عالم ايزابيل الليندي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 05:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-29-2006, 12:01 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عالم ايزابيل الليندي

    الكتابة بالنسبة لي محاولة يائسة لأحفظ الذاكرة من النسيان، فانا سأضل شريدة إلى الأبد. و على أرصفة الطرق تبقى الذكريات مثل قطع ملابسي الممزقة. بمقدار ما أمشي تنفك عني جذوري الأصلية. فانا اكتب حتى لا اندحر أمام النسيان ولأغذي هذه الجذور المتعرية وقد أضحت الآن مكشوفة للهواء."
    1
    مهنتي مهنة صبر وصمت ووحدة، فأحفادي الذين ينظرون إلي ولساعات لا تنتهي وأنا أمام الحاسوب يعتقدون أني في عقاب. لم أقوم بذلك؟ لا أدري... إنها وظيفة عضوية مثل النوم والأمومة. أن أحكي وأحكي... انه الشيء الوحيد الذي أريد القيام به. علي أن أبدع قليلا، لان الحياة أروع من أي مسخ تفرزه مخيلتي. في أفضل الحالات فالكتابة تحاول أن تكون صوت من لا صوت له أو أن تكون صوت الذين تم إسكاتهم، لكن عندما أقوم بذلك فانا لا امثل أحدا ولا أقدم رسالة ولا أفسر أسرار الكون، بكل بساطة أحاول أن احكي أحاديث ذات صبغة خاصة، سعيا مني أن لا أنسى المرح والحنان، العنصرين الضروريين لكي امنح الحياة للشخصيات.
    أنا محظوظة لأنني انتمي لأسرة غريبة الأطوار، فكثير من المجانين هم من يشكلون سلالتنا الطريفة.هؤلاء المجانين أوحوا إلى كتابة جل رواياتي تقريبا، روايات استغنيت فيها عن الخيال، لان في وجودهم لن احتاج إليه أبدا، ففيهم كل مكونات الواقعية السحرية.
    ولدت كتبي نتيجة عاطفة دفينة لازمتني لزمن طويل. فالحنين لتشيلي دفعني إلى كتابة "منزل الأرواح" التي أردت من خلالها، وأنا في المنفى، أن أعيد بناء الوطن الذي أفسده انقلاب1973، أن أحيي موتاه واجمع مشتتيه. كنت في كاراكاس مثل غيري من آلاف المهاجرين واللاجئين والمنفيين، حين توصلت في 8 يناير من العام 1981 من العاصمة سانتياغو بنبأ حزين أخبرت فيه أن جدي، ذلك الشيخ الرائع الذي سيكمل عامه المائة، يحتضر.
    في تلك الليلة وضعت الآلة الكاتبة في المطبخ وبدأت كتابة رسالة لذلك الجد الأسطوري. كانت رسالة روحية، رغم انه لن يقراها أبدا. كتبت جملتها الأولى وأنا في حالة غيبوبة، وقبل أن استعيد قدرتي على الإدراك كنت قد كتبت:" وصل براباس إلى الأسرة عبر البحر." من هو براباس وما علاقته برسالة الوداع التي اكتبها لجدي؟ رغم أني لم اعرف لماذا، ولكن وبثقة الجاهل، فقدت تابعت الكتابة بلا توقف ولا راحة، في كل ليلة ودون أن أحس باني أبدل مجهودا كبيرا كما لو أن هناك أصوات خفية تهمس لي بالقصة؛ وبانتهاء العام تجمعت لدي 500 صفحة فوق طاولة المطبخ. وهكذا ولدت رواية " منزل الأرواح", فمجيء براباس عبر البحر قد غير قدري،و لا شيء أصبح يماثلني بعد أن كتبت تلك الجملة. هذه الرواية دفعت بي إلى عالم الأدب و بلا رجعة.
    الإحساس العميق بالغضب والسخط على الديكتاتوريات التي خربت، ودمرت قارتنا في عقد الستينيات الرهيب كانت وراء كتابة روايتي الثانية:" للحب وللظل".
    في تلك الصفحات أردت أن أجد المفقودين وادفن بقاياهم بكرامة وابكي لأجلهم.ركزت الرواية، التي أضفيت عليها صبغة الخبر الصحفي على الجريمة السياسية، فخلال الانقلاب سنة 1973,كان الآلاف من الأشخاص قد ماتوا أو اختفوا في الشيلي، بينهم 15 مزارعا من بلدة " لوكين" على بعد 50 كلم من العاصمة سانتياغو.
    الروايتان الأوليتان ثم تحويلهما إلى فيلمين سينمائيين, كانا بحق أفضل بكثير مما كتبت.
    أما روايتي الثالثة"ايفا لونا" ومجموعتي القصصية"حكايا ايفا لونا" فكانا كتابين نسائيين جعلاني متأكدة أن لا احد كان سيطيقهما لولا الحس الشهواني و الساخر للكاريبي. أما تأثير فنزويلا، ذلك البلد الأخضر والسعيد حيث عشت طيلة ثلاثة عشر عاما, فقد انقدهما من أن يكونا مجرد منشورات تحررية.
    2
    ولدت في مجتمع متقشف, اختلطت فيه جينات المهاجرين القشتاليين والباسكيين مع دماء الهنود القاتمة, وشدة وعورة سلاسل جبال الانديز مع عواصف المحيط الهادي، مما منحنا نحن الشيليين مزاجا رصينا وحذرا لكنه أحيانا يكون فظا وخشنا، نأخذ كل شيء على محمل الجد ولا شيء يخيفنا غير احتمال أن نكون مثيرين للضحك. في فنزويلا تحررت من هذا الخوف وغيره من الأوهام، تعلمت الغناء والرقص والضحك من نفسي, فالمرح اعتاد أن يكون سلاحا فعالا. لهذا تطرقت في رواية" ايفا لونا" و" حكايا ايفا لونا" إلى الحركة النسائية بشيء من الظرافة مما أزعج بعض المتعصبات, فاتهمنني بالخيانة.
    في الأيام الأخيرة, فقد مفهوم المتعصبة النسائية اعتباره وقيمته, ورأيت كثيرا من النساء يتراجعن وهن خائفات عند سماعه. بالله عليكم، لا تحسبوا أنهن لا يحببن الرجال ولا يحلقن سيقانهم، فانا أعلن وبكل فخر أني كذلك. منذ أيام الشباب استوعبت أوجه الاختلاف والتشابه بين الجنسين وازدواجية المعنويات التي أضرت بالنساء كثيرا، كما أني أدركت أن المجتمع الذكوري هو المهيمن على ثقافتنا، لقد تحريت عن كل شيء: التقاليد والأسطورة وثقافة العائلة والدين والعلم،و كل ما يزاوله الرجال. اعتقد أن الإحساس بالأنوثة هو ما يجعل اغلب النساء في وضع مريح، بالنسبة لي، فقد استغرقت أربعة عقود لأتقبل وضعيتي كأنثى, فيما قبل كنت أريد أن أكون رجلا: من فضلكم ليس هذا حقدا فرويديا. فمن يستطيع أن يحقد على تلك الذيل الصغير والمتقلب الأطوار؟
    في سن الخامسة والأربعين، كنت قد تطلقت حديثا من زوجي الذي تحملني بصبر و أناة لأزيد من ربع قرن، بينما كنت أتجول في كاليفورنيا، حدث أن تصادفت مع وليام غوردون، آخر عزاب سان فرانسيسكو الجنسانيين، هذا الرجل أضفى سرورا على حياتي وأوحى لي تأليف كتابي الخامس:
    "المستوى اللامتناهي". بعد صدور الكتاب انتابني الخوف لأنه لا يحتوي شيئا من الرمزية أو البطولية، كان شبقيا وشهوانيا خالصا. عندما تعرفت على وليام كنت أنام وحدي ولوقت طويل، رأيته لأسبوعين أو ثلاثة، فقد سقطت عليه من أعلى مثل إعصار وقبل أن أصل إليه، كان قد تزوج، ولم يبق لي إلا الاستيلاء على قصة حياته لأكتب رواية عن كاليفورنيا.
    3

    في سنة 1991، بالضبط بعد أن قدمت في مدريد لكتابي "المستوى اللامتناهي"، حدث أن أصيبت ابنتي باولا باختلال أنزيمي وسقطت في غيبوبة. هذا المرض ليس بالمرض القاتل، لكن حظ باولا كان عاثرا. في وحدة العناية المركزة، وبسبب قلة الرعاية، أصيبت ابنتي بجلطة دماغية عنيفة. خمسة أشهر بطيئة قد مرت وهي المستشفى جعلتني أتقبل ما قد حدث. أخيرا تسلمت باولا وهي في حالة إنعاش، فأخذناها إلى منزلنا بكاليفورنيا حيث سأتعهدها بالرعاية مع باقي أفراد العائلة.
    ماتت باولا بين ذراعي في صبيحة السادس من كانون الأول عام 1992.كان ذلك أقسى ما تعرضت إليه في حياتي، بعد رحيلها عم فراغ كبير المنزل نغص علي حياتي. لم افهم لم لَم نمت سوية. حينئذ جاءت أمي ومعها الخلاص مما أنا فيه: علينا ألا نتمنى الموت، لأنه قادم في جميع الأحوال، فالتحدي هو الحياة... وضعت على الطاولة، إلى جانب دفاتري الصفراء،مائة و تسعين رسالة كتبتها خلال ذلك العام، حكت فيها كل شيء عن المرض الذي دمر ابنتي، وقالت لي: إيزابيل، خذي، اقرئي ورتبي كل هذا، لتفهمي أن الموت كان هو الخلاص الوحيد لباولا. قمت بما طلبته مني شيئا فشيئا، وجملة جملة، ودمعة دمعة، لقد ولد كتاب آخر والذي سميته: "باولا"؛ ليس رواية لكنها ذكريات عارية، كتبتها من اجل ابنتي كتعويذة لأتغلب على الموت. انه ليس كتابا حزينا، انه احتفال بالحياة وبالقدر البوهيمي لعائلتنا. جدتي تقول بان الموت غير موجود وأننا نموت عندما ينسانا الآخرون. إذن فما دمت أنا أعيش فباولا تعيش معي. أليس هذا هو القصد من وراء الكتابة؟ أن تقهر النسيان.
    4
    الروايات التي أكتبها لا أحملها في ذهني و إنما تنمو في بطني و لا أختار مواضيعها و إنما هي من تختارني،كل عملي يكمن في أن أخصص الوقت الكافي و الهدوء و نظاما للكتابة،لكي تظهر الشخصيات بشكل تام و تتحدث عن نفسها ؛فأنا لا أختلقها،إنها مخلوقات توجد في بعد آخر تنتظر من يجلبها إلى عالمنا.لست إلا أداة فقط ، شيئا كالمذياع مثلا،فإذا استطعت أن أضبط التردد بدقة فربما ستظهر هذه الشخصيات و تحكي لي عن حياتها.
    في الثامن من كانون الثاني من كل عام، عندما أبدا كتابا جديدا أقيم حفلة سرية لاستحضار أرواح العمل والإلهام، ثم أضع أصابعي على لوحة المفاتيح، وادع جملة الانطلاق تكتب لوحدها كما لو أني في غيبوبة تماما كما حصل مع براباس الذي جاء عبر البحر في رواية "منزل الأرواح".
    ليست لدي خطة، و لا ادري ما الذي سيحدث، تلك الجملة هي التي تفتح لي الباب لأتطلع، وبخجل، إلى عالم آخر.وفي الأشهر المقبلة سأكتشف ذلك العالم كلمة بكلمة.في البداية تكون الشخصيات غير واضحة المعالم،غير أنها تعلن عن نفسها شيئا فشيئا،كل فرد بنبرته الخاصة و سيرة حياته ومزاجه ومهاراته و عظمته ،إنها شخصيات حقيقية و مستقلة،و إذا تدخلت لاحتوائها و السيطرة عليها فسيكون ذلك غير ذي جدوى؛فالقصة تنفتح بتؤدة و أناة، حتى تصل في آخر المطاف إلى كشف مكنوناتها الدفينة .
    ومع ذلك، فهذا لم يحدث بعد وفاة ابنتي، إذ و لا شخصية جاءت لتطرق بابي، فاعتقدت أن منبع القصص- والذي كان معينه على ما يبدو لا ينضب - قد جف واضمحل.
    مرت ثلاث سنوات ولم استطع كتابة قصص خيالية، آنذاك تذكرت بأنني صحفية وإذا ما أُعطي لي موضوع ما مع مهلة زمنية للتقصي والبحث، فباستطاعتي أن اكتب عن أي شيء كيف ما كان. تسلمت احد المواضيع البعيدة كل البعد عن الآلام والأحزان وانتهيت إلى كتابة " افروديت" وهي ذاكرة للحواس.إنها كتاب عن الشراهة والشهوانية، عن الطبخ والحب. هذا الموضوع الذي استلزم التطرق إليه نوعا من المزاح والسخرية، انتزعني من حالة الكآبة والانقباض الذي كنت أعيشها، فعدت إلى جسدي والى الرغبة في الحياة وكتابة الخيال.
    في الثامن من كانون الثاني عام 1998، بدأت رواية "ابنة الحظ"، وكان موضوعها هو الحرية. فالبطلة الشابة اليزا سومرس، أبحرت في العام 1849 من فالباراييسو باتجاه كاليفورنيا، لاهثة وراء حبيبها الذي غادر منذ شهرين، وبحكم نشأتها الارستقراطية، فقد أجبرت في كاليفورنيا على استبدال لباسها بآخر رجالي وان تخرج لغزو عالم ذكوري معتمدة على سلاح الشجاعة دون غيره. وخلال مسيرتها لسنوات ساعية وراء ذلك الحبيب المنزلق اكتسبت اليزا شيئا ثمينا كما الحب: اكتسبت الحرية.
    عندما أنهيت تلك الرواية كتب لي بعض القراء بأنهم يودون معرفة المزيد عن الشخصيات، فافترضت أن النهاية المفتوحة التي وضعتها للكتاب لم ترقهم، وهكذا في العام 2000 كتبت رواية " صورة عتيقة"، هذه الرواية ليست جزءا ثانيا لسابقتها، لأنها تتيح إمكانية قراءتها بشكل مستقل رغم أنها أخذت من الرواية الأولى بعض الشخصيات.
    تحكي الرواية قصة ارورا ديل بايي حفيدة اليزا سومرس , التي ولدت بالحي الصيني بسان فرانسيسكو, والتي عانت في طفولتها من صدمة فقدت على إثرها ذاكرتها في السنوات الماضية؛ فتبنتها جدتها لأبيها حتى لحظة هجرتها من كاليفورنيا إلى الشيلي على عكس ما قامت به اليزا سومرس.
    جرت أحداث الرواية بداية, في فترة من أهم الفترات في تاريخ الشيلي أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر, في ذاك الوقت مرت البلاد بحروب وثورة دموية. اعتقد انه حينئذ تم إنشاء" المجلس الوطني". تيمة هذه الرواية هي الذاكرة, التيمة الأساسية في حياتي والمتكررة في جل أعمالي.
    في هذا الكتاب أخذت كذلك بعض الشخصيات روايتي الأولى " منزل الأرواح" مشكلة بذلك ثلاثية بين الكتب الثلاثة: "ابنة الحظ" و "صورة عتيقة" و أخيرا "منزل الأرواح ".
    احدث كتبي الآن هي "مدينة الحيوانات", قصة عن المغامرات وعن السحر الموجود في الأمازون, أتمنى هذه المرة أن يكون قرائي من الأطفال والشباب، فبعد أن كتبت روايتين تاريخيتين طويلتين، فانا محتاجة أن استعيد مرح الطفولة. أليست الكتابة للصغار إذن شيئا جميلا؟ لَم أتسلى قط بالكتابة كما افعل الآن, وأتمنى أن شخصيات "مدينة الحيوانات" تعود لمرافقتي في كتب ومغامرات أخرى.
    5
    كل الأحداث والأشخاص الذين عرفتهم في حياتي هم مصدر إلهامي الوحيد، لهذا أحاول العيش بشغف وان أتعرض لجميع الأهواء دون خوف من الآلام التي لا مناص منها, فتجارب اليوم هي ذكريات في الغد، هي الماضي الذي ينسم وجودي. إذا تطلعت إلى حياة مستقرة فلن استطيع الكتابة, وماذا سأكتب؟ ذاكرتي ذاكرة المغامرة والحب والألم والفراق والغناء والدموع. عندما انظر إلى الخلف يتملكني انطباع بأنني بطلة ميلودراما, لكن يمكن أن يكون ذلك غير صحيح: فقد خانتني المخيلة. امضي عدة ساعات وأنا وحيدة وصامتة فيتلاشى الواقع من أمامي وانتهي إلى سماع أصوات ورؤية أشباح واختلق نفسي بنفسي. أوقعني الزمن في شراكه ثم بدا دورانه، لقد عشت ما يكفي لأرى العلاقة بين الأحداث والتحقق أن الدوائر مغلقة , لذا أطأ بحذر شديد لان ما حدث معي يستوجب أن كل حركة وكل كلمة وكل قصد له أهمية في التشكيل النهائي للوجود. ربما فالزمن لا يمضي, وأننا نحن الذين نمر عبره. ربما فالفضاء مليء بهيآت من جميع الحقب, كما تقول جدتي. فكل ما حصل وسيحصل يتعايشان في حاضر ابدي. باختصار: اعتقد أن كل شيء ممكن.
    الآن وقد وصلت إلى سن محترمة. فإنني انظر بابتسامة إلى الماضي وأترقب الموت بفضول كبير{....} فليست لدي لا خطط ولا تخوفات ولا اشعر حتى بالندم: فانا استطيع أن اكتب بحرية تامة.
                  

08-29-2006, 12:07 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم ايزابيل الليندي (Re: Sabri Elshareef)

    الآن وقد وصلت إلى سن محترمة. فإنني انظر بابتسامة إلى الماضي وأترقب الموت بفضول كبير{....} فليست لدي لا خطط ولا تخوفات ولا اشعر حتى بالندم: فانا استطيع أن اكتب بحرية تامة.
                  

08-29-2006, 04:41 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم ايزابيل الليندي (Re: Sabri Elshareef)

    مهنتي مهنة صبر وصمت ووحدة، فأحفادي الذين ينظرون إلي ولساعات لا تنتهي وأنا أمام الحاسوب يعتقدون أني في عقاب. لم أقوم بذلك؟ لا أدري... إنها وظيفة عضوية مثل النوم والأمومة. أن أحكي وأحكي... انه الشيء الوحيد الذي أريد القيام به. علي أن أبدع قليلا، لان الحياة أروع من أي مسخ تفرزه مخيلتي. في أفضل الحالات فالكتابة تحاول أن تكون صوت من لا صوت له أو أن تكون صوت الذين تم إسكاتهم، لكن عندما أقوم بذلك فانا لا امثل أحدا ولا أقدم رسالة ولا أفسر أسرار الكون، بكل بساطة أحاول أن احكي أحاديث ذات صبغة خاصة، سعيا مني أن لا أنسى المرح والحنان، العنصرين الضروريين لكي امنح الحياة للشخصيات.
    أنا محظوظة لأنني انتمي لأسرة غريبة الأطوار، فكثير من المجانين هم من يشكلون سلالتنا الطريفة.هؤلاء المجانين أوحوا إلى كتابة جل رواياتي تقريبا، روايات استغنيت فيها عن الخيال، لان في وجودهم لن احتاج إليه أبدا، ففيهم كل مكونات الواقعية السحرية.
    ولدت كتبي نتيجة عاطفة دفينة لازمتني لزمن طويل. فالحنين لتشيلي دفعني إلى كتابة "منزل الأرواح" التي أردت من خلالها، وأنا في المنفى، أن أعيد بناء الوطن الذي أفسده انقلاب1973، أن أحيي موتاه واجمع مشتتيه. كنت في كاراكاس مثل غيري من آلاف المهاجرين واللاجئين والمنفيين، حين توصلت في 8 يناير من العام 1981 من العاصمة سانتياغو بنبأ حزين أخبرت فيه أن جدي، ذلك الشيخ الرائع الذي سيكمل عامه المائة، يحتضر.
    في تلك الليلة وضعت الآلة الكاتبة في المطبخ وبدأت كتابة رسالة لذلك الجد الأسطوري. كانت رسالة روحية، رغم انه لن يقراها أبدا. كتبت جملتها الأولى وأنا في حالة غيبوبة، وقبل أن استعيد قدرتي على الإدراك كنت قد كتبت:" وصل براباس إلى الأسرة عبر البحر." من هو براباس وما علاقته برسالة الوداع التي اكتبها لجدي؟ رغم أني لم اعرف لماذا، ولكن وبثقة الجاهل، فقدت تابعت الكتابة بلا توقف ولا راحة، في كل ليلة ودون أن أحس باني أبدل مجهودا كبيرا كما لو أن هناك أصوات خفية تهمس لي بالقصة؛ وبانتهاء العام تجمعت لدي 500 صفحة فوق طاولة المطبخ. وهكذا ولدت رواية " منزل الأرواح", فمجيء براباس عبر البحر قد غير قدري،و لا شيء أصبح يماثلني بعد أن كتبت تلك الجملة. هذه الرواية دفعت بي إلى عالم الأدب و بلا رجعة.
    الإحساس العميق بالغضب والسخط على الديكتاتوريات التي خربت، ودمرت قارتنا في عقد الستينيات الرهيب كانت وراء كتابة روايتي الثانية:" للحب وللظل".
    في تلك الصفحات أردت أن أجد المفقودين وادفن بقاياهم بكرامة وابكي لأجلهم.ركزت الرواية، التي أضفيت عليها صبغة الخبر الصحفي على الجريمة السياسية، فخلال الانقلاب سنة 1973,كان الآلاف من الأشخاص قد ماتوا أو اختفوا في الشيلي، بينهم 15 مزارعا من بلدة " لوكين" على بعد 50 كلم من العاصمة سانتياغو.
    الروايتان الأوليتان ثم تحويلهما إلى فيلمين سينمائيين, كانا بحق أفضل بكثير مما كتبت.
    أما روايتي الثالثة"ايفا لونا" ومجموعتي القصصية"حكايا ايفا لونا" فكانا كتابين نسائيين جعلاني متأكدة أن لا احد كان سيطيقهما لولا الحس الشهواني و الساخر للكاريبي. أما تأثير فنزويلا، ذلك البلد الأخضر والسعيد حيث عشت طيلة ثلاثة عشر عاما, فقد انقدهما من أن يكونا مجرد منشورات تحررية.
                  

08-29-2006, 04:42 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم ايزابيل الليندي (Re: Sabri Elshareef)

    2
    ولدت في مجتمع متقشف, اختلطت فيه جينات المهاجرين القشتاليين والباسكيين مع دماء الهنود القاتمة, وشدة وعورة سلاسل جبال الانديز مع عواصف المحيط الهادي، مما منحنا نحن الشيليين مزاجا رصينا وحذرا لكنه أحيانا يكون فظا وخشنا، نأخذ كل شيء على محمل الجد ولا شيء يخيفنا غير احتمال أن نكون مثيرين للضحك. في فنزويلا تحررت من هذا الخوف وغيره من الأوهام، تعلمت الغناء والرقص والضحك من نفسي, فالمرح اعتاد أن يكون سلاحا فعالا. لهذا تطرقت في رواية" ايفا لونا" و" حكايا ايفا لونا" إلى الحركة النسائية بشيء من الظرافة مما أزعج بعض المتعصبات, فاتهمنني بالخيانة.
    في الأيام الأخيرة, فقد مفهوم المتعصبة النسائية اعتباره وقيمته, ورأيت كثيرا من النساء يتراجعن وهن خائفات عند سماعه. بالله عليكم، لا تحسبوا أنهن لا يحببن الرجال ولا يحلقن سيقانهم، فانا أعلن وبكل فخر أني كذلك. منذ أيام الشباب استوعبت أوجه الاختلاف والتشابه بين الجنسين وازدواجية المعنويات التي أضرت بالنساء كثيرا، كما أني أدركت أن المجتمع الذكوري هو المهيمن على ثقافتنا، لقد تحريت عن كل شيء: التقاليد والأسطورة وثقافة العائلة والدين والعلم،و كل ما يزاوله الرجال. اعتقد أن الإحساس بالأنوثة هو ما يجعل اغلب النساء في وضع مريح، بالنسبة لي، فقد استغرقت أربعة عقود لأتقبل وضعيتي كأنثى, فيما قبل كنت أريد أن أكون رجلا: من فضلكم ليس هذا حقدا فرويديا. فمن يستطيع أن يحقد على تلك الذيل الصغير والمتقلب الأطوار؟
    في سن الخامسة والأربعين، كنت قد تطلقت حديثا من زوجي الذي تحملني بصبر و أناة لأزيد من ربع قرن، بينما كنت أتجول في كاليفورنيا، حدث أن تصادفت مع وليام غوردون، آخر عزاب سان فرانسيسكو الجنسانيين، هذا الرجل أضفى سرورا على حياتي وأوحى لي تأليف كتابي الخامس:
    "المستوى اللامتناهي". بعد صدور الكتاب انتابني الخوف لأنه لا يحتوي شيئا من الرمزية أو البطولية، كان شبقيا وشهوانيا خالصا. عندما تعرفت على وليام كنت أنام وحدي ولوقت طويل، رأيته لأسبوعين أو ثلاثة، فقد سقطت عليه من أعلى مثل إعصار وقبل أن أصل إليه، كان قد تزوج، ولم يبق لي إلا الاستيلاء على قصة حياته لأكتب رواية عن كاليفورنيا.


    2
                  

08-29-2006, 04:43 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم ايزابيل الليندي (Re: Sabri Elshareef)

    3

    في سنة 1991، بالضبط بعد أن قدمت في مدريد لكتابي "المستوى اللامتناهي"، حدث أن أصيبت ابنتي باولا باختلال أنزيمي وسقطت في غيبوبة. هذا المرض ليس بالمرض القاتل، لكن حظ باولا كان عاثرا. في وحدة العناية المركزة، وبسبب قلة الرعاية، أصيبت ابنتي بجلطة دماغية عنيفة. خمسة أشهر بطيئة قد مرت وهي المستشفى جعلتني أتقبل ما قد حدث. أخيرا تسلمت باولا وهي في حالة إنعاش، فأخذناها إلى منزلنا بكاليفورنيا حيث سأتعهدها بالرعاية مع باقي أفراد العائلة.
    ماتت باولا بين ذراعي في صبيحة السادس من كانون الأول عام 1992.كان ذلك أقسى ما تعرضت إليه في حياتي، بعد رحيلها عم فراغ كبير المنزل نغص علي حياتي. لم افهم لم لَم نمت سوية. حينئذ جاءت أمي ومعها الخلاص مما أنا فيه: علينا ألا نتمنى الموت، لأنه قادم في جميع الأحوال، فالتحدي هو الحياة... وضعت على الطاولة، إلى جانب دفاتري الصفراء،مائة و تسعين رسالة كتبتها خلال ذلك العام، حكت فيها كل شيء عن المرض الذي دمر ابنتي، وقالت لي: إيزابيل، خذي، اقرئي ورتبي كل هذا، لتفهمي أن الموت كان هو الخلاص الوحيد لباولا. قمت بما طلبته مني شيئا فشيئا، وجملة جملة، ودمعة دمعة، لقد ولد كتاب آخر والذي سميته: "باولا"؛ ليس رواية لكنها ذكريات عارية، كتبتها من اجل ابنتي كتعويذة لأتغلب على الموت. انه ليس كتابا حزينا، انه احتفال بالحياة وبالقدر البوهيمي لعائلتنا. جدتي تقول بان الموت غير موجود وأننا نموت عندما ينسانا الآخرون. إذن فما دمت أنا أعيش فباولا تعيش معي. أليس هذا هو القصد من وراء الكتابة؟ أن تقهر النسيان.



    3
                  

08-29-2006, 04:45 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم ايزابيل الليندي (Re: Sabri Elshareef)

    4
    الروايات التي أكتبها لا أحملها في ذهني و إنما تنمو في بطني و لا أختار مواضيعها و إنما هي من تختارني،كل عملي يكمن في أن أخصص الوقت الكافي و الهدوء و نظاما للكتابة،لكي تظهر الشخصيات بشكل تام و تتحدث عن نفسها ؛فأنا لا أختلقها،إنها مخلوقات توجد في بعد آخر تنتظر من يجلبها إلى عالمنا.لست إلا أداة فقط ، شيئا كالمذياع مثلا،فإذا استطعت أن أضبط التردد بدقة فربما ستظهر هذه الشخصيات و تحكي لي عن حياتها.
    في الثامن من كانون الثاني من كل عام، عندما أبدا كتابا جديدا أقيم حفلة سرية لاستحضار أرواح العمل والإلهام، ثم أضع أصابعي على لوحة المفاتيح، وادع جملة الانطلاق تكتب لوحدها كما لو أني في غيبوبة تماما كما حصل مع براباس الذي جاء عبر البحر في رواية "منزل الأرواح".
    ليست لدي خطة، و لا ادري ما الذي سيحدث، تلك الجملة هي التي تفتح لي الباب لأتطلع، وبخجل، إلى عالم آخر.وفي الأشهر المقبلة سأكتشف ذلك العالم كلمة بكلمة.في البداية تكون الشخصيات غير واضحة المعالم،غير أنها تعلن عن نفسها شيئا فشيئا،كل فرد بنبرته الخاصة و سيرة حياته ومزاجه ومهاراته و عظمته ،إنها شخصيات حقيقية و مستقلة،و إذا تدخلت لاحتوائها و السيطرة عليها فسيكون ذلك غير ذي جدوى؛فالقصة تنفتح بتؤدة و أناة، حتى تصل في آخر المطاف إلى كشف مكنوناتها الدفينة .
    ومع ذلك، فهذا لم يحدث بعد وفاة ابنتي، إذ و لا شخصية جاءت لتطرق بابي، فاعتقدت أن منبع القصص- والذي كان معينه على ما يبدو لا ينضب - قد جف واضمحل.
    مرت ثلاث سنوات ولم استطع كتابة قصص خيالية، آنذاك تذكرت بأنني صحفية وإذا ما أُعطي لي موضوع ما مع مهلة زمنية للتقصي والبحث، فباستطاعتي أن اكتب عن أي شيء كيف ما كان. تسلمت احد المواضيع البعيدة كل البعد عن الآلام والأحزان وانتهيت إلى كتابة " افروديت" وهي ذاكرة للحواس.إنها كتاب عن الشراهة والشهوانية، عن الطبخ والحب. هذا الموضوع الذي استلزم التطرق إليه نوعا من المزاح والسخرية، انتزعني من حالة الكآبة والانقباض الذي كنت أعيشها، فعدت إلى جسدي والى الرغبة في الحياة وكتابة الخيال.
    في الثامن من كانون الثاني عام 1998، بدأت رواية "ابنة الحظ"، وكان موضوعها هو الحرية. فالبطلة الشابة اليزا سومرس، أبحرت في العام 1849 من فالباراييسو باتجاه كاليفورنيا، لاهثة وراء حبيبها الذي غادر منذ شهرين، وبحكم نشأتها الارستقراطية، فقد أجبرت في كاليفورنيا على استبدال لباسها بآخر رجالي وان تخرج لغزو عالم ذكوري معتمدة على سلاح الشجاعة دون غيره. وخلال مسيرتها لسنوات ساعية وراء ذلك الحبيب المنزلق اكتسبت اليزا شيئا ثمينا كما الحب: اكتسبت الحرية.
    عندما أنهيت تلك الرواية كتب لي بعض القراء بأنهم يودون معرفة المزيد عن الشخصيات، فافترضت أن النهاية المفتوحة التي وضعتها للكتاب لم ترقهم، وهكذا في العام 2000 كتبت رواية " صورة عتيقة"، هذه الرواية ليست جزءا ثانيا لسابقتها، لأنها تتيح إمكانية قراءتها بشكل مستقل رغم أنها أخذت من الرواية الأولى بعض الشخصيات.
    تحكي الرواية قصة ارورا ديل بايي حفيدة اليزا سومرس , التي ولدت بالحي الصيني بسان فرانسيسكو, والتي عانت في طفولتها من صدمة فقدت على إثرها ذاكرتها في السنوات الماضية؛ فتبنتها جدتها لأبيها حتى لحظة هجرتها من كاليفورنيا إلى الشيلي على عكس ما قامت به اليزا سومرس.
    جرت أحداث الرواية بداية, في فترة من أهم الفترات في تاريخ الشيلي أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر, في ذاك الوقت مرت البلاد بحروب وثورة دموية. اعتقد انه حينئذ تم إنشاء" المجلس الوطني". تيمة هذه الرواية هي الذاكرة, التيمة الأساسية في حياتي والمتكررة في جل أعمالي.
    في هذا الكتاب أخذت كذلك بعض الشخصيات روايتي الأولى " منزل الأرواح" مشكلة بذلك ثلاثية بين الكتب الثلاثة: "ابنة الحظ" و "صورة عتيقة" و أخيرا "منزل الأرواح ".
    احدث كتبي الآن هي "مدينة الحيوانات", قصة عن المغامرات وعن السحر الموجود في الأمازون, أتمنى هذه المرة أن يكون قرائي من الأطفال والشباب، فبعد أن كتبت روايتين تاريخيتين طويلتين، فانا محتاجة أن استعيد مرح الطفولة. أليست الكتابة للصغار إذن شيئا جميلا؟ لَم أتسلى قط بالكتابة كما افعل الآن, وأتمنى أن شخصيات "مدينة الحيوانات" تعود لمرافقتي في كتب ومغامرات أخرى

    4
                  

08-29-2006, 04:48 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم ايزابيل الليندي (Re: Sabri Elshareef)

    5
    كل الأحداث والأشخاص الذين عرفتهم في حياتي هم مصدر إلهامي الوحيد، لهذا أحاول العيش بشغف وان أتعرض لجميع الأهواء دون خوف من الآلام التي لا مناص منها, فتجارب اليوم هي ذكريات في الغد، هي الماضي الذي ينسم وجودي. إذا تطلعت إلى حياة مستقرة فلن استطيع الكتابة, وماذا سأكتب؟ ذاكرتي ذاكرة المغامرة والحب والألم والفراق والغناء والدموع. عندما انظر إلى الخلف يتملكني انطباع بأنني بطلة ميلودراما, لكن يمكن أن يكون ذلك غير صحيح: فقد خانتني المخيلة. امضي عدة ساعات وأنا وحيدة وصامتة فيتلاشى الواقع من أمامي وانتهي إلى سماع أصوات ورؤية أشباح واختلق نفسي بنفسي. أوقعني الزمن في شراكه ثم بدا دورانه، لقد عشت ما يكفي لأرى العلاقة بين الأحداث والتحقق أن الدوائر مغلقة , لذا أطأ بحذر شديد لان ما حدث معي يستوجب أن كل حركة وكل كلمة وكل قصد له أهمية في التشكيل النهائي للوجود. ربما فالزمن لا يمضي, وأننا نحن الذين نمر عبره. ربما فالفضاء مليء بهيآت من جميع الحقب, كما تقول جدتي. فكل ما حصل وسيحصل يتعايشان في حاضر ابدي. باختصار: اعتقد أن كل شيء ممكن.
    الآن وقد وصلت إلى سن محترمة. فإنني انظر بابتسامة إلى الماضي وأترقب الموت بفضول كبير{....} فليست لدي لا خطط ولا تخوفات ولا اشعر حتى بالندم: فانا استطيع أن اكتب بحرية تامة.


    5



    عملت التقسيم تسهيلا للقراء واعلم ظروف دخول كتيرين وليس لهم زمن كبير

    وعلي كل لكم/ ن والي اللقاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de