الدائرة التي كان يدور فيها النظام السياسي السوداني كنا نسميها الدائرة الخبيثة (Vicious Circule). ولكن يبدو الآن أننا سنعيد النظر في التسمية ونصفها بالدائرة الحميدة، فالحكم الوطني بدأ بحكم ذاتي ثم حكم ليبرالي كامل الدسم ثم حكم عسكري ثم انتفاضة وفترة انتقالية وحكم ليبرالي ثم نظام عسكري وانتفاضة وفترة انتقالية ثم فترة ليبرالية ثم حكم عسكري في عام 1989م والكل كان ينتظر انتفاضة تعقبها فترة انتقالية ثم انتخابات تقوم بموجبها حكومة حزبية ثم انقلاب عسكري جديد وهكذا تدور الدائرة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وتحضرني هنا طرفة حكاها لي استاذنا الدكتور إبراهيم دقش فقال إنه قابل الفريق عمر البشير في أول أيام الثورة في معية منقستو هيلاماريام في اثيوبيا فسلم عليه البشير بالاسم فعلق مانقستو قائلا لدقش: «تعرفهم جميعاً هذا والسابقين له؟» فرد عليه دقش قائلاً: (and the comming one) «والجاي كمان» أي القادم بعد البشير وهنا تدخل الرئيس البشير سائلاً دقش: «طيب ما تورينا ليهو».
لو لم يكن المقام مقام تنكيت وضحك كان يمكن للدكتور دقش أن يقول ستكون هناك انتفاضة وتعقبها انتخابات وحكم حزبي. ولكن المؤكد انه لا أحد يقول اليوم بأن الدائرة سوف تواصل دورانها المعتاد. فالأشياء ما عادت هي الأشياء فقد تغيرت بنية الحكم فالمسألة لا ترجع لقوة حزب حاكم وضعف المعارضة كما ذكر أحدهم: المسألة أعمق من ذلك بكثير، وهنا لابد من أن نذكر مقولة الترابي في فترة الديمقراطية الثالثة عندما هدد قائلاً بأنا سوف نقطع هذه الدائرة ونجعل الأمور تسير في خط مستقيم وبالفعل قد فعلها، الرجل إذ لم يقم بانقلاب تقليدي ابن ناس بل طبق سياسة أبطلت الحيوية في كل خلايا المجتمع السوداني وجعلتها خاملة فظهرت المقاومة للحكم من جهات اخرى خارجية وقد تكون داخلية، فالشعوب لا تموت وتتحرك بصورة لا يتوقعها أحد. ولكن عندما تكون نخب المجتمع في حالة حيوية فإنها توجه الحركة وتجعلها منضبطة والتغيير غير مكلف وعندما تنتهي الحيوية داخل النخب فإن التغيير قد يكون مكلفاً يكسر عضم الوطن، فالنخب والقطاعات الحيوية هي صمام الامان وهي التي تمتص الصدمات.
نعم قد بدأت الأمور تسير في خط مستقيم وانقطعت الدائرة ولكن هذا الخط المستقيم قد يقود الى الهاوية مباشرة، إنه خط قطر عجيب «البودي ما بجيب» واخشى ما أخشاه ان نبكي على الدائرة القديمة، هذا اذا لم نكن قد بكينا وانتهينا، لقد أتى علينا يوم تمنينا فيه ان ينحني الخط المستقيم ويرجع لطريقه الدائري القديم، إن استحالة قيام انتفاضة موجهة تضغط على عصب النظام الحسي فتغير سياساته أمر يُنذر بشرٍ مستطير، فيا جماعة الخير الانتفاضة دي بت ناس وكذلك الانقلابات العسكرية العادية فاختفهاؤهما عن سماء بلادنا أمر مؤسف ومحزن ومخيف
09-03-2006, 12:35 PM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
نعم قد بدأت الأمور تسير في خط مستقيم وانقطعت الدائرة ولكن هذا الخط المستقيم قد يقود الى الهاوية مباشرة، إنه خط قطر عجيب «البودي ما بجيب» واخشى ما أخشاه ان نبكي على الدائرة القديمة، هذا اذا لم نكن قد بكينا وانتهينا، لقد أتى علينا يوم تمنينا فيه ان ينحني الخط المستقيم ويرجع لطريقه الدائري القديم، إن استحالة قيام انتفاضة موجهة تضغط على عصب النظام الحسي فتغير سياساته أمر يُنذر بشرٍ مستطير، فيا جماعة الخير الانتفاضة دي بت ناس وكذلك الانقلابات العسكرية العادية فاختفهاؤهما عن سماء بلادنا أمر مؤسف ومحزن ومخيف
