رسالة إلى مريم وصديق الصادق المهدي الحُرّين برغم زنزانتهما

[qb]
رسالة إلى مريم وصديق الصادق المهدي الحُرّين برغم زنزانتهما
لنا مهدي عبدالله
مريم:
إليك و أنت محبوسة خلف زنزانة بئيسة لكنك طليقة حرة في الواقع
فالنفوس الحرة لا تواري تمددها و سطوتها الزنازين.
والشموخ و الإباء يتجاوز عتمة أقفاص الحبس و سلاسل الإعتقال.
والأرواح التواقة للحق و الخير و الجمال لا تهزم.
مريم :تركت صغيريك بدون لبن الأم و لكن بلبن الحرية سيتعلمان كيف يقيمان أودهما و يسيران على الدرب الذي سارت عليه والدتهما و أجدادههما.
تركتهما وهما لم يكملا شهرهما الثالث لأن لك قضية و لأنك اخترت هذا الدرب و يا له من درب شاق إلا للسالكين الصابرين المخلصين جنود الوطن و حماة كرامته و شرفه.
حكموك بشهري سجن و كم أعلم أن السجن أحب إليك مما يدعونك له من انكسار و خذلان و صمت مهين وكبرياء متبدد وركوع للظلم و للظالمين.
حكموك بشهري سجن و كم أعلم أن أرض الزنزانة ستكون أخصب تربة لغرس بذور حريتنا وكرامتنا و خلاصنا ليتربى أبناؤنا في بلد حر ديمقراطي معافى.
حكموك بشهري سجن لأنك طالبت بقوت الغلابة و رفع الظلم عنهم ولأنك لم تقبلي بالضيم و لم تقبلي بالذل لهذا الشعب الأبي العصي على الترويض.
حكموك بشهري سجن ب(جريمة) إثارة الشغب:
ومن يلصق تهم إثارة الشغب و الذعر و عدم الشرعية و الدستورية بالنظام؟
أوليس النظام الذي سرق البلاد بليل؟
أوليست الإنقاذ التي اعتدت على شرعية النظام الحاكم قبلها الذي أتى عبر صناديق الإقتراع و ليس عبر صناديق حفظ الموتى كما فعلت الإنقاذ؟!
وهل جريمة إثارة هلع الشعب و إفقاره توازيها جريمة؟
وهل الشغب أن تخرج في مسيرة سلمية لأجل غلابة بلادك؟
لأجل حقهم في قبضة سكر يستمدون منها الطاقة للحياة و حسب بعد أن عزت ال(تحلية) في ظل مرارة الإنقاذ و تضييقها على الخلق؟؟!
وهل الشغب الهتاف الأعزل بحق الشعب في الحياة في مواجهة قنابل الغاز المسيل للدموع و القنابل الصوتية و البمبان و هراوات الشرطة و جلد السياط؟؟!
صديق و مريم لن يثنيهما السجن و لن تروعهما المحابس فهما بداخل زنزانتهما أحرار و بخير.
والنظام في خارج الزنازين محبوس في زنازين خفية من الخوف و الترقب و عدم الأمان.
والكيزان سيظلون محبوسين في زنازين الهلع النفسي و انعدام الضمائر وعدم الطمأنينة.
وسيظلون محبوسون في زنازين الخيانة للوطن والعمالة لمصالحهم الذاتية بعد أن ثبت جلياً أنها ليست (لله) بل فعلاً(للسلطة و للجاه))
فمن الحر حقاً و من الحبيس؟!
صديق: الإسم على مسمى
يا موفور الكرامة عالي الجبهة الشاخص نحو فضاءات المستقبل الزاهر لبلادي
هل ترهبك قضبان السجون أم يثبط عزيمتك الحبس؟!
قطعاً لا
فالدرب طويل و السير مضني
ومن محبسك جعلتني
أحس برفيف نسمة حرية على صفحة وجهي باردة بطراوتها و عذوبتها
وأحس أن الخلاص آت لا ريب.
خلاص عبّد خلصاء الأمة طريقه ونثرت روابحنا زهور الكرامة و ياسمين الإباء على ضفافه.
إن الرسالة البالية التي أرادت الإنقاذ توجيهها للإمام الحبيب الصادق المهدي الذي تحداهم و قاد مسيرة الأربعاء 6/9/2006 عبر إيلامه بواسطة سجن فلذتي كبده أنت ومريم لم و لن تفلح في كسر شوكة الصمود و التحدي و السير على درب الكرامة في منهج الإمام الذي يعرف جيداً فواتير مواقفه و جهاده المستمر ضد الطواغيت.
و لكن كما يقول الحبيب الإمام الصادق المهدي (لا بد من صنعاء و إن طال السفر)
الأحداث الماضية جعلتني أرى صنعاء رأي العين ويا لها من واحة بعد وعثاء سفر مضن.
والله أكبر و لله الحمد

[/qb]