تعاني العاصمة مشكلات متعددة ومتشابكة كجزء من الأزمة الوطنية الشاملة التي عجز نظام الانقاذ في تقديم أبسط الحقوق المشروعة المتمثلة في توفير الخدمات الضرورية ، والصحة ، والتعليم ، وصحة البيئة ، والمجاري ، والكباري ، والسدود ، وقد فضحت الأمطار والسيول ادعاءات ولاية الخرطوم ، وقد غمرت الأمطار والسيول العديد من أحياء العاصمة ، خاصة مناطق أمبدة ودار السلام ، والعامرية ، وود نوباوي والقماير ، والريف الجنوبي بأمدرمان ، والحاج يوسف ، والأحامدة ، والشقيلاب ، والكلاكلات ، ومايو . وقد نجم عنها العشرات من الضحايا والمصابين الذين إنهارت عليهم منازلهم ، وقدرت المنازل المنهارة بأكثر من خمسة آلاف منزل ، وعشرات المدارس والمراحيض ، وبعض الكباري والسدود ، خاصة السد الواقع شمال غرب أمدرمان الذي لم يتجاوز عمر تشييده العام والذي كلف أربعة مليار دينار . وهذا ما يؤكد عشوائية التخطيط الاسكاني والعمراني ، وضعف البنية التحتية ، وغياب السلطة في تحمل مسؤوليتها في درء الكوارث.
وظلت العاصمة تعاني من تدهور صحة البيئة منذ فترات طويلة تفشت فيها أمراض الاسهالات المائية والكوليرا والحميات ، والنتيجة الطبيعية للسيول والأمطار وتراكم البرك هي زيادة من هذا التدهور المريع في صحة البيئة خاصة في أحزمة الكادحين بأطراف العاصمة والتي جعلها نظام الخرطوم مدافن للنفايات ، فمدافن نفايات العيلفون وشمال غرب أمدرمان خير دليل على ذلك رغم احتجاجات المواطنين . وفي هذا الصدد نطالب السلطات بترقية الخدمات الصحية وتوفير المطلوبات الضرورية بالمستشفيات ، كما نحذر من تصاعد حالات مرض الايدز في العاصمة والتي وصلت لأكثر من ستمائة ألف حالة .
إنعكس هذا الواقع المزري وساهم بشكل مباشر في تردي التعليم العام الذي تحول الى تعليم طارد للطالب والمعلم ، لعدم توفير الكتاب والبيئة التعليمية والمنهج الصحيح ولجأ المقتدرون الى المدارس الخاصة ذات التكاليف الباهظة والتي تفشت كالسرطان في زمن الانقاذ ، والتي لا يقوى الفقراء والكادحين على تكاليفها لذلك نطالب بدعم مجانية التعليم وسلامة مناهجه .
وفي مجال أمن المواطنين ومنذ أحداث الأثنين الأسود تصاعدت الانفلاتات الأمنية ، وما زالت العاصمة تعيش في فوضى أمنية خطيرة نتاج لانتشار أكثر من (47) مليشيا باعتراف قادة النظام ، مثل أحداث سوبا والكلاكلات والحاج يوسف . ورغم كل المعاناة التي يجدها المواطنين في العاصمة فقد ظلت السلطات والمحليات ترهق كاهل المواطنين بالجبايات الباهظة والأتاوات من ضرائب ، وزكاة ، ورسوم نفايات ، وخدمات ، وعوائد ، بالاضافة إلى التزاماتهم في الكهرباء والمياه .
إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي نؤكد وقوفنا مع إحتجاجات المواطنين ، وندعم موقف إضراب تجار سوق أمدرمان ، وتجار المنطقة والسوق الشعبي ، كما نؤكد تضامننا مع العاملين في القطاع العام ووقوفنا ضد حملات التشريد والاحالة للصالح العام ، بفرية إلغاء الوظيفة أو فائض العمالة أو خصخصة المؤسسات أو توقف الانتاج.
يا جماهير العاصمة الشرفاء :
إن حقوقكم المشروعة التي هضمها النظام لا تسترجع إلا بوقوفكم بصلابة بالضغط على الحكومة باستخدام وسائل الاحتجاج المشروعة من مظاهرات ومسيرات وتجمعات . وإن الوضع المتردي في العاصمة هو جزء من أزمة وطنية شاملة لا يعالج جذرياً إلا عبر خيارين : أما إستقالة النظام الراهن ، وتكوين حكومة وحدة وطنية حقيقية تشارك فيها كافة القوى السياسية دون تمييز ، وأن تلتزم بالثوابت الوطنية ، أو أن يتصاعد النضال الشعبي من أجل الانتفاضة الشعبية ، وهذا يتطلب الاصطفاف في جبهة عريضة من أجل إسقاط نظام الشراكة المنهار المتكي على جدار الأجنبي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حسين يوسف احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست