رأس طه تقرع أجراس اليقظة للجميع-بقلم عمر العمر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2006, 10:50 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رأس طه تقرع أجراس اليقظة للجميع-بقلم عمر العمر

    Quote: رأس طه تقرع أجراس اليقظة للجميع
    بقلم عمر العمر
    ذبح محمد طه محمد أحمد ليس مؤشراً خطيراً لحقبة مرتقبة مجهولة مخيفة. هذه محاولة قاصرة لقراءة الجريمة. هي محاولة ساذجة لذبح الحقيقة. ذبح طه ليس مبتوراً عن واقع أنتجناه بأيدينا وعقولنا وخيالنا عمداً مع سبق الإصرار.
    حز رأسه طه عن جسده يشكل سابقة في دفتر أحوال العنف السوداني. كل الثارات الشخصية والقبلية لم تبلغ هذه الدرجة من البشاعة. هذا التوحش في التصفية الجسدية يمثل أحد أشكال الإفرازات التلقائية لثقافة سائدة عقد ونصف العقد. هي ثقافة أنتجتها ماكينة مهولة تمتد خطوط إنتاجها على اتساع رقعة الوطن.
    رأس محمد طه محمد أحمد تقرع أجراس التاريخ. تصفية طه جسدياً تمثل أول اغتيال سياسي في السودان.
    هذه لغة بالغة التوحش لكنها ليست منعزلة عن أدبياتنا السياسية. المحققون لن ينتهوا ـــ بغض النظر عن نتائج جهودهم ـــ إلى تصنيف ذبح طه ضمن ثارات العرض أو الأرض.
    رأس طه تطالبنا ــــ وهي مبتورة عن جسدها ـــ أن نقرأ الجريمة في سياقها الواقعي والموضوعي. هذه مهمة تستوجب الجرأة والمكاشفة مع النفس أولاً.
    حزمة الأسئلة الأكثر حرجاً معلقة واقع الأمر أمام عيون النخب السودانية. الأكثر أهمية من تحديد المجرم الآثم معرفة الظروف والدوافع.
    رأس طه تلقي مسؤولية ثقيلة على النخب من أجل الكف عن التواطؤ في إنتاج ثقافة العنف السائدة. قلم محمد طه محمد أحمد المذبوح يحثنا جميعاً على عدم جعل أقلامنا وقوداً لماكينة إنتاج العنف الشرس. تلك ثقافة عمياء لا تستثني أحداً عندما يتم تسمينها وتشحيمها على نحو أخرق.
    رأس محمد طه محمد أحمد لا ترفع الستار عن فصل ثأري فردي مرعب مرتقب. جسد طه المبتور عن رأسه يبقى شاهداً على عرض جماعي مسرف في توحشه وإفرازاته. ذلك عرض بدأت فصوله المأساوية يوم ظهر الإقصائيون على خشبة المسرح. تحت شهوة السلطة الطاغية سقطت كل الأقنعة التقليدية من أجل احتكار سطوة السلطان.
    في غمرة فتنة الإقصاء تم التوغل في المقاصة والمجازاة بكل رواسب الماضي وتطلعات المستقبل. تلك كانت بداية فتح نوافذ الوطن على الجحيم أو فتح نوافذ الجحيم على الوطن.
    قبل أحداث سبتمبر بأكثر من عشر سنوات رفع هؤلاء شعار بوش المدمر ''من ليس معنا فهو ضدنا'' في لجاجة الخصومة تلطخت الأيدي بالدم والوحل. مع التوغل في المستنقع لم تعد الآذان تحتمل النصح حتى من ذوي القربى, دع عنك النقد, فسقطت كل فرص الاستدراك والإصلاح.
    بعيداً عن توزيع الاتهامات أو نكء الجراح يمكن التلاقي كما التقينا على جثمان محمد طه محمد أحمد بغية العمل الجماعي من أجل وقف حفر قبور الضحايا. رأس طه تحرضنا جميعاً على الكف عن المشاركة في صناعة ثقافة العنف.
    تلك ثقافة جماعية العائد والمردود مثلما هي جماعية الجهد والإنتاج. تحت سقف تلك الثقافة فقد الوطن الكرامة في عيون كل مواطن أصيب بجرح في كرامته.
    تحت ذلك السقف اهتز السلم الاجتماعي إذ فقدت العائلة دفء الأمان. هي ثقافة استفحلت سلبياتها باستباحة خصوصية الآخرين. تلك استباحة لم تستثن الأجساد والبيوت والمال الخاص والعام. هي ثقافة تسور جدران المنازل وتسلق هرم السلطة والتزلف على درجها. ثقافة النوم ''الخزاز'' مع تحسس السكين تحت الوسادة
    والعصا تحت السرير. والمسدس تحت اللحاف أو في ''التابلوا''.
    هي ثقافة تتصادم بين الحرمان من مصدر الرزق والحرمان من العلاج وحق الناس في الحياة. وهو تصادم بين حظر السفر وفتح الحدود أمام الوافدين الغرباء بثقافاتهم.
    هي ثقافة منع التنظيم والتجمع وتجزئة الكتل القائمة والتكتلات. هي ثقافة الاعتقال الجماعي والحبس الانفرادي والنفي الاضطراري والوطن البديل المتاح. هي ثقافة رفض العادات والمألوف واستبدال الرقص على الإيقاع الموسيقي بالرقص على جثث الأموات. ثقافة الحرمان والتحريم.
    هي ثقافة الإقصاء والإقصاء المضاد والعنف والعنف المضاد.
    هي ثقافة الفعل المجهول والمصير المجهول والفاعل الجاهل بالفعل والمفعول.
    تلك هي ثقافة استبدال المجادلة بالمنازلة ونبذ الحوار وإلغاء الرأي الآخر. تحت سقفها تم رفع السلاح في وجه الدولة من أجل انتزاع الحقوق السياسية والإقليمية والاثنية. هي ثقافة المعسكرات في الجيوب الداخلية والملاذات الخارجية.
    رأس محمد طه محمد أحمد تقرع أجراس اليقظة إزاء ثقافة الآمال الخائبة إذ تزيد الاختناقات بدلاً عن تفريج الأزمات بعد اتفاقات السلام. هي ثقافة الرهانات الخاسرة على الخروج من بئر الحرمان بعد تدفق إنتاج آبار النفط. هي ثقافة الإصرار على الهراوات الغليظة وإطلاق الغازات ومحاكم الطوارئ في وجه أصحاب الرأي الآخر.
    ذبح محمد طه محمد أحمد تقرع أجراس التحذير من مغبة التمادي في احتكار منصات التعبير. المشهد السوداني يبدو أكثر تهيئا لاستنساخ التجربة الجزائرية حيث تحول حملة الأقلام أهدافاً للاصطياد.
    أخلاقيات السودانيين وحدها لا تشكل حصانة. في زمن العولمة أصبحت ''سيديهات'' التصفية الجسدية على طريقة القاعدة في متناول طلاب الجامعات المحاصرين بثقافة العنف.
    محمد طه محمد أحمد كتب برأسه أعظم مقالاته ودفع حياته على ذلك النحو ثمناً لذلك المقال. رأس طه المبتورة عن جسده تحرض كل النخب السودانية من أجل عمل جماعي يكرس الحوار الديمقراطي والتعايش الاجتماعي تحت سقف الوطن.
    من غير الممكن الحديث عن دولة وطنية أو إنجاز وطني في غياب الهم الديمقراطي. إفساح المجال أمام المشاركة الجماعية في العمل السياسي أقرب الطرق لإنتاج ثقافة تؤمن السلم الاجتماعي والوحدة والتقدم. من غير الممكن تأمين جبهة داخلية صلبة دون توفير الشعور بالرضا العام لدى المواطن تجاه السلطة. السيادة ليست سوراً يبنى على حافة الوطن بل إحساسا بالكرامة يدفع للبذل والعطاء والفداء. الدولة الديمقراطية هي بالضرورة دولة موحدة الإرادة.
    مصرع محمد طه محمد أحمد الذبيح هو اول اغتيال سياسي في السودان.
    السؤال الأكثر إلحاحاً لا يذهب لجهة تحديد من هو الذبيح الثاني بل أي جريمة بشعة تنتجها ثقافة العنف السائدة تفاجئنا ذات نهار؟
    رأس محمد طه تبقى تتدحرج في ضمائرنا تطالبنا بالعمل الجماعي لتعطيل تروس ماكينة العنف الجماعي.
    رأس طه تحضنا على التسامح والمحبة والتزام أدب الحوار واحترام الرأي الآخر وتوقير الكبير وتجنب تحقير الآخرين. دم طه يبقى يشعل النار في الأوردة والشرايين يذكرنا بالخطوط الحمر والوجوه السمر والحدود الوطنية والأسوار الخاصة. جسد طه المعفر بالتراب يظل شاخصاً في بصرنا من أجل التمسك بإرثنا السوداني وكرامتنا الوطنية وإغلاق المنافذ أمام أسراب الجراد والقمل وكل آفات بث الفرقة ونشر أشكال الجريمة والموت المجاني.
    رأس طه تبقى تقرع في سباتها أجراس اليقظة لكل النخب السودانية محذرة من التوغل في العنف والولوغ في الدم والتفريط في القيم النبيلة. حينما يتم حسم الخلاف في الآراء على حد السكين يسقط الجميع في الظلام
                  

09-12-2006, 11:41 AM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأس طه تقرع أجراس اليقظة للجميع-بقلم عمر العمر (Re: abubakr)

    Quote: مصرع محمد طه محمد أحمد الذبيح هو اول اغتيال سياسي في السودان.

    يا أبوبكر بيتردد فى السـودان إنه الحادث الثانى أقصد عن طريق الزبح . ويقال الأول كان إمام مسـجد
    وتم كتمان الخبر . وينسـب إنه الخبر تسـرب من عزاء محمد طه ومن مسـؤل فى الداخلية.

    وبعدين سـياسى دى ما واضحة كيف سـياسي ؟؟؟
    هل المرحوم يمثل حزب ؟
    رأفت
                  

09-12-2006, 01:28 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأس طه تقرع أجراس اليقظة للجميع-بقلم عمر العمر (Re: رأفت ميلاد)

    Quote: وبعدين سـياسى دى ما واضحة كيف سـياسي ؟؟؟


    ربما يقصد العنف واقصاء راي الاخر والاخر وهي سياسة يتبعها النظام الحاكم
                  

09-13-2006, 01:57 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأس طه تقرع أجراس اليقظة للجميع-بقلم عمر العمر (Re: abubakr)

    شكرا أخ ابوبكر على المقال القيم,

    يبدو ان ما ينتظرنا أكثر بكثير مما نتوقع ويبدو أننا سنستمر في حالات فقدان الذاكرة الجمعية والركون المستمر للخطأ في قراءة التاريخ.

    هذه الحادثة , كانت الاولى أو لم تكن, هي ليست غريبة وليست جديدة ولا توجد, حتى الان مواثيق والتزامات أخلاقية تمنع القوى التي تتبنى العنف وتشيعه في البيئة السودانية من وقـف ذلك,

    مليارات المال البترولي السوداني وعصي السلطة غير المحدودة مغريات لا تقاوم ولا يجدي ترك الأمور دون تبصـر

    غداً ستسمع الضجيج الاكبر حينما يطال العنف الاسر السياسية ذات النفوذ أو القداسـة وسيكون الفعل على صورة ردود أفعال لا تبقي ولا تذر
    لك التقدير الوافر

    أحمـد الشايقي
                  

09-13-2006, 04:40 AM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأس طه تقرع أجراس اليقظة للجميع-بقلم عمر العمر (Re: أحمد الشايقي)

    شكرا ياباشمهندس
    المقال أتى على مسائل جوهرية ظللنا ننادي بها الا أنه ، وللأسف الشديد ، لم يستبن الكثير منا النصح كما ترى .
    هنالك الكثير مما يقال هنا ولنا عوده.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de