09-03-2006, 05:14 PM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الدائرة التي كان يدور فيها النظام السياسي السوداني كنا نسميها الدائرة الخبيثة (Vicious Circule). ولكن يبدو الآن أننا سنعيد النظر في التسمية ونصفها بالدائرة الحميدة، فالحكم الوطني بدأ بحكم ذاتي ثم حكم ليبرالي كامل الدسم ثم حكم عسكري ثم انتفاضة وفترة انتقالية وحكم ليبرالي ثم نظام عسكري وانتفاضة وفترة انتقالية ثم فترة ليبرالية ثم حكم عسكري في عام 1989م والكل كان ينتظر انتفاضة تعقبها فترة انتقالية ثم انتخابات تقوم بموجبها حكومة حزبية ثم انقلاب عسكري جديد وهكذا تدور الدائرة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وتحضرني هنا طرفة حكاها لي استاذنا الدكتور إبراهيم دقش فقال إنه قابل الفريق عمر البشير في أول أيام الثورة في معية منقستو هيلاماريام في اثيوبيا فسلم عليه البشير بالاسم فعلق مانقستو قائلا لدقش: «تعرفهم جميعاً هذا والسابقين له؟» فرد عليه دقش قائلاً: (and the comming one) «والجاي كمان» أي القادم بعد البشير وهنا تدخل الرئيس البشير سائلاً دقش: «طيب ما تورينا ليهو».
09-04-2006, 00:53 AM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
نعم قد بدأت الأمور تسير في خط مستقيم وانقطعت الدائرة ولكن هذا الخط المستقيم قد يقود الى الهاوية مباشرة، إنه خط قطر عجيب «البودي ما بجيب» واخشى ما أخشاه ان نبكي على الدائرة القديمة، هذا اذا لم نكن قد بكينا وانتهينا، لقد أتى علينا يوم تمنينا فيه ان ينحني الخط المستقيم ويرجع لطريقه الدائري القديم، إن استحالة قيام انتفاضة موجهة تضغط على عصب النظام الحسي فتغير سياساته أمر يُنذر بشرٍ مستطير، فيا جماعة الخير الانتفاضة دي بت ناس وكذلك الانقلابات العسكرية العادية فاختفهاؤهما عن سماء بلادنا أمر مؤسف ومحزن ومخيف
09-04-2006, 08:09 AM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
نعم قد بدأت الأمور تسير في خط مستقيم وانقطعت الدائرة ولكن هذا الخط المستقيم قد يقود الى الهاوية مباشرة، إنه خط قطر عجيب «البودي ما بجيب» واخشى ما أخشاه ان نبكي على الدائرة القديمة، هذا اذا لم نكن قد بكينا وانتهينا، لقد أتى علينا يوم تمنينا فيه ان ينحني الخط المستقيم ويرجع لطريقه الدائري القديم، إن استحالة قيام انتفاضة موجهة تضغط على عصب النظام الحسي فتغير سياساته أمر يُنذر بشرٍ مستطير، فيا جماعة الخير الانتفاضة دي بت ناس وكذلك الانقلابات العسكرية العادية فاختفهاؤهما عن سماء بلادنا أمر مؤسف ومحزن ومخيف
09-05-2006, 02:44 AM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الدائرة التي كان يدور فيها النظام السياسي السوداني كنا نسميها الدائرة الخبيثة (Vicious Circule). ولكن يبدو الآن أننا سنعيد النظر في التسمية ونصفها بالدائرة الحميدة، فالحكم الوطني بدأ بحكم ذاتي ثم حكم ليبرالي كامل الدسم ثم حكم عسكري ثم انتفاضة وفترة انتقالية وحكم ليبرالي ثم نظام عسكري وانتفاضة وفترة انتقالية ثم فترة ليبرالية ثم حكم عسكري في عام 1989م والكل كان ينتظر انتفاضة تعقبها فترة انتقالية ثم انتخابات تقوم بموجبها حكومة حزبية ثم انقلاب عسكري جديد وهكذا تدور الدائرة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وتحضرني هنا طرفة حكاها لي استاذنا الدكتور إبراهيم دقش فقال إنه قابل الفريق عمر البشير في أول أيام الثورة في معية منقستو هيلاماريام في اثيوبيا فسلم عليه البشير بالاسم فعلق مانقستو قائلا لدقش: «تعرفهم جميعاً هذا والسابقين له؟» فرد عليه دقش قائلاً: (and the comming one) «والجاي كمان» أي القادم بعد البشير وهنا تدخل الرئيس البشير سائلاً دقش: «طيب ما تورينا ليهو
09-05-2006, 04:45 AM
Mohammed Elhaj Mohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670
قريت المقال دا قبل يومين في الرأي العام و فعلا استوقفني و كان محل نقاش مع بعض الزملاء ... التحليل لما يتقري مع بعض المعطيات اللى ما اتذكرت في سطور المقال بنكون فعلاً قدام وضع جديد ممكن يكون زي ما مكتوب في المقال المستقيم مكان الدائرة و المستقيم ممكن يكون مجموعة من الانقلابات العسكرية خاصة من الحرس القديم و طبعا ما حيغلبوا حيلة كم ضابط ، بالاضافة للحرب الأهلية بمفهوم مختلف عن الموجود يعني حرب في الجنوب في الشرق في الغرب المسألة ببساطة ممكن تصل نص عاصمة البلاد مؤذنة بفوضى أكبر !! المسألة الممكن تتقري مع كدا هي التحول الاجتماعي الكبير الحصل و احساس الناس العاديين انهم خارج المعادلات البتحدد مصير البلد = و مصيرهم و انكبابهم علي السبل الممكن تعيشهم حياتم بالكفاف..
