|
حق تقول مظاهرة الاربعاء كشفت حال حكومة الخرطوم المذعورة!!!
|
حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
• المسيرة تمت وكشفت حال سلطة المؤتمر الوطني القمعية. • لهذه التجربة دروسها القيمة وندعو الجميع لتقييمها لتطوير العمل المشترك,
جماهير شعبنا العظيم،
في حوالي الساعة الواحدة بعد ظهر الأربعاء 30 أغسطس 2006، وقبل نصف ساعة من الموعد المحدد لانطلاقة التظاهرة السلمية احتجاجاً على الزيادات الجائرة لأسعار السكر والمحروقات، كانت قوات الأمن والشرطة قد احتلت ميدان الأمم، موقع انطلاق المظاهرة، وحاصرت الطرق المؤدية إليه وكذلك المداخل إلى والمخارج من جامعة الخرطوم وغيرها من مراكز الحركة الطلابية. وحال وصول المجموعة الأولى من المتظاهرين إلى ميدان الأمم هجمت عليهم قوات الأمن والشرطة بالضرب والغاز المسيل للدموع، والذي خيم على منطقة وسط الخرطوم كلها، وشرعت في حملة شرسة من الترويع والبطش الهمجي راح ضحيته الشهيد صديق محجوب منور، كما بدأت هجمة واسعة من الاعتقالات طالت حوالي المائة وخمسين من قيادات ومناضلي الأحزاب والتنظيمات المشاركة في المسيرة وغيرهم من المواطنين.
تلك الهجمة البربرية الشرسة لم تفلح في إجهاض المظاهرة ولا في منعها أو إيقافها، فقد انطلقت التظاهرة في مواقع مختلفة في وسط الخرطوم وفي عدد من الأحياء، وتواصلت حتى الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم، حينما طلبت اللجنة السياسية المشتركة من قادة تلك المظاهرات إيقافها بعد أن أدت غرضها وحققت أهدافها، ورفعت عالياً صوت الشعب الرافض لسياسات سلطة النهب والفساد والقمع، وبعد أن فضحت السلطة الرعديدة، التي لا تستطيع احتمال احتجاج سلمي بسيط ولا تتورع عن استخدام كافة أسليب العنف وعن خرق الدستور، الذي وضعته وأجازتها بنفسها، للدفاع عن نفسها. لقد تحدى الممسكون بمقاليد السلطة الشعب وأحزابه وتنظيماته بأن مظاهرتهم لن تقوم، وأنها ستكشف حال منظميها. لقد قامت المظاهرة رغم بطش السلطة، وكشفت حال ووجه السلطة القمعي القبيح.
إن كل التبريرات التي قدمتها السلطة لفضها المظاهرة بذلك القدر من العنف والقمع، لا تستند إلى حقيقة واحدة. فالمظاهرة كانت سلمية، وبمثلما وضعت خطة تحركها فقد وضع منظموها خطة حمايتها من الشغب، وتقدموا بطلب رسمي للسماح بها. وفي الوقت الذي رفضت فيه السلطة مظاهرة القوى السياسية وواجهتها بذلك القدر من القمع، فقد سيرت السلطة مظاهرة هزيلة مدفوعة الأجر في نفس اليوم وفي الشوارع الموازية، دفعت إليها بأطفال المدارس وببعض الموظفين، ووفرت لها كل الدعم والسند. هذا يؤكد أن هذه السلطة ما زالت هي سلطة المؤتمر الوطني وحده، وأن المؤتمر الوطني يستخدمها كما يشاء لتمرير سياساته وضرب معارضيه، وأن تسميتها بحكومة وحدة وطنية ما هو إلا فرية كبرى وأكذوبة إنقاذية أخرى.
إننا في المكتب التنفيذي لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) نتوجه بالتحية أولاً لجماهير شعبنا الأبي والتي رغم سياسات التهديد والوعيد، ورغم الحصار المضروب عليها بفعل السلطة وإهمالها، ورغم العنت والشقاء الذي تعانيه في توفير لقمة كريمة لأطفالها، ورغم الفقر والأمراض وتهدم المأوى بفعل الفيضانات والسيول، خرجت للشارع معبرة عن غضبها ورفضها وتحديها لسياسات هذه السلطة. ونتوجه بالتحية لحزب المؤتمر السوداني لمبادرته بالدعوة للعمل المشترك ضد إجراءات السلطة، ولكل الأحزاب والتنظيمات وقوى المجتمع المدني النيرة التي شاركت في التحضير والإعداد والتنظيم للمسيرة وفي قيادتها. كما نحي أيضاً شباب حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)، نساءً ورجالاً، وأصدقاء الحركة من مختلف المواقع الذين شاركوا دون كلل وفي ظروف قاسية في إعداد وتوزيع الملصقات واللافتات، وفي المظاهرات ذاتها وصمدوا أمام حملة الاعتقالات التي طالت عدداً كبيراً منهم وواجهوها بثبت وصلابة.
هذه المسيرة كانت تجربة ملهمة في تطوير العمل المشترك بين عدد كبير من التنظيمات والأحزاب السياسية وكانت خطوة متقدمة في اتجاه بناء تحالف عريض قائم، لا على البيانات والإعلانات والاتفاقات الفوقية، وإنما على العمل وعلى الفعل وعلى القواعد والجماهير. وككل تجربة، فلهذه التجربة إيجابياتها وسلبياتها، ونجاحاتها وإخفاقاتها، ودروسها وعبرها. نحن من جانبنا في (حق) سنقوم بتقييم هذه التجربة تقييماً شاملاً وموضوعياً، وسنقدم تقييمنا هذا لكل القوى السياسية خاصة تلك التي شاركتنا التجربة، ونطلب منها، ولا نشك في أنها ستفعل بمبادرتها الخاصة، أن تقوم بالمثل وأن نتبادل جميعاً الرأي في سبيل تطوير العمل المشترك، ونقترح في سبيل ذلك أولاً أن تستمر اللجنة السياسية التي تم تشكيلها للتنظيم لهذه المسيرة في عملها كوعاء لتبادل التقييم والأفكار والخبرة.
المكتب التنفيذي حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) 3 سبتمبر 2006
|
|
|
|
|
|