|
ما هي حقيقة هنرى كورييل احد أباء الحركة الشيوعية المصرية و السودانية؟
|
ما هي حقيقة هنرى كورييل احد أباء الحركة الشيوعية المصرية و السودانية؟
ثار في الآونة الأخيرة جدل كثيف حول حقيقة هنرى كورييل المصري ذا الأصول اليهودية الزى كان ناشطا وسط الحركة الشيوعية المصرية في الثلاثينات و الأربعينات من القرن الماضي حيث لعب دورا كبيرا في تأسيس المنظمة الشيوعية المصرية الأكبر (حدتو) كما ا نه ساعد الرعيل الأول من الشيوعيين السودانيين الذين كانوا يدرسون في الجامعات المصرية في تأسيس أول منظمة شيوعية سودانية، الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو). و قد استغلت الجهات المعادية للشيوعيين أصول كورييل اليهودية (تخلى عنها كديانة) لشن حملات عنيفة ضده لا تزال تتواصل رغم مرور ربع قرن على اغتياله في باريس العام 1978. المعلومات أدناه منقولة عن الفصل الخاص عن كورييل في كتاب" سيرة ذاتية لليسار المصري" من تأليف الدكتور رفعت السعيد (الزى يرأس الآن حزب التجمع المصري). ولد كورييل في عام 1914 لأب ثرى من أصول إيطالية. في سن الواحد و العشرين تخلى هنرى طواعية عن جنسيته الإيطالية و اختار المصرية. اواخر الثلاثينات أسس حركة حدتو كما يعتبر أول من أسس مدرسة كادر ثوري رفدت الحركة الشيوعية المصرية بكوادر مدربة وواعية لأول مرة في تاريخها. و يجدر بالذكر ان أول دفعة في هزه المدرسة ضمت عبده دهب حسنين (كان حينها عاملا بسيطا) و لا ادري ان كان أول سوداني يعتنق الشيوعية. قادت حدتو بقيادة كورييل نشاطا واسعا وسط العمال و الطلاب كما ساهمت في نشر الفكر الاشتراكي في مصر من خلال إصدارات صحفية واسعة و ترجمة أمهات المصادر الأجنبية. طردت الأجهزة الأمنية كورييل من مصر في عام 1950 مع مجموعة من رفاقه زوى الأصول الأجنبية فأسسوا في روما مجموعة تابعة لحدتو أطلقوا عليها حركيا اسم مجموعة روما ظلت تدفع اشتراكاتها و تدعم التنظيم المصري. و قد أمدت الحكومة المصرية بمعلومات هامة عن العدوان الثلاثي في عام 1956 معرضين أنفسهم للخطر. دعم كورييل بشدة الثورة الجزائرية بل و تبرع بمنزله في القاهرة حيث تشغله ألان السفارة الجزائرية. تم اغتياله في باريس في مايو 1978. هنرى كورييل لم يكن صهيونيا إذ منذ طرده من مصر في الخمسينات و إلى اغتياله في فرنسا في 1978 لم يقم حتى بزيارة إسرائيل. و كان يظهر باستمرار تضامنه مع القضايا العربية و بعد مجازر السفاح في أعقاب حركة يوليو 1971 قاد في البلاد الأوربية حملات تضامن قوية مع شيوعيي السودان. ختاما لابد من التذكير انه في عصر كورييل في مصر (الثلاثينات و الأربعينات من القرن الماضي) لم تكن دولة إسرائيل قائمة و كان اليهود في البلاد العربية بما فيها السودان حتى خمسينات القرن الماضي مواطنون من صميم النسيج الاجتماعي لهذه البلدان، ففي مصر مثلا كان لهم وجود فاعل في الحركة الفنية و التجارية بل و كان لهم وجود في بعض الأحزاب بما فيها حزب الوفد. بل و عند إنشاء الجامعة العبرية في القدس اكتتب لصالح إنشائها بعض العرب و شارك في افتتاحها الدكتور لطفي السيد رئيس جامعة القاهرة وقتها.و قد نشرت جريدة الصحافة قبل شهور ترجمة لكتاب عن حياة اليهود في السودان في تلك الفترة. و الحال كهذه لم يكن لكلمة يهودي مدلولها السلبي كما هذه الأيام
|
|
|
|
|
|