الصادق المهدي ... في وداع أمير الرواية العربية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 04:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-09-2006, 08:38 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدي ... في وداع أمير الرواية العربية

    الكاتب في عالمنا المقهور، يسير في حقل من الألغام تراقبه أجهزة استخبارات تحصي الأنفاس، وتتوعده شفرات غلاة

    لا ترحم الناس، وتتصيده أجندات أجنبية بوعدها ووعيدها.

    فإذا استطاع رغم ذلك كله أن يصمد مستقل الرأي ولو نسبيا وافر الإبداع، فإنه يستحق غاية التقدير

    والإعجاب.

    أثرى نجيب محفوظ أدب الرواية والقصة العربية المعاصر بعشرات الروايات ومئات القصص القصيرة، متفوقا على

    أقرانه ممتعا ومبدعا بحيث استحق أن ينادى أمير الرواية العربية، تدعم مكانته الحقائق الآتية:

    أولاً: أدب القصص العربي قديم، ولكن الرواية الحديثة وافد من الحضارة الغربية. فن استصحبه نجيب محفوظ

    وآخرون من الرواد وجعلوا الرواية العربية تحتل مكانا مرموقا في ديوان الفنون العربية.

    ثانياً: خالط الكاتب الراحل الحياة الاجتماعية المصرية في حضرها وريفها واستوعب واقعها ثم أنتجه روائيا

    بصورة ماثلت ما فعل تولستوي بالمجتمع الروسي، ودكنز بالمجتمع البريطاني، وغيرهما من أساطين الرواية العالميين.

    ثالثاً: التطلع الوجداني للوحدة العربية تطلع أكيد تحول دون تحقيقه مصالح قطرية سياسية واقتصادية. لكن

    الوحدة الثقافية العربية عبرت الحدود القطرية بجدارة. في هذا المجال كانت روايات الراحل مقروءة على نطاق

    واسع.

    رابعاً: غذت رواياته السيناريو لعشرات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، وكانت في الغالب رفيعة المستوى وافرة

    الإمتاع والمؤانسة.

    خامساً: إحاطة الراحل ببعض الثقافات العالمية، وتشبعه بالواقع الاجتماعي المصري، وإجادته فن الرواية،

    وحبكه المبدع؛ كل ذلك جعل رواياته جاذبة لجمهور عالمي تنامى مع ترجمة أعماله لعشرات اللغات العالمية

    الحية. لقد حقق مع غيره مكانة للأدب العربي في الأدب العالمي.

    سادساً: عد المؤرخ البريطاني العلامة آرنولد توينبي عشرين حضارة اندثرت إلا ثمان منها. الحضارة الفرعونية

    عدت من الحضارات البائدة. استطاع كاتبنا الراحل في بعض رواياته أن ينفخ الروح في بعض ملامح الحضارة

    المصرية القديمة، وأن يجعل بعض واقعها الاجتماعي ينهض ويمشي بين الناس.

    سابعاً: أسلوبه في الكتابة كان رصينا من دون تزمت وسهلا من دون إسفاف، نثرا فنيا سهلا ممتنعا.

    لو طلب من العقلاء المنصفين أن يزكوا نجيب محفوظ لأعلى جائزة أدبية لفعلوا، ولجعلوا هذه الحقائق السبع أساسا

    لحجتهم.

    في عام 1988 منح القائمون على جائزة نوبل جائزة الأدب للفقيد الراحل، تقديرا منهم للكاتب خاصة

    لرواية «أولاد حارتنا».

    بعض النقاد هاجموا الجائزة واعتبروها مكافأة له على موقفه من تأييد اتفاقية كامب ديفيد في وجه الإعراض

    الشعبي المصري والمقاطعة العربية. نعم يقع الكتاب في أخطاء سياسية أحيانا. ولكن الموضوع ليس بهذه البساطة.

    إن جائزة نوبل أكثر موضوعية وعدالة في مجال العلوم الطبيعية. ولكن في المجالات الفكرية، والسياسية،

    والأدبية فإن عدالتها وموضوعيتها تتأثر إلى حد ما بعوامل ذاتية. إنها في هذه المجالات إدارة انتقائية.

    في رواية «أولاد حارتنا» تخطى نجيب محفوظ مجالاته الاجتماعية المعهودة، واقتحم ميدان الفلسفة.. إنها رواية

    فلسفية.

    قرأت رواية «أولاد حارتنا»، ولولا اسم مؤلفها لما صبرت على سذاجة خطتها الروائية، وتهافت مقولتها

    الفلسفية.. الرواية ببساطة تستصحب قصص الأنبياء، وتتبنى رؤية الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت، الذي قال

    إن الإنسان في طفولته الحضارية يؤمن بالسحر، ثم يتقدم فيؤمن بالدين، وأخيرا يتخلى عن الدين لصالح العلم Science.

    هذا تصوير غير علمي للحقيقية، فالعلم المقصود هنا إنجاز عظيم في مجاله: في مجال الطبيعة المشاهدة واكتشاف

    قوانينها وتسخيرها، ولكنه غير مؤهل لطروق عوالم الإيمان والحب والجمال.

    رواية «أولاد حارتنا» تقتبس قصص الأنبياء ممثلة لمرحلة الاعتقاد الديني، وتنتهي إلى مرحلة النضج الإنساني في

    المرحلة العلمية، تماما وفق مقولة الفيلسوف الفرنسي. ونجيب محفوظ كما أسلفنا يستحق الجائزة، ولكن لماذا

    ركزوا على «أولاد حارتنا»؟

    الجواب يكشف حلقة أخرى في العلاقات بين الإسلام والغرب.

    الحضارة الغربية شهدت صراعا بين الدين والعلم، صراعا صار طرفاه الأصولية الدينية والعلمانية. هذا

    الصراع انتهى في الحضارة الغربية إلى نوع من التعايش بين الدين والعلمانية. تعايش تمارسه المجتمعات الغربية

    بموجب معادلات مختلفة بعضها أكثر تدينا وبعضها أكثر علمانية.

    الفكر العلماني ينظر للإسلام بارتياب له أسباب تاريخية رفدتها مستجدات أهمها اليوم ظاهرتان هما: أنشطة غلاة

    المسلمين، وتنامي الوجود الإسلامي في الغرب بسبب اعتناق غربيين للإسلام، وبسبب ضخامة الهجرة للغرب. هذا

    الارتياب القديم والمتجدد، جعل أكثرية الغربيين المتدين منهم والعلماني، يحرصون على تمدد العلمانية في بلاد

    المسلمين. إنهم يعتبرونها حليفا حضاريا. لذلك تحرص كثير من الأنشطة الغربية العالقة على الإنحياز لأية مقولات

    علمانية صادرة من المسلمين. الحضارة الغربية ككل الحضارات الإنسانية في مراحل صعودها تتطلع لعالم يصاغ على

    شاكلتها.

    نعم هنالك غربيون مستنيرون أمثال جوناثان نيلسون، الذي قال: إن على الغرب أن يدرك أن للحضارات الأخرى

    سيما الإسلامية، دورا في بناء الحضارة الإنسانية، وسيكون لها دور في المستقبل. وإن ما تستصحبه الحضارات من

    بعضها بعضا يحددونه هم باختيارهم ومن دون إملاء. هذا الفهم هو الذي يرجى أن يجد قبولا غربيا واسعا، لأنه

    وحده يفتح باب تعايش سلمي خلاق.

    في المقابل انقسم الرأي بين المسلمين حول الحضارة الغربية، فمن الناس من يرفضها جملة وتفصيلا وربما استثنى

    الجوانب التكنولوجية. هؤلاء بالقياس للإسلاموفوب في الغرب هم الغربوفوب في الشرق. وعلى النقيض من هؤلاء منا

    من عشقوا الغرب حتى النهاية: الغربوفيل. إن رواية «أولاد حارتنا» تقع في هذه الخانة.

    إن مصلحة ديننا وحضارتنا ومصالحنا الأخرى، تقع وسطا بين موقفي الرفض والعشق.

    إن لهذا الموقف الوسطي اليوم روادا وكتابا وحركات، وهم يعانون من صراع في أكثر من جبهة، وهم حلفاء

    موضوعيون لأمثال جوناثان نيلسون، وفي مستقبل هذا التحالف الطريق إلى عالم أعدل وأفضل.

    إن غلاة الغرب الذين يقودهم اليوم الراديكاليون اليمينيون في أمريكا، يهزمون بأقوالهم وأفعالهم تحالف

    الاعتدال والاستنارة والتعايش، ويشكلون حليفا موضوعيا للغلاة على نحو ما قال السفير البريطاني السابق

    لإيطاليا في عام 2004: إن الرئيس بوش نفسه هو أكفأ صول تجنيد للقاعدة!!

    ينبغي أن يشكل مجلس أمناء جائزة نوبل بالصورة التي تجسد التعددية الحضارية والدينية للعالم، حتى يكون من

    أدوات الوصال والإخاء الإنساني لا الفصال. ألا رحم الله نجيب محفوظ المميّز رغم «أولاد حارتنا» لا بسببها.


    http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2006/9/175631.htm





                  

09-09-2006, 10:30 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي ... في وداع أمير الرواية العربية (Re: حيدر حسن ميرغني)

    لفته بارعه من السيد الصادق المهدي
    في حق الاديبلاالراحل
    والسيد الصادق اديب يحب الادب ولكن شغلته السياسة..
    يحكي لي احد اصدقائى.انه كان حاضرا للقاء السيد مع بعض كتاب القصة القصيرة
    الغربيين وبحضور ادباء سودانين والمناسبة دعوة غداء في منزل الصادق
    فتحدث لهم عن مفهوم القصة القصيرة وعن تارخها في اوربا والقصة القصيرة في الشرق وفي السودان وعندماخلص علق احد الادباء السودانيين يعنى ماخليت لينا حاجة نقوله..
    ومااردت ان اقوله ان السيد الصادق شخصية عبقرية ذو ثقافة عالية
    فيشدك عندما يتحدت عن الفن والاجتماع والرياضة والادب والدين واللغة...الخ
    لكن حرمته السياسة من بروز هذه الامكانيات وظلمنا بعدم الاستفادة من مايزخر.وربنا يحفظه
                  

09-10-2006, 00:29 AM

مهدى الصادق السيد
<aمهدى الصادق السيد
تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 2255

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي ... في وداع أمير الرواية العربية (Re: حيدر حسن ميرغني)

    قاتل الله السياسة فقد اخذت منا مفكرا ومبدعا
    وقد ذكر هذا الدكتور ميلاد حنا فى ندوة جمعية الصحفيين السودانيين على هامش مهرجان
    الجنادرية العام القبل الماضى .
    وقد ذكر د/ميلاد حنا ان السيد الصادق المهدى مفكرا وعالما وقد ناشدته فى اكثر من مناسبة
    اان يبتعد عن السياسة ويتجه للادب والفكر فهو كما قال د/ميلاد مفكرا عظيما وقد ذكر انه سيرشحه
    لجائزة عالمية .
    ومن هذا المنبر العظيم نناشد السيد الصادق المهدى ان يطلق السياسة ويتجه للفكر والابداع لكى يرى اهل
    السودان والعالم العربى الوجه الاخر للسيد الصادق المهدى فهلا فعلها
    اتمنى ذلك من كل قلبى
                  

09-10-2006, 06:09 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي ... في وداع أمير الرواية العربية (Re: مهدى الصادق السيد)

    لاشك أن ذلك ليس بكثير على السيد الصادق المهدي

    إستمتعنا ونحن طلبة في مصر أواخر الثمانينات بسهرة مباشرة أجراها

    التلفزيون المصري مع السيد الصادق عند أول زيارة له لمصر كرئيس وزراء

    أجمل ما في السهرة أنها جمعت بين السياسة والإقتصاد والأدب والفن حيث كان

    المحاورون أيضا على درجة من الوعي بهذه المحاور

    الجميل في الامر هو أن يكتب في وداع محفوظ رغم المشاغل التي تشغله هذه الايام

    هذا ما نفتقده وسط ساساتنا
                  

09-13-2006, 07:18 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي ... في وداع أمير الرواية العربية (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاخ حيدر
    تحياتى
    هذا وجه يجهله كثيرين عن سيد صادق.
    وما اكثر متعته عندما يتحدث بعيدا عن السياسة.
    والسيد صادق رغم مشغولياته الكثيرة الا ان مناسبات مثل هذه لاتفوت عليه
    ان هذاالرجل يقراء ويكتب حتى ينوم واظنه ينام ليحفظ طاقته لقراية غدا
    عينا بارده وربنا يحفظه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de