مقال فعلاً بيوقف و بيستحق تفكير متأني
09-05-2006, 05:40 AM
Mohamed Abdelgaleel Mohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415
Quote: نعم قد بدأت الأمور تسير في خط مستقيم وانقطعت الدائرة ولكن هذا الخط المستقيم قد يقود الى الهاوية مباشرة، إنه خط قطر عجيب «البودي ما بجيب» واخشى ما أخشاه ان نبكي على الدائرة القديمة،
جاء نظام الإنقاذ ليحدد إتجاه حركة البلد وفق رؤاه وشروطه دون كبير إعتبار لغضب من يأبى .. ولا للشكل الذي تتطور به السياسة العالمية، ولا ما أعترت الإقليم من أحداث في إيران والعراق ويوغندا وأثيوبيا وأرتريا والجزائر ومصر وبقية دول الإقليم .. تراجعت القوى التي كانت تساهم في تصعيد حركة الشارع في المركز .. حروب في الأطراف ثم إتفاقيات سلام أملتهـافي الغالب موازين القوى العسكرية في غالب تقييمها دون إعطاء بقية العوامل ما تستحقه من إعتبار (التركيز على العامل المؤرق الظاهر دون بقية العوامل التي تتداخل معه وتؤثر فيه) دخول الحركة الشعبية وبعض قوى المعارضة للسلطة تحت تأثير ظاهر لعقلية تعويض المناضلين على نضالهم وليس وضع البلد على جادة العدل والديمقراطية .. أما هذا الواقع أصبح السلاح هو الشكل الفعال للقوى المتظلمة وقد أتخذ شكلاً جهويا وعنصرياً في غالب توجهه .. تشقق التناغم والإنسجام الذي كان يتطور ببطء .. بدأت تعود أشكال الصراع بين قوى الهامش والأنظمة المتعاقبة لتتخذ شكلاً يسيطر عليه ضيق الأفق ويجعله أكثر إذكاءاً لنار التفكك وتعقيد فرص الوطن الواحد الذي يتقاسم فيه أهله بتراض وعدل.. سودان اليوم يختلف عن سودان الدائرة (الخبيثة/الحميدة) إنقلاب/ديمقراطية/إنقلاب/ديمقراطية .. ويفتح الباب لمختلف الإحتمالات رغم أن الواقع الموضوعي يجعل من الصعب قيام الإنقلابات بالشكل القديم فالسلطة والسلاح والقدرة على التحرك أصبحت لا مركزية .. كما أن نجاعة الإنتفاضة تصطدم أيضاً بتعقيدات هذا الواقع ولكنها تبقى الشكل الأفضل المتاح للجماهير للتعبير عن تطلعاتها .
09-05-2006, 02:29 PM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
سودان اليوم يختلف عن سودان الدائرة (الخبيثة/الحميدة) إنقلاب/ديمقراطية/إنقلاب/ديمقراطية .. ويفتح الباب لمختلف الإحتمالات رغم أن الواقع الموضوعي يجعل من الصعب قيام الإنقلابات بالشكل القديم فالسلطة والسلاح والقدرة على التحرك أصبحت لا مركزية .. كما أن نجاعة الإنتفاضة تصطدم أيضاً بتعقيدات هذا الواقع ولكنها تبقى الشكل الأفضل المتاح للجماهير للتعبير عن تطلعاتها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
munswor almophtah
Mohammed Elhaj
Mohamed Abdelgaleel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست