|
|
 بجنازتين شعبية وعسكرية.. مصر تودع الأديب العالمي نجيب محفوظ
|
بجنازتين شعبية وعسكرية.. مصر تودع الأديب العالمي نجيب محفوظ
المصدر :الشرق الأوسط.
بجنازتين شعبية وعسكرية ووسط أجواء من الأسى والحزن البالغ، شيعت مصر أمس جثمان الأديب العالمي نجيب محفوظ إلى مثواه الأخير بمقبرته التي اشتراها منذ خمس سنوات بمقابر مدينة 6 اكتوبر، إحدى ضواحي القاهرة، وكان يشرف بنفسه على إعدادها، كما كان يحرص ـ قبل مرضه ـ على زيارتها شهريا للاطمئنان عليها وقراءة الفاتحة على أرواح الأموات والدعوة لهم بالرحمة والمغفرة.
انطلقت الجنازة بحلتها العسكرية المهيبة من مسجد القوات المسلحة «آل رشدان» بمدينة نصر عقب صلاة الظهر. وتقدم الرئيس المصري محمد حسني مبارك المشيعين، وشارك فيها الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكبار المسؤولين من قادة القوات المسلحة ورجال الشرطة، إلى جانب عدد كبير من الأدباء والمثقفين والصحافيين من مصر والعالم العربي من بينهم المخرج يوسف شاهين الذي أصر على المشاركة برغم مرضه وتسند على ذراعي المخرج الشاب خالد يوسف، كما حضرها أشرف زكي نقيب الممثلين ومحمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر وسفراء الدول العربية والأجنبية بالقاهرة. بدأت مراسم التشييع بوضع جثمان الأديب الراحل عميد الرواية العربية ملفوفا بعلم مصر على عربة مدفع تجرها الخيول بعد أن تمت الصلاة على روحه بالمسجد. وتقدم الجنازة حملة أكاليل الزهور من مختلف المؤسسات والهيئات، وحملة الأوسمة والجوائز التي حصل عليها الفقيد الكبير طوال مشوار حياته وفي مقدمتها قلادة النيل وهي أعلى وسام في مصر منحه إياه الرئيس حسني مبارك في حفل أقامه له عقب حصوله على جائزة نوبل عام 1988 تقديرا لمكانته الرفيعة وإثرائه الأدبين المصري والعربي. وفي ختام مراسم تشييع الجثمان، صافح الرئيس مبارك أسرة الفقيد وقدم لهم تعازيه. وقبل مراسم الجنازة العسكرية المهيبة شهد حي الحسين الأثير لدى نجيب محفوظ جنازة شعبية له كما كان لافتا حضور حشد هائل من النساء بعضهن قدمن من الأقاليم والمدن المجاورة للقاهرة. وأم الصلاة على روح الفقيد الراحل بمسجد الإمام الحسين الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، وحضرها الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر ولفيف من القيادات الشعبية وأعداد كبيرة من المثقفين والأدباء والناشرين والصحافيين والأصدقاء وأسرة الفقيد الراحل. وأعرب شيخ الأزهر في كلمة له بالمسجد عن خالص عزائه في وفاة الأديب الكبير نجيب محفوظ، وأشاد بدوره في إثراء الأدب والثقافة والفكر، داعيا الله له بالرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته. كما نعى الفقيد كل من الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة مفتي مصر بكلمات مماثلة، معربين عن تقديرهما لدوره ومكانته الأدبية الكبيرة التي وصلت بالأدبين المصري والعربي إلى العالمية. وخرج المشيعون في حوالي العاشرة والنصف من صباح أمس من مسجد الإمام الحسين في جنازة شعبية حاملين جثمان الفقيد الكبير إلى مسجد «آل رشدان» بمدينة نصر لتبدأ مراسم الجنازة العسكرية.
وبدت الجنازتان وكأنهما تعكسان روح محفوظ في التصالح والتعايش، فواحدة رسمية للحكومة والنظام، وأخرى لعامة الشعب من البسطاء والفقراء الذين طالما أحبهم وجعلهم أبطالا حقيقيين في رواياته وقصصه الأدبية، وقد رحل محفوظ صباح أول من أمس عن عمر يناهز 95 عاما بعد صراع مع المرض لأكثر من شهر ونصف الشهر بمستشفى العجوزة المجاور لبيته، وكان قد أوصى بأن يشيع جثمانه من مسجد الحسين بوسط القاهرة الفاطمية، وحسبما أعلن أصدقاؤه وأسرته نظرا لمكانة هذا المسجد في نفسه، حيث يقع على بعد خطوات قليلة من المنزل الذي شهد مولده في 11 ديسمبر (كانون الاول) عام 1911 بحي الجمالية، بالإضافة إلى أنه كثيرا ما أدى الصلاة فيه، وفى رحاب أجوائه ذات الطابع التراثي الخاص ألف الكثير من أعماله الروائية، ووسم عناوين بعض هذه الأعمال بأسماء شوارع الحي ودروبه وحاراته الشهيرة مثل «زقاق المدق ، وبين القصرين، وقصر الشوق» وغيرها. وفي المساء بجامع الحامدية الشاذلية بحي المهندسين بالجيزة تلقت أسرة نجيب محفوظ العزاء فيه.
|
|
 
|
|
|
|
Kamel mohamad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست