نجاح مؤامرة السخط والغضب (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 04:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2006, 01:21 PM

عبد الله عبد السيد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نجاح مؤامرة السخط والغضب (1)

    نجاح مؤامرة السخط والغضب (1)
    بقلم : عبد الله عبد السيد
    زيادة سعر السكر والوقود أثارت سخط وتذمر وغضب السواد الأعظم من المواطنين فبينما كانت الأغلبية المسحوقة تتجلد وتتصبر منتظرة فرجة للمعاناة القاسية فإذا بالزيادات تسقط علي رؤوسهم وبطونهم كالصواعق .
    كنت أتوقعها وأكثر منها (كما ذكر وزير المالية) ، ولم تكن مفاجأة أو مثيرة لدهشتي !! فهي في تقديري حلقة من خطة مدبرة بإحكام ويجري تنفيذها بدقة متناهية من بعضهم من ناحية وعدم انتباه أو دراسة من البعض الآخر !! .. حيث من أبجديات اتخاذ القرارات التي تمس حياة الناس دراستها بعناية وتصور إيجابياتها وسلبياتها وإصدارها بالكيفية المناسبة وفي الوقت المناسب وليس تفجيرها كالقنبلة كما حدثت وزعزعت كيان المواطنين في الوقت الذي تحيط المخاطر بالبلاد والعباد وتتطلب وحدة الصف قبل التعرض لخطة المؤامرة نفسها وغايتها ونجاحها يجدر الوقوف علي وقفتين :
    الوقفة الأولي : بعض الإسلاميين تقلدوا وظائف قيادية دون كفاءة أو خبرة وعدم إلمام بأبسط قواعد ونظم الخدمة المدنية ، يكفي أن يكون المعين في الوظيفة أخاً وجامعياً ليكون وزيراً أو والياً أو محافظاً !! بعضهم بهرجتهم السلطة وتعالوا علي قبول النصيحة وآخرون وقعوا فريسة في أحضان عصابات الشللية والفساد وانقادوا لتوصياتهم بطيبة وحسن نية وساهموا بفعالية في وأد البقية الباقية من قيم ومثل الخدمة المدنية .. شردوا تعسفياً مئات الألوف من مختلف المرافق ، الجيش والشرطة والخدمة المدنية وفقدت الدولة كفاءات وخبرات في كل المرافق الحكومية !! .. وقد عايشت بعضهم بحكم أنني كنت من زمرتهم زهاء أربعة عقود !! من أمثلة البعض :
    1/ عاد من الخارج من شركة خاصة وتولي مرفقاً حكومياً مع أنه لم يسبق أن جلس علي كرسي حكومي بأية صفة رسمية ولو لحظة واحدة فظل يتخبط في اتخاذ قراراته التي تتعارض الكثير منها مع اللوائح والنظم المرعية فكان طبيعياً أن ترتكب مخالفات مالية بالمليارات تأثيث مكتبه كلف أكثر من 315.000 مليون جنية ومرتبه ومخصصاته تتجاوز الخمسة عشر مليوناً شهرياً ، في حين أن معظم أرباب المعاشات الذين أفنوا حياتهم في الخدمة لا يتجاوز معاشهم مائة ألف جنية !! لا تكفيه في ضروريات نفسه أسبوعاً واحداً !! .
    2/ آخر كالحالة السابقة ، منحته عصابة الفساد مبلغ خمسة مليون جنية سلفية مباني بكل بساطة وسهولة مع أنه لم يكمل ثلاثة أشهر في خدمة الحكومة ودون أية ضمانات من مكافأة أو معاش أو رهن !! .


    3/ قيادي كانت سكرتاريته تضم ست حسناوات ، ويتقاضى مرتبات وحوافز نظير رئاسة أو عضوية مجلس إدارة شركات فرعية للمرفق الذي يديره ، وأخيراً غادر البلاد وهو مطالب بمبلغ 470 مليون جنية !! .
    4/ مسئول يمتلك منزلاً في منطقة الحتانة واستأجر منزلاً بالخرطوم بمبلغ 2250 ألف دولار أمريكي في الشهر (ولماذا بالدولار ؟؟ ، تفاصيل العلم عند الله !!) .. استهلاك كهرباء المنزل 870.000 ألف جنية وقيمة محادثات هاتف المنزل 850.000 ألف كل ذلك عن شهر واحد وعلي حساب دافع الضرائب !! .
    5/ يتولى إدارة مشروع
    منذ نحو سبعة عشرة عاماً والمشروع لا يزال (مشروعاً) !! وقد منح وسام الإنجاز من الطبقة الأولي دون أن ينتج بصلة واحدة !! والحال أن العالم صار في عصر أصبح الزمن فيه يحسب بالدقيقة بل بالثانية .
    6/ مسئول يعترف بتقصيره ويتقدم باستقالته وتتم ترقيته لمرتبة أكبر ويتقلد مهمة أعلي !! .
    7/ مسئول يقيم شركة (بل شركات) خاصة وينافس بقوة سلطانه وسلطاته مرافق حكومية !! .
    8/ مسئول يساند شركة أجنبية وينتصر لها علي شركة وطنية دون تقصير منها ويتسبب في خسارتها والاستغناء عن عشرات العاملين فيها بدلاً عن الأخذ بيدها والوقوف بجانبها !! .
    9/ نائب مدير عام وصاحب شركة تتعامل مع المرفق الحكومي ، تولى مهام المدير العام بالإنابة وأعلن بالصحف عن تقديم عطاءات غير موجودة في البلاد إلا في مستودعاته ، عندما عاد المدير العام قام بإلغاء العطاء لأن المرفق ليس في حاجة إلي الأشياء المعلن عنها !! .
    10/ حالات فساد بالمليارات لم تمتد إليها يد العدالة كالفساد الذي بلغ بالتحديد مبلغ ثلاثة مليار ومائتين مليوناً وأربعمائة وسبعين ألفاً وسبعة وتسعين ألف دولاراً أمريكياً بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بموجب تقرير ديوان المراجع العام منذ أكثر من خمس سنوات !! وتغض العدالة طرفها حتى الآن !! .. الفساد المالي والأخلاقي الذي حدث في عهد الإنقاذ غير مسبوق لم يحدث في أي عهد من العهود !! . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " متفق عليه
    11/ لا شك أن مسئولين كثيرين يعلمون أن مشروب الكوكا كولا يحتوي علي مواد ضارة بالإنسان فضلاً عن شركته في الأصل يهودية ، وكانت هناك قبل سنوات مقاطعة من الدول العربية ، وقد أوشكت كل واجهات المحلات التجارية أن تكون حمراء بلوحات الدعاية للمشروب بخلاف التلفاز والإذاعة والصحف ، فهل ذلك مؤامرة علي صحة المواطنين أم نظرة الدولة للعائد المادي من رسوم وضرائب .


    تقرير خطير كتبه الأستاذ الصادق عبد الرحيم بعنوان : " الكوكا كولا سم تتجرعه في جوفك ورصاصة تطلقها نحو أخيك " بصحيفة (الانتباهة) بتاريخ 1/5/2006م ، وقد سمعت بنفسي قبل عدة أشهر من إذاعة لندن أن السلطات الأمريكية منعت المحلات القريبة من المدارس من بيع الكوكا كولا للتلاميذ !! .
    12/ البلاستيك ، لا شك أيضاً أن المسئولين سمعوا عن مضاره الجمة علي الإنسان والحيوان والتربة ، ويعلمون أن البلاستيك لا يستعمل في الدول المتقدمة وببلادنا أينما تتجه النظر تصدمك كميات البلاستيك وتسلقت الأشجار والدولة كأنها لا يهمها كم من المواطنين يتعرضون للمرض والموت طالما تلك المصانع تدفع المليارات بمختلف المسميات .. بعض الولايات كانت أوعى من ولاية الخرطوم ومنعت استعمال البلاستيك في أي شكل ! .
    كان يفترض أن تقوي صلة الإسلاميين بعد استلام السلطة ولكن بالعكس انفرط عقدهم وتشتت شملهم لعدة فصائل علاوة علي الانشقاق الكبير (وطني/شعبي) رغم أن الله سبحانه وتعالي وضع للمؤمنين منهجاً لحسم الخلاف بقوله تعالي : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " 59/ سورة النساء . بينما العلمانيون يتقاربون ويتوحدون وبعضهم استطاع الوصول لتولى مقاليد هامة .. باعتبارهم أصبحوا إسلاميين منذ (الجبهة الإسلامية القومية) كعادة الأحزاب في اختراق بعضها البعض والشورى بين الإسلاميين أصبح مجرد ديكور في الاجتماعات فمقاليد الأمور في أيدي قلة منهم .
    في مقابل نماذج الإسلاميين الذين تعرضت لمواقفهم آنفاً ، أعرف من تولى مرفقاً مضعضاً واستعان بخبراء في مجالات مختلفة ووضع تصوراً لإنقاذ المرفق من وهدته ورفعه للوزير وانتظر موافقته عدة أشهر رغم الاستعجالات ثم اضطر لرفع الأمر لرئاسة الجمهورية وعندما لم يتلق رداً استقال مضحياً بالمنصب ومخصصاته !! وقد اشتهر بالمجاهرة برأيه ، هذا النموذج يجدر ذكره بالاسم وهو شرف الدين علي مختار والتعثر المزمن للخطوط البحرية يكاد يكون معلوماً للكل .. الآن كأمثاله ممن لا يستطيعون الصمت في مقاعد المتفرجين ومقاليد الأمور عند يحسنون الطاعة في كل الأحوال أعرف كثيرين منهم فقد كنت في زمرتهم زهاء أربعة عقود !!
    القلة التي بيدها مقاليد الأمر وصرفت النظر عن الشورى ، تجاهلت أن "الإدارة " موهبة تصقل بالتعينات والترقيات والتنقلات والإعفاءات ومنح الأنواط كنجمة الإنجاز البطانة هي آفة الحكام في كل عصر ومصر ، والرئيس بحكم بشريته معلوماته محدودة جداً قد لا يعرف واحداً في المائة من سكان الحي الذي يقطنه فما البال علي مستوي البلاد ؟ .
    نتج عن ذلك الضعف في كثير من المواقع وباختراق الآخرين المعيشة الضنكة التي يقاسيها سواد المواطنين نتيجة للزيادات المتوالية دون شفقة أو رحمة ، شهادة الميلاد التي كانت مجاناً منذ عهد الاستعمار أصبحت تكلف أكثر من خمسة وعشرين ألفاً ، وشهادة التسنين تفوق الخمسين ألفاً ، بدل الفاقد لرخصة القيادة قرابة ثلاثمائة ألف جنية ، والماء والكهرباء والسكر والوقود بخلاف ابتكار أساليب من الرسوم والضرائب لم تخطر علي بال أحد من السابقين مع التعسف في التحصيل .. العلاج الذي كان مجاناً أصبح مجرد معايدة (زيارة) مريض في المستشفيات باثنين ألف جنية ، التعليم من المجانية إلي استنزاف الأسر بمختلف المسميات رغم قرار الوزير .. ولا غرابة في ذلك إذ أن حتى بعض قرارات الرئيس لا تنفذ علي سبيل المثال ، وجه قبل أكثر من خمسة عشر عاماً بأن تسمي منطقة (كوبر) بـ (عمر المختار) ويسمع الناس عدة مرات في اليوم اسم (كوبر) يتردد في وسائل الإعلام (الرسمية) من إذاعة وتلفاز !! .
    أولئك (القلة) يظنون أن للمواطنين (قنابير) علي رؤوسهم ، وليست لهم عقول يفقهون بها كثيراً من الأمور ويحسبون أن ليست لديهم عيون يرون بها العمارات والفلل والشركات والسيارات الفارهة وليست لديهم آذان يسمعون بها الكثير مما يتردد في الأفراح والأتراح والمساجد من أقاويل وحكايات أثرياء كانوا فقراء قبل الإنقاذ ، علي وجه الإجمال يعتقدون أن المواطنين منعمين ومرفهين – مثلهم – وأن أقلام وأصوات المعترضين والمحتجين علي الزيادات وهم ينتمون لمختلف الاتجاهات السياسية " وفيهم من هم في زمرتهم " مجرد حاقدين وحاسدين ومعارضين !! .


    عبد الله عبد السيد
    0912753361
    26/8/2006م












    نجاح مؤامرة السخط والغضب (2)
    بقلم : عبد الله عبد السيد
    بعض العلمانيين الذين اخترقوا الإسلاميين خاصة عندما فتح المجال باسم (الجبهة الإسلامية القومية) كما تفعل الأحزاب باختراق بعضها ، أشهد لهم بحدة الذكاء ودقة التخطيط والتنفيذ في إثارة سخط وتذمر المواطنين كإزالة المساكن السكنية للبسطاء والمساكين في عدة أحياء وزيادة طينهم بلة علي ما هم عليه .. ومطاردة الباعة المتجولين وستات الشاي والكسرة بقسوة والحال أنهم يسعون للحصول علي ما يسد رمقهم وضروريات حياتهم من خشاش الأرض في حين أن الدولة عاجزة حتى عن استيعاب خريجي الجامعات الذين يتجاوز عددهم عشرات الألوف . ونجحوا في خلق وابتكار كل ما من شأنه تضييق الخناق علي سواد المواطنين بزيادة الأسعار والرسوم والضرائب المتنوعة من حين لآخر لمقابلة الصرف البذخي في أمور منها :
    1 – برج بنك السودان بالمقرن الذي كلف حوالي ثمانين ملياراً .
    2 – العمارة الضخمة الفخمة التي أوشكت علي الاكتمال بمنطقة شرق الخرطوم وهي تابعة لبنك السودان .
    3 – عمارة الخطوط الجوية السودانية شرق مطار الخرطوم (والحال أنها لم تكن تملك طائرة واحدة) .
    4 – جسر الإنقاذ وجسر السلام (الجريف المنشية) .
    5 – العديد من الطرق المسفلتة .
    6 – اليخوت والفلل الرئاسية .
    7 – المبني الضخم للمحكمة العليا القومية .
    8 – المبني الضخم للصندوق القومي للتأمين الاجتماعي .
    9 – مئات بل ألوف السيارات الفارهة التي تبلغ قيمة الواحدة منها حوالي مائتي مليون جنية في حين كثير من المدن والأحياء تفتقر لسيارة إسعاف والمسئولون أكثر عدداً من المسئولين في الصين مع أن عدد الشعب قد لا يزيد عن سكان مدينة في الصين ، لا أعني تبخيس كل تلك المنجزات لكني أتساءل عن القيمة الحقيقية والجانبية وأين الأسبقيات والأولويات ؟؟
    ففي مقابل كل ذلك الإسراف والبذخ في ولاية الخرطوم هناك ملايين المواطنين في مختلف الولايات يعانون من الجوع والعطش والمرض ، ولابد أن كثيرين جداً قد انتقلوا لدار الآخرة بسبب من هذه الأسباب .. هل تساوي كل تلك الأموال الخرافية إنقاذ حياة طفل بل جنين في بطن أمه ؟! .. لقد قال الله جل جلاله عن إنقاذ النفس البشرية : " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " 32/ سورة المائدة .
    إذن يمكن القول بثقة واطمئنان أن تلك المشاريع بتكاليفها المهولة وغيرها قامت لأصحاب المصالح والمنافع من مقاولين وسماسرة (وغيرهم) ولراحة المرتاحين أصلاً !!
    ماذا كان يمكن أن يتحقق لو تم استغلال واستثمار معشار تلك المبالغ في مشاريع تنموية صناعية وزراعية ؟؟ ملايين الأفدنة علي الأقل كان من الممكن أن تغني عن استيراد القمح والذرة والفول من دول تحسدنا علي إمكانياتنا وتحقيق شعار واحد من شعارات الإنقاذ " نأكل مما نزرع " .
    بعد انتفاء حجة استنزاف الحرب للموارد أين ذهبت قيمة البترول المحلي والمصدر ؟ وأيضاً قيمة أطنان الذهب والمعادن الأخرى وقيمة الأراضي الاستثمارية في المواقع الاستراتيجية والمصارف والفنادق ومبالغ الزيادات التي طرأت مئات المرات علي الأسعار التي وجدتها الإنقاذ ؟؟ .. إذا قيل أنها استثمرت في المباني الفاخرة والجسور والطرق يتحول السؤال إلي قيمتها الحقيقية في الداخل والخارج وأين ذهبت القروض (الربوية) التي رفعت مديونية البلاد من ستة مليار دولار إلي سبعة وعشرين ملياراً ؟؟ يتذكر الناس مقولة اللواء ركن (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار أحد قادة ثورة الإنقاذ : " لولا اندلاع الثورة لحصل الدولار عشرين جنيهاً " وكانت قيمته في ذلك الحين اثنا عشرة جنيهاً فقط !! ثم ظلت ترتفع في ظل الإنقاذ إلي أن كادت تبلغ ثلاثة آلاف جنية !! حدث الارتفاع الباهظ حتى في أسعار ضروريات المعيشة والعلاج وتعليم الأبناء .
