رديف للشاعرين الفذين التجاني يوسف بشير وأبوالقاسم الشابي فقد نهل من معينهما حتى الإرتاء وملك من الأدوات وصناعة الشعر وإستعمال المفردات باعاً. أخي صلاح قال الأهلون أن لكلٍ من إسمه نصيب ، فو الذي نفسي بيده إني أجد فيك ( غولاً) في بحور الشعر والقوافي، وكذا رقة وجزالةالحواشي والمعاني... أديب أريب لا يشق له غبار... سمح الطباع... سوداني أصيل... مجبول على الوفاء ... بدأ سماحته في قصائد رد فيها على من يعتب عليه من أفراد الأسرة أي الدائرة الضيقة، ثم يتوسع للأقارب والخلان ثم يتوسع في إحساسه ليحتوي ويستوعب الوطن وإنسانه بل وتعى هذه المساحات إلى ما بعدها ... بحر من المشاعر الإنسانية المتلاطمة... مشاعر تغلي كالمرجل حينما يتعدى الأمر لنيل الآخر من معتقدك ووطنك ... إنك شاعرٌ صاحب قضية قضيتك الدفاع عن المظلومين المستضعفين وما تلك القصائد التي تتحدث فيها عن (بوش) الأب وبوش الإبن إلا دليل إلتزام سخرت لها مشاعرك الدفاقة وصنعتك كشاعر صنعته الأحزان ... فلمسات الحزن في مرثياتك تدل على روحٍ شفافة صقلتها تراكمات الأحزان وإني إذ أجد العذر كل العذر لك فيما ذهبت إليه من قصيد متشح بالسواد في زمان تتضافر فيه قوى الشر ضد كل كل جميلٍ وأصيلٍ وسمح لتحيله إلى ركام أثر بعد عين ... إنه زمان القطب الأوحد الذي سخر كل قواه للنيل من كل القيم الإنسانية الراقية... أخي صلاح أن تهدي الديوان إلى (أمدرمان) وأن تسمي الديوان (إلى أمدرمان) يجعلني أعرج إلى مولدك ونشأتك في ذاك الحي الأمدرماني الذي يلامس شاطيء النيل في عناق حميم مثل روحك التي أبت إلا وفاءً أن تهدي عصارة روحك إليها..من منا لا يتيم بها؟ إنها البقعة المباركة إنها مهد أولياء الله الصالحين التي تشهد قبابهم على الورع والتقوى .. من منا لم يدرس في خلوة؟ من منا لم يستنشق عبيرها المسكر بلا دنٍ حرام؟... أمدرمان بالنسبة لي هي شهيق الأرض وزفير النيل!! أخي صلاح قرأت قصيدة إسترعتني وشدَ إنتباهي عنوانها ( المبتدأ والخبر) وفيها شجب لست أستغربه لطواغيت هذا العصر وهي قضية بحد ذاتها لا تعتمل إلا في نفس سامية تسامت على الظلم. و ولا أخفيك فهناك من سبب رئيس آخر الذي شد وجذب الإنتباه وهو مفردات اللغة ونحوها وأصولها والتي وظفتها في إنشاء القصيد وتسخيرك للذخيرة اللغوية... فقد أجدت البناء وما يجعلني أشعر بالجرأة أن مثلي ل يحق له أن يقول قولة قد تكون من غير ذا قدرة أو مقدرة ولكني توكلت على الله أن أبدي إعجابي بقدرٍ حذر ومنه أخاف من أهل القدرة والمقدرة أن يدلوا بدلوهم فأوصم بالظلم وعدم إنصاف شاعر أبدع في زمانٍ منكرٍ تجاهل فيه الشعراء الميراث التليد ونسوا ما تركه لهم محمد سعيد العباسي وتوفيق صالح والتجاني بشير وإدريس جماع... ومن المعاصرين الطيب العباسي وصديق مدثر ومصطفى سند ومحي الدين فارس وسيف الدسوقي والكثير الذين لا يتسع المجال لحصرهم ليس إهمالاً ولا إنتقاصاً ولكن حتى لا أثقل عليك بما أنت تدركه وملمٌ به خير مني. أخي صلاح أمدرمان رحمٌ ولود.. تؤمن بتعاقب الأجيال وتؤمن بالمواريث فما رحل واحد من عمالقة وعباقرة الشعر حتى سلّمت الراية لآخر... وأنت واحد من الذين حّمّلتهم أمانة تسلم الراية... وأيضاً ما يجعلني في دهشة هي مقدرتك على التصوير، فكأني بك رسام أو نحات ترسم وتنحت موضوع القصيدة ثم تصوره بالحروف فيأتي آسراً يخلب الألباب فيعيش القاريء فيها بحواسه وخياله وهذه لعمري ملكة ومقدرة لا نجدها متوفرة لدى الكثير من قبيلة الشعراء. أخي صلاح دوماً كنت أقول من أجل أمي أحببت كل نساء العالمين وعندما وقفت أمام قصيدتك أمي أحسست بإحساس التقمص والشاعر الذي يكتب عن الأم بلا أدنى شك كبير في وفائه جزيل في عطائه حافظ للجميل .. جميل وأي جميل؟ ... جميل الذي حملتك وهن على وهن وأرضعتك من ثديها وروتك من دمائها وسهرت وتألمت لآلامنا وفرحت لأفراحنا ... عطاء متجرد منقطع النظير ... ودعني أورد بعضٌ ما كتبته أنت عنهافأسمعك صداه في نفسي خاصة في هذه الأبيات: هي النور بعد الله للعين والنهى ومالي وقد رحلتْ سـوى أن أسلما على قبرها يارب من نورك الـذي عتقت به الأكوان من قبضة العمى من عفوك المأمول والرحمة التي خلقت لها الثقلين والأرض والسما تعاليـت يـا منان جاءتك ظنهـا رضـاك وتـرجو أن تــمن وترحمـا أخي صلاح أي صواب ذاك الذي تطلب مني أن أطلبه من الله لك ولا مندوحة في ذلك وهو في عجز أخر بيت ضمنته في الإهداء لي... فالذي نفسي بيده أن قصيدة(على أمي) إشتملت على الصواب جله إن لم يكن كله انما سؤالك لي هو سؤال الغني إلى الفقير ولكن ما عساي بفاعل وقد سألتني الدعاء لله لك بالصواب وهو طلب المصيب إلى ملهم الصواب بالزيادة والإستزادة ... أما ديوان ( الحديقة ) فحمل الكثر مما يحتاج إلى رسالة ضافية أخرى فمثلي لا يستطيع أن يخوض في بحرين مليئين باللآليء النادرة في ذات الوت ، فأستميحك العذر عن تقصيري فالحديقة مليئة بأزهار يصعب قطفها أو وصفها فدعني أتمتع أولاً بعبق رياحينها وعندما أشعر بأنني قد ثملت من رحيقها عندها قد أكون قادراً على أن أقول قول الفقير وهو يدلف باب الغني... خالص تهنئتي بمولد هذا الديوان الذي يعد إضافة إلى مكتبتنا السودانية وأيضاً وثيقة وفاء لأمدرمان التي هي معشوقتي. أخوك ابوبكر يوسف إبراهيم
يا موصلي ... يا موسيقارنا المجد والمتجدد شوقنا ليك مهما يزيد شايفنو برضو قليل... شكراً على مرورك الدافيء دفء أنغامك الحالمة التي تحملنا إلى عوالم الحنين للوطن والأهل والخلان ... نفتقدك كثيراً أيها الرائع. ابوبكر
أسأل الله لكم ولأهليكم أن يتق رقابكم ورقابنا من النار وأن يكون أسعد يوم يوم لقاءه ونسأله لنا ولكم الفردوس الأعلى وأن يرزقنا ويكرمنا بالنظر إلى وجهه الكريم ... آمين وكل عامٍ وأنتم بخير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Elmosley
ابي عزالدين البشري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست