|
ووطن بلا هوية ولا حبيبة
|
رسالة من أحد أصدقاء الزمن الجميل
عزيزي بين امتدادك واشتدادي خيط رفيع ضائع كالقول في معنى الجهاد والاجتهاد بيني وبينك ناهد شهم على صبواته جوع إلهي تشكل في الرماد أنثى تدثرني بأغنية الوقوف على طريق الخوف عين الماء ناشفة وإبريق تصاعد خمره عنباً كحبات المسابح من أصابعنا نظل نديح الألوان في وجه الخرائط وهي فارغة.... نحتاج أوطاناً من الورق الرخيص....
*** قصدت بهذه البداية أن الذي بيني وبينك ليس مجرد علاقة ولدتها الأيام ولكن تمخض طبيعي لحركة الكون الدائرية...والكون هنا هو قيد النظر... وهذه ليست سفسطائية مني ولا سريالية ولكنها الحقيقة... والحقيقة أني أرسلت لك أربع جوابات غير الذي أكتب فيه الآن، والذي علمته منك الآن أنه لم يصلك شيء حتى الآن طبعا لست مذنب (التاء في لست ليست مضمومة ولا مفتوحة) طبعا ليس اعتذار ولكنها الحقيقة وأنا لم ولن أتنصل يوماً عن علاقة اخترتها بيدي ... وأنا كما أقول دائماً لا أملك مالاً ولا ولداً ... أنا لا أملك سوى قلبي وعقلي وهما سبب أذاي وهلاكي..فلك العتبى حتى ترضى الجميع يسألوا عنك...افتقدوا الابتسامة التي كنت تصنعها لهم... وأنا أكثر الناس فقداً لك... فقد صرت وحدي ولا أحد معي... أغني غناء العزلة ضد العزلة ... والطنابيع هنا يمارسون حقدهم الدفين... والهوة تتسع... ووطن بلا هوية ولا حبيبة... الشوارع تمتلئ بالأقبية... والدجال يمارس الشعوذة... النيران تلتهب... القاضي يضاجع الأميرة ثقيلة الأرداف..أمنعوهما؟... والجرح بحجم المليون ميل مربع...ولا مغيث الحزن يوزع في الطرقات...ولا منجى الفرح تبعثر ... ولا النيل القديم ياهو ولا يانا... نحن كنا قبل حين أيام كان هناك قمر وشمس وبحر... كنا نغازل هيلين علناً... وكان البحر يرانا ويضحك ملء فمه... وكانت هيلين – قلب بداخله أنثى- تبتسم ...فيزيد البحر في ضحكاته. الآن ولا شيء بعد.... الآن فقط تغير الوضع هذا التغيير سيكون موضوع رسالتي القادمة حتى نلتقي لك الود ...ثم همساً أقول: سنلتقي وإن طال السفر (انتظر حروفك لتزيل ما بي من سقم)
أخوك طلعت الخرطوم 20/11/97
|
|
|
|
|
|