    هذه الخواطر المرير ليست نتيجة للانفعال بزيادات السكر والوقود ، إذ أنني ما زلت أتوقع المزيد كما بشر بذلك وزير المالية ، والمشاريع المرتقبة (نقمة) وليست (نعمة) حسب تجربة سنوات الإنقاذ !! لقد سبق أن وجهت عدة رسائل لسيادة رئيس الجمهورية كانت الأولي بعنوان : " برقية هامة وعاجلة لسيادة رئيس الجمهورية " بصحيفة (الأسبوع) بتاريخ 4/7/2002م ومقال آخر بعنوان : "رجال حول الرئيس " بصحيفة (الأيام) بتاريخ 27/11/2002م تناولت فيهما – وفي غيرهما – أموراً هامة وعامة لم يلتفت إليها أحد واعتبرت مجرد (كلام جرايد) .
    خلاصة قناعتي أن العلمانيين استطاعوا إثارة حفيظة سواد المواطنين وسخطهم وتذمرهم ودفعهم لكراهية الإسلاميين بل الإسلام ذاته باعتبار أن تلك الممارسات هي مفاهيم الشريعة ، وتشويه صورة الإسلام حتى بالنسبة للجادين المخلصين في الداخل وفي الخارج في دول أخرى .. وسوف يجنون الكثير من أهدافهم وتحقيق غاياتهم المقصودة عندما يتوجه المواطنون لصناديق الاقتراع في الانتخابات المزمع عقدها بعد عامين حسب اتفاقية السلام إذا امتد حبل الصبر حتى ذلك الحين علي ضوء تجربة الناس المريرة لحكم الإسلاميين .
    لولا سيطرة (القلة) علي مفاصل الحكم ولو كانت هناك شورى حقيقية وتطبيق سليم لشرع الله بأمانة ونزاهة وعدالة تسرى علي الكبير قبل الصغير وعلي القوي قبل الضعيف في مساواة وغير تمايز لمكنهم الله وثبت أقدامهم مهما كان حجم القوة المعارضة في الداخل ومن الخارج بدلاً عن الزعزعة من كل الاتجاهات مصداقاً لقوله تعالي : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" 7/ محمد .
    إن المسئولية العظمى عن كل ظلم المظلومين المفصولين تعسفياً وهم بمئات الألوف وخلفهم أسرهم وعن الجوعي والعطشي والمرضى في طول البلاد وعرضها أمام المولي تبارك وتعالي هو سيادة الرئيس عمر البشير شخصياً بمنطق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو الملهم الذي نزل القرآن الكريم في نحو سبعة عشرة موضعاً مؤيداً للآراء التي أبداها .. ومن أوائل العشرة المبشرين بالجنة ، ومع ذلك خشي أن يسأله الله إذا عثرت بغلة في العراق لما لم يسوِ لها الطريق ..
    البطانة التي حول السيد الرئيس سوف تتبرأ من كل قراراته (بناء علي توصياتهم) في يوم الموقف العظيم كقوله تبارك وتعالي عن الشيطان : " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " 22/ إبراهيم . وقوله جل جلاله : " يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " 111/ النحل .. وقال تعالي : " يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" 34/37 عبس .
    في ذلك اليوم العصيب لن يجد السيد الرئيس أحداً من حاشيته ولا حتى من أسرته بجانبه وما لم يبرئ نفسه من مسئوليات المظلومين سوف يتحمل وحده مغبة ظلامات تنوء عن حملها الجبال الراسيات ، قال صلي الله عليه وسلم : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " رواه مسلم . فإن كان الظلم (الواحد) ظلمات في ذلك اليوم العصيب الرهيب فما الحال مع ظلم قرابة ثلاثمائة ألف مظلوم علاوة علي أسرهم ؟؟
    من واقع التجربة في قضية عكستها مراراً في وسائل الإعلام المختلفة ، أأمل ألا يعتمد السيد الرئيس في إبراء ذمته علي قرارات المحاكم فقد كانت تجربة مخزية ومؤسفة حتى مع هيئة المظالم والحسبة العامة والمحكمة الدستورية (السابقتين) .. كما أأمل ألا يكون هناك اغترار بالمواكب والمسيرات المفتعلة فكلهم أو جلهم لا يعلمون الغرض من حملهم علي السيارات !!
    اللهم إني قد بلغت ..
    عبد الله عبد السيد
    0912753361
    26/8/2006م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de